سامي النصف

ليالٍ رمضانية ودواوين

زيارة صاحب السمو الأمير حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء ومن بمعيتهم من أبناء الأسرة الحاكمة للدواوين والمقاهي والجمعيات والتجمعات الشعبية تعكس بشكل جميل البساطة والتواضع ودفء العلاقة الإنسانية القائمة بين الحاكم والمحكوم في بلدنا الآمن، وهي ميزة لا تراها في الدول الأخرى.

ومبادرة طيبة ومعتادة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، عندما أمر باستضافة الجرحى من الأشقاء العراقيين في مستشفيات الكويت، واعتقد ان على الاخوين سفير الكويت في العراق وسفير العراق في الكويت ان يحرصا على أن تقوم وسائل الإعلام في البلدين بنشر تلك المبادرة الإنسانية لترطيب القلوب وتحسين العلاقات بين الشعبين الكويتي والعراقي.

التقينا في ديوان السيد عبدالعزيز سعود البابطين العامر بضيف الكويت الكبير السيد عمار الحكيم والوفد المرافق له، ومما طرحه السيد عمار الحاجة لتواجد وتداخل عربي أكبر في العراق عبر مشاريع تنموية واستثمارية، وأن تضاف للسفارات العربية في بغداد قنصليات في البصرة والنجف والموصل وكركوك وغيرها كحال بعض الدول الأخرى القريبة والبعيدة.

كررت في سنوات ماضية الدعوة لخلق بروتوكولات موحدة لكيفية تقديم التهنئة في الدواوين الكويتية منعا للالتباس، ومما طرحناه أن الأفضل هو السلام باليد على أصحاب الديوانية فقط والاكتفاء بالتهنئة الشفوية الجماعية لباقي الضيوف ممن قد يكون الفرد قد التقاهم في أكثر من ديوانية أخرى ومن ثم يصبح محرجا تهنئتهم مرة ثانية وثالثة.. الخ.

وضمن تلك البروتوكولات ضرورة وضع لوحات عند باب الديوانية قبل الدخول للإبلاغ عن حالة العزاء عند حدوثها وان أهل الديوان يستقبلون العزاء لا التهنئة ودون ذلك تحدث احراجات كثيرة خاصة في اليوم الأول للعزاء، كما ان من الضرورة بمكان وضع لوحات منذ أوائل الشهر الفضيل تخبر الزائرين بالأيام المحددة للتهنئة، فكثير من مشاوير هذه الأيام تزحم الطرق وتنتهي بديوانيات مغلقة لا يعلم أحد متى تفتح.

من يشتك من زحمة رمضان في الكويت التي لا تزيد على دقائق قليلة فعليه أن يتابع أخبار أكبر زحمة في التاريخ والتي تسببت فيها أعمال الطرق في العاصمة الصينية وعدم وجود منافذ (EXIT) على الطرق السريعة المؤدية لها مما جعل السائقين ينتظرون 10 أيام في سياراتهم، ومن يشتك من سوء القيادة أو الحوادث أو عدم الالتزام بقوانين السير في الكويت أو مصر أو لبنان فعليه أن يشاهد الحوادث التي تسجلها كاميرات المرور الصينية التي تظهر انهم لم يتعودوا بعد على الثقافة المرورية ولا يعلم البعض منهم ان للسيارات فرامل وان الإشارات المرورية والتقاطعات يجب ان تحترم، اذهب الى «اليوتيوب» وابحث عن CHINESE TRAFFIC ACCDENT.

آخر محطة:

مما تعلمته خلال الأيام الماضية ضرورة التأكد في بلدنا ـ خاصة في رمضان ـ من عشرة مصادر مختلفة على الأقل حتى يمكن لك التيقين من صحة المعلومات التي تصلك.. فعذرا لأي خطأ غير مقصود.

سامي النصف

عما يفعله المسلمون بسمعة الإسلام

نشرت مجلة «التايم» الأميركية واسعة الانتشار على صدر غلافها صور عائشة الافغانية الجميلة ذات الـ 18 ربيعا والوجه القمري الابيض، والشعر الاسود الفاحم، وقد جدعت جماعة الطالبان أنفها وقطعت أذنيها، وكان تساؤل المجلة المحق: «ماذا سيحدث إن تركنا أفغانستان؟!».

يعتقد كثير من الاميركيين ان الرئيس أوباما مسلم كونه ولد مسلما واسم أبيه حسين (لنا أن نتصور ما كنا سنقول لو كان أبوه يهوديا اسمه مناحيم) كما أنه يتخذ مواقف طيبة من القضايا العربية والاسلامية بعكس سلفه الرئيس بوش، بدل ان يدعم عرب ومسلمو أميركا ذلك الرئيس المعتدل أمام الهجمة التي يتعرض لها من قبل اليمين المتطرف، اختاروا موقعا يطل على مبنى التجارة الدولي ليكون مركزا ومسجدا اسلاميا، رغم أن تلك المنطقة لا يوجد بها مسلم واحد وأرض الله واسعة… من لديه هذا النوع من الاصدقاء لا يحتاج للأعداء أبدا!

بودنا أن نعرف أسماء حكومة القاعدة الخفية، ومن أين تحصل على المال والسلاح وطبيعة شبكة اتصالاتها التي توصل أوامر تلك الحكومة القابعة في كهوف تورا بورا الى اتباعها في مشارق الأرض ومغاربها بعد أن قارب اليمن على الانشطار وقيام الحرب الأهلية فيه بسبب تنظيم القاعدة الذي دمرت عملياته القتالية الصومال وقارب على تفجير العراق بعملياته التفجيرية التي لا تنتهي.

أعاد د.عبدالمحسن العبيكان للأذهان مؤخرا دعوى صحة فتوى رضاعة الموظفة لزميلها أو زملائها في العمل، متناسيا حقيقة بيولوجية هي عدم قدرة النساء على الرضاعة إلا في الفترة القصيرة التي تتلو الولادة، تلت ذلك فتوى منه أعلنت عدم صحة صلاة وصيام أهل الطائف وبقية المناطق الجبلية في السعودية، وهو ما اعتبره كارثة كونهم يسكنون جبالا عالية قد لا تغيب الشمس عنها الا بعد 4 – 6 دقائق من موعد افطار توقيت أم القرى والمناطق المنخفضة حسب قوله.

والرد على فتوى د.العبيكان له ألف وجه ووجه، ففي بدء الدعوة النبوية لم تكن مواقيت الصلاة والصيام بدقة الساعة السويسرية الحالية، بل كانت تقوم كما يعلم الجميع على أوقات «تقريبية» فقد تفطر قرية قبل أو بعد قرية قريبة منها بدقائق عديدة ولم يخطئها أحد آنذاك كما قام بذلك شيخنا الفاضل، ثم هناك استحالة في تطبيق فتواه، حيث يستوجب الأمر وضع مواقيت صلاة وصيام لكل جبل وتل وعمارة عالية على حدة، بل يجب أن تخلق مواقيت متباينة لسكان الارتفاعات المختلفة في ذات الجبل أو العمارة، وهو أمر مستحيل وليت شيوخ ديننا يستوعبون حكمة الأولين في عدم التطوع والتبرع بالافتاء، وحكمة الآخرين في حصر الافتاء بدار الافتاء والمفتي العام.. والصمت حكمة!

آخر محطة:

 (1) العزاء الحار للزميل جاسم بودي ولآل بودي الكرام على وفاة فقيدتهم نجود، للفقيدة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

(2) وقع خطأ مطبعي في مقال الأمس، حيث ان اسم السمكة جمه وجمعها جموه.

(3) زرت متحف محمود خليل قبل سنوات قليلة وكتبت مقالة عن تلك الزيارة التي أصر خلالها رجال الأمن على رؤية جوازي الذي كان بالصدفة معي وكأنني في المطار أنوي المغادرة وليتهم اهتموا بعملهم الأساسي بدلا من تلك القشريات التي أضاعت تلك اللوحة النادرة.

(4) ويقال إن لوحة زهرة الخشخاش التي سرقت لم تكن أصلية بل هي نسخة طبق الأصل عملت في الكويت عام 77 بعد سرقتها الأولى وإبان وجود اللوحة الاصلية هنا لمدة عام مما أهّل السارقين لعمل نسخة أصلية منها آنذاك وان السرقة هذه المرة إما بالخطأ أو للتغطية على تلك الجريمة.. والله أعلم.

سامي النصف

لماذا تحولنا إلى جموم؟

«الجم» لغير الناطقين باللهجة الكويتية هي سمكة غبية يضرب بها صيادو الأسماك المثل في الحمق في التصرف والغفلة في الحركة ومن ذلك فما ان يرموا سناراتهم في البحر حتى يكون سمك «الجم» أول ما يتم اصطياده، ولأنه لا يؤكل يتم رميه في البحر إلا انه وبذكاء شديد يعود للسنارة وهكذا حتى يقتله الصياد في نهاية الأمر‍‍!

لا أعلم لماذا ـ أو متى ـ تحولنا من «يهود» الخليج كما كنا نسمى كرمز للشطارة والدهاء والذكاء الى «جموم» الخليج حيث بتنا والعياذ بالله لا نجيد عمل أي شيء صح فأخطاؤنا وكم غفلتنا يجعلان الرضيع يشيب، والثكلى والأرملة تموتان ضحكا على ما تريان وتسمعان من أعمال وأفعال أصبحنا نختص بها دون الخلق.

وقد جرى العرف في العالم أجمع ان يتم التعلم من الأخطاء فلا تتكرر كما ان الخطأ يصحح بالصواب، لدينا تكل وتمل ايدي الصيادين ونحن نقفز من البحر الى ايديهم أو سناراتهم، كما ان تصحيح الأخطاء لدينا يتم بأخطاء أكبر منها فإذا ما صرفت الحكومة دينارا تصايح بعض رجال السلطة التشريعية ممن يفترض عملهم بهم الرقابة ووقف الهدر لصرف ألف دينار مستشهدين بذلك الدينار اليتيم الذي صرف.. عفارم!

ويصطفي العالم الأذكياء والمبرزين من أبنائه لتقلد المسؤولية في القطاعين العام والخاص كي يتسابقوا على الإنتاج والإنجاز، لدينا تتم محاربة هؤلاء المبدعين محاربة شديدة ويضربون ضرب غرائب الابل ويستبدلون عادة بمن يسفك ويدمر موارد الدولة وكلما زاد الدمار زاد الحب والود والتعظيم والتبجيل ولا حول ولا قوة إلا بالله!

آخر محطة:

 (1) لا نفهم إطلاقا معنى ومغزى تعليق ميزانية «الكويتية» وهو ما يمس سلامة وراحة وأرواح المسافرين ويشكل عقوبة مباشرة للآلاف من الموظفين.. فأين الحكمة؟!

(2) «الجزيرة» و«الوطنية» شركتا طيران كويتيتان يملك أسهمهما آلاف الكويتيين ـ للمعلومة لست منهم ـ وتوفران خدمة رائعة لمسافرينا والشركتان تتعرضان هذه الأيام بسبب الأوضاع الإقليمية والعالمية لخسائر بالملايين مما يهدد بقاءهما، كما جرى لشركة «سما» السعودية التي توقفت عن الطيران ـ للمعلومة تحويل الشركتين الى الربح كي تستمرا في عملهما الرائع لا يحتاج إلا الى خفض أسعار الأرضيات والخدمات في المطار وإعطائهما خصومات في أسعار وقود الطائرات ـ فهل نتحرك قبل خراب البصرة؟!

سامي النصف

محاولة للفهم

كلنا خلق الله ولا فرق بين البشر بسبب اللون أو العرق أو الدين، لذا لم أفهم مغزى تهديد عائلة أحد علماء الدين الأفاضل للشركة المنتجة لمسلسل «إخوان مريم» كونهم صوروه بأنه أسود اللون ولم أفهم في المقابل اعتذار الشركة اللاحق عن ذلك الفعل فللمعلومة لا توجد أسرة كويتية إلا وتتعدد ألوان أبنائها وكنت سأتفهم لو طلبت العائلة الكريمة تصحيح تلك الواقعة حفاظا على الدقة التاريخية دون الحاجة لادعاء الضرر أو التهديد بالمقاضاة.

 

وقد قرأت تاريخ الكويت بتمعن شديد وعلمت من خلال ما قرأت حقيقة ان بلدنا قام على جهود أبنائه العاملين في التجارة والغوص حيث لم نكن نملك أي موارد أخرى، وكان التاجر الكويتي يحرص رغم قلة موارده على حسن سمعته، لذا لا يمكن تصور صحة وجود تجار كحال التاجر «أبوشاهين» في ذلك المسلسل الذي يحرص على الاستيلاء على بيوت من يقترض منه المال في وضع أقرب لتاجر البندقية الشهير.

 

ودلالات خطأ ذلك الفهم عديدة منها انه لم يأت ضمن الموروث التاريخي الكويتي من كلام متواتر أو مكتوب أو شعر محفوظ، كما لم يعلم في الكويت قط عن ظاهرة «Homeless» أو من يبيت في الشوارع بسبب الاستيلاء على منزله من قبل الدائنين رغم فقر الكويت الشديد مقارنة بالدول الثرية والمتقدمة المبتلاة بمثل تلك الظاهرة غير الإنسانية هذه الأيام وهو أمر يجب أن يسلط الضوء عليه كويتيا بالإيجاب لا السلب خاصة أمام المشاهد العربي أو الخليجي.

 

ولم أفهم رفض البعض زيادة 25 دقيقة في «الأسبوع» لدعم الأنشطة المدرسية في المدارس مع العلم ان أغلب مبدعي العالم في الآداب والفنون والإعلام والرياضة وعباقرته ليسوا نتاجا لمخرجات المناهج الدراسية المعتادة بل هم من مخرجات حصص الأنشطة المدرسية التي تكشف الإبداع وتدعم المواهب.. و25 دقيقة في الأسبوع مو قادرين عليها وين وصلنا؟!

 

كما لم أفهم معنى ومغزى دراسة لأحد الاخوة الأعزاء تظهر «مظلمة الموظف الكويتي» كونه تحول من عطلة اليوم الواحد الى عطلة وإجازة اليومين كحال جميع دول العالم الأخرى (كتبت شخصيا مقالا عام 80 دعوت فيه الى عطلة الجمعة والسبت) وكأن الإنصاف يقتضي منا ان نعود به لعطلة اليوم الواحد، كما لم أستوعب أرقام دراسة الزميل حول هذا الموضوع التي تظهر ان معدل راتب الموظف الحكومي الكويتي وغير الكويتي تقارب 1200 دينار في الشهر.

 

آخر محطة: لتسليط الضوء على مكارم تجار الأمس وهم جزء من تاريخ الكويت الناصع حاله حال أفعال أبنائه الآخرين، أخبرني العم المرحوم عبداللطيف الطبطبائي ان التاجر الكويتي كان كريما رغم انه لم يكن يملك الكثير لدرجة انه كان يتصدق الخميس وقد لا يجد في بيته ما يأكله الخميس الذي يليه.

سامي النصف

سحر المغرب

الآن وبعد تأسف الخارجية الكويتية واعتذار تلفزيون الوطن والتصريح الايضاحي والمهدئ لرئيس مجلس ادارته الزميل وليد الجاسم والذي اظهر ان المسلسل الناقد كان يستهدف بعض السلبيات في المجتمع الكويتي لا غيره من المجتمعات، نرجو ان يغلق ذلك الملف بعد ان اظهرت ردود الفعل مقدار حب واحترام وتقدير الكويت الشديد للمغرب قيادة وشعبا.

وللمغرب مواقف مشرفة لا ننساها ككويتيين ومن اهمها استدعاء الملك الحسن الثاني رحمه الله للسفير الكويتي في المغرب ظهر يوم الغزو مباشرة للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء المغربي التي ادانت الغزو الصدامي الغاشم لبلدنا، كما لم نلق من الشعب المغربي الصديق طوال السنين الا كل حب وود في الحل والترحال.

وبعيدا عما جرى مؤخرا فلدينا فهم خاطئ في الكويت مضمونه ان كل الامور قابلة للهزل و«التنكيت» والواقع ان هناك قضايا في الحياة جدها جد وهزلها جد كذلك، والواجب ان نكون حذرين جدا في تناولها في مجالسنا ودواويننا ـ داخل الكويت وخارجها ـ او ضمن أعمالنا الدرامية حتى لا «نزعل» اخوة واشقاء واحباء لا يتقبلون ذلك النوع من المزاح والسخرية.

وليس مقبولا ان يكون لدينا ازدواجية في المعايير فاذا ما تعرض لنا احد من منضوي السلطة الثانية (نواب الشعب) او الرابعة (الاعلاميين والصحافيين) في دولة اخرى ثرنا وغضبنا وهددنا وتوعدنا رغم علمنا ان من صرح ليس مسؤولا حكوميا، اما اذا حدث العكس فنتعذر بأننا غير مسؤولين عما قيل لعدم صدوره من جهة رسمية مخولة.

وللمغرب سحر خاص يعكسه جمال طبيعته وتنوع تضاريسه من شواطئ وجبال وسهول وصحراء، اضافة الى طيبة شعبها وحسن معاملته للضيوف والسواح والزائرين، وجده وابداعه في عمله، اما غير ذلك فهو صور نمطية كاذبة عند بعض المشارقة عن المغاربة وعند بعض المغاربة عن المشارقة وقد تعرضنا لذلك في مقالنا «أصيلة الأصيلة» في 9/8/2010 عندما ذكرنا «ان هناك مفاهيم شديدة الخطأ بين المشرق والمغرب» واعتقد ان علينا كعرب ان نصحح تلك المفاهيم الخاطئة عن بعضنا البعض قبل ان نحاول تحسين صورتنا لدى الآخرين.

آخر محطة:

«لو كان الكويتيين ينظرون للمغربيات بنظرة سوء لما تزوجن كويتيين وتزوج كثير من الكويتيين مغربيات، ان اخواننا الكويتيين ـ والله العظيم ـ يحترموننا بالزاف ونحن عزيزون عليهم لذا خلوا قلوبكم رطبة وعواشركم مبروكة» ما سبق هو رد من مغربية متزوجة من كويتي ضمن ردود منتدى صحيفة «هسبرس» المغربية واسعة الانتشار.

سامي النصف

الأمة العربية بحاجة للمفتش كلوزوا

لا ينسى الإنجليز حتى اليوم حوادث قتل منطقة «وايت شابل» شرق لندن التي جرت احداثها اعوام 188(8)1891 والتي نسبت لمن سمي بـ «جاك السفاح»، كما انه مازال الاميركان يتهامسون عمن يقف خلف مقتل الرئيس جون كيندي رغم القبض على قاتله واعترافه، كما يتحدثون عن الاختفاء الغامض للزعيم النقابي جيمي هوفا صيف عام 75.

القضية في لبنان يجب الا تركز على مقتل الرئيس رفيق الحريري الذي لا مانع ان يعلن ولي دمه عن تنازله عن دمه فداء لوطنه على شرط معرفة القاتل لسبب اساسي ورئيسي هو ضمان عدم استمرار حالات الاغتيال مستقبلا، فعدم الكشف في وقت مبكر عمن اغتال الحريري جعل السبحة تكر ويتم اغتيال سمير قصير والوزراء والزعماء والنواب جورج حاوي  وجبران تويني ووليد عيدو وابنه خالد وبيار الجميل ومرافقيه وانطون غانم ومرافقيه الاربعة، وفرانسوا الحاج مدير عمليات الجيش اللبناني، ووسام عيد ضابط الامن الداخلي اضافة الى محاولات اغتيال مروان حمادة وإلياس المر ومي شدياق وغيرهم.

وفي العراق الشقيق تسبب عدم الاعلان «رسميا» عمن قتل السيد عبدالمجيد الخوئي ابن المرجع الكبير ابوالقاسم الخوئي في ابريل 2003 في تشجيع من قام لاحقا بتفجير موكب السيد محمد باقر الحكيم في اغسطس 2003 ثم كرت السبحة بعد ذلك ولم يعد يوم يمر دون حالات تفجير عشوائية تودي بحياة المئات والآلاف وتتسبب في هجرة الملايين المرعوبة من ردود الفعل، كما ساهمت الاغتيالات في قطع اواصر الود والمحبة التي تربط ابناء الشعب العراقي بعضه ببعض واستبدالها بالحقد والشك والكراهية مما بات يهدد وحدة أراضيه.

ويمتد مسلسل التفجيرات والاغتيالات المفجر للأوطان العربية الى «شبه القارة السودانية»، حيث تسبب اسقاط طائرة الزعيم جون قرنق في يوليو 2005 الذي كان يؤمن بوحدة السودان، وعدم معرفة او محاسبة الجاني، في دعم التوجهات الانفصالية بالجنوب مما سيؤدي الى انفصاله شبه المؤكد العام المقبل، وتحول ذلك البلد الى مشروع بلقنة وصوملة ولبننة ويوغوسلافيا جديدة، ولا ننسى في هذا السياق الجرائم التي ارتكبت في الجزائر واستمرت لعقد من الزمان دون معرفة الفاعلين مما ادى الى هدر مواردها ووقف تطورها.

ان حق الانجليز والاميركان في إزالة الغموض عمن يقف خلف بعض الجرائم التي ارتكبت على ارضهم يجب ان يعطى للدول العربية كذلك ولا تكفي الاشارة العامة دون دليل او اثبات لهذا الطرف او ذاك تكرارا للمقولة الشهيرة «الحق على الطليان» بل تريد شعوبنا العربية ان تسمع الاعترافات الصريحة والتفاصيل المملة ممن قام بالآلاف من الجرائم الكبرى التي حدثت وتحدث كل يوم ثم تنسب الى المجهول.. المعلوم احيانا!

لقد فشلت الاجهزة الامنية العربية التي عرف عنها سماعها لدبيب النملة في كشف الغطاء واماطة اللثام عمن يقف خلف الجرائم الكبرى التي ارتكبت وترتكب على ارضنا العربية، لذا بتنا في أمس الحاجة الى دعم خارجي ممثل اما في المفتش الألماني ديتليف ميليس وخلفه المحكمة الدولية (ما شكلت الا بسبب فشلنا الذريع في معرفة الجناة في سلسلة الجرائم التي ارتكبت) او بالمقابل استدعاء المفتش الفرنسي جاك كلوزوا الشهير بالنمر الوردي الذي كان يصل رغم وسائله المضحكة والغريبة والغبية الى القبض على الفاعلين ولا يطلب احد هذه الايام شيئا اقل من ذلك.

آخر محطة:

(1) سؤال غبي معتاد قد يطرحه المفتش كلوزوا.. مادامت اسرائيل الشريرة هي التي تقف خلف جرائم واغتيالات لبنان فلماذا لم تستغل عمالة العميد فايز كرم وهو اقرب مقربي الجنرال عون لاغتياله؟!

(2) لا مانع للوصول للحقيقة من ان تعلن الدول المعنية العفو العام عمن قام بتلك الجرائم كوسيلة لإيقافها وإيقاف الدماء التي ستسيل انهارا مستقبلا في حال استمرارها.

سامي النصف

من يجرؤ على الكلام؟!

بعكس الانسحاب الكبير من فيتنام في ربيع 1975، أتى سحب آخر القوات الأميركية المقاتلة من العراق باتجاه الكويت الذي تم قبل ليلتين، هادئا حتى ان الرئيس أوباما لم يذكره في خطابه الأخير ولم يبق على أرض الرافدين إلا القوات الأميركية الخاصة بالتدريب والتأهيل.

أمران انشغل بهما المراقبون لذلك الانسحاب التاريخي، أولهما تصريح رئيس الأركان العراقي بابكر الزيباري بأن الجيش العراقي لن يكون مؤهلا لتثبيت الأمن في البلاد وتأمين الحدود قبل عام 2020 مما قد يفتح الباب واسعا للاقتتال الداخلي الذي لا يبقي ولا يذر، والثاني حقيقة ان العراق فقد للمرة الأولى توازن القوى التاريخي القائم منذ 9 عقود مع إيران، ان أوضاع المنطقة الحرجة توجب على الدول الخليجية تشديد أواصر التحالف مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وكان الله في عون العراق على القادم من الأيام.

خبران مفرحان لبلدنا لم يعقب أحد عليهما ولنا ان نتصور كم النواح واللطم والبكاء لو أتت الأخبار بعكسهما، الأول عن احتلال الكويت المركز الأول عربيا في جودة المياه والصحة والتعليم والاقتصاد والسياسة، حسب قائمة مجلة «نيوزويك» الأميركية، والثاني تقرير ممثل الـ«فيفا» الدولية الذي أعطى ستاد جابر 9 من 10 في الجودة، لقد خُلقت ثقافة قمعية خاطئة في شارعنا السياسي لم يعد أحد يجرؤ معها على الثناء على بلدنا.

وفي بلدنا هناك هجمة شرسة على النائبات تقوم على معطى قصة «أكل الثور الأبيض» أي التركيز على احداهن (د.سلوى الجسار) ثم التحول بعد الانتهاء منها لغيرها لاثبات خطأ مشاركة النساء في البرلمان ومن ذلك تكرار مقولة «تسييس السياسة» التي تنسب لها، والحقيقة ان النواب نساء ورجالا بشر يمكن ان تزل ألسنتهم أو لا تفهم مقاصدهم، ولكن هل يستطيع الناقدون حقا ان يقارنوا تلك المقولة بالبذاءات والشتائم والتعرض لأعراض الناس التي اشتهر بها بعض النواب الآخرين أو حتى ان تقارن بالخطأ والتلاعب بالقسم الدستوري كما حدث مرارا في الماضي.

وضمن الحملة اتهام النائبة الفاضلة نفسها بالتوسط لأحد أقاربها وان احد شروط التعيين في المنصب الذي تقلده لا ينطبق عليه، ومضحك جدا أن يأتي النقد والتعرض للنائبة ممن لم يعرف عنهم إلا التوسط لسنوات طوال للأقارب البعيدين والقريبين للحصول على مراكز لا يستحقونها ولا تنطبق عليهم شروط التعيين، وإلا لماذا احتاجوا للتوسط أساسا؟!، لذا فمن كان منهم بلا خطيئة التوسط فليرمها بحجر أو ليصمت.

وفي وقت نطالب فيه دائما بتطبيق القانون بنصه وروحه، ولكن مادام ذلك الأمر غير معمول به دون إرادتنا في بلدنا المعطاء بسبب الصفقات السياسية، فأيهما أفضل ان يعين دكتور جامعي شديد القدرة والكفاءة والإبداع وله دراسات مختصة في قضايا المعاقين وأظهر منذ اللحظة الأولى رغبته في الإصلاح والقبول بالمحاسبة على عمله، أم ان يعين من لا يملك القدرة والكفاءة والأمانة كما حدث مرارا وتكرارا في الماضي دون تعقيب أو تعليق؟!

آخر محطة:

(1) الشكر الجزيل للعميدين الصديقين محمد الصبر وإحسان العويش على حسن التعامل وكفاءة الأداء في إنجاز الأعمال.

(2) خانت العبرة الصديق المفكر حسن علوي وهو يروي لي انطباعاته عن زيارته الأخيرة لبغداد التي قد يتحول لون نهريها الى الأحمر القاني بسبب الأحداث الجسام القادمة، وأين الجامعة العربية لتسد بقواتها الفراغ الكبير الناتج عن خروج القوات الأميركية؟!

سامي النصف

كباراً عاشوا وكباراً رحلوا

العزاء الحار للكويت في فقيدها الكبير الأديب والشاعر والإعلامي والسفير العم أحمد محمد السقاف الذي كان تقيا نقيا مؤمنا بالمصير الواحد للأمة العربية، فللفقيد والراحل الكبير الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وفقدنا بالأمس محب الكويت الكبير الأديب والشاعر والإعلامي والسفير والوزير د.غازي القصيبي الذي كان نابغة وجامعة قائمة بذاتها، فقد تولى الوزارة وهو في الثلاثينيات من عمره وظل يعطي لبلده من جهده وقدراته الفذة حتى توفاه الله وهو في موقع المسؤولية، رحم الله فقيد السعودية والكويت والأمة العربية الدكتور المبدع غازي القصيبي وأسكنه فسيح جناته.

كما رحل عنا قبل 3 أيام أديب الجزائر الكبير الطاهر وطار الذي زرته قبل عامين في مكتبه العامر بقلب العاصمة الجزائرية والذي حوله الى ملتقى ثقافي وأدبي وفكري للادباء والاعلاميين والفنانين، وقد كان مهموما بقضايا الامة العربية التي عكسها في روايته الأخيرة «الولي الطاهر» التي قصد من خلالها استرجاع احوال الأمة إبان الخمسينيات والستينيات عندما كانت دماؤها حارة ومظاهراتها حاشدة ضد التعديات وتحولها فيما بعد الى ما يشبه الولي الطاهر الذي يكتفي بالدعاء عند وقوع المصائب والكوارث، رحم الله الأديب الطاهر وطار وأسكنه فسيح جناته.

كما انتقل الى رحمة الله بداية هذا الشهر أديب وشاعر وديبلوماسي المغرب الكبير ابن اصيلة احمد عبدالسلام البقالي الذي درس في مصر اوائل الخمسينيات ثم عمل ديبلوماسيا بالخارجية المغربية ثم انتقل للعمل بالديوان الملكي، وقد تعرفت عليه في مهرجان الجنادرية وطلبت مؤخرا من الوزير محمد بن عيسى زيارته فأبلغني بأنه في حالة صحية حرجة وقد توفي بعدها بأيام، للفقيد الكبير الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

وقد صدر في ابريل 2010 كتاب من 250 صفحة يروي سيرة وذاكرة الأديب أحمد البقالي ومما أتى فيه ان الرئيس عبدالناصر وعد المهدي بن بركة ان يرأس «جمهورية» المغرب وان بن بركة كان يرى أنه لا مانع من التضحية بثلثي المغاربة ليعيش الثلث الباقي حياة أفضل (نفس نظرية ستالين وهتلر وصدام) وانه قام بقتل قائد جيش التحرير عباس الساعدي قبل ان يقتله الجزار الجنرال أوفقير الذي قام بقتله وسجن اسرته الجنرال أحمد الدليمي الذي قتل فيما بعد في حادث سيارة غامض.

آخر محطة:

1 ـ هناك مبالغة كبرى في تصوير احداث أسرة السفاح أوفقير الذي يذكر البقالي ان لمكتبه في وزارة الداخلية بابين الأول للدخول عليه والثاني لاخراج جثث من يقوم بقتلهم بنفسه في مكتبه ولا يتحدث احد عن مأساة أسر هؤلاء الضحايا.

2 ـ كتبت ضمن مقال الأربعاء 11/8 عن فقدان التيار التنويري العربي ثلاثة من اعمدته الكبار (الجباري، البغدادي، ابوزيد) وانه مازال في العام بقية، وقد أتت الأنباء بوفاة الأربعة الكبار هذه الأيام.. ومازال في العام بقية.

سامي النصف

يا فيصل احذر من خالك..!

تعرض هذه الايام اربعة مسلسلات تاريخية ضخمة اولها «اخوان مريم» للكاتب التاريخي المميز شريدة المعوشرجي والذي يعرض حصريا على تلفزيون الكويت، وقضية تحويل التاريخ الى اعمال درامية امر مهم ويجب ان يمتد الى المسرح المدرسي حتى يسهل استيعاب تاريخنا السياسي المشرف من قبل الصغار والكبار.

ثاني المسلسلات «ملكة في المنفى»، ويتضمن سيرة الملكة نازلي والدة الملك فاروق، وقد بدت بعض الهنات والزلات والاخطاء التاريخية مع بداية الحلقات، ولمن يريد متابعة القصة الحقيقية لمأساة الملكة «الضليلة» وبناتها الاميرات البريئات عليه ان يقرأ كتابا ضخما صدر بداية العام من دار الشروق في 637 صفحة مليئا بالصور والوثائق التاريخية للكاتب المصري صلاح عيسى باسم «البرنسيسة والافندي».

«سقوط الخلافة» مسلسل تاريخي يتحدث عن السلطان عبدالحميد الثاني في عهد تحسن العلاقة التركية ـ العربية هذه الايام، والحقيقة ان الصورة التي عكسها المسلسل عن السلطان مراد الخامس وخوفه الشديد على نفسه من القتل هي الصورة ذاتها التي نقلها الاغاخان في كتاب ذكرياته عن وريثه السلطان عبدالحميد الثاني، حيث ذكر انه كان مهووسا بنظرية المؤامرة والخوف على حياته من القتل حتى انه امر بتفتيشه اكثر من مرة قبل لقائه اعتقادا منه انه من حشاشي قلعة الموت المشهورين بالاغتيالات السياسية.

رابع المسلسلات وآخرها هو «آخر الملوك» الذي يعرض على قناة «الشرقية» العراقية، ويحكي قصة الملك المظلوم فيصل الثاني الذي تتواجد على بعض مواقع الانترنت صور مؤلمة له وقد ظهر عاريا معلقا ورجلاه مقطعتان من شدة السحل، المسلسل يظهر الوصي عبدالاله وهو يبكي حبا وشفقة على الملك فيصل الثاني، والحقيقة هي ابعد ما تكون عن ذلك، فقد سلب عبدالاله الملك من الملك فيصل الثاني وتسبب برعونته وطيشه وطغيانه في قتل العائلة المالكة وضياع العرش.

آخر محطة:

في العام 1952 استقل الملك فيصل الثاني وولي عهده الامير عبدالاله ونوري السعيد اليخت «الملكة عالية» من البصرة وزاروا الكويت رسميا لمدة 5 ايام، وقد تجمهر العراقيون في الكويت لرؤية الملك مما اغلق الطرق واضطر مدير الامن العام الكويتي الى ان يستخدم القوة لتفريقهم، ولما حان وقت خروج الموكب الملكي قام المتجمهرون بهوسة تقول: يا فيصل احذر من خالك، واحدنا بعشر كويتية، وهي هوسة عجيبة اخرى كحال هوسة «صدام اسمك هز أميركا» التي انتهت باختباء صدام كـ «الفار في الغار» خوفا ممن.. هزها اسمه.

سامي النصف

كم من جرائم ترتكب باسم الشعب!

في العام 2007 دفع تكتل سياسي نحو إلغاء صفقة تحديث أسطول الكويتية عن طريق الادعاء بخصخصتها خلال 10 أشهر وان المواطنين سيستفيدون من أسهمها المكتتبة، قاربنا السنة الرابعة دون تخصيص، وقاربت «الكويتية» على مرحلة التدمير الشامل بعد أن تجاوز عمر أسطولها 20 عاما. والسؤال: ما فائدة ان يكتتب الشعب في شركة خاسرة فتتحول 100 فلس الاكتتاب إلى 20 فلسا خلال عام ثم إلى «الصفر» الكبير خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر؟

في العام 2008 طرح نفس التكتل القانونيين 8 و9/2008 بحجة الرغبة في إفادة الشعب من تملكه 50% من مشاريع الـ B.O.T ولخفض أسعار الأراضي، وحدث مرة أخرى تدمير شامل لمشاريع الـ B.O.T حيث توقفت بالكامل وهاجرت المليارات الكويتية لتبني دولا أخرى، وارتفعت أسعار الأراضي إلى الضعف مع توقف أدوات تمويل الشباب بسبب ذلك التشريع المدمر الذي لا يفرض الضرائب على أصحاب العقارات والمجمعات المدرة للمال بل يفرضها بشكل لا مثيل له في العالم على أصحاب الأراضي غير المدرة، المنازل هي أكبر استثمار للإنسان وستنخفض أسعارها إلى النصف العام المقبل بسبب ذلك القانون الأكتع.

في العام 2009 طرحت أو فرضت نفس المجموعة خلق شركات للقيام بالأعمال الإنشائية لخطة التنمية يكتتب بها الشعب بنسبة 50% (من تاني) ولم يقل لنا أحد كيفية استمرار العائد المالي لتلك الشركات المحدد عملها بإنجاز مشروع ما كإنشاء مدينة ..إلخ، ثم يتوقف عملها بانتهاء المشروع، ولم يعطونا مثالا واحدا مشابها لما اقترحوه في دول أخرى بها حركة عمران نشطة أكثر منا، دون مثل تلك الأفكار المدمرة التي ظاهرها رحمة وباطنها عذاب، والتساؤل: كم سيستغرق إنشاء مثل تلك الشركات العملاقة ومدة الاكتتاب بها؟ ومن سيقوم بإدارتها؟.. الخ، إن الحل الأمثل هو بإعطاء تلك المشاريع للشركات الكويتية المختصة والأغلب منها شركات مساهمة عامة قائمة، وما لا تستطيع عمله يرسى على شركات عالمية قادرة، إن جائزة ومكاسب الشعب الكويتي الحقيقية ليست باكتتابات مؤقتة خاسرة، بل بأن تنتهي تلك المشاريع بأفضل صورة وأقصر مدة حتى لا يموت وهو ينتظر مشاريع ورقية تنتظر التنفيذ.

في العام 2010 طرح التكتل ذاته فكرة مدمرة ومدغدغة أخرى غير مسبوقة في تاريخ الدول الأخرى الأكثر منا تقدما ورقيا وإنجازا، وهي إنشاء محفظة من 10 مليارات دينار من أموال الشعب المتباكى على مصالحه تصرف دون رقيب أو حسيب فيما سيدمر النظام المصرفي القائم (وقد يكون هذا بيت القصيد) وقد اعترض وزير المالية ومحافظ البنك المركزي و«جميع» المختصين دون استثناء على تلك المحفظة التي سيستفيد منها أصحاب النفوذ السياسي على حساب مصلحة البلد، إن الحل الأمثل هو ما عمل به في السابق وآخره بعد التحرير عندما وضعت الحكومة أموالا في البنوك لحل إشكاليات المديونيات بضوابط حكومية ورقابة تامة من البنك المركزي إلا أنها كانت تعتبر OFF BALANCE SHEET. إن الخطة الإنمائية يجب أن تمول بهذا الشكل الذي يحفظ حرمة المال العام وقوانين الدولة والتشريعات الدولية المعنية.. وللحديث تتمة في مقالات لاحقة.

آخر محطة:

هناك من يقترح ان تدفع الحكومة مبالغ الاكتتاب في الشركات الوهمية الكبرى وينسى أن هذا الأمر لا يوفر على شعبنا الطيب شيئا، فأموال الحكومة هي أمواله التي ستدفع في اكتتابات ستنتهي خلال سنوات إلى «الصفر» في حال الفشل أو إلى قلة من الأفراد حال النجاح.. غير المتوقع!