سامي النصف

ياسر.. هل أنت ضد النواصب أم منهم؟!

إبان الفتنة الكبرى التي يريد البعض تجديدها هذه الأيام واقتتال المسلمين، قامت مجاميع خارجة بشتم وحتى تكفير الإمام علي، كرّم الله وجهه، كحال الخوارج رغم أن الإمام لم يكفّرهم بالمقابل، كما قام آخرون بشتمه من على المنابر، وقد توقفت واندثرت، ولله الحمد، تلك الجماعة منذ ما يقارب 1300 عام، فلا يحظى الإمام علي عليه السلام وأهل بيته الكرام إلا بالتوقير والاحترام حتى ان أسماء أهل السنة يغلب عليها مسميات «علي وحسن وحسين وخديجة وفاطمة» وفي ذلك يقول الشيخ ابن عثيمين: «النواصب هم الذين يناصبون العداء لآل البيت ويقدحون فيهم فهم على النقيض من أهل السنة».

بعلم أو بجهل يدعو ياسر الحبيب في أقواله وأفعاله لإحياء تراث النواصب المشتهر بالشتم فهو تارة يوسع من تعريف الناصبي حتى يشمل أهل السنة وأهل الزيدية بعكس ما أفتى به السيد السيستاني وغيره من كبار المراجع، وتارة يشتم الصحابة وأمهات المؤمنين مما قد يخلق نواصب جددا يبادلون الشتم بالشتم في وقت نهت الآيات البيّنات حتى عن شتم الأوثان والأصنام والأنصاب حتى لا يرد المشركون بشتم رب العباد (ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوا بغير علم) الآية الكريمة، وقد أتى في الحديث الشريف نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن أن يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه.

وقد أتى في رد ياسر على استشهادي بالآيات التي برأت السيدة عائشة رضي الله عنها من حديث الإفك، إنكاره ذلك المعلوم بالضرورة وقوله إن الآية لم تذكر اسم السيدة عائشة، وهذا تماما منطق النواصب مع الإمام علي والعترة الشريفة من أهل بيته حتى استباحوا دماءهم حيث كانوا يقدحون بهم وينكرون فضلهم «عليهم السلام» عبر طرح نفس السؤال الخبيث أي: من قال ان تلك الآيات نزلت بهم؟ وأين أسماؤهم فيها؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ومما أتى في ردّه، قدحه وشتمه أمهات المؤمنين، محتجا بما أتى في القرآن من آيات حول زوجتي النبيين نوح ولوط، ولا شك أن النواصب الجدد سيسعدون بتلك الحجة حيث ستسمح لهم باستخدام السور والآيات التي طعنت واستهزأت بعم الرسول أبي لهب وزوجته للطعن في الأتقياء الأنقياء من أئمة أهل البيت وزوجاتهم، علما بأنه ذكر نصا أن هناك زانيات من أزواج الأنبياء والأئمة «عليهم السلام»، فهل هذا قول مقبول؟!

كما تضمن ردّه على قولنا بعصمة زوجات الرسول ما يضع حجة كبرى بيد النواصب الذين يعمل جاهدا لإحياء تراثهم وثقافتهم عندما ذكر ان تلك «العصمة» ستقيم الحجة على رب العباد في الآخرة حيث ستقول النساء ومنهن الزانيات: كيف تحاسبنا على أعمالنا وقد عصمت نساء مثلنا كونهن فقط تزوجن الرسول؟ وفي هذا حجة على الله وانه لم يعامل النساء بعدالة، وفي معتقدنا – حسب قوله – ان الله عدل مُطلق لا يجوز إقامة الحجة عليه، حجة كهذه سيستخدمها النواصب للطعن كذلك في عصمة أهل البيت، عليهم السلام، أي سيحتج الكفار بأنه من الظلم القاؤهم في النار كون رب العالمين قد حصّن الأئمة المعصومين بسبب قرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحصّنهم بجعلهم من نسبه وضمن عصمته، وما أسعد، وبحق، النواصب بتلك الأقوال يا ياسر..!

ثم ماذا أبقيت بعد ذلك للطاعنين في دين الحق وفي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تدعي دفاعك عنه بعد أن طعنت بعرضه وعرض أزواجه ثم قدحت وكفّرت وطعنت حتى بأنساب أصحابه وخلفائه وتركت الباب مفتوحا للنواصب لاستخدام أدلتك وبراهينك للطعن في أئمة بيته الأبرار أي سيقول الطاعنون: كيف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم على حق وهؤلاء هم أزواجه وأصحابه وخلفاؤه وحواريوه وأهل بيته؟!

آخر محطة:

(1) يصعب على أحد فهم ما تقوله يا ياسر ومقصده، فواضح أن شتم أمهات المؤمنين الذي لم يكسبك تعاطف الشيعة، لن يتسبب في تحول أهل السنة لما تدعيه، فالشتم لا يكسب أحدا قضية قط والآية التي لا يختلف اثنان على تفسيرها تنص على (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).

(2) جنسية ياسر الحبيب يجب أن ينطبق عليها ما ينطبق على غيرها كوننا نعيش ضمن دولة مدنية تحترم القانون، فإذا ما صدر في الغد تشريع يسقط الجنسية عنه، كما ذكر في الصحف، عندها تصبح أقواله مسؤولية 1.3 مليار مسلم لا قضية مختصة بنا، وأول هؤلاء مسلمو بريطانيا الذين يمكنهم رفع الدعاوى القضائية عليه بتهمة القدح في مقدساتهم والتظاهر ضده ويقفل ملف قضيته في الكويت.

(3) لا أود شخصيا لياسر العقوبة ولا السمعة السيئة التي حصدها خاصة انه من أسرة كويتية كريمة أعرف الكثير من أفرادها الأفاضل، بل أود أن يعود عن مثل تلك الأقوال التي لا علاقة لها بالبحث العلمي أو الشرعي وأن يتفرغ لاستخدام ما يقرأ لا للطعن بالإسلام والمسلمين وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المنتجبين، بل للدفاع عن دين الحق في وقت تكالبت أمم الأرض عليه.

 

سامي النصف

تناقضات ياسر الحبيب

خصنا ياسر الحبيب برد على مقالنا في «الأنباء» استغرق نصف الجزء الثامن من حلقات ردوده الموجودة على اليوتيوب (الحلقة تستغرق ساعة كاملة) ثم الحلقتين التاسعة والعاشرة بأكملهما لذا اقتضى التعقيب مع ملاحظة فارق المساحة المتاحة للجانبين حيث انني مقيد بمقال محدود الكلمات للرد على ما جاء في حلقات فاق مجموعها 14 ساعة من الكلام المرسل.. والباقي في الطريق!

أنهى ياسر رده علينا بالتطرق لطلبنا منه ان يتوقف بالقول «آسف جدا الطلب قد رفض» وكنت بالفعل أود غير ذلك الرفض فسعادتي شخصيا لا تكمن في عقوبته او شتمه بل ان يوقف المسار المدمر للإسلام الذي يقوم به خاصة أن إحدى دوله الكبرى، ونعني إيران وهي للعلم دولة يختصمها ياسر، مقبلة على أحداث جسام تحتاج من المسلمين جميعا حكومات وشعوب التوحد للوقوف معها وهو أمر ينقضه تماما ما يروج له القابع في لندن وقد أتى في الآية الكريمة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ولا أعلم كيف سيفسرها ياسر بعد تفسيراته العجيبة الغريبة للآيات الأخرى؟!

وكما يقول الشيخ حسين المعتوق أمين التحالف الإسلامي الوطني في لقائه على قناة الكوت التي يملكها السيدان عدنان عبدالصمد وأحمد لاري وضمن برنامج «360 درجة» الذي يقدمه الإعلامي الناجح مبارك النجادة، ان من يريد فرقة المسلمين واضعافهم وخلق فتنة بينهم ما عليه الا العودة إلى كتب التاريخ واختيار ما يشاء لتقسيم الأمة الى ألف فريق وفريق يضرب بعضهم رقاب بعض، لقد قال الإمام علي رضي الله عنه للخوارج ان القرآن حمال أوجه فكيف يا ياسر بآلاف الروايات السنية والشيعية التي وضعت في زمن الفتن والخلاف والشقاق؟! فمن يريد توحيد المسلمين سيجد في الأثر ما يؤيده ومن يزمع تفريقهم سيجد كذلك ما يؤيده فنحن وضمن عصر الاتصالات والفضائيات والانترنت نختلف حول تفاصيل الأحداث التي تقع فكيف بذلك العصر الغابر؟!

ولا أعلم شخصيا بالنوايا الحقيقية لياسر وما تخفي الصدور الا انني على يقين بأن من يريد هدم الإسلام واضعافه وتفريق ابنائه لن يجد وسيلة أفضل مما يقوم به ياسر من البحث في الكتب القديمة ـ ان صدقت بالطبع رواياته ـ لهزّ عقائد أهل السنة والشيعة معا وضرب ثوابتهم وتحريف الكلم عن مواضعه وتقديم تفاسير مختلفة جديدة للآيات البينات وتسفيه وتكذيب المراجع والمشايخ والسادة (راجع الهجوم على الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر والسيدين محمد حسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين وغيرهم).

وقد كان ياسر انتقائيا فيما عقب عليه من ردودنا ومع ذلك فقد ذكر ان سيدنا علي رضي الله عنه لم يقم الحد على السيدة عائشة رضي الله عنها بدعوى قتلها للرسول صلى الله عليه وسلم كما يذكر ياسر حاله حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع عبدالله بن أبي بن سلول وذلك حرصا على سمعة الإسلام ووحدة الأمة، ونقول وهل يعيبك ان تقتدي بهدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والإمام علي رضي الله عنه فتحرص على سمعة الإسلام ووحدة الأمة لا العمل على ما يفرقها! ثم لو اننا أخذنا بمنطقك ودعواك فواضح ان الإمام علي قد عفا عن السيدة عائشة رضي الله عنها فمن انت حتى تزايد عليه في حكمه؟! ومن تناقضاتك الفادحة انك اتهمت السيدة عائشة رضي الله عنها بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عدت واتهمت نصاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم! فهل تصح تلك التناقضات الفاضحة حول أمر جلل يختص برسول الأمة صلى الله عليه وسلم أو زوجه كحال انكارك الزنا عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حلقة ثم اتهامها به والعياذ بالله في الحلقة التالية؟! وهل أصبحت الحقيقة التاريخية لا أهمية لها في مشروع التحريض والتأجيج القائم؟!

ومن تناقضاتك وما أكثرها أنك تعيب على من أسميتهم «معممي العالم الثالث من الشيعة» وقد أسميت البعض منهم بأنهم يستخدمون «التقية» مع أهل السنة بقولهم انهم مسلمون في الدنيا كفار بالآخرة إلا انك ضمن اجابتك على مقالي تقول تماما بمثل ذلك القول الذي عبته على الآخرين فنحن مسلمون في الدنيا إلا اننا كفار في الآخرة وقد جمعت ما يكفي من متناقضات قولك وأحكامك حتى ضمن الحلقة الواحدة ما يكفي لملء كتاب كبير لا مقال صغير.

وقد وصلت الى بيت القصيد عندما تحدثت عن مصائرنا في الآخرة في معرض ردك علينا وعن الفرقة الناجية وان النقيضين لن يجتمعا في الجنة أو النار، وردنا عليك أنه لو صدق ما تدعو له فإننا وما نمثله من كل السنة والشيعة ـ عداك ـ لن يحاسبنا الله رب العالمين لأننا لم نقل ما قلته من شتم لأمهات المؤمنين ولكن ماذا لو كنا نحن من سنة وشيعة على حق فمن سيشفع لك في الآخرة عند رب منتقم جبار ورسول اتهمته في عرضه وشتمت نساءه وأتباعه بعد أن عممت الشتم والطعن وقلت ان المسلمين نكحوا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله بعد موته والآية الكريمة تذكر (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) وقد أتى ضمن تعميمك ان هناك من زنى من زوجات الأنبياء والأئمة كما اتهمت زوجة سيدنا نوح عليه السلام بأنها ولدت سفاحا ومن ثم أصبح كل البشر مشكوكا في أبوتهم!

آخر محطة:

 (1) من تناقضات ياسر قوله انه خص ردوده على من لم يشتمه وهذا اقرار بان الشتم من العادات السيئة لذا نقول ان كان الشتم ليس نهجا سويا ترفضه بحق رجل حي غير منتسب ولا متصل بالرسول صلى الله عليه وسلم فكيف تقبله بحق سيدة متوفاة من 1400 عام هي زوج الرسول وأم المؤمنين رضي الله عنها وهل تستطيع او يُقبل منك ان تدخل لديوان مليء بالناس فتثني على صاحبه ثم تشتم زوجته وتتهمها بالزنى والنجاسة والقذارة؟! وإذا كنت لا تستطيع هذا الأمر مع انسان عادي فكيف تقبله لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم؟!

(2) ومن تناقضاته قوله انه طلق السياسة بالثلاثة ثم حديثه بعد دقائق قليلة من ذلك القول عن مشروع سياسي يتبناه حسب قوله يدعو لخلق دولة في غرب الخليج وتدويل الحجاز!

(3) ومن تناقضاته قوله في معرض رده على انه يدعو للوحدة الاسلامية الا انه وبعد دقائق قليلة من الحديث يقول بأن ما يدعو اليه يشق الأمة ويقسمها الى معه وضده كون ذلك الأمر طبيعيا مع كل دعوة مماثلة!

(4) ومن التناقضات مدح الشعب الكويتي ورقيه في الحوار ثم القول ان الكويتيين انحدروا لمستويات لم تشهد من قبل!

(5) ومن التناقضات الدعوة إلى السماح بمناقشة كل ما يقال حالنا كحال الغرب الذي يشتم فيه السيد المسيح عليه السلام حسب قوله ثم طلبه المحاسبة الشديدة لمن دعا للفرح في يوم عاشوراء بحجة انها قيلت في منطقة شيعية يعني ان تلك المقولة التي رفضها أهل الكويت جميعا مقبولة لو قيلت عبر الشارع من المنطقة التي قيلت به؟!

(6) من التناقضات دعوى ان السيدة عائشة رضي الله عنها قامت بدس السم للرسول صلى الله عليه وسلم ثم انكار انه مات في بيتها وبين نحرها وسحرها!

(7) ومن التناقضات الصارخة رفضك للدعاوى التي اقيمت عليك في الكويت بحجة ان شتائمك المثيرة قلتها في ديوان أو مكان خاص، في وقت تردد فيه نفس الكلمات المفرقة التي ادعيت انك قلتها في السر ومن ثم لا تستحق المحاسبة عليها على الفضائيات والانترنت واليوتيوب هذه الأيام.

ياسر مرة اخرى أدعو لك بالهداية والتوقف عما انت في سبيله فليس مهما ان يدخل احد التاريخ بل يجب ان يتأكد من دخوله له من بوابة الخير فيه لا بوابة الشر.. والى مقالة الغد وهل ياسر عدو للنواصب أم منهم؟!

سامي النصف

غش تجاري

يقال انك لو رميت عملة معدنية في الهواء في تجمع للبشر في كوريا لسقطت على الارجح على رأس واحد يدعى «لي»، ولو رميتها في الصين لوقعت على «وانغ»، وفي الهند على «راج»، وفي أميركا على «جون» وبريطانيا «جاك» وروسيا «ايفان» واوكرانيــــا «نزار» وجورجيا «مريم» وآيسلندا «سارة» وتونــــس «مهدي» والمغرب «فاطمة» وايران ومصر «محمــــد» والخليج «عبدالله» وايرلندا «صوفيا» والبوسنة «امينة».

في الكويت لو رميت مائة فلس في الهواء في تجمع لرجال كويتيين لسقطت على الارجح على حامل شهادة ماجستير او دكتوراه مشتراة بالمال ويتسبب ذلك الغش التجاري في الضرر واهدار الموارد بأكثر من اي عملية غش تجاري اخرى كونه ينخر في اساس العنصر البشري الذي تقوم على قدراته وكفاءته الحضارات وعمليات التنمية في البلدان، فيتم نتيجة لذلك الغش عزل وابعاد الكفاءات الكويتية الحقيقية وتقديم اصحاب الشهادات المضروبة.

والحل في الكويت وغيرها من دول مجلس التعاون التي صدرنا المرض المدمر اليها هو بإنشاء هيئة خليجية اكاديمية مختصة تقوم بتقييم الشهادات والجامعات ولا تقبل اي شهادة في الخليج دون تصديق تلك الهيئة عليها، حيث من الاستحالة بمكان انشاء هيئة كويتية مختصة لخضوعها في النهاية لعمليات الترضيات والطبخات التي اصبحت تتدخل في كل شيء.

ويخبرني الصديق العزيز سيد انور الرفاعي ان الغش التجاري وصل الى الانساب، فهناك شهادات عليها دمغات يوضع عليها اسم من يريد مقابل مبلغ من المال، فيصبح منتسبا للاشراف والسادة متصلا بنسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو للمعلومة اختراع صدامي بامتياز بعد ان اوصل صدام نسبه للدوحة النبوية الشريفة بشهادات مماثلة.

في الصين وكنتيجة للتحقيق في حادث سقوط طائرة شركة «هانون» شمال الصين، اكتشف مؤخرا وجود 200 طيار صيني في تلك الشركة قاموا بتزوير شهادات طيرانهم، وهناك امر مشابه حدث قبل سنوات في «الكويتية» عندما تم توظيف طيار اميركي على انه كابتن بينما كان في حقيقة الامر مساعد طيار ولم يكتشف الامر الا كنتيجة لوشاية زميل له، وقد تم انهاء عقده وتسفيره في ليل اظلم حفاظا على التقاليد الكويتية.. المعتادة!

احد القائمين على مؤسسة استثمارية تساهم بها الدولة استطاع بعمليات (…) بارعة ان يخلق لذاته منصبين يتسلم عليهما راتبين شهريين يفوقان في مجموعهما رواتب مجلس الوزراء بأكمله، ذلك الراتب المزدوج يتسلمه كجائزة له على تسببه في خسارة للمنشأة التي يديرها بأكثر من مليار دينار وتطفيشه للكفاءات الكويتية، ولنا.. عودة!

آخر محطة:

آخر ابتكارات الغش التجاري في الكويت قيام بعض المكاتب بالتلاعب في عدادات السيارات الرقمية وارجاعها من مئات الآلاف الى آلاف قليلة ثم بيعها بأضعاف سعرها المفترض بعد عمليات التجميل والترقيع المعتادة لها ليبتلش بها المشترون من المواطنين والمقيمين.. وعلى عينك يا تاجر!

 

سامي النصف

بن لادن وصدام ليسا آخر الفرسان

بعد كارثة 11 سبتمبر 2001 التي تمر علينا هذه الأيام ذكراها التاسعة والتي يسميها البعض بأحداث سبتمبر تزييفا للواقع وتخفيفا مما حدث، كحال تسمية هزيمة 67 بالنكسة وغزو الكويت المدمر بالدخول وكأنه باب قد طرق وفتح، التقتنا قناة الجزيرة ومما قلناه آنذاك ان ما حدث زلزال فتح صندوق باندورا للشرور على عالمنا الاسلامي سيطول الزمن حتى يتم غلقه هذا إذا اغلق اصلا ولم يبق جرحا نازفا يكبر مع مرور الزمن.

لقد مرت تسع سنوات عجاف على عالمنا الاسلامي لم نر خلالها من التنظيم الإرهابي الذي قام بذلك العمل الجبان الذي قتل آلاف الابرياء والآمنين وجعل دول الارض تتكالب على أمتنا، الا كل «شر وقر» فمذابح هنا وتفجيرات هناك و99% من الضحايا مسلمون يقتلون من قبل التنظيم بحجة.. الدفاع عن الاسلام والمسلمين!

ومازلت أذكر ردود الفعل الخاطئة والمتعاطفة آنذاك مع فارس الأمة الجديد أسامة بن لادن بعد أن قارب نجم فارسها الآخر صدام حسين على الأفول، وكيف نرتجي الخير من جموع تمجد الطغاة وتعز وتود الارهابيين، وتسير خلفهم بغفلة شديدة ليقودوها من كارثة إلى كارثة ومن فاجعة إلى فاجعة ومن هزيمة إلى هزيمة تصدق ما تسمع وتكذب ما ترى؟!

إن الفكر القاعدي ليس ملاذ الأمة وحصنها الحصين ورجاله ليسوا آخر فرسانها بل هم أشر أعدائها حيث يعملون لتشطير دولنا لا دول الآخرين وخلق الحروب الأهلية فيها، فتفجيراتهم تفجر أوطاننا وتستبيح مواردنا وتخلق لنا أمة من الأرامل والايتام والثكالى، سنوات مرت ومازالت الجراح نازفة ومازال البعض يتردد في إدانة ما يجب إدانته.

إننا بحاجة لوقفة قاسية مع النفس لمحاسبة مضللي ومغرري وخادعي الامة ممن يوردونها المهالك تحت رايات حق يراد بها باطل، محولين احلامها إلى كوابيس وضعفها الى موت عبر نهج خلط الاوراق الذي يجب ان نرفضه جميعا فجريمة قتل الابرياء في نيويورك، وقبلها غزو الكويت، لا تبررها ولا تبرئها أحداث فلسطين فلا يمكن ان يقبل العالم أو أي نظام عربي بمبدأ عدم محاسبة مجرم لوجود مجرم آخر طليق.

آخر محطة:

أخشى أننا بتنا أشبه بأمة تجلس في قطار يقوده جهالها ومضللوها ومتطرفوها الى الهاوية وسط ضجيج اعلامي شديد يزدري العقل ويكره الحكمة، وكل يوم يمر علينا دون تغيير ذلك المسار يقترب بنا من النهاية المحتومة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

سامي النصف

ياسر.. أتاك الرد فهل تتوقف؟!

ظهر الزميل في الإعلام والسياسة، وليس في قضايا الفقه والدين، ياسر الحبيب ضمن لقاء على اليوتيوب استغرق ساعة طالب فيه بالرد بالأدلة والعقل والمنطق على ما قاله بحق أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ومما ذكره ان الطعن بها ليس طعنا بعرض الرسول صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بزوجتي النبيين نوح ولوط عليهما السلام، وان مسمى «حميراء» شتم لها من زوجها كونها سمراء كحال قبيلتها بني تيم ولو كانت بيضاء ـ حسب قوله ـ لوجب تسميتها بالزهراء كحال السيدة فاطمة رضي الله عنها كون العرب يسمون الأبيض: أزهر.

وإليك الرد كما طلبت من إعلامي إلى إعلامي، وأوله الآية الكريمة (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)، ولا اجتهاد في وجود النص، فلو كان رسول الأمة رأى على السيدة عائشة ما تدعيه لطلقها، وقد سبق له أن طلق إحدى زوجاته طلقة رجعية بسبب إفشائها السر، والطلاق ليس ممنوعا على الرسل (يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن) الآية الكريمة، وواضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم توفي في بيت السيدة عائشة وفي يومها وبين سَحْرِها ونَحْرها.

وقد أكرمها الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه بعد موقعة «الجمل»، ولو كانت قاتلة الرسول (!) كما يدعي ياسر لوجب على الإمام تطبيق الحد عليها، وقد أتى في الأثر انه أرسل القعقاع بن عمرو ليضرب عنق اثنين من أهل العراق تعرضا للسيدة عائشة وقدحا بها كما يفعل ياسر، فهل نصدق الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم والإمام عليا أم نصدق خريج العلوم السياسية القابع في لندن؟!

أما مقولة ان قذف السيدة عائشة ليس قدحا بعرض النبي صلى الله عليه وسلم أو عرض أشقائها وكانوا من أنصار وشيعة الإمام علي، فواضح في كل الأزمان والعصور ان الطعن بالزوجة هو طعن بالزوج والأشقاء، وهي القاعدة المطبقة بالأمس واليوم والغد على مليارات البشر ومئات الأنبياء والرسل، أما زوجتا النبيين نوح ولوط عليهما السلام فهما ـ إن سلّمنا جدلا بما قاله ـ «الاستثناء» الذي لا تبنى عليه قاعدة، فالقرآن الكريم الذي أدان الزوجتين هو ذاته الذي برأ السيدة عائشة من أكاذيب المنافق عبدالله بن أبي في الآية (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم..) فهل نصدق القرآن أم القول المرسل لياسر؟!

إن المحذور الأكبر من القبول باستشهاد ياسر بالآيات القرآنية المختصة بزوجتي نوح ولوط عليهما السلام للطعن بالسيدة عائشة رضي الله عنها، هو ان يستخدم أي زنديق وكافر الآيات القرآنية التي نزلت في عم الرسول أبي لهب للطعن في الأطهار الأبرار الأنقياء الأتقياء من أهل بيته الكرام.

على أن المفسرين فسروا الخيانة الواردة في زوجتي نوح ولوط عليهما السلام بأنها خيانة العقيدة أي انهما كانتا كافرتين، وليست كما ادعى ياسر!

واللون الأسمر السائد على قبيلة بني تيم ـ إن صدق ياسر ـ ليس حجة ضد بياض وحمرة السيدة عائشة ومن ثم تسميتها بـ «الحميراء» مدحا لا قدحا، فجميع القبائل قديما وحديثا تتعدد ألوان بشرة أفرادها ولا يتم إخراج أحد من نسبها بسبب ذلك التعدد اللوني، كما ان تسمية السيدة فاطمة بالزهراء قد تمت لأسباب عديدة كما ورد في أحاديث الشيعة والسنة وليس بالضرورة بسبب بشرتها البيضاء المعروفة، فقد روي عن الإمام جعفر الصادق انها سميت بالزهراء كونها إذا قامت من محرابها يزهو نورها لأهل السماء والأرض، كما قيل انها سميت بذلك كونها لا تحيض وإذا ولدت طهرت للصلاة وتلك أمور اختصت بها السيدة فاطمة ولم تنسب للسيدة عائشة حتى تسمى بالزهراء، إضافة الى انه ليس من المنطق ان يسمي رسول الأمة صلى الله عليه وسلم زوجته بكنية ابنته.

آخر محطة:

(1) يدعي ياسر الحبيب انه لا يكفّر أهل السنة ومنهم حكام بلده وجيرانه وزملاء دراسته، إلا ان فتاواه وردود أسئلته على موقعه تثبت انه وسّع من تعريف «الناصبي» الكافر حتى شمل جميع أهل السنة فكفّرهم جميعاً.

(2) هل من الوطنية في شيء ما قاله ياسر من دعوة لإنشاء دولة في البحرين تضم لها الكويت؟! وما الفرق بين هذه الدعوة ودعوة احد الدكاترة قبل اسابيع قليلة التي تتنبأ باختفاء الكويت؟!

(3) يدعي ياسر ان السيدة عائشة رضي الله عنها معلقة يحرق جلدها بالنار هذه الأيام، فهل وصلت إليه تلك المعلومة عن طريق ملاك مرسل من الآخرة أم عبر شيطان من شياطين الأرض مليئة يداه بالذهب والفضة لخلق فتنة لن تتوقف حتى تسيل الدماء أنهارا بين المسلمين؟!

(4) لا أكتب عادة في الأمور الدينية لحساسيتها الشديدة، إلا انني رددت ذات مرة على من قدح بالسيد السيستاني، وأرى ان الرد واجب كذلك على من يطعن بعرض النبي صلى الله عليه وسلم وبأمهات المؤمنين.

(5) لقد توقف القس الأميركي عن دعوته لحرق القرآن التي وحّدت المسلمين خوفا على دماء المسيحيين، فهل توقف يا ياسر دعاواك التي تفرق المسلمين وتستبيح دماءهم؟! نرجو ذلك.

سامي النصف

مشروع ياسر سياسي لا ديني

نكرر ان الدول كالبحيرات، فهناك من هي اشبه ببحيرة ماء بارد لا يهم كم عود ثقاب يلقى فيها حيث انها مجتمعات ترسخ بها السلم والأمن الاجتماعي فهي غير قابلة للاشتعال والانفجار مهما حدث، وهناك بالمقابل مجتمعات ناشئة في طور التكوين اشبه بالبحيرات النفطية التي يكفي عود ثقاب يتمثل بحادثة شتم او تكفير او حتى حادث سير بين اثنين مختلفي الانتماءات لتفجير الوضع فيها.

واضح ان الدعاوى التي قال بها ياسر حبيب ومثلها دعاوى التكفير التي لا تصيب الشيعة وحدهم بل ترسل على اطلاقها من قبل المتطرفين تجاه شركاء الاوطان من ليبراليين ومستقلين وقوميين ويساريين وتنويريين وعلمانيين وصوفيين الممتد تواجدهم من المغرب حتى اندونيسيا، يمكن لها ان تحيل مجتمعاتنا الاسلامية الآمنة الى مجتمعات ملتهبة يضرب بها المسلمون اعناق بعضهم البعض ولسنا في الكويت اكثر ذكاء وحنكة من مجتمعات اخرى تفشى فيها قتال الاخوة وابناء الوطن الواحد، كما حدث في لبنان وفلسطين والعراق ..الخ.

ان مشروع خريج العلوم السياسية لا الحوزة الدينية ياسر حبيب كما اوضح ذلك زميل دراسته وعمله داهم القحطاني هو مشروع سياسي لا ديني يهدف ويسعى من خلاله لهدم اركان الدين الاسلامي عبر الطعن في ثوابته المتفق عليها بين سنته وشيعته وتحريض بعضهم على بعضهم الآخر تحت رايات باطل يراد بها باطل او كلمات حق يراد بها باطل كما حذر من ذلك سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.

ان التطرف بالرد والتعميم والحدة هو تماما ما يخدم مشروع «الفتنة الكبرى» الجديد، وبالمقابل فان ما اتى من قبل العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله، واتباعه ومقلديه وائمة المذهب الشيعي في الكويت ونوابه وكتابه ومفكريه هو الماء البارد الذي سيطفئ تلك الفتنة التي يسعد بها المتطرفون من كل الاتجاهات ممن لن يرضوا ولن يرضى من يقف خلفهم حتى يتحول امننا الى خوف وودنا الى كراهية وعمارنا الى رماد تذروه الرياح.

آخر محطة:

1 – لا علم لدي بما سينتهي اليه مقترح اسقاط جنسية ياسر حبيب وان كانت لدي قناعة بانه لن يرتدع، فما خلق مشروعه ليتوقف عند تلك الجزئية الصغيرة وسنسمع كل عام تكرارا لمثل تلك الشتائم والاقاويل التي تقصد خلق الفتنة بين المسلمين وسنراها قريبا على فضائية تابعة له لا يمكن حجبها فالمال يجري بين يديه لخدمة مشروعه كالانهار والشلالات.

2 – يروى عن الامام جعفر الصادق قوله «معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا واحفظوا ألسنتكم وكفوا عن الفضول وقبح القول»، ونقول بمثل هذا القول لاهل السنة: كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، وارفضوا وأبطلوا قول من كل يقدح ويشتم في عقائد الآخرين.

3 – نحمد الله على وقف فتنة كبرى اخرى هي حرق المصاحف، تهدف الى اشعال النار بين المسلمين كافة والمسيحيين كافة وعلينا ان نتذكر في هذا السياق ان ذلك القس قام بمشروعه ردا على تشدد البعض منا ورغبتهم في اقامة مركز اسلامي يطل على مبنى التجارة العالمي رغم عدم وجود مسلمين في تلك المنطقة وارض الله واسعة.

 

سامي النصف

الحكومة الناطقة

لكل لعبة قوانينها واعرافها، ولا شك ان الاصل في اللعبة الديموقراطية يقوم على مبدأ الرأي والرأي الآخر حتى يستطيع الناس في نهاية المطاف اتخاذ الموقف الصحيح من القضايا المطروحة امامهم بعد ان تركت الساحة او الملعب لفريق واحد يستعرض عضلاته وقدراته فيه.

لذا أتى لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مدشنا لعهد «الحكومة الناطقة» التي تبدد الشكوك وتجلي الظلام وتوضح للمواطن خططها ونهجها وما تنوى عمله في الحقبة المقبلة وهو مسلك حميد لا غنى لاي حكومة في بلد ديموقراطي عنه ويجب تكراره بين حين وآخر.

ومما قيل في اللقاء وأراح الناس، الاصرار على التمسك بالدستور، وهو ما يعني أنه لا حاجة بعد اليوم إلى ادخال الدستور في الصراعات السياسية بين الحكومة والمعارضة والتركيز بدلا من ذلك على القضايا المطروحة والسبيل الامثل لمعالجتها دون اللجوء للضرب المعتاد تحت الحزام.

وكان جميلا الحديث عن «كويت جديدة» تتشكل وان تشكيلها يمر بمخاض يجب الا يجزع منه احد، كما كانت هناك رسالة مهمة للقطاع الشبابي تظهر انهم يشغلون بال وتفكير الحكومة التي ستوفر لهم البيئة المناسبة للابداع والتقدم.

بهذا اللقاء الايجابي عرضت الحكومة عقلها وفكرها على شعبها واصبحت المسؤولية مشتركة بينها وبين الناس في المراقبة والمحاسبة وتفعيل دور المؤسسات الرقابية القائمة للتأكد من تطبيق القوانين والحفاظ على الاموال العامة، ولتكن تلك هي الانطلاقة الحقيقية لكويت الحاضر والمستقبل، فتفاؤل الناس واستبشارهم له استحقاقات وافعال واجبة والكويت تستحق منا الكثير.

آخر محطة:

ساهم الكلام الهادئ والمريح للضيف والاسئلة غير المجاملة للمقدم في جعله لقاء يستحق المشاهدة ولا عجب ان يطلب الناس المزيد من مثل تلك اللقاءات.

 

سامي النصف

دموع على أستار الكعبة

كعادته كل عام دعا السيد عبدالعزيز البابطين مجموعة من الشخصيات الكويتية لأداء العمرة في هذه الأيام الرمضانية المباركة وللقاء كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية الشقيقة.

تزامن وصولنا الى مكة المكرمة مع موعد الإفطار فأفطرنا وصلينا ثم بدأنا في أداء المناسك بعد أن لاحظنا بادرة طيبة لرجال الأمن السعوديين وهي نصح غير المعتمرين بعدم دخول المسجد الحرام حتى انتهاء صلاة العشاء مما سهل عملية الطواف حتى قاربنا أستار الكعبة التي ابتلت بدموع الطائفين والزائرين.

ثم انتقلنا للمسعى الذي تمت توسعته فأصبح ميسرا على المعتمرين ونقولها بصدق إنه لا توجد دولة في تاريخ العالم اعتنت بالأماكن المقدسة الموجودة على أرضها كما تقوم بذلك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقد صادفت زيارتنا وصول خادم الحرمين الشريفين لتدشين مشروع سقيا زمزم، كما شاهدنا بدايات العمل الجاد في مشروع توسعة الملك عبدالله للحرم المكي والتي ستتسع لمليوني مصل وستزيد مرة ونصف المرة عما هو قائم الآن.

تشرفنا بعد أداء المناسك بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الذي نقل تحياته القلبية للقيادة والشعب الكويتي، متمنيا استمرار مسيرة الخير والرفاه للبلدين الشقيقين، ومكررا أن ما يمس الكويت يمس المملكة العربية السعودية.

ثم توجهنا لزيارة سمو الأمير الملكي أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية، وتم تبادل الأحاديث معه، ومما ذكره سموه انه يجب ان تتوقف الخلافات القائمة بين المسلمين كونها تضيع الموارد دون فائدة وتهلك الزرع والضرع وتخالف تعاليم رب العباد الذي خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتعارك، وردا على سؤال عن عدد المعتمرين هذا العام أجاب سموه بأنهم قاربوا الـ 4 ملايين معتمر، وقد حضر جانبا من اللقاء سمو الأمير الوليد بن طلال الذي أثنى على اللقاء والحوار الذي تم وتمنى تكراره أكثر من مرة خلال العام، وقد تناولنا وجبة السحور على مائدة الأمير أحمد وأبنائه الأفاضل قبل التوجه للمطار للمغادرة للكويت.

آخر محطة:

«السعي بين الصفا والصفوة» هو ما جرى لبعض أعضاء الوفد ممن التبس عليهم الأمر بعد انتهاء مناسك العمرة فسعوا لأكثر من سبع مرات بين فندقي الصفا والصفوة.. وكله أجر وعافية إن شاء الله!

سامي النصف

الأحلاف ومفخرة إخراج الأمريكان

يذكر الزميل العزيز فؤاد الهاشم في أحد مقالاته أنه زار ذات مرة اليمن الجنوبي بعد استقلاله، فسأل مستقبليه عمن بنى مطارهم فأجابوه «الإنجليز»، وسألهم ثانية عمن بنى الطريق الذي يربط المطار بالمدينة فأجابوه «الإنجليز»، وسألهم ثالثة عمن بنى الفندق فأجابوه «الإنجليز»، فسألهم رابعة: وأنتم ماذا فعلتم؟ فأجابوه بزهو وفخر شديد: «نحن من أخرج الإنجليز».. كفو!

والتقيت ذات مرة بصحبة راحلنا الكبير د.أحمد الربعي بمسؤول عماني كبير كان مناضلا معه في حرب ظفار، وكان مما قاله الربعي ووافقه عليه ذلك المسؤول العماني، فرحه وسروره لفشل ثورتهم في ظفار مما جعل سلطنة عمان تضحى بصورتها الزاهية الحالية في وقت دمرت فيه الثورية والماركسية اليمن الجنوبي، ومما قاله الربعي انه اختلف ذات مرة مع بائع سمك في سوق عدن على السعر، وذكر له أن الأسعار كانت أرخص أيام الإنجليز، فأجابه البائع «أرجع لنا عهد الإنجليز وخد ما تريد من السمك.. ببلاش».

مع انتهاء الحرب الكونية الثانية ورعب الولايات المتحدة من امتداد الخطر الشيوعي، عرضت أميركا على دول غرب أوروبا الجائعة والمدمرة مشروع حلف عسكري (الأطلسي) وتنمية اقتصادية (مارشال)، وتقدمت بمثل ذلك لدول شرق آسيا فقبلت تلك الدول بذلك المشروع الأميركي الذي حفظ مواردها بمنع الحروب فيما بينها، إضافة إلى تسريب التقنية الأميركية المتقدمة لها في الصناعة والزراعة وفتح الأسواق الأميركية لمنتجاتها مما أدى الى تطورها الزراعي والصناعي والتقني والثراء الشديد الذي أصاب بلدانها.

عرضت الولايات المتحدة آنذاك مشروعا مماثلا هو حلف بغداد العسكري الذي يضم دول المنطقة العربية وتركيا وباكستان وإيران، إضافة إلى مشروع أيزنهاور الاقتصادي الذي يتضمن حلا دائما للمشكلة الفلسطينية عبر عودة البعض وتعويض البعض الآخر، وقد قبل بحلف بغداد محترفو ودهاة الساسة العرب أمثال نوري السعيد وكميل شمعون، ورفضه ضباط مجلس قيادة الثورة في مصر ممن لا يفقهون في أمور السياسة شيئا، مما نتج عنه حرب السويس وعشرات الحروب التي تلتها وحرمان المنطقة من التقنية الغربية وفتح أسواق أميركا لمنتجاتنا.. وعفية ثنائي هيكل وأحمد سعيد.

هذه الأيام تتكرر الغلطة الكارثية برفض حلف بغداد، ويفخر بعض الغوغاء العرب بخروج القوات الاميركية من العراق، ولم يقل لنا أحد من سيعوض الدور الأميركي في العراق وهل سترسل بعض الدول قوات للاحلال محل ما سمي بقوات الاحتلال لمنع الاقتتال الأهلي على أرض السواد؟ أم ستقوم تلك الدول بإرسال الذخائر والمتفجرات والمحرضين للعراق لتفجيره ثم إلقاء اللائمة كالعادة على الآخرين.

آخر محطة:

استضافتنا قبل مدة الإعلامية البارزة منتهى الرمحي ضمن برنامجها الشائق «بانوراما» على فضائية «العربية» للحديث حول إمكانية تحالف عربي مع بعض القوى الدولية أو المحيطة ردا على تحالفات الأعداء، وكان مما قلته أن أحدا لم يعد راغبا في التحالف معنا خاصة ونحن نحج والناس عائدة، فالدول الغربية لم تعد بحاجة لنا بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانحسار المد الشيوعي، أما الدول الإقليمية فبعضها طامع فينا وهو الخطر علينا فلماذا يقبلون بخلق أحلاف معنا؟

سامي النصف

خطاب واجب التنفيذ

بعد تهنئة صاحب السمو الأمير ـ حفظه الله ـ أبناءه المواطنين والمقيمين بدخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، توجه سموه في خطابه السنوي مباشرة لقضية الوحدة الوطنية التي أرساها الآباء والأجداد ويفرط فيها هذه الأيام بقصد أو دونه بعض الأبناء، ومما جاء في الخطاب المهم «ضرورة الوقوف بحزم في وجه كل من يحاول الإساءة للوطن العزيز بإثارة النعرات الطائفية أو القبلية أو الفئوية وبث روح الفرقة والتعصب والتحزب وشق وحدة الصف».

وواضح ان هناك من يستخدم بعض وسائل الإعلام لتفكيك وحدتنا الوطنية، آملا ان ينتهي الوضع بما آل إليه الحال في بعض الدول التي ابتليت بالتناحر الأهلي وهو أكثر ضررا وخطرا من الغزو الخارجي، لذا أتى في خطاب سموه «ضرورة الارتقاء بإعلامنا المقروء والمسموع والمرئي وممارسة دوره المنشود في تكوين الرأي العام المستنير الذي يعزز الولاء للوطن وينشر المحبة بين الناس».

وتظل الكويت بلدا صغيرا وسط منطقة شديدة السخونة مما يحوجنا لأن نعمل جميعا لتحسين صورتنا لدى الآخرين، لذا طلب سموه من وسائل الإعلام «ان تنشر المحبة بين الناس وتسهم في تقوية أواصر الإخاء والصداقة والتعاون بين الكويت والدول الشقيقة وتجنب كل ما يعكر صفو العلاقات مع هذه الدول أو الإساءة اليها».

وجريا على عادة الكويت في تقديم الدعم للدول الصديقة والشقيقة، وكتنويه بأعمال الخير التي قام بها المواطنون والمقيمون أتى في الخطاب «أن الكويت سارعت كعادتها في مواجهة الكارثة الإنسانية فقدمت جميع المساعدات الممكنة لجمهورية باكستان الإسلامية وقامت بفتح باب التبرعات حيث تسابق المواطنون والمقيمون في تقديم العون والمساعدة».

وكان جميلا أن يستذكر سموه من سبقه وعمل معه من حكام وقادة، لذا أتى في الخطاب «نستذكر في هذه الأيام الطيبة المباركة بالإجلال والتقدير والعرفان أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح وأميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح طيب الله ثراهما وأسكنهما فسيح جناته، سائلين المولى العلي القدير ان يرحم شهداءنا الأبرار وموتانا جميعا ويعلي منازلهم في جنات النعيم، انه سميع مجيب».

ان خطاب والد الجميع يحتاج الى ان يتحول الى منهاج وبرنامج عمل نلتزم به جميعا، فلم يأت الضرر ويحل الشرر وتدمر البلدان الآمنة الا من اعمال ضرب الوحدة الوطنية التي تفرق بين الشقيق وشقيقه، والاستخدام غير المسؤول لوسائل الإعلام.. فالحذر الحذر.