سامي النصف

هذا ما أرادوه.. وهذا ما فعلناه

أراد الآباء المؤسسون دستورا يضحي ركنا حصينا للوحدة الوطنية (انظر بداية المذكرة التفسيرية) فأحال البعض مواده الى سيوف قاطعة تفتت مع كل إشراقة شمس تلك الوحدة حتى أضحينا قاب قوسين أو أدنى من إشعال نيران فتنة لا تبقي ولا تذر بحجة حرية القول التي أساء إليها من يدعيها.

وأراد الآباء المؤسسون عملا تشريعيا يحارب الفساد ويمنع التجاوز فأحال البعض ذلك العمل الراقي الى احدى وسائل الاثراء غير المشروع وامتدت الجيوب الواسعة من الداخل الى الخارج حتى أصبحت أقرب الى محلات صرافة من كثرة ما يرمى فيها من عملات لشراء المواقف.

أراد الآباء المؤسسون ديموقراطية أقرب لقاطرة سريعة تدفعنا الى الامام، فأحالها بعض المتباكين عليها الى حديد أصم يدفعنا سريعا نحو الأعماق، بينما تمر علينا سفن الجيران سريعة متجهة الى المستقبل المشرق.

وأراد الآباء المؤسسون لنا لعبة سياسية راقية تعلمنا مكارم الاخلاق فلم نسمع أو نقرأ في زمنهم الجميل كلمة جارحة أو لفظة نابية، فأحلنا محاضر مجالسنا هذه الايام الى أوراق يمنع من لم يبلغ سن الحلم وربات الخدور من قراءتها كي لا يُخدش حياؤهم.

وأراد الآباء المؤسسون دستورا منفتحا يقرأه كل الناس ويفهمون معانيه، فجعله كهنة المعبد كتابا مغلقا حصروا فهمه في فهمهم العقيم وضموه الى صدورهم ـ أو جيوبهم ـ حتى قاربوا على خنقه وقتله بذلك الضم التمساحي الكاذب.

وأراد الآباء المؤسسون دستورا حكيما ينظم العلاقة بين السلطات ويمنع تجاوز بعضها على بعض، فجعله ديموقراطيو هذه الايام «كور مخلبص» لا يمكن التمييز بين خيوط سلطاته الثلاث من كثرة ووفرة قفز السلطات بعضها على صلاحيات البعض.

أراد الآباء المؤسسون ديموقراطية لا تمييز فيها بين الناس بسبب أديانهم أو أعراقهم فجعلناه وسيلة لإحياء العصبيات الجاهلية والتمييز ضد الاديان الاخرى عبر منع تجنيسهم ومنع إقامة دور عبادة لهم.. والحديث ذو شجون.

آخر محطة: رغم أننا أسخن بلد في العالم، إلا أن لدينا فريق هوكي جليد رائعا يستحق الدعم والمؤازرة بعد أن حقق المركز الثالث على مستوى آسيا والثاني على مستوى الخليج رغم عمره القصير، ونستعد للمنافسة على البطولة الشتوية المقبلة للقارة، المقامة في كازاخستان.

سامي النصف

ومازلنا سنة أولى حضانة ديموقراطية

عدة اخبار محلية ومؤشرات عربية ودولية تناقلتها الصحف تثبت بما لا يقبل الشك ان ممارستنا السياسية بعد نصف قرن من بدئها ليست بخير على الاطلاق، وان مستقبلها بسوء حاضرها رغم كل ما يقال حيث تحولنا الى بلد «متوقف» وازمات «متحركة» في وقت تحول فيه جيراننا الى ازمات متوقفة وبلدان في حراك شديد الى الامام تظهره مؤشرات التنمية والتجارة التي يتقدمون بها كلما تخلفنا.

حكم محكمة التمييز وقبله الاستئناف ببراءة موظف مكتب طوكيو الذي كان محور استجواب الوزير الخلوق الشيخ علي الجراح يظهر بما لا يقبل الشك ان نهج التصيد والاستقصاد ـ غير الدستوري ـ قد ترسخ واصبح احدى سمات استجوابات لعبتنا السياسية التي تقوم على «الهوية» لا على «القضية» والتي تجعلنا كبلد وكشعب نفقد دون مبرر وزراء امناء واكفاء كالوزير الجراح كان بإمكاننا ان نستفيد منهم.

وتناقلت الصحف مؤخرا خبرين مؤسفين عن قضايا الاعتداء غير الاخلاقي على ساكني دور الرعاية من ايتام ومعاقين، ومثل ذلك اعتداء احد حراس المدارس على طفل صغير، ولم نسمع رد فعل او تهديد ووعيد كما حدث في قضايا اقل شأنا في الماضي، واصبحت محور استجوابات ادت في النهاية لأن نفقد مربية فاضلة شديدة الاختصاص بقضايا التعليم مثل الوزيرة السابقة نورية الصبيح ولا شيء يخجل منه تحت شمس الديموقراطية الكويتية.

ان مسؤولية الوزراء عن وزاراتهم هي مسؤولية معنوية وادبية لا يقصد منها على الاطلاق ان يحاسب ويستجوب الوزير كلما اخطأ حارس او موظف كون الوزارات تضم مئات الآلاف من البشر الخطائين وليس «الملائكة» المعصومين، واذا ما بدأنا نحاسب ونبعد المسؤول على خطأ موظفيه لوجب ان نغير الوزراء كل خمس دقائق ليصبح «كل مواطن وزيرا»، فالمحاكم تعج بعشرات ومئات الآلاف من القضايا.

ان المحاسبة العادلة هي للمسؤول عما يفعله بشكل مباشر لا ما يفعله غيره وهو العرف والممارسات القائمة في جميع الديموقراطيات الاخرى عدا بعض الحالات الاستثنائية الشاذة التي لا يعتد بها.

ان التوقيف الحقيقي للعبث بالدستور يمر اولا عبر ايقاف استغلاله للثراء الفاحش غير المشروع، والتعدي دون ذنب على الآخرين واستقصاد الناس على هوياتهم لا اعمالهم، ونحر الوحدة الوطنية من الوريد الى الوريد بالمسجات القاتلة التي يبعث بها بعض النواب ويرد عليها بشكل لا يقل سوءا نواب آخرون، لقد خلق الآباء المؤسسون دستورا جميلا لزمن غير زمننا واخلاق غير اخلاقنا وضمائر غير ضمائر هذه الايام، لذا فالحفاظ على الدستور هو بفهم مقاصده الخيرة وانه وسيلة للتعمير لا للتدمير وللحفاظ على الوحدة الوطنية لا تمزيقها ولدعم عمليات التنمية لا تعطيلها كما يحدث هذه الايام.

آخر محطة:

1 ـ يقول الزميل المبدع حمود البغيلي في ملحوظته الاخيرة:

«العضو» بنى له قصور وبنايات

                              واللي عطوه الصوت عاشوا على الدين

ضحك عليهم في خطاب الدعايات

                                وحب خشوم وجيته للدواوين

2 ـ الشكر للاعلامي البارز ماضي الخميس على احيائه ليلة وفاء وود للراحل محمد مساعد الصالح، والشكر لجريدة «القبس» على تبنيها اصدار كتابين يحتويان مقالات ابوطلال ومازلنا نذكر الاعلاميين والشخصيات العلمية بضرورة اصدار كتب ذكريات تثري المكتبة الكويتية وتضيف لتاريخنا غير المكتوب.

3 ـ والشكر موصول للزميل يوسف شهاب على اعادة اصدار كتابه الشائق «رجال في تاريخ الكويت» مع الاضافات التي ألحقت به، وقد اقترحت على ابو احمد اعادة لقاء بعض ضيوفه امثال السادة احمد زيد السرحان وصالح العجيري وعبدالرحمن العتيقي ومحمد يوسف العدساني، فعشرون صفحة معهم لا تكفي فكل واحد من هؤلاء هو موسوعة تاريخية بحاله، ولهم طول العمر.

سامي النصف

مقال قد ينقذ حياة

قبل الدخول في مقال اليوم الذي نعتقد انه من المقالات التي يجب أن تُقرأ ويُحتفظ بها كونه قد يساعد على إنقاذ حياة كثيرين، بودي أن أشكر الأخ عبدالعزيز البابطين ومؤسسته والأخ عبدالعزيز السريع على تبني المقترح الذي طرح في مقال يوم السبت وقرارهما الكريم بتوجيه ضيافة دورية للأدباء والشعراء والمختصين العرب لزيارة نجد والاطلاع على حضارتها وتاريخها المجيد ومرابع شعراء المعلقات فيها، فجزى الله أبوسعود خيرا على أفعاله الطيبة وكرمه الحاتمي وما يقوم به من جهد لرفع شأن الشعر والأدب والتاريخ العربي.

الكويت هي إحدى أكثر دول العالم إصابة بأمراض السكر والضغط والسمنة وارتفاع الكوليسترول ومعروف ان تلك الأمراض لا تقتل بشكل مباشر بل عبر تسببها في النوبات القلبية التي يمكن متى ما تعاملنا معها بشكل صحيح أن تمر على خير وتنقذ الأرواح، أما إذا لم نثقف أنفسنا بالنهج الصحيح في التعامل معها وخاصة في الثواني والدقائق التي تعقب الإصابة القلبية حينها ينتهي الأمر بفقدان من نحب وتبدأ الفاجعة.

لذا فعلى كل بيت به مصاب بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط والكوليسترول ان يثقف قاطنيه ببرنامج إنقاذ الحياة الذي تقوم به مجانا جمعية الهلال الأحمر الكويتية والذي وافق مجلس الوزراء إبان عهد الوزير الفاضل محمد الجارالله على نشره بين المواطنين إلا أن التغيير السريع للوزراء تسبب في وقف تطبيقه والمرجو من الدكتور الفاضل هلال الساير إعادة تفعيله.

أول الأمور التي ينصح بها المصابون بالأمراض المزمنة لحظة شعورهم بألم خفيف بالصدر أو تنمل في اليد الشمال أو صعوبة بالتنفس أن يتجهوا فورا لأقرب مستوصف أو مستشفى بعيدا عن الثقافات الخاطئة المتوارثة التي ترى ان المرجلة في الصبر والتحمل لا في الشكوى وان «الصباح رباح» و«من أصبح أفلح» و«ماكو إلا العافية» فتلك المقولات قد تجعل منام المصاب هو المنام الأخير.

والأفضل أن تكون في كل بيت وعلى مقربة من فراش النوم حبوب G.T.N المتوافرة بالصيدليات العامة والخاصة ولا أعراض جانبية لها حيث قد يحتاج المصاب لها مع الأعراض الأولى للجلطة التي تحدث كثيرا أثناء النوم، كذلك يجب أن يدرَّب أحد في البيت على الإسعافات الأولية اللازمة كتدليك القلب كون الجلطة تتسبب في توقفه عن ضخ الدم، والحاجة كذلك لإعطاء الأوكسجين الذي يمكن الاحتفاظ بقنينة له مع القناع بالبيت أو القيام بعمليات تنفس صناعي حيث تتوقف الرئة فور توقف القلب، في الوقت ذاته يجب أن يقوم شخص آخر بالاتصال بالطوارئ أو أقرب مستشفى أو مستوصف وهو أمر يحتاج إلى إعداد مسبق كي يتم إحضار سيارة الإسعاف المجهزة بدلا من تحريكه ونقله حيث يفقد المصاب 10% من فرص الحياة مع كل دقيقة تمر.

آخر محطة:

(1): الوقاية خير من العلاج والمشي لمدة نصف ساعة يوميا في بلد مسطح مليء بممرات المشاة يقيك من الإصابة بالجلطة القلبية فابدأ من اليوم بممارسة المشي والرياضة دون عناء أو كلل.

(2) مسؤولية مريض الأمراض المزمنة ان يحافظ على صحته كي لا يفجع أهله، كما ينصح من يصاب بأول أعراض الذبحة الصدرية أن يبدأ بالكح المستمر كي تمر الأزمة بسلام.

سامي النصف

السعادة من الدراجة إلى الطائرة

أهدانا في زيارتنا الأخيرة لمنطقة الغاط اللواء طيار عبدالله السعدون كتاب سيرته الذاتية المعنون بـ«عشت سعيدا من الدراجة الى الطائرة» وقد صدر المطبوع لمؤلفه غير المعروف من داري نشر في الدار البيضاء وبيروت، وقد أعيدت طباعته سريعا لعنوانه الجذاب ومحتواه الرائع الذي يروي قصة السعادة والنجاح اللذين أصبحنا نفتقدهما بشدة هذه الأيام حتى ان دكتورة اتصلت به لتخبره بانها اشترت عشر نسخ لإهدائها لمن تود كي تمنحه السعادة والأمل.

وقد قام وزير الدولة السعودي الشيخ الفاضل عبدالعزيز الخويطر ذو الـ 84 عاما ـ أطال الله في عمره ـ وصاحب 25 مؤلفا والذي كان أول من حمل شهادة دكتوراه في المملكة، بتأليف كتاب من 600 صفحة عنوانه «هنيئا لك السعادة» خطه وخصه للثناء على مطبوع عبدالله السعدون دون سابق معرفة بينهما، ما يدل على أهمية ذلك الكتاب الذي يستحق القراءة من الغلاف إلى الغلاف.

ولي عادة هي ثني أو طي رأس أي صفحة أرى أهميتها في الكتب التي أقرأها كي يمكن لي العودة السريعة لها مستقبلا، وقد وجدت انني قاربت على ثني وكسر أغلب الـ 450 صفحة التي احتواها كتاب الصديق أبونايف لثراء وأهمية كل صفحة في كتاب السيرة، وقد أثنى على الكتاب كثير من الكتاب والصحافيين الذين اطلعوا عليه في الصحف السعودية والعربية والدولية.

يثني المؤلف على دور والدته المشجع له خاصة ان والده قد توفي، وهو لم يبلغ الثانية من عمره، كما تظهر أوراق السيرة مدى عصاميته وذكائه وإصراره على التفوق والنجاح ومثابرته للوصول للهدف حتى انه وضع لنفسه ثلاثة أهداف هي: الاول تخرجه كطيار وكانت نسبة الفشل في ذلك العلم كبيرة، والثاني حصوله على المركز الأول مع مرتبة الشرف والثالث ألا يرتكب أخطاء كبيرة يحاسب عليها وقد حصد الثلاثة أهداف بامتياز.

ولا يؤمن المؤلف باستخدام «العصا» إلا عندما تستنفد أداة «الجزرة» ويكره العقوبات الشخصية المذلة المتفشية في بعض الجيوش العربية والأجنبية ويحبذ تقليل الجزاءات فمن كان سلاحه الوحيد هو المطرقة فلن يرى أمامه سوى المسامير، كما ينتقد أصحاب الملايين والبلايين ممن لا يسهمون في جعل أموالهم جسرا للمحبة ولتخفيف معاناة الناس وخلق البسمة على شفاههم.

ويستمر الكتاب الشائق بطريقة سلسلة في خلق ما هو أشبه بروشتة تفاؤل وسعادة أو خارطة طريق نجاح وفوز للناس، وقد سألت المؤلف أبونايف ونحن على سفح مرتفع بمنطقة ضيدان الخضراء وهو يعمل بجد لإعداد غداء شهي لضيوفه لا دهن ولا شحم فيه، عن أهم أمور الحياة، فروى لي قصة الثري الأميركي الذي تفرغ لصنع المال حتى حصل على ملياره الأول ونسي في طريقه الاعتناء بصحته حتى سقط من الإعياء وقارب على الموت ففحصه طبيب حكيم وقال له ان ثروتك هي عبارة عن رقم «1» وقبله العديد من الأصفار، وصحتك هي هذا الرقم الفردي الذي لو ألغي لما أصبح لتلك الأصفار مهما كثرت

آخر محطة:

العزاء الحار لآل السميط الكرام بوفاة الصديق حمد محمد السميط، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولزوجته الفاضلة وابنه وأهله وأصدقائه وذويه الصبر والسلوان، وقد توفي الصديق بووليد بشكل مفاجئ فجر امس بالسكتة القلبية وقد عرف عنه طيبة القلب الشديدة والعيش بسعادة غامرة، حيث لم يعرف قلبه الحقد والحسد او الاهتمام بصغائر الأمور.

سامي النصف

طه حسين فوق صحراء النفود

أمضينا عطلة نهاية الاسبوع في مدينة الغاط بمنطقة نجد التاريخية وسط المملكة العربية السعودية وعلى بعد 30 كلم من الزلفي التي قدمت منها، كما هو معروف، كثير من العائلات الكويتية، وقد تمتعنا بصحبة طيبة وضيافة 7 نجوم من الاخوة الأعزاء عبدالله السديري محافظ الغاط وشقيقه الصديق محمد السديري ومعهما اللواء طيار عبدالله السعدون قائد كلية الملك فيصل الجوية السابق وعضو مجلس الشورى الحالي.

وقد عشنا أنا وموسوعة الشعر والأدب الزميل حمود البغيلي والاخوة سعد ومهدي آل طفلة والدكتور جابر المري والشاعر الباسم بندر العتيبي، 3 أيام جميلة فوق هضبة صحراء النفود التي يبلغ ارتفاعها ألفي قدم عن سطح البحر، والتي هي بداية حزام أخضر يمتد لما يقارب الألف كلم وينتهي في صحراء الربع الخالي بالقرب من وادي الدواسر.

كما زرنا بعض الأماكن التاريخية التي تحدث عنها شعراء الجاهلية وأصحاب المعلقات الشهيرة، كما شاهدنا الجهد المميز لمحافظ الغاط وهيئته السياحية لتأهيل القرى هناك وتحويلها الى أماكن اقامة وترفيه سبع نجوم، كما لاحظنا بدء شركة «سما» السعودية بإنشاء استراحات اقامة ومطاعم وأسواق على الطرق الرئيسية السريعة قريبة مما نراه في الولايات المتحدة وهو ما سيستقطب المزيد من السياحة الداخلية والخارجية ويساعد على تنقل العرب والخليجيين عبر المملكة.

وقد دار حديث شيق مع الصديق محمد السديري حيث كانت له وجهة نظر جديرة بالاهتمام مضمونها ان شعراء الدولة الأموية ينتمون في النهاية لأرض الشام حتى لو انتموا في الأصول لجزيرة العرب، وشعراء الدولة العباسية ينتمون لأرض العراق، أما شعراء الجاهلية فانتماؤهم وديارهم ومفرداتهم نابعة من نجد، لذا فما كان لعميد الأدب العربي د.طه حسين ان يلغي بجرة قلم الشعر الجاهلي، وهو الذي توزع ترحاله بين مصر وفرنسا.

وقد ضرب لنا أبوناصر عشرات الأمثلة من قصائد أصحاب المعلقات الشهيرة التي أخطئ في فهم معانيها بسبب عدم زيارة الأدباء والباحثين في المجمع اللغوي بالقاهرة ودمشق وبغداد والمغرب العربي لنجد وتتبع الأماكن التي ذكرها الشعراء، وسؤال أهل نجد عن معاني مفرداتها، ويقول ان الاستثناء هو السفير الأميركي الأسبق في المملكة الذي أمضى أسابيع في المنطقة يتتبع أماكن معلقة لبيد ويسأل أهل نجد عن معانيها.

ونجْد رائعة في مخزونها التراثي وتاريخها وسمرها وسهرها حيث الصحراء الجميلة والسماء الصافية والجو البارد والنار الدافئة والصحبة الطيبة والربابة صاحبة الوتر الواحد والألحان المتعددة والتي كلما ابتعدت قليلا عن مكان عزفها كان لصوتها التأثير الأكبر، فهي متعة السمر والسامرين.

آخر محطة:

(1) يقال ان المؤرخ والعلامة حمد الجاسر بدأ الاهتمام بتاريخ المملكة عندما كان يشرح لطلابه الصغار في مدينة ينبع عن جبل «رضوى» وسألهم سؤالا عنه فابتسموا وأشاروا بيدهم إلى جبل قريب وقالوا له هذا هو الجبل الذي تسألنا عنه.

(2) الغائب الحاضر في زيارتنا هو الزميل الراحل د.أحمد الربعي الذي كان الرفيق الدائم في مثل تلك الزيارات.

سامي النصف

مذكرات مدير قصور صدام

كان الزميل الإعلامي ناظم غيدان يخبرني بالقصص التي يرويها له جاره في بغداد المرافق الخاص واللصيق بصدام وكان مما قاله وكتبناه في السابق ان حياة صدام المرفهة في قصوره لم يشهدها حاكم في التاريخ قط، وان جزءا من حياته الليلية التي يبدأها بـ «تعمير الطاسة» أي شرب الخمر حتى الثمالة كانت تقتضي إحضار الفتيات والسيدات الجميلات اللاتي يكون قد شاهدهن إبان زياراته أو استقبالاته في النهار وان البعض من تلك السهرات الماجنة تنتهي بقتل صدام لهؤلاء البائسات، ومما اقترحناه ان تدون الكويت أو تدفع جهات عراقية لتدوين تلك الأحداث المهمة لحقيقة ان الطاغية بدأ يتحول الى بطل قومي عربي وصلاح الدين آخر، رغم ان جرائمه مازالت حية في الأذهان، والخوف الحقيقي ان يتحول مع مرور الزمن الى ولي آخر من أولياء الله يزار قبره وتطلب النجاة والشفاعة من مرقده الشريف.

كما يروي أيضا مازن جزراوي (مدير قصور صدام) في كتاب ذكرياته قصته مع صدام وقصوره التي فاقت المائة «كحال اسمائه غير الحسنى» بما في ذلك «قصره الكويتي» الذي استولى عليه من صاحبه ومما يقوله: ان حياة صدام كانت تمتلئ بالسرية والرعب والغدر والقتل والغموض ويروي بعض جرائمة التي كان شاهدا عليها في قصوره، كحادثة السيدة (ل.ع) ابنة شيخ احدى العشائر وزوجة طيار في سلاح الجو التي اعتدى على شرفها ثم احضر زوجها كي يتم تعذيبه وقتله معها بيد صدام.

يذكر مازن ان كل قصر من المائة يزود يوميا بمؤن غذائية كاملة حيث يمكن لصدام ان يزوره دون سابق موعد، إضافة الى كراتين من الخمور الفاخرة والسيجار الذي يصل طازجا من كوبا وأعداد كبيرة من عطره المفضل «أولدسبايس».

وهناك عدد كبير من الخياطين الذين يعملون على مدار الساعة لملء تلك القصور بالبدل العسكرية والمدنية والبيجامات والدشاديش والغتر والبشوت والعقل، وما ان يشتكي صدام من بيجامة أو بدلة حتى يتم تغيير جميع الملابس المشابهة في القصور الأخرى ليعود ويغير رأيه مرة أخرى فيعاد تصميم الأطقم في القصور، ويروي ان صورة صدام وهو يمتطي الحصان ببدلة عسكرية كانت خطأ بروتوكوليا سببه ان بدلة الفرسان المخصصة ضاقت عليه بسبب زيادة وزنه مما اضطره لاستخدام تلك البدلة العسكرية غير الملائمة.

ويروي مازن ما حدث إبان زيارة سمو الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، للعراق وهو ما يدل على النوايا العدوانية والدنيئة لصدام منذ وقت مبكر، حيث خصص للوفد الكويتي عقيدا كالعادة كمرافق، ويقول الكاتب انه لاحظ ان العقيد ينادي ضابطا أقل منه رتبة بسيدي ولما سأل عن السبب أجابوه ان ذلك العقيد هو في الحقيقة ملازم تم رفع رتبته خلال هذين اليومين فقط لأن صدام لا يريد تخصيص عقيد حقيقي للوفد الكويتي (قد يكون السبب خوفه من ان تتم استمالة العقيد الحقيقي وهو من ينوي الغزو اللاحق للكويت).

آخر محطة:

نرجو من الجهات المختصة البدء في تدوين شهادات حضور مؤتمر جدة المنعقد في 31/7/1990 حيث مازالت بعض الكتب المعادية تدعي ان سبب احتلال الكويت هو التشدد الكويتي في ذلك المؤتمر وستبقى تلك الدعوى الكاذبة قائمة ما لم ندون حقيقة ما حدث ونصدره في كتاب للحقيقة والتاريخ.

سامي النصف

طريق الحرير وطريق التوابل والنموذج النرويجي

يروي الاقتصادي روبن ميرديث في كتابه «الفيل والتنين» ان الهند والصين كانتا تحوزان اكثر من نصف تجارة العالم حتى نهاية القرن التاسع عشر، وان الحروب العالمية والانظمة الاستعمارية والماركسية والاشتراكية ساهمت في خروجهما من الاقتصاد العالمي اغلب القرن العشرين وانهما بعد عودتهما لاقتصاد السوق مع دخول هذا القرن عادتا لتحتلا 20% من التجارة العالمية.

ويرى المؤلف ان الصين اشبه بالتنين الذي يشق طريقه بشراسة وقوة وان الصينيين عكس الهنود لا يهتمون كثيرا بالتحول للنهج الديموقراطي، بل يضعون في مقدمة اهتماماتهم تحقيق الرفاه الاقتصادي، كما يظهر المؤلف الفروقات الضخمة في توزيع الثروة بين اهل المدن واهل الريف في الصين والهند ممن يعانون من الفقر والبطالة الشديدة.

في المقابل، يرى ميرديث ان الهند تسير بشكل ابطأ من الصين في معدلات التنمية، وانها اشبه بالفيل البطيء او الرجل السكران في طريقه لبيته حيث يمشي خطوة للامام وخطوتين للجنب، الا انه يصل في نهاية المطاف الى مراده، حيث مازالت العقلية الهندية في العمل تعاني من البيروقراطية الشديدة، الا ان التحديات المستقبلية فيما يخص الامن والاستقرار السياسي اقل بالنسبة للهند منها للصين التي يُخشى ان تقع بها اضطرابات داخلية وحروب خارجية.

«النموذج النرويجي» او كيفية ادارة المصادر البترولية هو كتاب للخبير النفطي النرويجي ذي الاصل العراقي فاروق القاسم الذي كان مستشارا نفطيا لحكومة النرويج عام 1968 ثم رئيسا لمديرية النفط النرويجية حتى اوائل التسعينيات، ومما ذكره في كتابه ان النرويج لم تستقبل الاكتشافات النفطية بارتياح (!) خوفا مما يسمى بـ «الداء الهولندي»، اي تكرار ما حدث في هولندا عندما انصرف شعبها عن العمل الجاد للتمتع بالعائدات النفطية المريحة.

ويضيف المؤلف: ان عائدات النفط أُبعدت عن الميزانية العامة للدولة ووضعت في صندوق للاجيال المقبلة تعلما من التجربة الكويتية وكحماية للصناعات الوطنية، كما أُبعدت الشركات النفطية الحكومية في شقها الفني والمالي عن البيروقراطية الحكومية، ثم يتحدث عن كيفية الاستفادة المثلى من اطوار الاستخراج والاستكشاف، واطوار تحويل النفط الى صناعة مشتقات واخيرا طور الاستفادة المثلى من عوائد النفط.

«امبراطورية الثروة» كتاب ملحمي لجون ستيل جوردون يتحدث فيه عن كيفية تحول الولايات المتحدة من مستعمرة عالم ثالث تنتج القطن والمواد الاولية للمصانع البريطانية الى دولة صناعية واقتصادية كبرى عبر رؤى وافكار خلاقة تم تطبيقها، ويتحدث عن المضاربة على الاراضي التي تمت في العام 1837 مما ادى الى انهيار الوول ستريت وافلاس الشركات العقارية والانحدار الى الكساد الرهيب، ويقول ان عمدة نيويورك ذكر آنذاك «ان الثروات الفاحشة التي حلم بها المواطنون قد ذابت كالثلج تحت شمس ابريل» وفي انهيار عام 2008 كان الذوبان تحت شمس اغسطس الاكثر مرارة ودمارا، والاسواق الاميركية «متعودة دايما» على قول الفيلسوف.. عادل امام!

آخر محطة:

الفارق الرئيسي بيننا وبين اليابانيين اقتصاديا انهم يمضون وقتا طويلا في اتخاذ القرار كي يخرج «ما يخرش الميه»، ثم يضربون الرقم القياسي في سرعة التنفيذ، ونحن نضرب الرقم القياسي في سرعة اتخاذ القرار ثم الرقم القياسي ثانية في البطء في تنفيذه.. والله اعلم!

سامي النصف

ديموقراطيتنا لعبة اقتصادية لا سياسية

لم تعد الديموقراطية الكويتية لعبة سياسية بل اقتصادية بحتة يقوم معطاها على الرصيد الشخصي للنائب قبل دخول المجلس ورصيده بعد انتهاء اعماله، ولا خجل على الاطلاق من ذلك الامر، فالاموال المحصلة لا تخفى سرا في البنوك السويسرية بل تنفق علانية على القصور والدواوين واماكن الترفيه في الكويت والدول الاخرى التي يرتادها الكويتيون و… على عينك يا تاجر..!

واذا كانت لعبة المال قد بدأت بالدينار المحلي فلم يعد خافيا ان عملات اخرى اصبحت تملأ الجيوب وتفرض المواقف السياسية كذلك، ولكل رفع يد او انزالها ثمن ولتذهب الكويت ومصالحها العليا الى الجحيم، فالمقياس هو التكسب الشخصي ولا شيء غيره، وقد امتدت الصفقات الى وسائط الاعلام والذي لا يغتني هذه الايام من لعبتنا الديموقراطية، كما يقال، لن يغتني ابدا.

وقد يكون الامر مقبولا لو كانت الاجندات كويتية بحتة الا ان الخوف كل الخوف من تحول الاجندات الى «منفستات» خارجية تهدف الى نقل كرة النار المنتظرة عند الابواب الى ملعبنا فنصبح ساحة توتر للنزاعات الدولية والاقليمية، ولسنا أكثر وعيا وثقافة من شعوب عربية اخرى طويلة الباع في الحضارة واللعب السياسي الا انها دمرت بلدانها في النهاية لمصلحة اجندات الآخرين.

وقد زاد الطين بلة ان العامة اصبحوا مشاركين ومنغمسين في لعبة الخراب «السياسي» حالهم حال تورط الشعب بأكمله اعوام 80 ـ 82 في لعبة الخراب «الاقتصادي» آنذاك المسماة سوق المناخ، وقد انتهت تلك الملهاة بانهيار اقتصادي جاوز 100 مليار دينار يعتبر الاكبر في التاريخ، فما الثمن الذي سندفعه هذه المرة للخراب الذي اصاب اللعبة السياسية اذا لم نبادر بايقافه قبل ان يخرج عن نطاق السيطرة؟! هذا اذا لم يكن قد خرج فعلا!

وقد بات واضحا وضوح الشمس ان معارضة انشاء لجنة قيم لمحاسبة النواب كما هو قائم في «جميع» الديموقراطيات الاخرى، لم تكن خوفا من اساءة استغلالها كما ادعى البعض، بل هي لمعرفتهم الاكيدة أنهم سيكونون اول ضحاياها والمساءلين امامها بسبب الثراء الفاحش غير المشروع الذي بات يطل من جيوبهم التي تحولت الى مكاتب صرافة من وفرة العملات الاجنبية فيها، وويل للعبة سياسية تغيب بها الضمائر والعقول وتفتح بها واسعا.. الجيوب!

ان على الناخبين الواعين رفض الاثراء غير المشروع للنواب ورفض من يوافق او يعارض لاجل المصالح الشخصية، فالمشاريع الحكومية ما وضعت الا لخدمة المواطن ولا يجوز عرقلتها طمعا في المكاسب الذاتية، كما يجب رفض التسخين السياسي دون داع حيث لم تعد عمليات التسخين تلك وسيلة لمحاربة الفساد بل اصبحت هي الفساد بعينه والمحرك الاكبر لعمليات التكسب غير المشروع المتعدية على المال العام.

آخر محطة:  1 – العزاء الحار لـ «آل الحميضي» الكرام بفقيدهم العم خالد احمد الحميضي، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان. 2 – العزاء الحار للزميلة عزيزة المفرج ولـ «آل المفرج» الكرام بفقيدهم المرحوم خالد ابراهيم المفرج، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان. 3 – العزاء الحار لـ «آل سلطان السالم» الكرام بفقيدهم المرحوم مشعل سعد السلطان السالم، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان. 4 – العزاء الحار لعائلات شقير، دشتي، عرب، الحلاق والقطان بوفاة جدتهم الغالية، للفقيدة الرحمة والمغفرة ولاهلها الصبر والسلوان.

سامي النصف

أخطاء وتدمير الإسلام باسم الإسلام!

قلنا إن الاخوة اللبنانيين هم الافضل عندما يمارسون الاقتصاد، والأسوأ عندما يلعبون سياسة، بدلالة أوضاع لبنان المتأزمة دائما، هذا الأمر ينطبق كذلك على «بعض» رجال الأعمال الكويتيين، الذين رغم حذاقتهم المالية، إلا أن مواقفهم السياسية لا تدل على حنكة شديدة، بل تسببت مرارا وتكرارا في الإضرار بهم قبل غيرهم.

فلا يفهم المراقب مواقف البعض التاريخية المطالبة بالديموقراطية، ووقوفهم في الوقت ذاته مع أنظمة عسكرية عربية شديدة القمعية كنظامي ناصر وصدام، مع حقيقة أنهم كاقتصاديين أقلية عددية في الداخل، والديموقراطية هي في النهاية حكم اغلبية، كما لا يفهم المراقب وقوفهم ـ وهم من يمثل توجها «رأسماليا» ـ مع أنظمة عربية وأجنبية اشتراكية أممت الممتلكات والشركات وضربت ضرب غرائب الابل، رجال الاقتصاد الحر في بلدانها، وكان واقعهم الاقتصادي وموقفهم السياسي يفرض الوقوف مع النظام السياسي لبلدهم وليبراليته الاقتصادية لا الاصطفاف مع القوى اليسارية والثورية في الداخل والخارج.

وقد أثبتت الايام الخطأ التاريخي لتلك المواقف، خاصة مع غزو صدام أو وحدته مع الكويت والتي لم تكن ستختلف على الاطلاق عن وحدة ناصر أو حتى حكام العراق الاخوين عارف والتي كانت ستنقل أدواتهم القمعية وعمليات التأميم لبلدنا، كما حدث لسورية ابان الوحدة مع مصر، فلا يمكن أن يحكم بلد واحد بنظامين سياسيين واقتصاديين مختلفين.

ومن مواقف البعض الخاطئة، تبني موقف التغيير للدوائر الخمس في وقت أغلق نظام الـ 25 دائرة كثيرا من الدوائر حصريا عليهم، وكان الموقف السياسي السليم يفرض ان يكونوا أول المدافعين عنه حالهم حال زملائهم في مصر والاردن ولبنان.. إلخ، ان فخر البعض بإسقاط نظام الـ 25 دائرة هو شبيه بفخر آخر امراء الاندلس عبدالله بن الاحمر بانتصاره على عمه أمير ملقا ليكتشف لاحقا انه أول المتضررين من ذلك الانتصار الوهم.

والغريب ان البعض لم يتعلم الدرس ومازال يطالب بالتغيير لنظام الدائرة الواحدة، تابعين في ذلك أحد الساسة الذي ينوي قيادتهم لحتفهم وخراب عشهم، والأغرب أننا لم نسمع قط من يعتذر عن تلك المواقف الخاطئة وتبنيهم المتكرر لعداء من يفترض ان يكونوا أول حلفائهم، او حتى الإقرار بصحة منطق من نصحهم بمنعرج اللوى فلم يستبينوا نصحه الا ضحى الغد.. ويا له من غد!

آخر محطة:

(1) من أعطى الارهابي اسامة بن لادن حق الكلام باسم الاسلام وتهديد الشعب الفرنسي بالذبح والقتل ومن ثم تعريض ملايين المسلمين العاملين في الغرب للاضطهاد والبطالة؟!

(2) أسوأ ما يفعله تنظيم القاعدة الاجرامي هو استهداف الاماكن العامة في الغرب كمحطات القطار التي يستخدمها كل يوم مئات الملايين، مما يثير الحنق الشديد علينا، فهل قام تنظيم القاعدة لنصرة الاسلام أم لتدمير الاسلام باسم الاسلام؟!

سامي النصف

نطق واجب التنفيذ والتطبيق

من قوانين الطبيعة المعروفة ان من يقف على رأس قمة جبل يرى أكثر مما يراه من هو جالس على سفحه، ولا شك أن القيادة السياسية ممثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ترى ضمن موقعها بالمسؤولية ما قد لا يراه الآخرون، لذا يجب اعتبار ما أتى في النطق السامي لسموه وخطابي سعادة رئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء على أنها خطابات واجبة التنفيذ لا كلمات بروتوكولية ينتهي أثرها بانتهاء افتتاح دور انعقاد مجلس الأمة.

فما أتى في النطق السامي «ان مصلحة الكويت هي ملتقى أهدافنا وحمايتها منتهى غايتنا وآية حبها ان نصون وحدتها ونحافظ على مكتسباتها» و«تظل مصلحة الوطن دائما في المقام الأول وقدرنا ان نحرص على نظامنا الديموقراطي حتى لا يتحول إلى أداة هدر لمقومات هذا البلد ومقدراته وقد جاء الدستور حاضنا لهذه الديموقراطية مبينا بأحكامه اختصاص كل سلطة وحدودها، وكل تجاوز على هذه الأحكام هو تجاوز على الدستور نفسه وتعد لا يخدم المصلحة العامة»، نعم ان الحفاظ على الوطن من الفتن هو الأصل في كل تحرك كما ان الحفاظ على الديموقراطية يعني التمسك بمبدأ فصل السلطات وعدم تعدي إحداها على الأخرى.

وسلط النطق السامي الضوء على «ان ما يحوط المشهد السياسي العام من تجاوزات هو موضع استنكار ورفض الجميع ولا يمكن لأي عاقل استبعادها أو تحييدها عن مخططات خبيثة تستهدف الأسس الراسخة لأمننا واستقرارنا»، واضح أننا ضمن منطقة تفتقر للاستقرار الأمني والسياسي وهناك جهات عدة تود ان نتحول إلى ساحات حروب وكالة كما يحدث في العديد من دول المنطقة، والتحصن من ذلك المصير لا يمر بالنوايا الحسنة بل بالاستماع لكلمات الحكمة التي أتت في النطق السامي والالتفاف حولها.

وتوجه الخطاب السامي لمستقبل البلاد عبر الخطط التنموية التي اقرها مجلس الأمة وضرورة التعاون والرقابة «الايجابية» نحوها، كما بين ان الهدف من التنمية يتمثل في إعداد الشباب الكويتي القادر على تحمل المسؤوليات، فهم الثروة الحقيقية، كما حذر الخطاب من خطورة الإعلام غير المسؤول وقضية اللجوء إلى الشارع الذي يعتبر خروجا عن أصول اللعبة الديموقراطية التي يجب ان تمارس تحت قبة البرلمان لا خارجه فمن يحرك الشارع لن يستطيع التحكم في مساره بعد ذلك لينتهي الأمر في العادة بالفوضى والانقسام والدمار الذي يسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا.

وقد أتى خطاب سعادة رئيس مجلس الأمة والخطاب الأميري لحكومة سمو رئيس مجلس الوزراء متناغمين مع النطق السامي، محذرين مما يجري في البلد من ضرب للوحدة الوطنية وداعيين لتعزيزها كي تسير قاطرة الكويت سريعا إلى الأمام.

آخر محطة:

الشكر للدكتور الخلوق يعقوب الرفاعي على ما قدمه من جهد في إدارة المعهد التطبيقي والتهنئة للدكتور الكفء عبدالرزاق النفيسي على تحمله المسؤولية في الفترة القادمة حيث انه خير خلف لخير سلف.