سامي النصف

الوطنية ليست مقتصرة على المعارضة

كان المجرم صدام يعتقد أن نظامه يمثل أجلّ صور الديموقراطية حيث كان يحتوي على أحزاب وانتخابات واستفتاءات ومجلس شعب، وأن ما يمثله هو وحزبه هو الحق كله كونه يدعو للحرية والاشتراكية والوحدة العربية، وهي شعارات براقة جميلة، إلا أن نظامه في حقيقته لم يكن إلا نظاما ديكتاتوريا قمعيا رغم شعاراته المدغدغة كونه يمثل «الرأي الواحد» ولا يقبل بتعدد الآراء أو ما يسمى بالرأي والرأي الآخر، الذي هو الفيصل بين الديموقراطية والديكتاتورية، ايا كانت المسميات والمؤسسات التي تتدثر بها الأخيرة.

في الكويت اختلق الأحباء من «القمعيين الجدد» الذين يدعون ويصدحون بعشق الديموقراطية والحرص على الدستور شعارا مماثلا يعكس فهمهم العقيم والسقيم للديموقراطية ملخصه إما أن تروا ما نرى وتغمضوا عيونكم وتغلقوا عقولكم عما عداه فنحن من يفكر ويقرر عنكم، او نتهمكم عبر إعلامنا الفاسد وتعليقاته الزائفة بكل الموبقات من تخوين شخصي ووطني ونسقط عليكم بالعلن ما نمارسه بالسر من عقد صفقات مشبوهة وقبض رشاوى ضخمة وبيع مواقف وضمائر واقلام في اسواق النخاسة المحلية والاقليمية و… «ليس يوم حليمة بسر» كما يقول المثل العربي.

فتحت رايات ديموقراطية الرأي الواحد الجديدة، وبأحبار اقلام ومواقع تتسم بالزور والفجور في الخصومة، يتم اطلاق ابشع الصفات على من يعلمون هم قبل غيرهم بأنهم اكثر منهم وطنية وأصفى ضميرا وأنقى سريرة، بعد ان احال اصحاب الرأي القمعي الواحد ديموقراطية القدوة الحسنة العاقلة التي رفعت شأن الكويت في السابق الى ما يقارب مصاف دول العالم الأول، إلى ديموقراطية القدوة السيئة المتأزمة القائمة التي جعلتنا نتخلف حتى عن معدلات التنمية في دول العالم الثالث القريبة والبعيدة.

وضمن مفاهيم «القمعيين الجدد» وأصحاب الرأي الواحد ان صكوك الوطنية المخبأة في جيوبهم وبين ثنايا ملابسهم لا توزع إلا على من يعارض بالصاعد والنازل، بالحق أو بالباطل، اما من يخالفهم الرأي ويرى ان مصلحة الوطن ومستقبله توجب التهدئة، فوطنيته حسب رأيهم الأوحد، في شك كبير، وضميره تتنازعه الشياطين الكفيلون هم ككهنة المعبد بتطهير ذلك الضمير المعذب وجعل صاحبه حواريا آخر من الحواريين المصطفين ـ دون عقل ـ خلفهم.

إن قصر الوطنية على المعارضة يعني اخراج اكبر الشخصيات الوطنية الكويتية واكثرها اخلاصا للبلد من مفهوم الوطنية الجديد! فهل يستطيع احد ان يزايد على وطنية شخصيات مثل عبدالعزيز الصقر وحمود الزيد الخالد ومحمد العدساني ومحمد النصف وغيرهم كثير ممن استبدلوا مفهوم المعارضة السابق بالمعارضة الإيجابية البناءة ودخلوا الوزارات والمؤسسات الحكومية وهم نظفاء المظهر والمخبر وخرجوا بمثل ما دخلوا به من سمعة طيبة وسيرة حسنة؟!

آخر محطة:

(1) تزور الكويت هذه الأيام شخصية عدلية وقانونية رائعة ممثلة في القاضي ورجل القانون منير الحداد الذي عرف عنه حكمه الشهير على صدام بالإعدام، نقول للقاضي الجليل حللت اهلا بين اهلك، وبودنا ان تتحول زيارتكم العابرة الى إقامة دائمة في بلدكم الثاني الكويت كي يمكن الاستفادة من خبراتكم القضائية والقانونية والعدلية.

(2) مرحبا بالزميلة العزيزة منى العياف التي تشتهر بوطنيتها الخالصة وحسها الاعلامي المرهف ككاتبة على صفحات «الأنباء» والجميع في انتظار مقالاتها المميزة التي تعكس مواقفها الصادقة والعاقلة في زمن قل فيه العقل والحكمة التي تمثلها ام مناف.

سامي النصف

ألا ليت الاستعمار يعود يوماً

استفتاء مع بداية العام في السودان ينتهي كما هو متوقع بانفصال جنوبه الأخضر الذي تبلغ مساحته 600 ألف كم2 (للمقارنة مساحة فلسطين التاريخية التي بكينا دما عليها لا تزيد على 27 ألف كم2)، ويحتوي الجنوب السوداني على 75% من النفط و90% من مياه الامطار في ظل تناقص حاد في حصص مياه النيل بسبب استخدامات وسدود دول المنبع، ومازالت عملية التقسيم في بدايتها، حيث ينتظر أن تنفصل بقية الأقاليم تباعا عبر مشروع يوغوسلافيا أفريقية دموية جديدة.

وانفجار آخر في العراق وسط مواكب عزاء دينية يذهب ضحيته عشرات الفقراء والبسطاء، مما يهدد مع خروج القوات الاميركية هذا العام بحروب أهلية مستقبلية لا تبقي ولا تذر، ولا يستطيع أحد أن يفهم الفائدة التي يجنيها سنّة العراق ـ الابرياء من تلك التفجيرات الشنيعة ـ مما يقوم به التكفيريون وأزلام مخابرات النظام السابق، حيث تمهد تلك الجرائم النكراء لجعلهم عرضة لمذابح قادمة وبكاء دمعه دماء حين لا ينفع الأسى والندم.

في لبنان أحداث كبرى جسام قادمة جعلت السعودية وتركيا وقطر ترفع أيديها عما سيحدث في ذلك البلد الاخضر، ولم يعد السؤال المطروح هو «من» قتل الشهيد الحريري؟ بل «لماذا» قُتل؟ بعد أن كشفت الاحداث اللاحقة مسار الاخطار الماحقة التي حلت ببلده منذ رحيله.

وفي تونس التي أطيح برئيسها الذي اشتهر بقبضته البوليسية والأمنية لا القمعية أو الابادية، حيث لم يعرف عن نظامه عمليات الابادة أو الاختفاء أو المقابر الجماعية كحال بعض الانظمة التسلطية في المنطقة، بدأت الفوضى تعم والاقتصاد يتوقف والسائحون والمستثمرون يغادرون، والخوف هو من تكرار حكاية السودانيين مع ديكتاتورهم الطيب إبراهيم عبود الذي تظاهروا ضده حتى أسقطوه وعندما ساءت الاوضاع بعده خرجت نفس المظاهرات لبيته رافعة شعار «ضيعناك وضعنا معاك» والأمور بخواتيمها لا ببدايتها.

فلسطين وغيوم حرب مدمرة أخرى على القطاع قد تدفع الشعوب العربية لحافة الانفجار بسبب عجز النظام العربي عن رد الأذى عن نفسه، وهو إخفاق أتاح للدول المحيطة بعالمنا العربي (إسرائيل، إيران، تركيا، اثيوبيا) ان تمد نفوذها ومصالحها الاستراتيجية على حساب مصالح العرب القومية و… أمجاد يا عرب أمجاد!

آخر محطة: اتفاقية سايكس ـ بيكو ومرحلة الاستعمار التي بحت حناجر العرب في لعنها هي التي ضمت الموصل الى العراق وأبقت السودان، جنوبه وشماله، جزءا من مصر، كما جعلت سيناء الآسيوية جزءا من مصر الافريقية رغم تفريط الزعامات الوطنية فيها (أضاعها حكم عبدالناصر الوطني مرتين لا غير) كما غلّب رئيس الحزب الوطني مصطفى كامل حسه الاسلامي على مصريته، فطالب ضمن سلسلة مقالات في جريدة «اللواء» في أعداد 22 أبريل و8 مايو 1906 بضم سيناء الى ولاية فلسطين العثمانية و«ان مصر لا ولاية لها على سيناء» ولولا إصرار اللورد كرومر آنذاك وفيما بعد تحرك الرئيسين أنور السادات وحسني مبارك، لذهب منجم الذهب المتمثل في سيناء إلى إسرائيل، ويا ليت الاستعمار يعود يوما فنخبره بما فعل الحكم الوطني لبلدانه العربية من قتل وقمع وتهجير وتفتيت وتشطير.

سامي النصف

المكرمة الأميرية وقضية «الداخلية»

واقع الكويت قيادة حكيمة وشعب مخلص يستحق كل خير، ومكرمة تعزز وتثبت وضعنا الفريد كبلد الرحمة والتآخي والرفاه، ما يفرض علينا أن نشعر بالنعمة الوافرة التي نعيشها ونصبح بالتبعية أسعد الشعوب وأقلها غضبا وتأزما.

منذ قيام الثورة الفرنسية وبعدها البلشفية والإيرانية وعمليات الغضب ترتبط بالفقر والعوز والبطالة وغياب الديموقراطية والحرية وتفشي القمع والظلم، لذا لا مبرر على الإطلاق لمن أطلق التصريحات الساخنة وغير العاقلة التي تحاول مقارنة أوضاع لا تحتمل المقارنة.. وعيب!

قضية قتل المواطن محمد الميموني جريمة شنعاء لا يختلف عليها اثنان وتلك الجريمة الشنعاء إن كانت القاعدة لدى الأنظمة الاستبدادية إلا انها الاستثناء الفريد والوحيد لدينا، حيث لم يشهد تاريخنا قضايا قتل تحت التعذيب من قبل رجال أمننا المؤتمنين على الحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين لا إزهاقها، لذا يجب عدم التهاون أو التراخي في محاسبة من ارتكب تلك الجريمة غير المسبوقة مهما تزايد العدد أو ارتفعت الرتب، في الوقت ذاته، علينا ألا نعمم الخطأ أو نزايد على إخلاص الأغلبية المطلقة من رجال أمننا أو نحاول خدش الصورة الزاهية لرجال الداخلية الساهرين على راحتنا، فلا يجزع من رجال الأمن إلا المجرمون والمتجاوزون على القانون.

ومن المتابعة وتضارب الأقوال المتلاحقة نجد أن هناك احتمالين، الأول: ان الضحية لم يكن تاجر خمور وانما ضحية لعراك حدث له مع أحد رجال الأمن، كما ذكرت احدى الصحف، وان بعض رجال الأمن أرادوا تأديبه على تلك الفعلة عبر قتله! والثاني: ان يكون الضحية كما أتى في بيان الداخلية تاجر خمور والمفروض في تلك الحالة ان تسجل بحقه قضية ويتم التعامل معه في المخافر لا ان يعذب في الجواخير، ما لم يكن الهدف الحقيقي من التعذيب هو الحصول منه على الخمور لا للمصادرة بل للاستخدام الشخصي بدلالة ان القضية لم تسجل رسميا، وفي الحالتين كلما أميط اللثام عن حقائق جديدة زادت بشاعة القضية.

الأحداث الأخيرة في وزارة الداخلية ومنها مقتل شهيد الواجب عبدالرحمن العنزي وتعذيب محمد الميموني تعطي دلالات أكيدة على الحاجة الماسة في الوزارة لعمليات تطهير وتدريب وضبط وربط وتحسين صورة، ولدينا يقين ان وكيل الوزارة الجديد اللواء غازي العمر وما اشتهر عنه من كفاءة وقدرة كفيل مع وجود القرار السياسي بتصحيح تلك الأوضاع الخاطئة كي لا تذهب دماء الضحايا سدى.

آخر محطة:

للحقيقة فقط، هناك فارق كبير بين تاجر المخدرات الذي يتسبب في موت المئات من الشباب والمطارد في جميع دول العالم الأخرى، حيث يحكم عليه عادة بالإعدام، وتاجر الخمور الممنوعة فقط في 4 دول مما مجموعه 200 دولة تباع فيها الخمور ـ كما هو معروف ـ في المطاعم والفنادق والأسواق دون محاسبة البائعين وعليه لم تكن تهمة الميموني ـ لو صدقت ـ تستحق ذلك النوع من التعامل الشرس وغير الإنساني.

سامي النصف

غيوم الحرب

غادر الوفد الاعلامي الكويتي صباح أمس غزة الصامدة بعد أن التقينا قياداتها السياسية وعلى رأسها رئيس حكومتها المقالة د.إسماعيل هنية في لقاء ودي مطول استمر لثلاث ساعات نقل خلاله تحياته للكويت أميرا وحكومة وشعبا لدعمهم المتواصل للقضية الفلسطينية، وقال هنية إن التهديدات العسكرية للقطاع جدية، خاصة أن حرب الاستنزاف التي تشنها إسرائيل لم تتوقف مع توقف حرب الفرقان عام 2009، وأعلن أنه لا دولة فلسطينية مستقلة في غزة، كما أنه لا دولة فلسطينية مستقلة دون غزة.

وقدّر أبوالعبد كما يكنى الرئيس هنية دور الجمعيات الخيرية الكويتية في دعم صمود الشعب الفلسطيني عبر عشرات المشاريع التي تقوم بها في القطاع، وخص بالشكر الهيئة الاسلامية الخيرية العالمية وجمعية الرحمة العالمية بالكويت وجمعية إحياء التراث وجمعية الاصلاح الاجتماعي وجمعية الكتاب والسنة على المشاريع الاسكانية والتعليمية والصحية والمعيشية الضخمة التي تقوم بها في غزة.

وكان الوفد الاعلامي الكويتي قد شارك في افتتاح ووضع حجر الاساس لمئات الوحدات السكنية وزار مدرسة ابن عثيمين ومسجد موضي السلطان ومخابز الرحمة وجمعية الكتاب والسنة ومصنع مطاحن السلام ومزارع بيروحاء وحدائق ذات بهجة ومشاريع حفر الآبار ومزارع تربية الابقار، وتهدف جميع تلك المشاريع الخيرة للمساعدة في عملية الاكتفاء الذاتي للقطاع وتشغيل الايدي العاملة وتأهيل الصغار تعليميا وتقنيا لمواجهة تحديات المستقبل.

وقد يصعب على المراقب فهم المنطق الاسرائيلي فيما يحدث، فعمليات الحصار وتوالي العمليات العسكرية وإغلاق المعابر وتدمير مقومات العيش الكريم كالمسكن (الذي يبنى في 40 عاما ويدمر في 40 ثانية)، والمصنع وتجريف المزارع والطرق ومنع الصيادين من الصيد، يولد في النفس الحقد بدلا من الحب والحلم بالموت بدلا من عشق الحياة والرغبة في العيش بسلام مع الجيران.

وبعيدا عن السياسة، مساحة القطاع 360 كم2 أي نصف مساحة مملكة البحرين ويسكنه 1.5 مليون نسمة مما يعتبر «احصائيا» الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، ورغم أن الأخبار الواردة منه تنحصر في الأغلب في العمليات العسكرية، إلا أننا لم نلحظ ذلك الاكتظاظ السكاني في الشوارع والاسواق والاماكن العامة كالحال عند زيارة المدن العالمية المزدحمة، كذلك ففي القطاع أماكن أثرية وفنادق وشوارع وأسواق ومحلات تستحق الزيارة، وقد قمت والصديق العزيز المحب لعمل الخير د.عصام الفليج بزيارة البعض منها كالمسجد العمري الاثري، ولولا الحروب لكان للقطاع شأن كبير كونه يطل على البحر الابيض المتوسط، ويقع جغرافيا على خطوط التماس بين أفريقيا وآسيا.

آخر محطة:

سألت مراسل تلفزيون الكويت في العراق إن كان قد زار الكويت فأجاب بالنفي، وسألت مراسلة تلفزيون الكويت في غزة النشطة سعاد إمام (أم طلال) إن كانت زارت الكويت فأجابت بالنفي كذلك، نرجو مخلصين من قيادات وزارة الإعلام توجيه الدعوة لهذين المراسلين (وغيرهما) لزيارة البلد الذي يمثلونه إعلاميا كل يوم، وقد تكون مناسباتنا الوطنية هذا العام فرصة لتوجيه مثل تلك الدعوة، آملين أن نراهم قريبا في الكويت.

سامي النصف

هل بدأ تفكيك دول المنطقة؟!

في عز فرحة شعوبنا بوصول الرئيس أوباما إلى سدة الحكم كتبت وذكرت ضمن عدة مقالات ولقاءات ان علينا العودة إلى الماضي لقراءة ما سيجري مستقبلا في المنطقة فالإدارة الأميركية الحالية «عرابها» الرئيسي هو من يمثل فكر اليسار الأميركي « زبنغيو بريجنسكي» مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس كارتر (1977 ـ 1981) الذي دعم عمليات إسقاط سلسلة من الأنظمة اليمينية وعلى رأسها نظام شاه إيران الذي رفضت عدة دول صديقة للولايات المتحدة استقبال الطائرة التي تقله قبل ان ينتهي به المطاف في مصر حيث دفن.

وتذكر صحيفة الديلي ميل البريطانية واسعة الانتشار وذات التوجه اليميني ان سقوط نظام الرئيس التونسي هو أول انعكاسات تسريبات وثائق الخارجية الأميركية (ويكيليكس) حيث تحدثت عن الفساد مما أثار حنق الشارع وحرك نقابات العمل.

ان على من استعجل وأبدى فرحه المسبق بما يجري في تونس ان ينتظر، فالتغيير الوحيد المسموح به في المنطقة هو من السيئ إلى الأسوأ، وسلسلة كتب بريجنسكي تتحدث عن الفوضى وتفكيك العديد من دول أوراسيا والشرق الأوسط وحدوث اضطرابات وحروب قد تستخدم فيها الأسلحة غير التقليدية و.. رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه.

ان استفتاء السودان التي أسميناها يوغوسلافيا الجديدة لن يتوقف عن خيار الدولتين بل سيمتد إلى طلب تقرير المصير لبقية أقاليم السودان وانتشار الفوضى والحروب فيه لتمتد بعد ذلك الى بقية دول منطقة الشرق الأوسط الملتهبة والتي ستستبدل الأمر الإلهي للشعوب والقبائل (لتعارفوا) بـ «لتعاركوا» ولا حول ولا قوة إلا بالله.

آخر محطة:

هناك ضرر مباشر على الكويتيين من تحول تونس العلمانية الليبرالية المستقرة سياسيا واقتصاديا الى حالة الفوضى العارمة لحقيقة وجود استثمارات كويتية عامة وخاصة في تونس تقارب الـ10 مليارات دولار.. واقبض من..!

سامي النصف

أن تعي معنى التضحية

الساعة الثامنة والنصف ليلة قبل البارحة الخميس، واشباح مكونة من الزملاء عدنان الراشد وعصام الفليج ووائل الحساوي واحمد الكوس ومحمد البحر وسامي الخليفي، تتحرك في احد أزقة حي الشجاعية المظلمة في غزة الصامدة للقاء خنساء فلسطين السيدة ام نضال فرحات لتروي لنا قصة استشهاد ابنائها الثلاثة: نضال ومحمد ورواد وزوج ابنتها اضافة الى استشهاد «اسطورة غزة» عماد عقل في بيتها عام 93.

ولم تكتف ام نضال بذلك بل ارسلت ابنها الرابع وسام للقيام بعملية استشهادية قائلة له: انت غالٍ الا ان الاسلام اغلى منك، وقد فشلت العملية الاستشهادية وحكم عليه بالسجن المؤبد واطلق سراحه بعد 11 عاما من الاعتقال، وتذكر ان وصيتها الدائمة له ولابنائها: اريدكم منتصرين او شهداء محمولين فوق الاكتاف.. وتثني في ختام لقائها معنا على الكويت وتقول: لولا دعمكم لضاع ابناء الشهداء.

وخرجنا الى ممرات مظلمة اخرى للقاء اعلامي وغير مسبوق مع السيدة «ام علي» التي قام ابنها الشهيد محمد عزام فراونة بالعملية الفدائية التي نتج عنها اسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الذي يتم التفاوض على اطلاق سراح آلاف الاسرى الفلسطينيين كثمن لاعادته، ومرة اخرى نقف امام سيدة صلبة وحالة انسانية مؤثرة لتروي لنا كيفية استشهاد ابنها محمد.

تقول «ام علي» ان محمدا كان اقرب ابنائها الى قلبها حيث كان شديد الاعتناء بها حتى انه ما ان ينهي دراسته الجامعية حتى يقوم بمساعدتها في عملها المختص بالعناية بمعاقي الحرب، وكثيرا ما كان يخجلها امام العاملين الآخرين معها عندما يقبل رأسها ويدها ولا يغادر الا معها حال انتهاء عملها.

وتضيف انه قبل استشهاده كان كلما اكل طعاما وسألته عنه قال لها انه شهي الا ان طعام الجنة اشهى، وظل يطلب منها ان تسمح له بالاستشهاد وهي ترفض حتى بكى امامها ذات يوم فقالت له: انني وهبتك لله، وقد حضر بعد تلك الموافقة بيومين وقام بتنظيف المنزل وترتيبه واصلاح الاجهزة المعطلة فيه وشعرت شقيقته بما ينتويه فطلبت منه تأجيل ما يعتزمه لمدة شهرين حتى يحضر حفل زواجها الا انه رفض وخرج ليسمعوا بعملية استشهاده، وتقول ام علي انها تطلب من ابنائها ان يعيشوا سعداء او يموتوا شهداء.

آخر محطة:

في وقت تضحي فيه نساء العالم لاجل اوطانهن، وما سيرة خنساء الكويت، رحمها الله، التي ضحت بثلاثة من ابنائها لاجل تحرير الكويت ومعها السيرة العطرة للشهيدتين اسرار القبندي ووفاء العامر ومن سار في ركب الشهادة معهن، نسمع بقانون المرأة الاكتع في مجلس الامة الكفيل بالتضحية بمستقبل الوطن لاجل قلة من النساء.. والحديث ذو شجون..

سامي النصف

ليتهم كانوا المصيبين ونحن المخطئين!

يحاسب كثيرون، ونحن منهم، أنفسهم مع بداية كل عام ـ أو حتى كل 5 أعوام ـ كي يعرفوا اين اخطأوا في مواقفهم العامة فيتحاشوا تكرار الخطأ، واين اصابوا حتى يستمروا في مسار الصواب،، وضمن محاسبة هذه الأيام وجدت الآتي:

قلنا إبان تجمعات وحشود «نبيها خمس» ان تغيير الدوائر الانتخابية لن يحل الإشكال وان الأفضل البقاء عليها مع تفعيل القوانين، بينما ادعى بعض المخضرمين من النواب ان جنة الديموقراطية الموعودة قائمة تحت اقدام الدوائر الخمس، حدث ما حدث وعاد المروجون لذلك النظام يشتكون مر الشكوى من مخرجاته ويدعون ـ من تاني ـ لنظام الدائرة الواحدة المدمر للوحدة الوطنية ويخلقون الأزمات المتلاحقة التي انتهت بحل مجلس الدوائر الخمس مرات عدة وتجذر التخندقات الطائفية والقبلية والفئوية بشكل غير مسبوق ومعها تفشى شراء الأصوات والمال السياسي، ولم تشنف آذاننا كلمة اعتراف بالخطأ أو اعتذار من مخالفيهم في الرأي ممن اثبتت الأيام صحة ما قالوه.

وتباينا معهم ابان تقدمهم بمقترحات اطلاق الحريات الإعلامية دون ضوابط وقلنا ان ذلك الذي احرق لبنان الشقيق، وساروا على ذلك النهج ثم عادوا – ودون اعتذار او اعتراف بالخطأ – ليروجوا لمقولات وادعاءات ومسميات «الإعلام الفاسد» مادام لم يوافق هواه اهواءهم.

ثم اتجهوا لمؤسسات الدولة الرائدة كـ «الكويتية» التي كنا ضمن مجلس ادارتها الذي قرر تحديث أسطولها كي تتوسع اعمالها وتزدهر وتنافس شقيقاتها في الخليج والمنطقة العربية كحال الإماراتية والقطرية والاتحاد والعربية والمصرية والخليج واللبنانية والأردنية والتونسية.. الخ، وقرروا الغاء صفقة تحديث الطائرات والتوجه للخصخصة غير المدروسة فانتهى الحال بما يراه الجميع من وضع مؤسف لـ «الكويتية» عند مقارنتها بمؤسسات وشركات الطيران «الحكومية» الأخرى في المنطقة، ومرة أخرى لم نسمع كلمة اعتذار واحدة عن تدمير أقدم مؤسسة طيران في المنطقة عبر حرمانها من تجديد طائراتها وأساطيلها تحت رايات «الخصخصة» الكاذبة التي هم من أكبر اعدائها حتى انهم قاطعوا جلساتها.

هذه الأيام نختلف معهم كثيرا في فهمهم الخاطئ للدستور وممارساتهم غير السوية للديموقراطية ونعلم مرة أخرى اننا على حق وان اجتهاداتهم الحالية كحال اجتهاداتهم السابقة لا تؤدي إلا إلى الدمار وتخلف الكويت، ومؤسف حقا ما نقرؤه من كتابات فحواها رمي مخالفيهم في الرأي بكل الموبقات، وهو ما يدل على افتقارهم للحدود الدنيا من الفهم الديموقراطي الصحيح الذي يأتي في صلبه القبول بالرأي والرأي الآخر.

آخر محطة:

ارسلت مقال يوم الاثنين وفقرته المتضمنة اسماء رفاقنا الرائعين في سفرتنا الأخيرة للعراق، وقد تسببت زحمة العمل وربكته في نزول المقال ناقصا بعض الاسماء، فعذرا من الرفاق على الخطأ غير المقصود.

سامي النصف

قضايا منتصف الأسبوع

امتلأت مقبرة الصليبخات صباح أمس بمودعي راحل الكويت الكبير العم خالد يوسف المرزوق، وقد ابت الثريا إلا أن تشارك الثرى بحسن توديعه، فاختلطت قطرات المطر بدموع المحبين وابتلت الأرض بمياه الغيث وقد كان ابو الوليد في حياته كالمطر الهادر في كرمه وطيب خلقه. إن ثروات الشعوب الحقيقية تعد بعدد الحكماء والخيرين من رجالها، وكم خسرت الكويت برحيل العم خالد.

قبل ان نفخر بتطبيق القانون، وهو امر يوده كل مواطن ومقيم على هذه الارض الطيبة، علينا ان نرى قبل ذلك مدى صحة ذلك التشريع حتى لا نعيد مأساة فسخ عقود الـ B.O.T، فقد تكون المخالفة لغباء شديد او خطأ جسيم في القانون يتم كشفه عند التطبيق ويكون الحل الأمثل حينها لا بالإلزام بل بالتعديل والتطوير طبقا لمتطلبات المواطنين والمستثمرين، فالقوانين لم تخلق إلا لخدمة الناس ولم تخلق الناس لخدمة القوانين.

أمر مفرح رد الحكومة مقترح تجريم لبس النساء للمايوه (ماذا عن الرجال؟)، وهو أمر كان سينتهي بفرض السواد والنقاب على النساء ومنعهن من القيادة وضربهن بالشوارع كما كان يحدث في أفغانستان وإيران بالأمس والسودان الشمالية اليوم، العالم ينطلق بأقصى سرعة الى الأمام وبعض احبائنا ينطلق بالسرعة نفسها الى الخلف.

وجميل تشكيل ديوان أهلي لتعزيز النزاهة، لكن يجب أن يقابله تشكيل هيئة حكومية لمكافحة الفساد الذي يثير حنق العامة ويتسبب عادة في القلاقل وعدم الاستقرار السياسي، وفي هذا السياق لا معنى او جدوى لإنشاء لجنة قيم في البرلمان او خلق تشريعات «من اين لك هذا؟» دون وجود عقوبات رادعة كإسقاط العضوية لمن يمارس الفساد او يسيء للمراكز التي يتقلدها، فعقوبات مثل الخصم من الراتب وعقوبة عدم حضور الجلسات التي هي اقرب «لطق قطو بمصير» كما يقول المثل الكويتي الشائع (أي معاقبة القط عبر رميه بقطعة لحم)، فعقوبة الحرمان من الحضور شهرين تعني إجازة سعيدة للنائب الفاسد للتمتع بالمال المشبوه في البلدان الجميلة التي يختارها.

أسئلة مهمة يطرحها المواطنون والمقيمون مع كل عملية مصادرة لأطنان من الأغذية الفاسدة التي نسمع بها كثيرا هذه الأيام ومنها حقيقة ان الكويت تستورد كل شيء فكيف استطاع الفاسدون إدخال أطنان من الأغذية التالفة للبلد؟!

ومنذ كم عام وهم يمارسون تلك الجرائم دون حسيب أو رقيب؟! وهل لتلك الأغذية الفاسدة علاقة بالأمراض السرطانية المتفشية التي قتلت المئات من المواطنين والمقيمين خلال السنوات الأخيرة؟! ثم لماذا نسمع بجرائم ولا نسمع بمجرمين؟! وأين الضمان بأن ما تمت مصادرته يتم إتلافه لا إعادة بيعه؟! في هذا السياق لماذا يسمح للخمور المصادرة بأن تصبح مئات آلاف القناني، والمخدرات بالأطنان قبل اتلافها مما يصعب حصد حقيقة ما تم اتلافه، ولماذا لا تتلف أولا بأول وبكميات صغيرة؟!

ضمّنا قبل ايام قليلة وفد سياسي وإعلامي كويتي زار اربيل وبغداد وكربلاء والنجف، ضم السفيرين الفاضلين علي المؤمن ود.محمد بحر العلوم ورئيس جمعية الصحافيين احمد يوسف بهبهاني والدينامو عدنان الراشد والزميلات الشيخة فوزية الصباح ومنى ششتر وريم الوقيان ووفاء قنصور والزملاء محمد الحسيني ود.عصام الفليح ود.وليد الحداد ود.عبدالرضا أسيري وعبدالله زمان وعادل دشتي وحمزة عليان، وسأترك تفاصيل اللقاءات وبعض الانطباعات لمقال لاحق.

آخر محطة:

التقينا ضمن الزيارة التاريخية بنائب الرئيس د.عادل عبدالمهدي ودولة الرئيس نوري المالكي ودولة الرئيس د.اياد علاوي ورئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ورئيس وزرائه د.برهم صالح ورئيس برلمانه كمال كركوكي ووزير خارجية العراق د.هوشيار زيباري. ونقول ان القيادة العراقية التي كانت مركزا للديكتاتورية والتأزم وعدم العقلانية وسوء النية قبل ربيع 2003 قد تحولت لروافد ذكاء وحكمة وحب الخير والممارسة الديموقراطية فيما بعد ذلك، والوقت اصبح مناسبا لحل كل المشاكل العالقة بين الطرفين.

سامي النصف

الفارس الذي ترجل

فقدت الكويت بالامس فارسا من فرسانها الكبار، وابنا باراً من ابنائها، ورجلا وطنيا له مواقف تاريخية لا تنسى في دعم قضايا بلده، فرحم الله العم خالد يوسف المرزوق واسكنه فسيح جناته وألهم اهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقد عُرف عن العم ابو وليد كرمه الاسطوري وشجاعته وشهامته وتبنيه الدائم لاعمال الخير ومساعداته السخية للفقراء والمساكين والمحتاجين وكان – رحمه الله – ممن يقال فيهم «لا تعرف شماله ما أنفقت يمينه»، وكانت له بوصلة سياسية تدور حيث تدور مصلحة الكويت في حين شرّق آخرون وغربوا في مواقفهم السياسية بعيدا عن تلك المصلحة.

وللراحل الكبير فكر ابداعي ثاقب استخدمه لدعم اقتصاد بلده ومشاريعه التنموية حيث تبنى قضايا الاسكان العمودي وانشاء مجمعات الأسواق ومواقف السيارات، كما تقدم في الثمانينيات بمشروع اللآلئ الذي كان يستهدف زيادة مساحة الكويت عبر استرداد الارض من البحر وتوفير آلاف القسائم للشباب بأسعار معقولة دون كلفة على الدولة، وقد توقف ذلك المشروع الرائد والواعد آنذاك بسبب عوامل الحقد والحسد والمناكفة السياسية، وقد رفض بوليد اقامة ذلك المشروع في الدول الاخرى رغم العروض المغرية التي وصلت إليه، ايمانا منه بأن فكره وعلمه وجهده مسخر لخدمة بلده قبل أي بلد آخر.

كمـــا ساهـــم الراحل الكبير بتأسيس العديد من المؤسسات والشركات الاقتصادية الضخمة التي توظف مئات الكويتيين كالبنك العقاري، وعقارات الكويت، واللؤلؤة العقارية، وشركة دار الكويت للصحافة التي تصدر جريدة «الأنباء»، كما تبرع بتأسيس مركز علمي مختص بالطب الاسلامي سمي بمركز المرحومين يوسف المرزوق ولولوة النصار.

وقد عرفت شخصيا الراحل الكبير منذ اوائل الثمانينيات عندما دعانا وبعض الاصدقاء إلى بيته العامر في اسبانيا، وقد وجدناه، رحمه الله، قمة في التواضع يخجلك بمواقفه وكلماته التي تدخل القلب من أقصر الطرق، وتجعلك تستحضر ارواح فرسان العرب التاريخيين ممن اشتهروا بالفروسية والحزم والكرم.

آخر محطة:

(1) ستفتقد الكويت كثيرا رجلا بعطاء وحكمة وذكاء ابو الوليد. وعزاء الكويت وعزاؤنا هو بالذرية الصالحة من ابنائه الكرام ممن غرس فيهم منذ الصغر الوطنية الحقة وحب الخير ونصرة المظلوم.

(2) وكم هو مؤلم لاسرة المرحوم يوسف المرزوق فقدان العم خالد وابنه وحفيده خلال فترة وجيزة، فلله ما أعطى ولله ما أخذ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سامي النصف

فلتكن النهاية لا البداية

أول دروس الديموقراطية والمفاهيم الدستورية الراقية هو القبول بتباين الآراء وطرح كل طرف لحججه تحت قاعة البرلمان ثم الاذعان لنتائج التصويت وتهنئة الخاسر للفائز كي لا يبقى شيء في النفوس ومنعا لتحول اللعبة الديموقراطية الى حرب استنزاف دائمة شبيهة بحروب داحس والغبراء التاريخية.

وبودنا أن يبادر سمو رئيس مجلس الوزراء أو معالي رئيس مجلس الأمة فور انتهاء جلسة اليوم لدعوة جميع الوزراء والنواب الى غداء عمل تتصافى خلاله النفوس وتناقش ضمنه خطة عمل الحكومة للمرحلة القادمة، ومن يقاطع أو يمتنع عن الحضور يكون قد أظهر عدم الإيمان بالديموقراطية والأعراف الدستورية السليمة وكشف عن نواياه السيئة تجاه الكويت ومستقبلها.

وكدرس للمستقبل، لا يعلم أحد المصالح والمكاسب التي تحققت للوطن وللمواطنين منذ اليوم الأول للاختلاف على ما لا يجوز الاختلاف عليه كالامتثال لتوجيهات سمو الأمير الأبوية، وتعليمات رجال الأمن وفتاوى رجال الدين ونصائح الحكماء من شيوخ القبائل ومعها أحقية السلطة القضائية في طلب رفع الحصانة البرلمانية عن أحد الأعضاء.

فما نتج عن عمليات العند والغضب والتأجيج هو رفع الحصانة عن النائب المعني في نهاية الأمر، والاصطدام المؤسف في الصليبخات بين المواطنين ورجال الأمن والذي انتهى بإحالة دكتور جامعي الى القضاء نتيجة تلفظه بأقوال لا تقال، وانقسام وانشطار مجتمع الأسرة الواحدة الذي لم يستطع حتى الطاغية صدام أن يقسمه، ما نرجوه أن يكون فيما حدث نهاية لحقبة التأزيم لا بداية جديدة لها، فالكويت وشعبها يستحقون منا جميعا الأكثر.

آخر محطة:

نشرت جريدة «الجريدة» في عددها الصادر أمس دراسة قيمة تستحق أن تُقرأ للمستشار القانوني المعروف شفيق إمام، طرح فيها أسئلة مهمة عن مدى تحول المادة 123 من الدستور لعباءة تنقيح فعلي للدستور، وعن جواز تحول المسؤولية «الفردية» للوزراء الى مسؤولية «تضامنية»، مبديا خشيته من أن تؤدي الاستجوابات المتتالية الموجهة الى سمو رئيس مجلس الوزراء بديلا عن الوزراء المعنيين، الى «تنقيح فعلي» للدستور عبر تعديل المسؤولية الفردية للوزراء أمام مجلس الامة، الى مسؤولية تضامنية يطرح فيها عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء، وهو أمر يهدد استقرار الحكم حسب قوله كون نجاح عدم التعاون وإعفاء سمو الأمير لرئيس مجلس الوزراء، يعني اعتبار بقية الوزراء معتزلين لمناصبهم الوزارية معه، بينما لا يعتبر الوزراء مستقيلين أو معتزلين مناصبهم حال طرح الثقة بالوزير المعني، دراسة تستحق أن يستوعب مضمونها كل من يرفع شعار الحفاظ على الدستور.