أ.د. غانم النجار

انتخابات الباءات الثلاثة

الانتخابات الحالية ليست كأي انتخابات مضت.

قد يصح فيها أو عليها وصف “انتخابات الباءات الثلاثة”، فهي انتخابات “باردة”، “باهتة”، “باصجة”.

قد لا يكون لذلك علاقة بالضرورة بالمرشحين، فمنهم من هو محترم، ومنهم من هو دون ذلك، ومنهم شباب واعد يدعو للأمل، ومنهم من هو مصر على الاستمرار للأبد. ولكن “البرودة” و”البصاجة” قد تعود إلى إحساس غامر بعدم الثقة، بفعالية النظام السياسي، وهي نتاج ممارسة مختلة ركيكة هزيلة، وحالة انحسار للرأي وزيادة سرطانية لخلايا الفساد، وأن موازين القوى محسومة سلفاً، وأن الصراع بين أصحاب النفوذ صار معلناً، لدرجة أن عدد المرشحين بالوكالة، وغير ذلك من الانتماءات، قد زاد بشكل ملحوظ. متابعة قراءة انتخابات الباءات الثلاثة

أ.د. غانم النجار

ترامب رئيساً… إذا عطست أميركا

انتهت الانتخابات الرئاسية الأميركية، كأي مباراة كرة قدم مثيرة، وسيتولى في ٢٠ يناير دونالد ترامب الرئاسة، كأكبر الرؤساء عمراً، حيث يبلغ ٧٠ عاماً.

إصابة العالم بحالة “انبعاج” سياسي لفوز ترامب تدل على أن أميركا مازالت الدولة الأقوى، سواء أحببناها أم كرهناها، وأنه إذا عطست أميركا فسيصاب العالم بالزكام. متابعة قراءة ترامب رئيساً… إذا عطست أميركا

أ.د. غانم النجار

من سيفوز… ترامب أم كلينتون؟

ستُحسَم غداً الثامن من نوفمبر نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بين ابنة السلطة هيلاري رودام كلينتون والمتمرد على السلطة دونالد ترامب.

أتابع بشكل حثيث الانتخابات الرئاسية الأميركية منذ المنافسة بين رونالد ريغان وجيمي كارتر، والتي لعبت إيران دوراً مؤثراً في نتائجها باستخدامها ملف رهائن السفارة الأميركية.

الانتخابات الأميركية، ليست انتخابات مباشرة، ولكنها تجرى بطريقة المجمع الانتخابي، ومن سخريات القدر أن أقرب دولة بها نظام شبيه هي الصومال، التي صار، بمحض المصادفة، موعد انتخاباتها الرئاسية ٣٠ نوفمبر الجاري.

الانتخابات الأميركية تحتل المرتبة الـ٥٣ من حيث الكفاءة على مستوى العالم، ويثار حولها الكثير من اللغط بشأن التصويت واحتمالات التزوير المباشر أو غير المباشر، كان أبرزها ما جرى في انتخابات عام ٢٠٠٠ بين جورج بوش وآل غور، الذي فاز بالتصويت الشعبي، ولكن النتيجة النهائية ذهبت لمصلحة بوش بحكم محكمة بفارق ٥٣٧ صوتاً، وبالتالي هي ليست نموذجاً يحتذى، بل تتقدم عليها بعض دول العالم الثالث من حيث جودة الانتخابات ومصداقية تمثيلها.

خلال الثلاثين سنة الماضية بذل المشرعون الأميركان جهوداً مضنية لإصلاح النظام الانتخابي تَركّز معظمها على مسألة تمويل الحملات الانتخابية، حتى لا تستأثر جهة بعينها بالانتخابات، إلا أن المحكمة العليا ألغت القيود المفروضة على التمويل وفتحت الباب على مصراعيه، وصار بإمكان شركة واحدة أن تغطي مصاريف حملة انتخابية كاملة لأحد المرشحين.

الحملة الانتخابية الحالية بين كلينتون وترامب هي واحدة من أكثر الحملات حدة وتبايناً وتعقيداً، فهي من الانتخابات النادرة التي لا يتمتع فيها المرشحان بشعبية كبيرة، فأغلبية الرأي العام الأميركي لا ترى في كليهما المرشح الأصلح.

استفز ترامب قطاعات واسعة في المجتمع، كما استنهض القواعد الاجتماعية الكامنة من البيض المتحفزين واليمين المتشدد ومن يطلق عليهم عادة “الرقاب الحمراء”، في حملة خطاب كراهية غير مسبوق، كما استفز عدداً من القيادات الجمهورية، فأعلنوا بصورة غير مسبوقة أنهم لن يصوتوا له. أما كلينتون فمازالت تتمتع بدعم ماكينة الحزب الديمقراطي، ودعم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، الذي يغادر البيت الأبيض وهو في أعلى شعبية لرئيس مغادر.

سيكون غريباً ضمن هذه المعطيات أن يفوز ترامب، وسيكون منطقياً أن تفوز كلينتون، وتبقى الاحتمالات مفتوحة، بغض النظر عن أيهما الأكفأ، فالانتخابات هي علم وفن قائم بذاته، وهي سوق مفتوح للفضائح وموازين القوى وعروض فنية، وتمثيل؛ فالسياسي في مثل هذه الأجواء لابد أن يكون ممثلاً، كما يؤكد الكاتب المسرحي الأميركي الشهير آرثر ميلر. بالطبع سيستطيع النظام الأميركي أن يزعم كفاءة شكلية، إن فازت كلينتون، بأن النظام استطاع أن يضع سيدة في البيت الأبيض، وعوضاً عن أنها كانت السيدة الأولى أيام رئاسة زوجها، بيل كلينتون، سيصبح هو، أي بيل، للمرة الأولى في تاريخ أميركا “السيد الأول” أو شيئاً من هذا القبيل.

ميزة الانتخابات، أي انتخابات كانت، أنها مشابهة لكرة القدم، من حيث الموعد المعلوم للنتائج، فعلى الرغم من كل الصخب والضجيج والقيل والقال، هناك موعد محدد وساعة مقررة لإعلان النتائج، فالانتخابات ليست كخطط التنمية المضروبة أو المشاريع التي لا زمن معلناً لمعرفة نتائجها.

متابعة قراءة من سيفوز… ترامب أم كلينتون؟

أ.د. غانم النجار

منظمة طائفيون بلا حدود… البيان التأسيسي

مع اشتداد موسم الانتخابات، يبحث بعض المرشحين عن أدوات للنجاح، فلا يجدون إلا الطائفية سلاحاً.

بالطبع لا يشترط في الطائفي المتشدد أن يكون متديناً، فالطائفية ليست حالة دينية، بل حالة ذهنية.

منظمات “بلا حدود” في المجمل هي منظمات إنسانية، تخدم هدفاً عاماً، وعموم البشر دون تمييز من أي نوع، وأبرز تلك المنظمات وأشهرها منظمة “أطباء بلا حدود”، ومهمتها التدخل الطبي في مناطق النزاع المسلح، والتي يكون الكثير منها مستنداً إلى مرتكزات طائفية، بمعنى أن المنظمة، لا تتوافق مع الطائفية بلا حدود. متابعة قراءة منظمة طائفيون بلا حدود… البيان التأسيسي

أ.د. غانم النجار

السيسي والسبسي والنقطة بينهما

لا أعرف إن كان من محاسن الصدف أن أكون مشاركاً في المؤتمر الأول لوزراء التربية في الدول الإسلامية، الذي استضافته الدولة التونسية ونظمته “إسيسكو”.

قبل مغادرتي للمؤتمر نشرت مقالة حول مقاطعة الانتخابات، ومقولة اعتذار المقاطعين بعد مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية الكويتية في ٢٦ نوفمبر. لم يكن بحسباني أنني سأكون شاهداً على حالة “سياسة اعتذار” أخرى في مؤتمر “إسيسكو”.

فالمؤتمر على أي حال كان تقليدياً، لم نكن نتوقع فيه مفاجآت، حتى جاءت اللحظة، واعتلى المنصة د. أياد مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. بدأ بقوله إن كلمته ستكون قصيرة إلا أنها لم تكن كذلك. وحين توجه بالشكر إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الذي كان حاضراً، أضاف نقطة ليصبح “السيسي” فتلفت الناس، ظناً منهم أن الرئيس المصري قد حضر فجأة، وأن د. مدني قد تم إعلامه بالموضوع، إلا أن تلك الهنيهة لم تطل بنا، حتى اعتذر عن ذلك “الخطأ الفاحش”، وتبع ذلك على سبيل الدعابة مخاطباً الرئيس السبسي “أتمنى أن تكون ثلاجتكم بها غير الماء”، إشارة إلى كلمة مشهورة للرئيس السيسي أكد فيها أنه لم يكن في ثلاجته إلا الماء لأكثر من ١٠ سنين، كناية عن الكفاح في الحياة. تحولت مقولة “الثلاجة والماء” لواحدة من أعلى المقولات تداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالطبع تم تداولها بأشكال وصور مختلفة، بعضها عادي وبعضها ساخر وبعضها غير لائق. متابعة قراءة السيسي والسبسي والنقطة بينهما

أ.د. غانم النجار

قاطعوا ثم شاركوا… فهل يعتذرون؟

هل على الذين قاطعوا انتخابات ٢٠١٣ أن يعتذروا، كما يثار؟. بالطبع المطالبة بالاعتذار تحولت إلى وسيلة ضغط انتخابية، وقد تكون محرجة بالنسبة للمرشحين المقاطعين، وبالذات منهم من اتخذ مواقف حادة.

في تاريخنا السياسي، وبالإضافة إلى عودة المقاطعين للمشاركة، هناك حادثتان تستحقان التذكير بهما.

في صيف ١٩٧٠ ألقى ولي العهد رئيس الوزراء حينذاك الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، خطاباً شهيراً، دعا فيه المنسحبين من الحياة العامة، بسبب تزوير انتخابات ١٩٦٧، إلى العودة للمشاركة، على أساس عدم تكرار ما حدث. وما إن تمت الدعوة لانتخابات ١٩٧١ حتى انقسمت المعارضة إلى قسمين رئيسيين، الأول مقاطعة إن لم تتحقق شروطه، والثاني يشارك من باب إعطاء فرصة. متابعة قراءة قاطعوا ثم شاركوا… فهل يعتذرون؟

أ.د. غانم النجار

البصمة الوراثية… حكاية صدور وزوال قانون معيب

كان تدخُّل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ليعلن عبر وسائل الإعلام توجيهاً لرئيس الوزراء بتعديل قانون البصمة الوراثية سابقة تاريخية محمودة. كان بإمكان سموه مخاطبة رئيس الوزراء ليبلغه بمرئياته دون إعلام، وكأنه قد ضاق ذرعاً بموقف الحكومة الباهت من القانون، واندفاع أحد مسؤولي وزارة الداخلية دون اعتبار لمصلحة البلاد.

لم يكن هذا هو التدخل الأول لسموه، حيث رد قانون “إعدام المسيء” في مجلس الأغلبية فبراير ٢٠١٢.

القانونان صدرا باستعجال وكردّ فعل على حدث، وهي صفة تتعارض مع أصول التشريع، ولم يمنع أن يحدث ذلك الانحراف التشريعي كون المجلس “إصلاحياً”، كما في مجلس فبراير ٢٠١٢، أو مجلس “موالاة”، كما في المجلس الذي رحل عنا قبل أيام. متابعة قراءة البصمة الوراثية… حكاية صدور وزوال قانون معيب

أ.د. غانم النجار

مجلس الأمة بين «الحَلول» و«العِشرِج»

حل مجلس الأمة هو الحل الحادي عشر، وليس التاسع كما تردّد في الإعلام بشكل واسع. كما أنه من الخطأ القول بأن ما جرى في سنتي ١٩٧٦ و١٩٨٦ كان حلاً للمجلس فقط، حيث كان تجميداً للدستور لأكثر من ٤ سنوات، وفرض رقابة على الصحافة، على عكس ما جرى منذ ١٩٩٩ حتى اليوم. لدينا حتى الآن ثلاثة أنواع من “الحل”: النوع الأول خارج الدستور بالقوة، والنوع الثاني عبر المادة ١٠٧ من الدستور، وهي انتخابات مبكرة، أما النوع الثالث فحل يتم بحكم محكمة. واللافت أن لدينا مجلساً تم حله مرتين. وهكذا، صار حل المجالس من عاداتنا وتقاليدنا، بواقع حل كل

٣ سنوات ونصف، وبنسبة ٢٥ في المئة من عمر الدستور في البلاد. فلا استغراب في الحل! متابعة قراءة مجلس الأمة بين «الحَلول» و«العِشرِج»

أ.د. غانم النجار

إعادة جنسية الجبر مكسب للنظام الكويتي

قضت المحكمة الإدارية يوم أمس بإلغاء قرار وزارة الداخلية بإسقاط جنسية أحمد الجبر، وإعادتها إليه مع كل ما يترتب على ذلك من آثار، وجاء الحكم مشمولاً بـ”النفاذ المعجل”، بالإضافة إلى التعويض المؤقت. كان الحكم بإعادة الجنسية متوقعاً؛ فقد استنفدت كل الوسائل لكي تقدم السلطة التنفيذية الأسباب التي تم بموجبها سحب الجنسية، إلا أنها رفضت، فلم يكن أمام القاضي مفر إلا إصدار الحكم بإعادة الجنسية.

وقد منع قانون المحكمة الإدارية من النظر في أربع قضايا، هي: الجنسية، وامتيازات الصحف، ودور العبادة، والإبعاد، بحجة أنها قضايا سيادية، مع أنها ليست كذلك، بل هي أفعال إدارية من الواجب حمايتها برقابة قضائية حمايةً للناس من تعسف السلطة. متابعة قراءة إعادة جنسية الجبر مكسب للنظام الكويتي

أ.د. غانم النجار

زمن عبدالله السالم الاستقلال 20 بين حل الاتحاد ومجلس الأمن

بحكم بُعدي الجغرافي حالياً عن الكويت، ووصول المعلومات مجتزأة وخارج السياق، إلا أنه يبدو أن هناك تشابهاً من حيث الشكل بين ما يجري حالياً من ظلم للكويت في المحافل الدولية الرياضية، وما جرى من ظلم حاد لها في بداية استقلالها من مجلس الأمن عام 1961. فرق التفاصيل بالطبع كبير، لكن الظلم مطلق، وبالتالي كان انطباعاً يستحق التنويه.

عندما كنت عضواً بمجلس إدارة نادي القادسية بمنتصف الثمانينيات، عايشت حل اتحاد كرة القدم حينذاك. كان يترأسه الشهيد فهد الأحمد، رحمه الله، حيث طلب وزير الشؤون الاجتماعية حينذاك، خالد الجميعان، من رئيس نادينا، عبدالعزيز المخلد، شافاه الله وعافاه، أن يتولى مهمة رئاسة الاتحاد المعيَّن، ومن ثم تولى رئاسة النادي الشهيد يوسف ثنيان المشاري، رحمه الله. متابعة قراءة زمن عبدالله السالم الاستقلال 20 بين حل الاتحاد ومجلس الأمن