احمد الصراف

الدولة الدينية

بعد ما يقارب الأربعين عاما من المد الطائفي والديني المتخلف على كل أنشطة الحياة في الكويت، بدا وكأن هذا المد والهيجان في طريقهما الى الانحسار!
كانت البداية في المطالبة الشجاعة التي أقدم عليها النواب علي الراشد، محمد الصقر وفيصل الشايع، بالرغم من كل مآخذنا على سكوتهم الطويل عن استفحال الأمور ووصول الأوضاع الخربة الى ما هي عليه الآن، بمطالبتهم باعادة النظر في قانون منع الاختلاط والغائه.
قد لا ينجح هؤلاء النواب في مسعاهم، ان لم تقف الحكومة ونوابها معهم، ولكن تصديهم للأمر في هذه المرحلة كاف بعد ان نشفت عواطفنا وجفت انفاسنا وتيبست مشاعرنا واصبحنا أكثر جلافة وقبحا مما كنا عليه قبل نصف قرن من فرط ما أصابنا من سوء الجراد ومصائبه.
لقد حاولت القوى الدينية، المتمثلة بالاخوان المسلمين، ومن بعدهم السلف، بكل انفاره واطيافه، طوال العقود الثلاثة الأخيرة، العبث بالدستور وتغيير مادته الثانية، ولكن عندما يئسوا من ذلك، وبعد ان اصبحوا اكثر ذكاء وقوة وتغلغلا في مراكز اتخاذ القرار، واقرب للسلطة منهم في أي وقت مضى، قرروا التصدي لتغيير المادة الثانية من الدستور بطريقة غير مباشرة، وعلى ارض الواقع، وترك الحال كما هي عليه على الورق.
وهكذا بدأت حركة تغيير المادة الثانية على الارض بسكوت وهدوء ومن دون جلبة، بحيث نجحت هذه القوى الدينية في تحويل الكويت المنفتحة والمدنية وشبه العلمانية الى دولة دينية حتى النخاع في كل مظاهرها ومخابئها بحيث اصبحت شوارعها وجدرانها وجسورها واعلاناتها ومؤتمراتها تنبئ بذلك دون ان تصرح به!
وكان نجاح هذه القوى المتخلفة في التغلغل لمراكز اتخاذ القرار في وزارتي التربية والتعليم العالي من اكبر منجزاتها في سبيل تغيير المادة الثانية، حيث اتاح هذا تغيير كامل مناهج وزارة التربية بشكل جذري. ثم نجحت هذه القوى نفسها وبمباركة السلطة في احيان كثيرة، وعلى حسابها، في تغيير الكثير من القوانين واصدار اخرى جديدة تتلاءم والتفكير السياسي الديني لهذه الاحزاب، وبالتالي انتشرت مدارس ومراكز التحفيظ، وتزايد كالفطر البري عدد الجمعيات السياسية الدينية وانتشرت فروعها غير القانونية وتمكنت في غفلة من الزمن من جمع المليارات وصرفتها دون رقيب او حسيب، واحيانا كثيرة دون وازع من ضمير. كما نجحت هذه القوى في «فرض» الحجاب في العديد من المواقع والانشطة، بحيث اصبح هو الطبيعي وغيره هو الشاذ والقبيح والمحرم. ونجحت القوى نفسها تاليا في نشر النقاب وخنق اي مطالبة حكومية امنية، ولو خافتة، لمنع ارتدائه حتى اثناء قيادة المركبة او السفر، بحيث اصبحت الكويت الوحيدة في العالم اجمع التي تسمح للمرأة، او الرجل، بقيادة مركبة والسفر خارج البلاد متى كانت، او كان، منقبا!
وطال التغيير البرامج التلفزيونية، والاعلانات، اصبح حتى اعلان لمشروب في جريدة او صحيفة اجنبية مدعاة للاثارة والشطب باللون الاسود واحياناً تمزيق الصفحة بالكامل. كما طال الأمر أنظمة الجيش والشرطة، ووصل الأمر للقطاع الخاص، وفرض الفصل الجنسي على المدارس والجامعات الخاصة، وطالب نواب، ونجحوا، في منع تواجد الجنسين في محل واحد، ومنع الذكور من البيع في محال النساء والنساء من البيع في محال الرجال. ووصل الأمر الى درجة فرضت فيها ادارة التعليم الخاص تعميما منعت فيه الاختلاط حتى في رحلات المدارس الخارجية، وهذا يعني انهذه القوى ستتبعنا حتى غرف نومنا.
كما اصبحت جهات معروفة تحرك مركباتها وفراشي دهانها فور الانتهاء من بناء جسر لتقوم بتزيينه بما تشاء من عبارات دينية لا يجسر احد على ازالتها. لقد انشغلت الدولة برمتها بالكثير من الأمور الخلافية، التي بالرغم من اهميتها، لا يمكن مقارنة خطورة السكوت عنها بخطورة هذا الاحتلال الديني لحياتنا ونفوسنا وحرياتنا وأبسط مسببات وجودنا في هذا الكون.
عندما بدأنا قبل 15 عاما بالضرب على وتر التنبيه من خطر المد الديني، كان الآخرون منشغلين تماما بقضايا المال العام وتعديل مواد الدستور ومعركة رئاسة المجلس وحرية الصحافة والدوائر الانتخابيةوقوانين البورصة والحقوق السياسية للمرأة وغير ذلك الكثير! وكنا، المرة تلو الاخرى، وبين كل مقال وآخر، نعود لطرق حديد هذا الموضوع دون كلل أو ملل لاقتناعنا منذ ذلك الوقت وحتى الآن بأن مصدر الخطر الأول على الدولة وعلى الشعب يكمن في الأحزاب الدينية وفي التطرف الديني والمذهبي. فما نشكو منه الآن من تشرذم سياسي مذهبي حضري بدوي يعود سببه الى سكوتنا عن تحول الدولة المدنية الى دولة دينية دون ان تنبس الغاليبة منا ببنت شفة، هذا اذا كانت تعرف اصلا ما كان يجري أمامها، دع عنك ما كان يجري تحت السطح!
أحمد الصراف

احمد الصراف

عطونا أميركا!

لو قال لك من لا يدري بأن على الكويت الاتجاه لصنع المركبات ذات الدفع الرباعي، لان صانعي السيارات في اميركا اكتشفوا من خلال الدراسات والابحاث وخبراء الطرق، ان هذا النوع من المركبات اكثر امانا واقل تعرضا للحوادث من غيرها، لما تمالكت نفسك من الضحك، لان الكويت لا تصنع اي مركبات اصلا، فكيف يكون لها ترف التحول نحو صناعة السيارات الدفع الرباعي.

•••
زميلنا عادل القصار، العائد مشافى ومعافى، من رحلة علاج في الولايات المتحدة الاميركية، كتب مقالا قبل ايام انتقد فيه «المغرمين بالغرب» بسبب اخذهم كل شيء منه، الا فيما يتعلق بـ «القيم والآداب والتقاليد والمحافظة»!، وحيث اننا من المغرمين بالغرب فاننا نشكر تحيته لنا فيما يتعلق بقيمنا وآدابنا!، اورد في مقاله ذلك جملة اقوال ومؤشرات ودلائل، خلص منها الى ان هناك اتجاها قويا في اميركا نحو فصل الذكور عن الاناث في مختلف المراحل الدراسية، وان الفصل اكثر جدوى نفسيا ودراسيا!
لا نود هنا الطعن والتشكيك في ما اورد الزميل من نتائج وتحليلات، فهناك تحليلات وآراء معارضة لها بالكم نفسه، ان لم تزد عليها، لكن لضيق المساحة، فاننا سنتجنب ذكرها.
لكن لو افترضنا صحة ودقة استنتاجات الزميل فيما يتعلق بمضار الاختلاط، فانها تبقى نتائج صالحة لمجتمع وبيئة محددة ضمن ظروف ومعطيات محددة ايضا، وبالتالي قد تصلح لمكان ومجتمع ولا تصلح لغيره! فالمجتمع الاميركي، اساسا، مجتمع منفتح وحر، ودستورهم رسخ القيم الديموقراطية منذ اكثر من قرنين، ومواده اقرب للعلمانية منها لأي شيء آخر، هو يعطي، ضمن حريات كثيرة اخرى، لولي الامر حرية اختيار نوعية التربية والتعليم التي يراها اكثر ملاءمة ومناسبة لابنائه من دون تدخل من الدولة، كما ان خيارات التعليم والتدريس في اميركا متوافرة للجميع من دون عوائق او تدخل حكومي، اضافة الى ان مستويات التعليم هناك هي الاعلى في كل مجال ونطاق، وعلى الرغم من كبواتها الاخيرة!
ما نود قوله هنا وباختصار، اننا على استعداد لمجاراة الزميل في ما ذكره من افضلية فصل الجنسين في الفصول الدراسية، وحتى خارجها، كما ذكرت الدراسات والمؤشرات والدلائل الاميركية الغربية التي اوردها، كما اننا على استعداد لمساعدته على تطبيق ذلك في الكويت!، ولكن قبل القيام بذلك، نحتاج الى توفير بيئة ديموقراطية دستورية حرة كالبيئة الاميركية العلمانية التي اجريت فيها تلك الدراسات! كما نحتاج الىالقدر نفسه من حرية الاختيار المتاحة لولي الامر والخيارات التعليمية نفسها، والتعدد الواسع لنوعيات المدارس نفسه، وبعد كل ذلك له ان يطلب ما شاء!
اضافة الى ذلك ليس من المقبول اخذ جانب واحد من «مثاليات» المجتمع الاميركي، التي تصادف انها تناسب اهواءنا الدينية في فترة زمنية محددة، ونترك المثاليات الاخرى، فقط لانها لا تتفق و«عاداتنا وتقاليدنا»!
فالغرب ليس صحن فاكهة في وليمة بحيث نختار منه نوعا محددا يتلاءم وذوقنا وندافع عنه ونصفه بالاحسن، ونترك انواع الفواكه الاخرى فقط لاننا لا نحبها.. لاسباب سياسدينية!!
أحمد الصراف

احمد الصراف

جرعات دينية متنوعة

من المهم التأكيد هنا على أنني لا امتلك مدرسة خاصة ولا اعرف بشكل واضح وكاف من يمتلك واحدة. كما ان ابنائي انتهوا من دراستهم الجامعية قبل سنوات ولا احفاد لي حتى الآن في اي منها. وبالتالي، فما اكتبه بين الحين والآخر عن المدارس الخاصة لا يهدف لغير المصلحة العامة، من وجهة نظري الشخصية.
القصة الاولى: تقول أم محمد ان حفيدها، الذي لم يتجاوز العاشرة من العمر، والطالب في مدرسة خاصة ثنائية اللغة، اصبح يأتي كل يوم بقصة دينية جديدة، ويطلب من جدته مراجعتها معه. تقول ام محمد، وهي بالمناسبة محجبة، انها وابناءها تعلموا جميعا في مدارس خاصة، ولم يسبق لها او لاي من ابنائها ان مر بالتجربة، التي اصبح الحفيد يمر بها هذه الايام، ليس من واقع الكم الكبير من الجرعة الدينية التي اصبحت تحتويها مناهج مدارسته، بل بما يعطى له خارج المنهج ايضا! وتقول ان الغريب وغير المعقول هو القصص الدينية الغريبة التي تدرس له، والتي اصبح يصدقها ويقتنع بها ويقوم بترديدها. وعند اي محاولة لاصلاح فهمه، فان الطفل يتعلل دائما بان «المس»، او المعلمة، هي التي قالت ذلك!
تقول ام محمد ان هذا وضعها، وهي المربية والمعلمة السابقة، في موقف محرج ودقيق للغاية. فمن جهة، تود حفظ الاحترام للمعلمة، في عين حفيدها، ولكنها لا تود من جهة اخرى ان يتعلم الغريب، وغير الدقيق من المسائل الدينية، والتي لم يسبق لها او لاي من ابنائها ان سمع بها!.
عند مراجعة المدرسة المرة تلو الاخرى تبين لأم محمد ان الضغط قادم من ادارة التعليم الخاص، او من يقف وراءها، والتي تبدو، وكأنها اقوى من الوزيرة ومن يقف معها او وراءها!.
القصة الثانية: «سعيد. س» مواطن باكستاني يعيش في الكويت منذ سنوات، ومقترن بسيدة كندية. ارسل سعيد ابنته الى مدرسة خاصة. بعد اسابيع معدودة اصبحت الفتاة الصغيرة تشتكي من المدرسة، واصبحت تتلكأ في الذهاب وتتأخر في الاستيقاظ، ووصل الامر بها الى الامتناع عن الذهاب كليا للمدرسة.
عند الاستفسار والسؤال هنا وهناك، تبين للاب ان مقررات اللغة العربية والدين المفروضة على الطالبة الصغيرة اكثر من قدرتها على الاستيعاب. وهنا طالب والدها الباكستاني ادارة المدرسة باعفاء ابنته من الدروس الدينية فرفضت الادارة ذلك، متعللة بان هذه أمور تتعلق بادارة بالتعليم الخاص وبطلباتها، وعندما اثبت لهم ان الفتاة الصغيرة ليست مسلمة ردوا عليه بان اسمها مسلم وهذا كاف بالنسبة لهم!.
القصة الثالثة: اعلن السيد محمد داحس، وكيل وزارة التربية المساعد للتعليم الخاص بالانابة، وقد يصبح بالاصالة قريبا، ان نشرة ستصدر للمدارس تمنع الاختلاط في الرحلات الخارجية التي تنظمها المدارس الخاصة! وان على المدرسة اعلام الوزارة بخط سير الرحلة وعدد المرافقين!.
كما ستقوم الوزارة بتحديد تكلفة هذه الرحلات او تكلفة اي انشطة تقيمها المدارس الخاصة!
وفي قرار «قراقوشي» آخر، منع السيد الوكيل المساعد ادارات المدارس الخاصة من مطالبة اولياء امور الطلبة بالمصاريف المدرسية المتأخرة عليهم، ان رغب هؤلاء في نقل ابنائهم للمدارس الحكومية، خصوصا للمرحلة الابتدائية!.
ان هذا البؤس في التصرف لا يهدف لغير التأثير على سير عمل المدارس الخاصة ودفع اصحابها لاغلاقها، وخير دليل على ذلك قرار تكويت 100% من الهيئة الادارية في هذه المدارس، وهو قيد التنفيذ، وسيكون الاختيار طبعا من اختصاص مسؤولي الوزارة وسيكونون حتما من المتردية والنطيحة الذين سيجعلون من المدارس الخاصة نسخة بائسة من الحكومية!.

أحمد الصراف

احمد الصراف

أهمية (ICE) !

أرجو أن تقرأ هذا المقال بتمعن وأن تعمم فكرته على أحب وأقرب الناس إليك لأهميته في إنقاذ حياتك، أو حياة من تحب.
نتمنى ألا يأتي وقت تحتاج فيه لهذا الأمر، ولكن إن حدث لك، أو لمن تحب، مكروه فقد يكون سببا في الإسراع بإنقاذ حياتك، أو حياتهم.
جميعنا تقريبا نمتلك أجهزة هاتف نقال، وفي كل جهاز توجد عشرات، إن لم يكن مئات، أرقام الهاتف، ولكن لا أحد غيرنا يعرف بدقة علاقتنا بكل اسم في ذاكرة هاتفنا، وخاصة من أهل أو أصدقاء. ولو وقع لنا حادث ولم يكن بإمكاننا التحدث، لأي سبب كان، وكان معنا هاتف نقال، وأراد المسعف، أو من تصادف وجوده بقربنا في تلك اللحظة، الاتصال بسرعة مناسبة، من خلال هاتفنا النقال، بأقرب الناس لنا، ليعلمه بما حدث معنا، فمن أين له معرفة ذلك من مئات الارقام المخزنة في هاتفنا؟
ومن هنا جاءت فكرة ICE وهي اختصار لـIn Case of Emergency وهي فكرة مفيدة أصبحت تكتسح هواتف الكثيرين حول العالم، وستصبح خلال فترة بسيطة طريقة فعالة للاتصال بذوي المصاب عند وقوع حادث.
اكتشف الفكرة مسعف يعمل على سيارة إسعاف في مدينة أميركية، حيث كان كثيرا ما يواجه مشكلة تتعلق بكيفية الاتصال بأهل المصاب من خلال الهاتف النقال للمصاب الموجود لديه، حتى لو كان هذا يحمل ما يدل على شخصيته.
ولهذا اقترح على صاحب كل جهاز هاتف نقال إدخال أرقام هواتف الأفراد الذين يود الواحد منا الاتصال بهم قبل غيرهم للوقوف معه في حال وقوع حادث له، وترتيب تدوينهم في ذاكرة الهاتف حسب الأهمية.
فأكثر الأسماء أهمية، ولنفترض أنه الزوج، أو الزوجة، فهذا نضعه تحت اسم ICE1، آيس واحد، ولكن باللغة الانكليزية، ليكون معروفا للغالبية.
اما الاسم التالي في الأهمية فيوضع تحت ICE 2 مع اسم الشخص المطلوب الاتصال به. اما الثالث في الأهمية فيعطي الرقم ICE3 وهكذا…. حيث يقوم المسعف، أو أي شخص يكون قريبا من المصاب، ويود الاتصال بأقرب فرد، بالضغط على الأحرف ICE1 أو ICE2.. الخ، ليتحدث بسرعة مع القريب او الصديق المناسب المدون اسمه في الجهاز، ليكون بجانب المصاب.
يرجى عدم الاستهانة بهذا الأمر، والقيام فور الانتهاء من قراءة هذا المقال بإدخال ارقام هاتف الأفراد الثلاثة الذين تود إعلامهم بوقوع أي مكروه لك في هاتفك النقال، والطلب من أهلك ومحبيك القيام بفعل الشيء نفسه.

أحمد الصراف

احمد الصراف

قصيد سيمفوني

عندما كان صغيرا كان الوحيد بين اخوته الذي كان يحبو من غرفته ليجلس امام غرفة ابيهم الخاصة لفترة طويلة، منجذبا لما كان يصدر من داخلها من اصوات موسيقية وعزف والحان شجية.
مع نموه العمري نما معه حبه للموسيقى بجميع الوانها والحانها، وعندما اصبح يافعا قرر التخصص في دراستها حسب الاصول، ولكن والده لم يوافقه على ذلك لعلمه، من واقع تجربته الشخصية كفنان وملحن معروف، أن الفن الموسيقي، او اي فن رفيع، لا يوكل خبز في وطنه الطارد للفن ومجتمعه الكاره للموسيقى، ظاهريا على الاقل.
ولكن امام اصرار الابن (سليمان) رضخ الاب الفنان غنام الديكان لرغبة ابنه ولتغربه والسفر لتعلم الموسيقى من مناهلها الرفيعة، ليعود بعد سنوات بشهادات تخصص عالية في فن، قلما نال ما يستحقه من احترام بيننا، الا من القلة المثقفة والذوّيقة الحقيقيين، وما اقلهم.
نجح سليمان، ومن خلال اكثر من محاولة في مزج الغناء الشعبي، واغاني البحر بالذات، نجح في مزجها بالموسيقى الغربية الكلاسيكية الرفيعة، واخرج الحانا لم يكن الكثيرون يعتقدون انها ستكون قابلة للسمع، وقد خيب بجدارة ظن هؤلاء، حيث لحن مقطوعات كلاسيكية رائعة ذات صبغة موسيقية محلية جميلة، وكان له قصب السبق في هذا المجال، الامر الذي اوصل معزوفاته لاكثر من مسرح عالمي.
المخرج الفنان حبيب حسين صاغ سيرة الفنان الشاب سليمان غنام الديكان في فيلم سينمائي بعنوان «قصيد سيمفوني» يستغرق عرضه 37 دقيقة من الصوت المعبر والصورة الرائعة والاخراج المميز الجميل لرحلة الفنان سليمان مع الفن الموسيقى والكيفية التي نجح فيها في عملية المزج.
«قصيد سيمفوني» فيلم وثائقي وموسيقي جدير بالمشاهدة لفنان كويتي شاب وواعد ينتظر منه الكثير مستقبلا، بالرغم من انه قدم حتى الآن الكثير، حيث انه لا يزال في مقتبل العمر.
بالنيابة عن الاخت نجاح كرم، امينة سر نادي الكويت للسينما، ندعوكم للاستمتاع بمشاهدة الفيلم على مسرح متحف الكويت الواقع على شارع الخليج خلف بيت السدو مباشرة، وذلك مساء اليوم (الخميس) والدعوة عامة.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الجعفرية والفتنة

أجرى جاسم عباس، الزميل في «القبس»، لقاء طريفا مع السيد عبدالله الهندي، حفيد احمد الهندي، اول مطهر شعبي اعترفت به ادارة مستشفى الارسالية الاميركية في اوائل القرن الماضي.
وتضمن اللقاء الكثير من الامور الطريفة والغريبة، وربما كان اكثرها اثارة لاستغرابي ان دعيج العون، جاسم معرفي، عبدالحسين الخباز، فهد الموسى، محمد النشمي، عبدالحسين زاهد، عبداللطيف العمر، عبداللطيف الفلاح، خالد المسعود، عبدالعزيز الدوسري، عبدالعزيز البالول، معجب الدوسري، عبدالله البالول، سعود الخرجي، محمود الناصر، سليمان البناي، محمد تقي، ملا عيسى المطر، ملا راشد السيف، حيدر بن نخي، محمود بهبهاني، جاسم العبدالله، محمد الصباغة، عبدالوهاب هاشم البدر، ابراهيم اليوسف، وصاحب اللقاء عبدالله الهندي، كانوا وغيرهم الكثير من طلاب «المدرسة الوطنية الجعفرية»، التي تأسست في عام 1938 بالقرب من نقعة معرفي على ساحل البحر! فكيف اجتمع كل هذا الخليط من شباب ثلاثينات القرن الماضي، الذين بلغ البعض منهم بعدها ارفع المناصب واكثرها اهمية في مدرسة جعفرية؟ ويقول السيد الهندي انه درس في تلك المدرسة ومن ثم عمل امينا لمخزنها، واصبح مدرسا فيها، ولقد حدث ذلك، وهذا كلامنا، على الرغم من ان اتجاه المدرسة المذهبي كان يختلف، ولا يخالف، مذهبه ومذهب غالبية من وردت اسماؤهم في الفقرة اعلاه، والذين كانوا من مشارب وخلفيات متنوعة ومن جميع مناطق الكويت واسرها، والذين لم تمنع خلفيات آبائهم المذهبية واختلافاتهم العرقية من إلحاق ابنائهم بتلك المدرسة، ليس فقط لما اشتهرت به تحت ادارة المربي سيد محمد حسن الموسوي، من حزم وحب للنظام، ولا للمستوى العالي لمخرجاتها، مقارنة بكتاتيب تلك الايام، حيث كان يدرس في المدرسة الجعفرية منهج اللغة الانكليزية والرياضيات وعلوما اخرى، بل لان مجتمع ذلك الوقت كان اكثر صفاء وصدقا مع نفسه، ولم تصله بعد لعنة التعصب المذهبي والعنصري التي أشاعها الغرباء، والبعض منا بين افراد الوطن الواحد.
نكتب هذه الواقعة التاريخية ونتمنى، وليس لنا غير ذلك، ان تعود الانفس الى بعض ما كانت عليه من صدق وصفاء، فما يجري على الساحة من تناحر وبغض مذهبي واختلاف ديني وتعصب عرقي احمق سوف لن نجني منه غير الخراب، الذي سيطال الجميع من دون استثناء، وما يجري في العراق ولبنان وتشاد وكينيا، درس اكثر من واضح لمن في رأسه عقل! فهل نتعظ؟
أشك في ذلك!

أحمد الصراف

احمد الصراف

الصادق العظم والعميد النشمي

أحمد الصراف
أدلى المفكر السوري صادق العظم بحوار للراية القطرية وردت فيه أفكار جديرة بالنقاش. قبل التطرق للبعض منه،ا يجب أن نذكر بأن السيد العظم قد كتب قبل 40 عاما كتاب «نقد الفكر الديني»، والذي كان له دور كبير في حينها في تشكيل وعينا الحاضر.
ويعتبر العظم من الفلاسفة العرب القلة وهو مخضرم ومثير للجدل في كل ما يقول ويكتب. ودفاعه عن «سلمان رشدي» وقبله عن محنة إبليس، مرورا بنقد مختلف الغيبيات من ظهور العذراء على الكنائس وتفاسير الأحلام، والسخرية من أزماتنا السياسية وحروبنا الخاسرة ووصولاً لأوضاعنا الخربة الحالية وما نتج عنها من وقوعنا رهينة في أيدي رجال الدين واحضانهم، خصوصا المتطرفين منهم بالذات، الأمر الذي جر الأمة بأكملها للجوء لخيار «التمذهب» والتقوقع المناطقي، وغير ذلك الكثير، كانت جميعها محل ردود من الكثيرين الذين اختلفوا معه، ولكن على الرغم من كل ذلك لم يملكوا غير نقد آرائه باحترام يليق بمكانته!.
ولد صادق جلال العظم في دمشق قبل 74 عاما، ودرس الفلسفة في الجامعة الأميركية ببيروت، وعاد إليها أستاذاً عام 1963 وأكمل تعليمه في جامعة «يال» الأميركية. وتقلد مختلف المناصب العلمية في أميركا وألمانيا ودمشق وبيروت وعمان.
يقول السيد العظم في مقابلته: «إن في الفترة بين عامي 1969 و 1970 كانت هناك محاولة من قبل المفكرين الإسلاميين للتعامل مع قضايا ومسائل العلم الحديث. وكانوا يميلون إلى الاحتكام للنقاش والجدل إلى العقل والواقع وإلى مجرى الأحداث. أما الآن فأنا أجد أن الفكر الديني الناشئ حول الإسلام في حالة أعمق من البؤس، بمعني أننا الآن وصلنا إلى قضايا مثل فتوى إرضاع الكبير، علماً بأنها ليست صادرة عن شيخ عادي، وإنما عن رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر أو مرشد الأزهر. في الفترة التي كتبت فيها كتاب نقد الفكر الديني، وناقشت الفكرة كان يصعب أن نجد مثل هذه الفتاوى. من هنا يمكن القول ان هناك انحداراً كبيراًَ وابتعاداً عن الاحتكام إلى أي شيء عقلاني.
أشبه ذلك مثلاً بما يصدر أيضاً عن أوساط الأزهر من قبيل التبرك بالبول مثلاً، وشيوع هذا الجانب أو المنحى الخرافي في الفضاء الإسلامي. أعتقد أن هذا يمثل انحداراً عن البؤس الذي تحدثت عنه بين عامي 1969 و 1970 عندما تكلمت في تلك الفترة عن بؤس الفكر الديني.
ويستطرد السيد العظم في القول «.. ناقشت بعض الإسلاميين ورجال الدين مثل نديم الجسر مفتي طرابلس، وموسى الصدر وغيرهما.. في تلك الفترة لاحظت أنهم يريدون أن يتعاملوا مع العلم الحديث والثورة العلمية والتطبيقات العلمية، لكنهم كانوا للأسف يجهلون أي شيء عن معنى العلم، وما هي مناهج البحث العلمي؟. وربما لم تكن لديهم، منذ أن تركوا «الابتدائية»، فكرة عن الفيزياء أو الكيمياء أو التشريح إلا من خلال ما يقرأونه في الصحف. كانوا يريدون أن يتصدوا للأثر الاجتماعي الذي تتركه التطورات العلمية أو الفتوح التكنولوجية، وهم عملياً في حالة جهل شبه كامل بها».
إذاً، أنا أجد أن هذا قد تعمق الآن. هناك جهل أكبر، وهناك مواقف، خاصة في الإسلام الأصولي، ترفض العلم الحديث رفضاً قاطعاً، ترفض الغرب وكل ما أنتج. وإذا دفعت تفكيرهم إلى النتيجة المنطقية يصبحون مثل طالبان في هذه المسألة. هم يمسكون بقضايا في منتهى السطحية.
قرأت بعض فتاوى الإمام الخميني، والتي يطرح في احداها صعود المسلم في كبسولة الفضاء ويناقش كيف سيقيم الصلاة ويتعرف على اتجاه القبلة في الفضاء الخارجي؟. وفي الفضاء طبعاً لا يوجد شمال ولا جنوب، والكبسولة تدور بسرعة هائلة في مدار معين في الفضاء، أيضاً المسلم عندما صعد إلى الفضاء صعد بكبسولة روسية أو أميركية، لأن الكبسولة العربية أو الإسلامية غير موجودة أصلاً. المشكلة أن الخميني لم يرَ شيئاً من إنجازات وفتوحات وعلوم ومعارف وتكنولوجيا الفضاء، كل ما خطر في باله كيف يركع المسلم ويصلي، وإذا ما جلس لفترة طويلة كيف يصوم؟!. بعد هذا النقاش توصل إلى نتيجة أجاز فيها للمسلم بأن يصلي في الاتجاهات الأربعة. مع العلم أنه لا توجد اتجاهات اربعة. الاتجاهات هي مسألة تعارفنا عليها، شمال وجنوب شرق وغرب. مع ذلك هو اعتبر مع الأسف أننا إذا خرجنا من على سطح الكرة الأرضية فما زالت هناك اتجاهات.
هم يتصدون لقضايا مثل أطفال الأنابيب أو ما يحدث مثلاً على مستوى الحمض النووي DNA والاستنساخ.. وغيرها من الفتوح والاكتشافات العلمية. ليس لديهم أية معرفة بطبيعة هذه العلوم، وكيف توصل إليها العلماء؟ وما هي التجارب التي سبقتها؟ لا يوجد لديهم ثقافة علمية، وهم راديكاليون في ذلك.
ويقول السيد العظم ان ما ورد في كتاب أحد كبار رجال الدين السنة في عام 1985 عن رفض كلي لفكرة كروية الأرض، ليس بالكارثة، ولكن الكارثة الكبرى أن أحداً لم يتجرأ لا من علماء الدين ولا من مؤسسات العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه، من الأزهر والزيتونة إلى القرضاوي والترابي وكفتارو وكليات الشريعة.. لا أحد تجرأ على القول إن هذا غير صحيح، والكارثة الأكبر أننا لا نستطيع مجرد الرد.
وقال ان المؤسسات الدينية الرسمية، وعلى رأسها الأزهر وكليات الشريعة ودور الإفتاء، وغيرها.. هي اليوم في حالة عقم فكري كامل. لا يخرج منها شيء سوى بضاعة من قبيل إرضاع الكبير، وحديث الذبابة والتبرك بالبول وجلد الصحافيين.. الساحة متروكة تقريباً للفكر الأصولي الجهادي، وهو الوحيد الذي يطرح أفكاراً جديرة بأن تناقش وترفض، وذلك بسبب عقم المؤسسات الرسمية الأساسية التي تعتبر قدوة، ليس فيها سوى التكرار والاجترار والتحجر والعودة إلى الماضي وحماية المصالح والإبقاء علىالوضع القائم والخضوع للسلطات الحاكمة. عندما تكون سياسة الدولة اشتراكية يصبح مفتي الإسلام اشتراكياً، وعندما يكون الحكام في حالة حرب يصبحون مع الحرب، وإذا جنحوا للسلم يسيرون وراءهم.. هذا جزء من عقم هذه المؤسسات، وهو فراغ واضح في الفكر الديني، يملؤه أحفاد وأتباع سيد قطب مثلاً، وهذا النوع من الإسلام الأصولي العنيف. النهاية.
المقابلة أطول من ذلك بكثير ووردت فيها أقوال عدة جديرة بالذكر في مقالات أخرى والنص متوافر لدينا لمن يود الاطلاع عليه.
ملاحظة: اصدر رجل الدين السيد عجيل النشمي فتوى قال فيها ان تولي المرأة لمنصب الوزير ليس من الولاية العامة. ثم عاد بعد 24 ساعة وخالف رأيه السابق!! للعلم، السيد النشمي عميد سابق لكلية الشريعة ومدرس وأستاذ دين!

احمد الصراف

20 نصيحة من الإنترنت

هذه مجموعة نصائح يعتقد من كتبها، او جمعها، انها فعالة وتساعد في التغلب على الكثير من المسائل المنزلية الصعبة.
1- للتخلص من النمل: ضع قشر الخيار في المكان الذي يخرج منه النمل.
2- للحصول على مكعبات ثلج نقية: اغل الماء اولاً.
3- لجعل المرايا تلمع: امسحها بمادة
السبيرتو.
4- لنزع العلكة عن الملابس: ضعها في فريزر الثلاجة لمدة ساعة.
5- لتبييض الملابس: ضعها في ماء مغلي مضيفاً اليها شريحة ليمون لمدة عشر دقائق، ثم تغسل.
6- لإعطاء الشعر لمعانا: اضف ملعقة صغيرة من الخل للشعر ثم اغسله جيداً، وللتحقق من ذلك يفضل تجربة الاقتراح مع شعر مستعار!.
7. لجعل الليمون يعطي اكبر كمية من العصير: يوضع في ماء ساخن قبل عصره.
8- لازالة رائحة الملفوف اثناء الطبخ: ضع قطعة خبز فوق الملفوف في وعاء الطبخ.
9- لازالة رائحة السمك من اليدين: غسل اليدين بقليل من خل التفاح.
10- لمنع الدمع عند تقشير البصل: مضغ علكة.
11- للتأكد من صلاحية المشروم: رش قليلاً من الملح على الفطر، فاذا تحول لونه الى اللون الاسود، فانه جيد، وان تحول لونه الى الاصفر فانه سام.
12- لسرعة سلق البطاطا: تقشر البطاطا من جهة واحدة فقط قبل السلق.
13- لسلق البيض بسرعة: اضف قليلاً من الملح الى الماء.
14- لاذابة الدجاجة المجمدة: ضعها في ماء بارد، مضيفاً اليه ملعقتين كبيرتين من الملح.
15- لمعرفة السمك الطازج: يوضع في ماء بارد فان طفا على السطح فهو طازج.
16- لمعرفة البيض الطازج: ضع البيضة في الماء، فان رسبت بشكل افقي فانها طازجة، وان رسبت بشكل مائل، فان عمرها من 3
الى 4 ايام، وان رسبت بشكل عمودي، فان عمرها 10 ايام، وان طفت فانها فاسدة.
17- لازالة الحبر عن الملابس: ضع كمية من معجون الاسنان على بقعة الحبر، واتركه حتى يجف تماماً، ثم اغسل كالمعتاد.
18- لمنع فوران الحليب: اغسل الوعاء بماء بارد جدا قبل غلي الحليب.
19- للتخلص من الفئران: رش الفلفل الاسود في اماكن تواجدها، عندها تجدها تخرج هاربة بسرعة.
20- لابعاد البعوض خاصة في الليل: ضع بضع اوراق نعنع طازج قريباً من الوسادة وفي انحاء الغرف.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الاحتجاج الليبي

من حق سفير أي دولة (صديقة) مخاطبة وزارة الخارجية والاحتجاج لديها إذا ورد في الصحافة المحلية ما يسيء الى دولته.
ولكن لا نعتقد أن من حق وزارة الإعلام إحالة الصحيفة والكاتب للنيابة إذا لم تكن الدولة التي تم التهجم عليها، أو على رئيسها، دولة صديقة للكويت ولقيادتها وتعاملها بالمثل.
منذ ما قبل الغزو بأشهر عدة، مرورا بفترة ما بعد التحرير وحتى اليوم، يمكن القول إن صحافة وتلفزيونات غالبية، إن لم يكن جميع، الدول العربية، لم تقصر أو تتخلف عن التهجم على الكويت وعلى رموزها ومصدر فخرها بمناسبة وبغير ذلك! وعلى الرغم من كثرة عدد المرات التي هوجمت فيها الكويت فإننا، وحسب تواضع علمنا، لم نسمع عن حالة واحدة قام فيها أحد سفراء الكويت في أي من هذه الدول بالاحتجاج لدى وزارات خارجيتها على ما يكتب ويقال ضد الكويت في وسائل إعلامها، أو طالب بإحالتها للقضاء للحكم فيها.
أما القول ان غالبية تلك الدول (الصديقة والشقيقة) محكومة من قبل أنظمة عسكرية ودكتاتورية وبالتالي لا قضاء نزيها أو عادلا لديها، فإنه قول غير مقبول، وليس عذرا.. فالمعاملة بالمثل قانون دولي وإنساني معروف. ولأن لدينا نظاما قضائيا جيدا فهذا لا يعني أن من السهل مقاضاة كتاب الصحافة الكويتية من أي طرف كان.. فمن غير الإنصاف أن يدفع أي طرف ثمن تمتعنا بنظام قضائي مميز، في الوقت الذي لا يحاسب فيه الآخرون على ما يرد في وسائل إعلامهم لأن قضاءهم رديء، فشرط المعاملة بالمثل هو الذي يجب أن يسود!.
إن وزارتي الخارجية والإعلام مطالبتان بالتروي في الهرولة لإحالة قضايا الصحافة المتعلقة بنقد أو التهجم على الدول الأخرى للنيابة في حال تكرار تهجم صحافة تلك الدول علينا، بسبب وبغير ذلك، ما لم تكن تلك الدولة دولة صديقة.
وبهذه المناسبة يمكن القول ان ليبيا، ونظــــامها، لا يمكن أن يصنفا ضمـــــن الدول الصديقة والشقـــــيقة، ليــــــس للكويت فقط، بل ولأي من دول مجـــلس التعاون.

أحمد الصراف

احمد الصراف

السعر واللذة

قام انتونيو رانغل ومجموعة من العلماء الباحثين في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بمراقبة عدد من المشاركين في تجربة تتعلق بردات فعل الاشخاص العاديين في ما يتعلق باسعار مختلف البضائع والسلع، وقاموا عن طريق اجهزة تصوير وقياس دقيقة لانشطة المخ MRI بمراقبة الاجزاء المختصة بقياس الرضا واللذة والقبول في المخ، فوجدوا مثلا ظهور اشارات قبول اكثر عند تذوق المشروبات ذات السعر المرتفع، مقارنة بتلك التي تحمل اسعارا اقل قيمة، وهذا ما تم التأكد منه المرة تلو الاخرى، حتى بعد تغيير الاسعار على زجاجات الشراب، حيث اظهر العقل قبولا اكبر للاسعار الاعلى، رغم ان الشخص نفسه سبق ان رفض الشراب نفسه، عندما كان مسعرا بقيمة اقل.
وهذا ما اقنع انتونيو رانغل وزملاءه في المعهد بأن الانطباع لدى المستهلك او مستخدم السلعة عن السعر الاعلى يعني دائما جودة اعلى.. وفي سبيل الوصول الى هذه النتيجة قام انتونيو باختيار عينة من 20 شخصا، واخضعهم لاجهزة القياس الدقيقة، وقيل لهم انهم في سبيل تذوق خمسة انواع مختلفة من المشروبات بأسعار يختلف ايضا بعضها عن بعض، ولكن في الحقيقة لم يكن هناك غير ثلاثة انواع من المشروبات، اثنان منها من النوع نفسه، ولكن بسعرين مختلفين!
فزجاجة وضع لها سعر 90 دولارا، وعرضت اخرى، ومن النوع نفسه تماما، بسعر 10 دولارات! وثالثة تم تسعيرها على اساس 45 دولارا، بينما ثمنها الحقيقي لا يزيد على 5 دولارات.
اشارات مخ المتذوقين العشرين بينت ردود فعل ايجابية، ورضا اكبر، عن المشروبات ذات السعر المرتفع، حتى للنوع نفسه من الشراب، كما ابدوا قبولا واضحا للشراب الرخيص عندما قيم بسعر اعلى بكثير.
وهذا يدل على ان تغيير سعر بضاعة او صنف ما الى الاعلى يعني دائما قبولا اكثر لجودته ونوعيته. وهذا يعني ايضا انك اذا اردت ان تجد منتجاتك رواجا اعلى وتزداد مبيعاتك فما عليك سوى رفع السعر.
ولكن هذا ليس صحيحا بالمطلق بطبيعة الحال، فالامر يختص بسلع محددة وبالافراد ولا علاقة للشراء المؤسسي بالامر، حيث يخضع لاعتبارات عدة اخرى.
كما يجب ألا ننسى حقيقة انه احيانا كثيرة يكون مرتبطا بجودة اعلى، فليس كل ما هو رخيص جيد، والعكس صحيح ايضا، وبالتالي نحتاج الى تحكيم عدة امور قبل الاقدام على الشراء الصحيح، ولكن من يهتم بمثل هذه الامور عند شراء هدية لصديق او صديقة، او عند شراء عطر جذاب الرائحة، او ربطة عنق رائعة الالوان مثلا!

أحمد الصراف