احمد الصراف

جمعية سلطان التعليمية

أشهرت جمعية سلطان التعليمية قبل أكثر من 30 عاماً. ونص نظامها الأساسي على تحقيق أهداف محددة تتعلق برفع المستوى التعليمي والثقافي للطلبة المتفوقين والنهوض بهم، وإيفاد المميزين منهم للدراسة في الخارج، وتقديم العون المادي لطلبة الجامعات والمعاهد العليا الذين تضطرهم الظروف للتوقف عن الدراسة لسبب أو لآخر.
قامت الجمعية في السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة فقط بإيفاد أكثر من 246 طالباً وطالبة لتلقي العلم في مختلف الجامعات في تخصصات إدارة الأعمال والطب والدراسات الخاصة. كما قامت بإعطاء منح دراسية لجامعة الخليج في البحرين، أما في الكويت فقد قدمت منحاً لجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الاسترالية، والعربية المفتوحة وكلية كويت – ماسترخت لإدارة الأعمال.
لا نود الاستطراد أكثر في الحديث عن هذه الجمعية المرموقة البعيدة عن أي تعصب ديني أو مذهبي أو حزبي سياسي، فكشف أسماء من استفاد من خدماتها العظيمة خير شاهد على ما نقول حيث تضمنت أسماء طلاب وطالبات من الكويت، البحرين، قطر، العراق، سوريا، مصر، لبنان، فلسطين، الأردن، السعودية، اليمن وحتى من إيران وأفغانستان وأميركا. ولم يخل الكشف من عدد كبير نسبياً من أسماء غير محددي الجنسية.
السؤال الذي يطرح نفسه طرحاً هنا يتعلق «بالمنجزات التعليمية» للجمعيات الخيرية في الكويت طوال السنوات الثلاثين الماضية، ودورها في رفع المستوى التعليمي والثقافي لأبناء هذه الأمة السيئة الحظ التي ابتليت بمثل مؤسساتهم المتطرفة في خلقها وتفكيرها وهزال الحس الوطني لدى معظم القائمين عليها، وخاصة إذا علمنا أنها تمكنت في العقود الأربعة الأخيرة من تجميع تبرعات بمليارات الدولارات التي لا يعرف أحد أين صرفت!
نحن لا نطالب هذه الجمعيات، سواء تلك التابعة للإخوان التي تغير اسمها إلى «حدس» بعد التحرير تجنباً لربطها بموقف الإخوان المشين أثناء احتلال الكويت، أو تلك الجمعيات التابعة للسلف بتشعباتها العلمية العقلية وغير العلمية وغير العقلية، لا نطلب منها أن تبين لنا أسماء الطلبة الذين تلقوا العلم على حساب صناديقها المتخمة من الإيرانيين أو البدون أو الأميركيين أو الأفغان من غير التابعين لنهجها ومذهبها، فهذا سيكون تعجيزاً غير مبرر لمؤسسات عريقة في تطرفها، بل نطالبها فقط بكشف أسماء من علمتهم وخرجتهم من جامعات مميزة من المنتمين لها والسائرين على نهجها المذهبي!
ولو علمنا بأن رداً إيجابياً لن يأتينا من أي من هذه الجمعيات لانشغال رجالها بإصدار الفتاوى غير العملية والصرف من صناديقها على تمويل الحملات الانتخابية للمنتمين لها داخل الكويت وخارجها، كما سمحت به فتوى أحد أركانهم، فليس من المستغرب بالتالي أن تسير الكويت عكس الاتجاه العالمي السائد وتعود القهقرى إلى كهوف الظلام بملء إرادة ناخبيها.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

الحكومة والإلكترونيات

في محاولة من الحكومة لتسهيل عمل المواطن عند مراجعته لاي من وزارات وهيئات الدولة، وفي خطوة خجولة نحو الحكومة الالكترونية، قامت وزارة العدل، كما فعلت الشيء ذاته جهات حكومية اخرى، بتركيب اجهزة لتنظيم وقت المراجع من خلال اعطائه رقماً متسلسلاً يبين دوره، حسب اولوية حضوره.
وزارة العدل في مجمع الوزارة قامت بتركيب مثل بعض هذه الاجهزة «العجيبة والغريبة»، الذي تأخر استعمالها في جميع اجهزة الدولة لاكثر من 30 سنة، ولا تزال جهات اخرى بامس الحاجة إليها، ولكن هذا ليس موضوع مقالنا هنا.
الايصال الظاهر في نهاية المقال، والصادر من احد اجهزة تنظيم الدور في وزارة العدل، والصادر باللغة الانكليزية، هو نموذج لما تتصف به ادارات الدولة من تقدم ثقافي ولغوي باهر، حيث طلب فيه من المراجع، وبلغة انكليزية واضحة وجميلة، التفضل بالجلوس، وان الخدمة ستقدم له خلال فترة قصيرة.
ولكن بالتمعن اكثر في تفاصيل الايصال المطبوع بكامله بالانكليزية نجد ان كلمة «رقم» الانكليزية قد كتبت Nombor بدلا من Number، اما كلمة العدل فقد دونت Jastice بدلا من Justice والاكثر طرافة ان الايصال، والذي يحمل تاريخ 18-5-2008، يصادف صدوره يوم الاحد، اي Sunday ولكن من ترجم الكلمة اختار كتابة Ahad، ولو كان المترجم ساعيا بنغاليا متواضع التعليم لما وجد ترجمة اسوأ من هذه!!
كما تضمن الايصال كلمة Anda والتي لم يعرف معناها حتى الآن باللغة الانكليزية وجار البحث عن ترجمتها باللغات الحية الاخرى.
جميل ان نستفيد من منجزات الغرب واختراعاته، وحتى المتواضع منها، ولكن يجب قبل ذلك الاطلاع، على الاقل الاطلاع، على «الكاتالوج» الذي يرفق عادة بأي منتج.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

عاليا المعجزة

بدأت «عاليا» القراءة وهي في الشهر الثامن من العمر، ولم تكن سنواتها الدراسية عادية بأي مقياس فقد كانت تقفز الصفوف والمراحل قفزا، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية وهي لم تتجاوز سن الرابعة عشرة من جامعة «ستوني بروك»، وكانت أصغر فتاة تحصل على الدرجة الجامعية بتلك السن الصغيرة نسبياً.
بعدها حصلت على الماستر ومن ثم الدكتوراه في علوم المواد الهندسية من جامعة دركسل المعروفة في بنسلفانيا، وهنا أيضا كانت أصغر من حصل على تلك الدرجة الرفيعة، ليس في تاريخ الولايات المتحدة فقط، بل وفي العالم اجمع.
كما كانت أصغر من حصل على الزمالة والتكريم من وزارة الدفاع الاميركية ووكالة الفضاء «ناسا» وغيرها من الهيئات الحكومية والعلمية رفيعة المستوى.
لم يقتصر ابداعها الاستثنائي على المواد الدراسية والعلمية الجافة فقط، بل امتد ليشمل الموسيقى، وعزف مقطوعات لموزارت بالذات. كما امتد شغفها ليشمل موسيقى الجاز والاغاني الحديثة، وكل هذا اكسبها احترام الكبار قبل الصغار لتواضعها الجم، ولما حصلت عليه من تقدير مادي ومعنوي مميز.
كما امتد ابداعها العقلي ايضا ليشمل الطب الحديث حيث تمكنت من تطوير انبوب فائق الصغر، لايرى بالعين المجردة، يستطيع قياس ردات الفعل داخل الخلية الواحدة بعد حقنها بمواد كيميائية محددة لقياس تأثير الدواء في هذه الخلية. وهذا الانجاز الطبي الكبير سيساعد في قياس ردود فعل مواد «النانو» التي حُقنت في الخلايا الفردية.
كما أنها مهتمة حاليا بتطوير مايؤدي الى تطوير جهاز قياس نسبة السكر او الغلوكوز في الدم من دون تدخل باستعمال «النانو تكنولوجي»
وتحاول هذه الفتاة الاميركية التي تبلغ التاسعة عشرة من العمر ان تكون، في تصرفاتها كافة، قدوة لبنات جيلها وذلك بمحاولتها تغيير الصورة النمطية للعلماء بكونهم متعالين.
فعندما ضرب اعصار «كاترينا» مدينة نيو أورليانز تطوعت للتدريس في ساذرن يونيفرسيتي، وهي الجامعة الوحيدة التي استمرت الدراسة فيها، ولكن من خلال عربات متحركة «تريلرز» وقد سافرت قبل فترة قصيرة للعمل كأستاذة جامعية في سيئول في كوريا.
تعتبر «عاليا» أصغر استاذة جامعية في التاريخ البشري، حسب سجل غينيس للارقام القياسية، كما ان نسبة ذكائها تفوق جدول قياس مستوى الذكاء البشري بدرجات!
هذه هي «عاليا صبور» ALIA SABOUR المواطنة الاميركية من اصل إيراني، التي سيكون لها دور كبير في التاريخ البشري في القادم من السنوات ، فتذكروها!
والآن، تخيلوا معي ماكان سيكون عليه مصير عاليا، هذه المعجزة الانسانية المميزة، لو لم يقرر والداها الهجرة الى اميركا قبل ولادتها!!
ربما كانت ستتزوج من قريب لها، والذي سيكتشف مبكراً أنها أكثر ذكاء منه بمراحل، وان ما تكسبه من وظيفتها كمدرسة رياضيات في مدرسة ابتدائية للبنات في احد احياء طهران الفقيرة، وما تجنيه من اعطاء دروس تقوية مسائية يفوق دخله الشهري بكثير.. وستنشب بينهما، بالتالي خلافات على اتفه الامور وستنتهي حياتها الزوجية في احسن الاحوال بالطلاق.
أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

أنا كشيعي..!!!

يقال إنه، بعد ما يقارب الثلاثمائة عام من الدولة المدنية المنفتحة، تحولت الكويت، رسميا، بفضل مخرجات انتخاباتها الأخيرة، الى دولة بنظام تشريعي ديني قبلي صرف، ليس فيه للرأي المتسامح مجال ولا للعقل المنفتح مكان! كما يمكن وصف مخرجات الانتخابات الأخيرة بأنها الأسوأ والأكثر تخلفا في تاريخ الكويت الديموقراطي القصير نسبيا من حيث نوعية غالبية من تم انتخابهم.
ولكن هل هذا صحيح؟ غالبية الظواهر تبين، لا بل وتؤكد، ان الأغلبية هي التي فازت، وفاز معها الدين والوطن!!
فأنا كمواطن شيعي أعتبر، ومن دون أدنى شك، أنني على حق في عقيدتي، والآخرون على خطأ، ولو كان الأمر غير ذلك لما ترددت في التخلي عن هذا المذهب، خصوصا أن لا شيء يمنع ذلك. وبالتالي أشعر بأن وطني قد فاز معي فوزا عظيماً عندما تعزز تمثيل طائفتي في مجلس الأمة الجديد. كما أؤمن كذلك بأن هذا الفوز سيجير لمصلحة ديني الاسلامي، وان أي فوز سياسي إضافي للشيعة سيكون أيضاً في مصلحة الدين الصحيح!!
وأنا كسلفي سني أشعر بإيمان قوي بأنني عقائدياً على حق، والآخرون على باطل، ولو كان الأمر عكس ذلك لما ترددت في ترك هذا المذهب. كما أؤمن بأن مكانة مذهبي، وبالتالي عقيدتي قد قويت وتعززت يوم اختار «الشعب» زيادة عدد نواب السلف في مجلس الأمة، فهذا النصر سيجير حتما لمصلحة وطني والعقيدة الحق التي أتبع.
وأنا كقبلي صلب أؤمن، كما سبق أن آمن مؤسسو «جنرال موتورز» بأن كل ما هو في مصلحة الشركة هو في مصلحة الولايات المتحدة، بأن ما هو صالح لقبائلنا هو بالتالي صالح للعقيدة. وان الزيادة الكبيرة الأخيرة في عدد «ممثلينا» في مجلس الأمة هو حتما في مصلحة هذه الأرض وهذا الدين الحنيف، وليس في ذلك ريب ولا شك!!
فإذا كان أتباع هذه الفئات الثلاث، الممثلون لـ 90% من الشعب راضين عن نتائج الانتخابات الأخيرة فما الذي يدفع البعض، ونحن منهم، لعدم القبول بنتائجها؟
ولكن مَن م.ن هؤلاء على حق ومن منهم على باطل؟
لا شك في ان كل طرف يشعر بصدق انه على حق، سياسيا ودينيا، وبالتالي من حقهم جميعا الاعتقاد بأن فوز ممثلي طائفتهم أو مذهبهم أو حزبهم أو قبيلتهم سيصب في نهاية الأمر في مصلحة الكويت وشعبها وقبل ذلك في مصلحة الاسلام الحنيف!!
نترك استنتاج المغزى من موضوع المقال لذكاء القراء> هذا إذا بقي لدى غالبيتنا أي شيء منه، بعد أن مسح التعصب القبلي والطائفي والديني كامل آثاره من عقولنا عندما صوتنا للعمامة واللحية الطويلة والجلباب القصير، وفي خضم كل ذلك نسينا.. الوطن!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

لماذا وكيف تخلفنا؟

ــ لا ادري مدى صحة الخبر، لوروده على لسان المرشح وليد الطبطبائي، حيث ذكر ان مخططا في التربية لالغاء تدريس مادة القرآن من منهج المرحلة الثانوية!
الخبر، ان صح، فإنه لم يرد في الصحافة كذلك بل ورد على اساس وجود نية لدمج، وليس لالغاء، تدريس القرآن بمادة التربية الاسلامية!! لكن الطبطبائي يعرف كيفية دغدغة الرخيص من المشاعر، وان كلمة «دمج»، الصحيحة ليست بقوة «الغاء» في التأثير في الناخبين!! ولكن هذا ليس مهما هنا.
لو قمنا بتقسيم الكويت الى فئتين: الاولى فوق سن الاربعين، والثانية دون ذلك، لوجدنا ان فئة الدون هي التي تلقت تعليمها من خلال مناهج وضعتها القوى الدينية المتخلفة، بالذات قوى جمعية الاصلاح الاجتماعي، الفرع المحلي لتنظيم الاخوان العالمي. ولكن لو نظرنا إلى فئة ما فوق الاربعين لوجدنا انها الفئة التي تلقت تعليمها من خلال مناهج متسامحة ذات طابع عصري مع مسحة دينية تطلبتها ظروف البلاد وقتها. وكان طلبة تلك المرحلة، وحتما حتى اليوم، بغير حاجة لأكثر من ذلك بسبب البيئة المتآلفة والمنفتحة التي كانوا يعيشون فيها والتي كانت تقبل الآخر، مواطنا كان ام غير ذلك.
ثم جاء الغبار البري وفكر الاخوان المصري «ليعفس» مناهج التعليم ويقلبها رأسا على عقب وينجح في زيادة الجرعة الدينية في مناهج التربية الحكومية، ويفرض الشيء ذاته، عن طريق الارهاب الاداري، على المدارس الخاصة، ويضع بالتالي نهاية لخمسة عقود من التعليم المنتظم والمتسامح.
نتج عن ذلك تغير هائل في مجمل اخلاقيات المجتمع الكويتي، وخصوصا ضمن فئة الاربعين، حيث تزايدت، عكس ما كان متوقعا، وبشكل مقلق ومخيف، وتيرة وكم الجرائم التي ارتكبت والتي ترتكب يوميا من قبل فئة الشباب، وخصوصا في المدارس الثانوية الحكومية ومن رجال الامن والجيش، من خريجي مدارس مناهج الاخوان والسلف، ومن الفئة العمرية التي تقع بين العشرين والثلاثين، وهي الفئة العمرية الغالبة ايضا على اعمار الذين قتلوا انفسهم والغير في الشيشان وافغانستان والعراق.
ولو قيل إن المجتمع الكويتي قد تغير وزاد عدده عما كان عليه الحال قبل ثلاثين او اربعين عاما وبالتالي من المنطقي زيادة نسبة جرائمه تباعا، لرددنا على ذلك بالقول ان مدارس ومراكز التحفيظ، التي لم يوجد منها غير واحد قبل اربعين عاما قد زادت في الفترة نفسها بنسبة 1500%. كما وصل عدد الجمعيات الدينية الى 150، ولم تكن اكثر من واحدة قبل نصف قرن. هذا غير الزيادة الكبيرة في الدروس الدينية في المدارس كافة، والزيادة الهائلة في اعداد مراكز التوعية والمساجد والمطبوعات الدينية وما يخصص من مساحات هائلة في الصحف «للارشاد» والملايين التي تصرف على الحملات الاعلانية مثل «الا صلاتي» وغيرها العشرات!! فبعد كل ذلك كان من المفترض ان يكون مجتمع الكويت كامل الصلاح والتدين واكثر بعدا عن جرائم الخطف وهتك عرض الفتيات القصر والاطفال والمخدرات والتهريب وسرقة مركبات الشرطة والاعتداء على الاطباء والمدرسين! والاغرب والامر من ذلك، ان الفساد والتدهور الاخلاقي شملا قطاعات كثيرة غير التعليم، الذي تدهور بمجمله، حيث ارتفعت معدلات البطالة بعد سيطرة الجماعات الاسلامية على زمام الامور في مجلس الامة والمجتمع الكويتي. وزاد الفساد الاداري، وتخلفنا على المستوى الرياضي، وتدهور المسرح وتخلفت الفنون الراقية كالموسيقى والرسم والغناء وكادت تختفي من حياتنا كل مظاهر البهجة والفرح.
اليوم هو يوم الحساب الكبير، فاما ان يأتي مجلس يعرف كيف يصلح المجتمع، دون اللجوء الى تكفير هذا الفريق والحجز على هذه الجماعة، او ان يبقى الحال كماكان عليه ويستمر تدهورنا لنصبح لبنانا آخر.

• ملاحظة:
تابعونا اليوم السبت على تلفزيون «العربية» في برنامج «بانوراما» ضمن نشرة أخبار العاشرة مساء.

أحمد الصراف

احمد الصراف

روعة الشيخوخة

تقول «س»: لقد اصبحت اخيرا، ولاول مرة، المرأة التي كنت اتمنى دائما ان اكون!! لا، انني لا اتكلم عن جسدي، فالتجاعيد تملأ وجهي والجيوب تنتفخ تحت عيني اما تهدل البطن فحدث ولا حرج، وكثيرا ما افاجأ بالانسان الذي اراه امامي في المرآة احيانا ابدو كأنني امي!! ولكني لا اشغل نفسي بذلك طويلا.
لا استعداد لدي لاستبدال اصدقائي المبدعين ومعيشتي الرائعة وعائلتي الجميلة بشعر فاحم السواد او بطن مستوية اكثر او عيون واسعة وبراقة، فمع تقدمي بالعمر اصبحت اكثر لطفا مع نفسي واقل انتقادا لانحناءات جسدي، واكثر تقبلا لتصرفاتي، لقد اصبحت صديقة روحي.
في هذا العمر، لا اوبخ نفسي على تناول قطعة كيك اضافية، ولا يغمرني شعور بتأنيب الضمير لمجرد اقدامي على شراء ما لا احتاج له او لتعمدي ترك فراشي دون ترتيب او لوضع سحلية اسمنتية في حديقتي الصغيرة بالرغم من يقيني انها قبيحة، ولكني افعل ذلك فقط لكي ابدو طليعية في آرائي وافكاري، فمن حقي تدليع نفسي وان اكون فوضوية وان اخرج عن المألوف.
لقد طال بي العمر بحيث حضرت فراق الكثير من الاعزاء، وخاصة اولئك الذين غادرونا قبل الاوان، وقبل ان يكتشفوا ما يصاحب الكبر عادة من متعة وحرية لا تقدر بثمن، فلا شأن لاحد ان اخترت قراءة مسرحية او الدق على لوحة الكمبيوتر حتى الرابعة فجرا، ومن ثم النوم حتى الظهيرة.
سأرقص مع نفسي على انغام اغاني الستينات والسبعينات الرائعة، وان خطر لي ان ابكي في الوقت نفسه على حب فقدته فسأفعل ذلك حتما، ولن اعبأ بنظرات الآخرين او بسخف تعليقاتهم.
سأمشي على ساحل البحر مرتدية لباس سباحة خاصا مشدودا على جسدي المترهل، وسأغوص به في الامواج غير ملتفتة لنظرات الشفقة من مرتادي الشاطئ فهم ايضا سيكبرون يوما ما.
اعلم بأني انسى احيانا اشياء كثيرة، ففي الحياة اشياء كثيرة يجب ان تنسى، ولكني اعود واتذكر اشياء كثيرة جميلة لا تنسى او تذكر ما علي القيام به.
من المؤكد ان قلبي قد تحطم مرات عدة، فكيف يمكن الا يحدث ذلك لفقد حبيب او لتألم طفل او حتى عندما تصطدم سيارة مسرعة بحيوان اليف، ولكن هذا هو الذي يعطينا قوة فهم الآخرين، وان نكون رحيمين معهم، فالقلوب التي لم تتحطم او تشعر بالألم هي قلوب بدائية مجدبة ولن تعرف ابدا جمال ان يكون الانسان غير كامل.
اعتقد بأنني سعيدة الحظ لان الحياة امتدت بي بحيث تحول شعري لهذا اللون الرائع، واعلم ايضا ان ضحكات الشباب حفرت اخاديدها على وجهي، فكثيرون ماتوا قبل ان يتحول لون شعرهم لهذا اللون الفضي الجميل.
وانت تكبر حتى تصبح اقل اكتراثا بما يقوله الآخرون، فقد توقفت عن سؤال نفسي، لا بل واصبح لدي الحق في ان اكون على خطأ.
وعليه، فإنني احب ان اكون كبيرة في العمر فقد اطلق هذا جناحي الحرية لدي، واصبحت احب الشخص الذي انا هو، فأنا اعرف بانني لن اعيش الى الابد، ولكن طالما انا هنا فإنني سوف لن اضيع وقتا للندم على ما كان من الممكن ان اكونه، او ان اقلق على ما سأكون عليه، وسأتناول الحلويات كل يوم، اذا عنّ لي ذلك، وكل ما اتمناه الا تنتهي صداقاتي الجميلة، خاصة انها اجمل ما تبقى لدي وذكريات السنين الخوالي.
مقتبس من رسالة وردتني على الانترنت.

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

شوقي ام طوقان؟

بسبب قلة مداركنا في الشعر العربي، وعنه فقد أصبحت آراء القراء تتقاذفنا ذات اليمين وذات الشمال.
فنحن لم ننسب بيت الشعر المتعلق بمكانة المعلم، وأنه كاد أن يكون رسولا للشاعر أحمد شوقي الا بعد سؤال من له به باع. ثم جاء الزميل نبيل، الذي له في الشعر ذراع، ليخالفنا ويؤكد أن البيت لابراهيم طوقان!! ثم جاءت القارئة، ونحن نعيش عصر انتصار المرأة، معصومة الحبيب، لتقول:
أنا من متابعي مقالاتك الشيقة والضاربة على أوتار الحزن في هذا البلد الجميل. لن أطيل عليك، فقد وددت أن أدلو بدلوي في الملاحظة الأخيرة التي وردت في مقال أمس (الاثنين) وهي المتعلقة بقصيدة الشاعر أحمد شوقي وتصحيح الكاتب نبيل الفضل، والمتعلق ببيت الشعر:
«قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا»
لأقول إن هذا البيت هو بالفعل للشاعر أحمد شوقي، وليس للشاعر ابراهيم طوقان، وأن هذا الأخير تأثر بالقصيدة ورد على شوقي بقصيدة جميلة، مستخدما الوزن الشعري نفسه، حيث قال في مقدمتها:
«يقول شوقي وما درى بمصيبتي
قم للمعلم وفه التبجيلا
اقعد فديتك هل يكون مبجلا
من كان للنشء الصغار خليلا؟»
حتى يصل الى:
«فأرى حمارا بعد ذلك كله
رفع المضاف اليه والمفعولا»
هذا ما أفادتنا به القارئة الكريمة معصومة، من دار الآثار الاسلامية، ونحن اذ نشكرها نود أن نعتذر مرتين، على خطئنا وعلى جهلنا بالشعر، وبأمور أخرى كثيرة، هذا على افتراض أن ما ذكرته الأخت معصومة صحيح، وليس لنا التأكد من ذلك بسبب وجودنا على بعد آلاف الأميال من الكويت.

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

عماد السيف والسلف والإخوان

كتب صديقنا المحامي الضليع الزميل عماد السيف أننا نكن الحب الكبير والاعجاب الأكبر للشعب الأميركي ولحكومة الولايات المتحدة(!!!)
شكري العميق لكل ما ذكره الزميل من اطراء في حقي. ولكن أعتقد انه بالغ كثيرا في وصف مشاعري تجاه اميركا وحكومتها وشعبها. فأنا لا أكن الحب الكبير ولا الاعجاب الأكبر لهما بل أحترمهما، وهذا مهم، ولكن الأكثر أهمية أنني مدين، ما حييت، بالفضل لقرار الحكومة الاميركية التدخل عسكريا لفك اسري من صدام وحماية كرامتي من بسطار جنوده وحفظ استقلال وطني، واعادته لنا، وكل ما نملك، دون عناء منا ولا منة منه ولا معروف، مع حفظ حقوق شهدائنا!! وأعتقد بالتالي ان من حق تلك الدولة علي شخصيا، وعلى كل من يوافقني الرأي، أن نكون دبلوماسيين في تعاملنا معها، وهذا أضعف الايمان!! فأنا لا أطلب الركوع لها ولا السجود لرغباتها بل التصرف بما تمليه علينا مصالحنا أولا وأخيرا، دون تجريح وتعال غير مستساغ!! فلا أميركا بالأجنبية ولا نحن بناكري جميل!!. وهذا كل ما لزم توضيحه.

لا يحتاج المراقب للكثير من الخبرة والفطنة لمعرفة حقيقة مستوى أخلاقيات مرشحي الأحزاب الدينية بالرغم مما يحاول كتاب كل فريق إسباغه على جماعته من مدح وثناء.
لمعرفة حقيقة مشاعر ومصداقية كتاب وممثلي الأحزاب الدينية فان الأمر يتطلب فقط قراءة آراء بعضهم في بعض، وسماع خطب وأقوال كل طرف في حق الطرف الآخر، والأمثلة أكثر من أن تحصى!!
ولو وضعنا مرشحي الانتخابات القادمة في فئات أو معسكرات لوجدنا أنهم يتوزعون الى ثلاث:
الذين يصفون أنفسهم بالتيار الوطني أو الليبرالي، والمحسوبون على التيارات الدينية من سلف واخوان، ثم المستقلون.
لن أتكلم عن مرشحي المعسكرين الأول والثالث لأسباب عدة، أقلها انحيازي للكثيرين منهم، فغالبية أصحاب هذه الفئة هم من غير المغالين في الأمور الدينية.
ولكن لو نظرنا الى معسكر المحسوبين على السلف والاخوان، ممثلي التيار الديني الداعي لأسلمة المجتمع بالقوة، ان لم يكن بالطرق التشريعية، والذين يفترض أن تكون مرجعيتهم «الشرعية» واحدة، لوجدنا أن ما تسطره أقلام كتاب كل فريق منهم بحق الفريق الآخر وما تتضمنه مقالاتهم من اتهامات وتجريح بعضهم بحق بعض، وما يرد في ندواتهم الانتخابية من مغالطات، وكان آخر تلك كتابات الزميل السلفي محمد الشيباني والاخوانجي يوسف سليمان المطوع في حق أحزاب وقادة بعضهم البعض!!
من المفترض أننا عندما نتكلم عن السلف والحركة الدستورية (الاخوان) فاننا لا نتكلم عن أحزاب علمانية ليبرالية تغريبية وصولية، كما يحب أن يصفهم خصومهم، بل عن أحزاب دينية يقودها رجال متدينون، فكيف يمكن أن يكون أحدهما على حق وصواب، والآخر على خطأ وفسق وضلال؟ كما تقوله بصراحة كتاباتهم.
وبالتالي فان استمرار تقاذفهم بالاتهامات يعني أحد احتمالات ثلاثة:
اما أن الطرفين على صواب، وهذا ما ينفونه هم أنفسهم جملة وتفصيلا!!
أو أن أحدهم فقط على صواب، وهذا ما يؤكده كل طرف، ولكنه لا يستقيم مع الفطرة السليمة التي يدعي كل طرف تملكه لناصيتها!!
أما الاحتمال الثالث والأقرب للمنطق، فهو أن يكون الفريقان على خطأ وأنهما مجموعة من المتاجرين بالشعارات الدينية ومن مستغلي الدين لمصالحهم السياسية والمادية، وهذا على الأقل ما يقول كتاب كل طرف في حق الطرف الآخر!!
ما نطلبه من الناخبين هو الحرص ليس فقط على قراءة مقالات وسماع خطب «المتأسلمين» بعضهم عن بعض، بل سؤالهم عن هذا التناقض وسيسمعون العجب من النبذ والتكفير!
لقد وضع مصير الكويت طوال أكثر من 30 عاما تحت رحمة المنتمين للأحزاب الدينية فلماذا لا نجرب الطرف الآخر ولو مرة واحدة؟!

ملاحظة: كعادته، قام الزميل نبيل الفضل بتصحيح معلومة ما في مقال لنا. فقد ذكرنا في مقال السبت الماضي أن قائل بيت الشعر المتعلق بمكانة المعلم، وأنه كاد أن يكون رسولا، هو الشاعر أحمد شوقي، والصحيح أنه للشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان. الشكر له، والمعذرة للقراء على الخطأ.

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

عمالة وحشيش

قامت الدول الغربية، واميركا بشكل خاص، بدفع مليارات الدولارات كتعويضات لمزارعي المخدرات في اميركا الجنوبية وتركيا وافغانستان، وحتى ايران ايام الشاه، لتشجعيهم على التخلي عن زراعتها واستبدالها بزراعات بديلة كبذرة عباد الشمس، وقد تم اللجوء إلى هذه الطرق الوقائية المكلفة بعد ان تبين ان الصرف عليها مهما كان كبيرا فانه لا يقارن بتكلفة معالجة مشاكل الادمان في الدول الغربية.
توجد في الكويت مشكلة رهيبة تتعلق باتجار بعض المتنفذين، ويقال ان من بينهم افرادا نافذين، باقامات العمالة البسيطة، خصوصا الهندية والبنغالية الذين لا يتجاوز راتب الحاصلين منهم على عمل، التسعين دينارا شهريا!
لهذه المشكلة جانب انساني يتعلق بحقوق الانسان، فغالبية هؤلاء العمال السيئي الحظ باعوا كل ما يملكون في اوطانهم لدفع ثمن دخولهم جنة الكويت، وبقاء نسبة كبيرة منهم من دون عمل فيه هدر لأبسط حقوقهم كبشر.
كما ان قيام كفلائهم من المواطنين برميهم في الشارع من دون مساعدة، دفع الكثيرين منهم إلى حضن الجريمة المغري، خصوصا ان الجوع لا يعرف الرحمة ولا المنطق.
ان تجارة الاقامات، كما ورد في افتتاحية «القبس» قبل ايام، وفي التحقيق الرائع للزميلة ليلى الصراف، هي من المشاكل القليلة التي لا يمكن لوم اي طرف على وجودها غير الحكومة المدارة من قبل السلطة! وبالتالي فهي السبب وبيدها وحدها الحل، والحل معروف وموجود.
لقد سبق ان شكل احد مجالس الامة لجنة برلمانية للتحقيق في تجارة الاقامات، وترأس اللجنة وقتها النائب السابق عبدالمحسن جمال، بيد انها لم تفشل فقط في وضع يدها على لب المشكلة، بل وانتهت الى ان لا مشكلة! نعود لبداية المقال، ونقول أن من الواضح ان الحكومة اما انها غير قادرة على وضع حد للمشكلة، وهذا غير معقول، وإما انها ربما غير راغبة في وضع حد لها لكي لا تنقطع ارزاق البعض!
وحيث ان هذه الحكومة، وكل الحكومات السابقة، وجميع وزراء ووكلاء الشؤون وكبار موظفي الوزارة على علم بأسماء غالبية المتاجرين بالاقامات من المواطنين، وتعلم كذلك مدى التكلفة المالية والامنية والاجتماعية والاخلاقية الباهظة التي تتكلفها الدولة والمجتمع جراء وجود هذا العدد الضخم من العمالة العاطلة والسائبة في الشوارع دون مورد مالي، او ضمان صحي او امل، وحيث ان الحكومة غير راغبة في وضع حد لاستغلال هؤلاء، فإن من الافضل اللجوء لسياسات الوقاية نفسها التي لجأت اليها الدول الغربية التي تمثلت في تقديم اغراءات مالية لمزارعي الحشيش لدفعهم إلى ترك زراعتهم المحرمة، وذلك عن طريق حصر اعداد المتعاملين في تجارة الاقامات ودفع تعويضات نقدية لهم مقابل تعهدهم بالتخلي عن زراعة الحشيش، آسف اقصد بالتخلي عن المتاجرة بالبشر، فمهما دفع لهؤلاء فإنه لا يشكل نقطة في بحر ما سيستفيده المجتمع من التقليل من حجم هذه المشكلة الانسانية البائسة.
اعلن انه اقتراح غير عملي وغير معقول، ولكن هل هناك ما هو افضل منه؟

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

كشف الذمة

قمت قبل ثماني سنوات بزيارة المقر الانتخابي الرئيسي للمرشح جورج دبليو بوش، الذي كان وقتها حاكما لولاية تكساس، ويطمح لأن يصبح رئيسا لأميركا. جلست امام احد اجهزة الكمبيوتر العديدة التي كانت في المقر ونقرت على بضعة احرف وارقام فظهر على الشاشة كشف بأسماء افراد ومؤسسات وشركات قامت بالتبرع لحملة الحاكم جورج بوش الانتخابية، واجمالي المبالغ. بدافع من الامتنان لدور اميركا وتقديرا لدور والده، الرئيس السابق جورج بوش، في تحرير وطننا واعادة الكرامة والحرية لنا، قمت بالتبرع لحملة ابنه بمبلغ لا بأس به خصما من بطاقتي الائتمانية.
بالنقر على احرف وارقام اخرى ظهر لي كشف آخر يبين كامل ذمة المرشح جورج بوش، بما في ذلك ما تمتلكه زوجته وبناته من حسابات مصرفية او عقارات او اسهم وسندات. كما بينت كشوف اخرى كامل ممتلكات بعض الرؤساء الاميركيين السابقين قبل انتخابهم وبعد خروجهم من البيت الابيض، وبتفصيل واضح لا يحتمل اي لبس.
كما ظهر في الموقع ما يفيد بان بإمكان اي جهة الاطلاع على هذه المعلومات، وانها متوافرة للجمهور ويمكن الطعن في صحتها، وان ثبت الاتهام فإنه لا يعني فقط نهاية حياة المرشح السياسية بل وايضا امكان الحكم عليه بالسجن لتقديمه معلومات مضللة للرأي العام. وبالتالي يمكن القول ان كشوف الذمة المالية في اميركا، والدول الغربية عموما، تتمتع بمصداقية عالية لعلنيتها من جهة وما يترتب على التلاعب بها من نتائج وخيمة!
في الكويت قامت بعض الاطراف التي تطمح للعودة للكرسي البرلماني الاخضر بالمتاجرة بموضوع قيامها بتقديم كشوف ذمتهم المالية للجهات المعنية، وان تلك الكشوف، حسب ادعائهم، تضمنت كل ممتلكاتهم قبل توليهم لمهامهم التشريعية. ولكن ايا من هؤلاء لم يقم حتى الآن بتقديم كشف بعد انتهاء مهامهم التشريعية لتتم المقارنة بين وضعهم المادي قبل انتخابهم وبعد انتهاء نيابتهم.
كما تتطلب المصداقية كذلك عرض كشوف الذمة المالية هذه للجمهور ليتم الاطلاع عليها، والطعن فيها، ان تطلب الامر ذلك.
وعليه نطالب كل المتشدقين، ومدعي الاصلاح والصلاح من الساعين لكسب ثقة الناخبين، عرض كشوف ذممهم المالية، قبل وبعد النيابة، علنا ليتم الاطلاع عليها ومراجعة بياناتها، وبخلاف ذلك فإنها لا تساوي قيمة الورق الذي كتبت عليه.
> ملاحظة: أعلنت وزيرة التربية عن «توجه» لتحويل حادثة الاعتداء على مدرس منطقة الجهراء من جنحة الى جناية!
منذ صغرنا ومناهج وزارة التربية والتعليم تحاول غرس مفهوم نبيل في عقولنا عن مكانة المدرس حتى كدنا نضجر من سماع بيت شوقي الذي يقول فيه: «قف للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم ان يكون رسولا»!
وفجأة، وبعد نصف قرن، اكتشفنا ان الاعتداء على هذا الذي كاد ان يكون رسولا والتسبب في كسر خمسة من اضلعه ووضع يده في الجبس واجباره على الاستعانة بعكازين للسير، كل ذلك لا يرقى لمستوى الجناية بل يعامل الفعل كجنحة قد ينال المعتدي عليها حكما بالسجن لسنوات ثلاث او اقل، وكل عام وانتم، والمعتدون، بألف خير!
ماذا كان يفعل مشرعونا طوال 40 عاما؟

أحمد الصراف
[email protected]