احمد الصراف

الانترنت في عالمنا اليوم

انتشر استخدام الانترنت في العالم بشكل كبير، ولكن بقي استخدامنا لها في عالمنا، بالرغم من مزاياها العديدة، في حدود ضيقة وغالبا للتسلية ولتبادل العادي من الرسائل والصور.
تقول فتوى اصدرها رجلا دين سعوديان، ان الانترنت تحرم على المرأة لخبث طويتها، ولا يجوز ان تستخدمها الا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها! (القبس 12-11-2004) ولكن هذا ليس موضوع مقالنا.
تمتاز الانترنت بأمور، منها سهولة الاستخدام، مجانية الاشتراك واتساع وعمق ما يمكن الحصول عليه من معلومات، وسرعة التواصل وسرية التعامل!! ويمكن تقدير قيمة الانترنت في حياة الانسان العصري ومدى اهميتها القصوى من خلال عرض الشراء الضخم الذي قدمته «مايكروسوفت» لمالكي «ياهو» والذي جاوز 45 مليار دولار، والذي قوبل بالرفض، علما بأن «ياهو» لا تمتلك اية عقارات ولا اسهم ولا سندات!! ولكم ان تتخيلوا القيمة السوقية لمنافستها الكبيرة «غوغل» والتي ربما تزيد على 200 مليار دولار!.
انتشار الانترنت الرهيب شجع الكثير من المحتالين على دخول فضائها الرحب حيث زادت عمليات النصب والاحتيال على مستخدمي الانترنت للشراء.
كما شجعت الانترنت اطرافا اخرى لجمع اكبر عدد من عناوين مئات ملايين المشتركين فيها حول العالم وبيعها لشركات وجهات اخرى غير شرعية، او حتى شركات ترغب في ترويج منتجاتها.
وعليه، فاننا ننصح مستخدمي الانترنت اتباع الخطوات البسيطة التالية عند الرغبة في اعادة ارسال ما يصلهم من رسائل الكترونية الى صديق او اطراف اخرى، وذلك بمحو اي معلومات من تلك الرسائل التي من الممكن ان يستفيد منها طرف آخر بصورة غير مشروعة:
1- القيام اولا بإعادة توجيه الرسالة Forward
2- اشطب عنوان، او عناوين الاطراف التي ارسلت لك الرسالة بالضغط على Delete وهكذا تصبح الرسالة نظيفة ولا تحتوي الا على النص المطلوب اعادة ارساله او ما بها من مرفقات، وبهذه الطريقة ازيلت منها اسماء وعناوين الاطراف كافة التي سبق وان تبادلت ارسال تلك الرسالة، كما يساهم الشطب في وقف عملية استغلال جهات غير مسؤولة ما سبق ان تضمنه من اسماء وعناوين!
3- عند الرغبة في ارسال، او اعادة ارسال رسالة الى اكثر من طرف لا تضع اسماء جميع الاطراف في صندوق To بل ضعها في BCC وهذا سيجعل من الصعب على مستلمي رسالتك معرفة اسماء وعناوين الاطراف الاخرى التي استلمت الرسالة نفسها منك، وفي هذا خدمة للجميع وضربة لاصحاب النفوس الضعيفة.
4- عند اعادة ارسال رسالة تأكد من انك ترسلها من خلال كلمة Forward المدونة اسفل او اعلى الرسالة نفسها وليس عن طريق خلق رسالة جديدة.
5- عند استلامك لرسالة تطلب منك اضافة اسمك لنداء انساني او عريضة سياسية، او الطلب منك اعادة ارسالها لعشرة او عشرين من معارفك لا تفعل ذلك، غالبا ما تنتهي مثل هذه القوائم ليد من يعرف كيفية اساءة استخدامها.
لا تقم باعادة ارسال رسائل التحذير التي تصلك والتي تتعلق بإنذار عن فيروسات معينة وحاول التأكد من المصدر او من حقيقة الانذار فغالبية مثل هذه الرسائل اما مفبركة او انها تسبح ضمن فضاء الايميل منذ سنوات دون فائدة او هدف . وللتأكد من حقيقة اي فيروس يمكن الرجوع لموقع http://www.snopes.com وستعرف من خلاله حقيقة ما يصلك من تحذيرات وبالتالي تضع حدا لكم كبير من الانذارت الوهمية.
7- واخيرا يرجى اعادة إرسال هذا المقال لكل من تعرف لكي نتعاون جميعا في القضاء على الجريمة من جهة، ولنبقي رسائلنا نظيفة وخالية من إمكان استغلالها من اي طرف آخر.

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

الانترنت في عالمنا اليوم

انتشر استخدام الانترنت في العالم بشكل كبير، ولكن بقي استخدامنا لها في عالمنا، بالرغم من مزاياها العديدة، في حدود ضيقة وغالبا للتسلية ولتبادل العادي من الرسائل والصور.
تقول فتوى اصدرها رجلا دين سعوديان، ان الانترنت تحرم على المرأة لخبث طويتها، ولا يجوز ان تستخدمها الا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها! (القبس 12-11-2004) ولكن هذا ليس موضوع مقالنا.
تمتاز الانترنت بأمور، منها سهولة الاستخدام، مجانية الاشتراك واتساع وعمق ما يمكن الحصول عليه من معلومات، وسرعة التواصل وسرية التعامل!! ويمكن تقدير قيمة الانترنت في حياة الانسان العصري ومدى اهميتها القصوى من خلال عرض الشراء الضخم الذي قدمته «مايكروسوفت» لمالكي «ياهو» والذي جاوز 45 مليار دولار، والذي قوبل بالرفض، علما بأن «ياهو» لا تمتلك اية عقارات ولا اسهم ولا سندات!! ولكم ان تتخيلوا القيمة السوقية لمنافستها الكبيرة «غوغل» والتي ربما تزيد على 200 مليار دولار!.
انتشار الانترنت الرهيب شجع الكثير من المحتالين على دخول فضائها الرحب حيث زادت عمليات النصب والاحتيال على مستخدمي الانترنت للشراء.
كما شجعت الانترنت اطرافا اخرى لجمع اكبر عدد من عناوين مئات ملايين المشتركين فيها حول العالم وبيعها لشركات وجهات اخرى غير شرعية، او حتى شركات ترغب في ترويج منتجاتها.
وعليه، فاننا ننصح مستخدمي الانترنت اتباع الخطوات البسيطة التالية عند الرغبة في اعادة ارسال ما يصلهم من رسائل الكترونية الى صديق او اطراف اخرى، وذلك بمحو اي معلومات من تلك الرسائل التي من الممكن ان يستفيد منها طرف آخر بصورة غير مشروعة:
1- القيام اولا بإعادة توجيه الرسالة Forward
2- اشطب عنوان، او عناوين الاطراف التي ارسلت لك الرسالة بالضغط على Delete وهكذا تصبح الرسالة نظيفة ولا تحتوي الا على النص المطلوب اعادة ارساله او ما بها من مرفقات، وبهذه الطريقة ازيلت منها اسماء وعناوين الاطراف كافة التي سبق وان تبادلت ارسال تلك الرسالة، كما يساهم الشطب في وقف عملية استغلال جهات غير مسؤولة ما سبق ان تضمنه من اسماء وعناوين!
3- عند الرغبة في ارسال، او اعادة ارسال رسالة الى اكثر من طرف لا تضع اسماء جميع الاطراف في صندوق To بل ضعها في BCC وهذا سيجعل من الصعب على مستلمي رسالتك معرفة اسماء وعناوين الاطراف الاخرى التي استلمت الرسالة نفسها منك، وفي هذا خدمة للجميع وضربة لاصحاب النفوس الضعيفة.
4- عند اعادة ارسال رسالة تأكد من انك ترسلها من خلال كلمة Forward المدونة اسفل او اعلى الرسالة نفسها وليس عن طريق خلق رسالة جديدة.
5- عند استلامك لرسالة تطلب منك اضافة اسمك لنداء انساني او عريضة سياسية، او الطلب منك اعادة ارسالها لعشرة او عشرين من معارفك لا تفعل ذلك، غالبا ما تنتهي مثل هذه القوائم ليد من يعرف كيفية اساءة استخدامها.
لا تقم باعادة ارسال رسائل التحذير التي تصلك والتي تتعلق بإنذار عن فيروسات معينة وحاول التأكد من المصدر او من حقيقة الانذار فغالبية مثل هذه الرسائل اما مفبركة او انها تسبح ضمن فضاء الايميل منذ سنوات دون فائدة او هدف . وللتأكد من حقيقة اي فيروس يمكن الرجوع لموقع http://www.snopes.com وستعرف من خلاله حقيقة ما يصلك من تحذيرات وبالتالي تضع حدا لكم كبير من الانذارت الوهمية.
7- واخيرا يرجى اعادة إرسال هذا المقال لكل من تعرف لكي نتعاون جميعا في القضاء على الجريمة من جهة، ولنبقي رسائلنا نظيفة وخالية من إمكان استغلالها من اي طرف آخر.

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

السلام والعلم ومرجعيون

تباينت ردود الفعل على رفض النائب محمد هايف، الوقوف في حفل رسمي اثناء عزف النشيد الوطني. كان البعض مستهجنا وآخرون مستحسنين، وهؤلاء كانوا في غالبيتهم من غلاة رجال الدين. والغريب ان الصورة التي احدثت كل تلك الضجة بينت كذلك وقوف ضيوف آخرين من اتجاه النائب نفسه، وفي الصف نفسه، فكم سلف هناك غير العلمي والعلمي!
قامت بعض الصحف المحلية بسؤال مجموعة من رجال الدين عن رأيهم في تصرف النائب، فقال احدهم انه فعل حسنا، فالوقوف لسماع السلام الوطني مكروه لعدم وجود ما يبرره «شرعا»! وقال آخر إن تحية العلم لا تجوز شرعا، بل هي بدعة محدثة! ومن الواضح ان من قال ذلك، او افتى به، لم يسمع ان المسلمين، ومنذ اول ايام الرسالة، كان لهم علم مميز يحمله محارب قدير وان سقط في الحرب حمله من هو بعده.. وهكذا! وصرح رجل دين ثالث بأن تحية العلم وتقبيله واجلاله، حرام شرعا!
على الرغم من ان احترام العلم ورفعه على الصواري وعلى الدوائر الرسمية وتمييز سفارات الدولة به، واداء التحية له، مدنيا وعسكريا، امور محدثة ــ كما صرح هؤلاء ــ فان من الواضح ان هناك عشرات آلاف الامور المحدثة التي يتسابق رجال الدين هؤلاء وغيرهم لاستخدامها بالرغم من انها امور محدثة او طارئه او جديدة، بل ان هؤلاء غالبا ما يصرون على ان يكون طلبهم من احدث طراز وآخر تصميم وأحدث موديل!
سنتفق مع المعادين لتحية العلم وللوقوف للسلام الوطني واحترام النشيد الوطني، على أنها امور «محرمة شرعا»، على الرغم من ان ايا منهم لم يورد سببا مقنعا يبين فيه سبب التحريم الشرعي. ولكن، هل كل ما يقوم به المسلم اليوم في هذا الزمن المتشابك في علاقاته والمتداخل في اموره هو في حقيقته متسق مع شرع هؤلاء، وهو بالتالي حلال عند الجميع؟ ألم يعارض متولي الشعراوي طويلا غرف العناية المركزة في المستشفيات بحجة انها تبقي المريض حيا من خلال اجهزة انعاش، وبالتالي هي ضد ارادة الله، وما ان اصيب صاحب هذا الرأي بالمرض حتى نقل بطائرة ملكية الى لندن ليبقى اسير العناية المركزة لشهر ليعيش بعدها سنوات طويلة؟
وماذا عن حكم الملالي في طهران، ألم يأخذوا من الامور قشورها عندما رفضوا ارتداء ربطة العنق، بحجة انها تقليد للشيطان الاكبر ولم يتوانوا في اللحظة نفسها عن ارتداء ما يصنعه هذا الغرب الكافر من قماش لأطقم ملابسهم وحرير عباءاتهم ونظارات قراءاتهم الدينية وأسلحة دمارهم؟!
للسيد محمد هايف حق رفض الوقوف عند عزف السلام الوطني ورفض تحية العلم، ولكن هل سيرفض القسم على احترام الدستور، وهو بدعة؟ وهل سيرفض فكرة استعراض حرس الشرف، وهي ضلالة؟ وماذا سيكون رأيه في الاستعانة بالخبراء الدستوريين والمحكمة الدستورية، وكلها مستجدات محرمة شرعا؟ وماذا عن رئيس السن وانتخابات اللجان، واصوات النساء التي اتت به نائبا، وعشرات، لا بل مئات القضايا الخلافية المستحدثة الاخرى التي لا يستطيع احد الفكاك منها، حتى لو اراد، الا اذا هجر الدنيا وما فيها وسكن كهفا بعيدا منفردا وحيدا؟! وهذا لن يحدث، فالسيارة المجانية والهاتف الخلوي وجواز السفر الخصوصي ووفود الصيف الاوروبي كلها في انتظار نوابنا، وامام كل هذه الاغراءات تهون مرجعيون.

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

السلف و«دزموند توتو»

إبان سيطرة العنصريين البيض على شعب جنوب افريقيا وبلوغ عمليات القتل والتدمير والاغتصاب ذروتها، صرح القس دزموند توتو، رئيس اساقفة جنوب افريقيا، بأن من المؤلم ان يحدث كل هذا القتل والتشريد والتخلف الاقتصادي والحضاري وحتمية التاريخ تقول ان سياسة التمييز العنصري ستنتهي يوما ما، وان اي تعجيل في الاقرار بهذه الحتمية سيكون في مصلحة الدولة وسينتج عنه انقاذ ارواح آلاف الابرياء من موت محقق، وانتشال اقتصاد البلاد من انهيار لا مفر منه!
نقول ذلك على ضوء ذلك الانتصار الباهت الذي حققه السلف في الانتخابات الاخيرة والذي وصفه احد الزملاء بأنه «نصر مبين وكبير وتاريخي لأكبر تجمع سلفي في الكويت»!! فهذا الانتصار لا يزيد على كونه حركة ضد التاريخ وضد التطور البشري وضد الحرية والاتجاه العام للانفتاح على الآخر والتواصل معه بصرف النظر عن لونه وجنسه وجنسيته ومعتقده.
وبالتالي يصح القول ان اي حركة سلفية التفكير والتصرف معادية للاتجاه العام ولحركة التاريخ لا يمكن ان تنتصر في معركة الحياة، ولو فازت بجولة هنا او بنصر مؤقت هناك، فالتطور العصري يتطلب الانسجام مع الحس الدولي العام والاتفاق معه في حركته اليومية واقتصاده وافكاره وتسامحه وبعده عن التطرف في الفعل والقول، وبالتالي من السخف حقا الاصرار على جر الامة لمتاهات فقهية، واعادتها لكهوف التاريخ من خلال رفض مخرجات العصر الحديث ومظاهره وما يعنيه ذلك من ضرورة مواكبة دول العالم الاخرى سعيها الحثيث نحو التقدم والحضارة، كل ذلك بدعوى مخالفة هذه الامور لصحيح الدين وعدم انسجامها مع الشريعة او فقه الجماعة!
فجميع مطالب السلف، او المغالين في الدين، ولأي مذهب انتموا، لا تخرج عن تقصير دشداشة وتطويل طرف عباءة ورفض عطلة السبت، وطرد وفد ستار اكاديمي وتشجيع على الانغلاق والنهي عن التواصل، وحصر المعروف في امور الدين، كل هذه لن تؤدي لرفع المستوى العلمي للمواطن، ولن تساعده في تطور البلد اقتصاديا وتجاريا، بل انها جميعا ستنتهي، شاء من شاء وابى من ابى. ولا ادري بالتالي لماذا لا يقص الجماعة الحق من انفسهم مبكرا، ويعملون بنصيحة القس «توتو» ويقرون بأن ما يسعون لتحقيقه معاد لحركة التاريخ ومآله الفشل، وان رفض الاقرار بذلك لن ينتج عنه غير مزيد من التخلف والتشرذم والفرقة على كل الاصعدة!
نعود ونذكر بوضع لبنان الذي لم يصل الى ما هو عليه من خراب الا بسبب اعتقاد كل فريق، والمتطرف في تدينه منهم بالذات، ان الله والحق معه وليس مع الاخر، فهل نتعلم من حركة التاريخ شيئا؟

ملاحظة: أفهم، وأتفهم، سبب قيام البعض بتقصير اطوال ملابسهم، ما لا افهمه حقا، هو اصرارهم في الوقت نفسه على ان تكون اردية نسائهم طويلة بحيث تجرجر الواحدة عباءتها خلفها على الارض وقد علق بأطرافها الكثير من التراب!! هل لدى احد جواب على هذا السؤال الخالي من الهزل؟

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

شجرة الوييد والعراق

في ستينات القرن الماضي وقعت كارثة بيئية في العراق، لكن النظام المتسلط فيها استطاع وقتها اخفاء الكثير من معالمها عن العالم، ولكن البعض من أخبارها وآثارها تسرب إلى الكويت، ولكن أحدا لم يجرؤ على التحدث فيه في ظل وضع صحافة تلك الأيام، وتوتر العلاقة بين حكم تلك الدولة الدكتاتوري غير المستقر من جهة، وشبه الديموقراطي والمستقر في الكويت من جهة أخرى.
حدثت الكارثة عندما قامت الحكومة العراقية بشراء كميات كبيرة من البذور الزراعية المعالجة التي بإمكانها البقاء في التربة بعد زراعتها لأكثر من سنة في حال عدم سقوط المطر اللازم لنموها، بسبب خاصيتها المقاومة للآفات الزراعية.
وزعت الحكومة تلك البذور مجانا على المزارعين أو الفلح، وخاصة في منطقة جنوب العراق. كما حذرتهم من مغبة ادخال تلك البذور في طعامهم بسبب سمية المواد التي استخدمت في تكسيتها وحمايتها من الآفات.
بسبب عدم ثقة هؤلاء الفلاحين بحكومتهم، أو ربما لكسلهم، قاموا في مرحلة أولى بتجربة اطعام تلك البذور للدواجن وعندما لم تظهر عليها أي آثار جانبية أو مرض بعد يوم أو يومين قاموا باطعامها لحيوانات أكبر، وعندما لم تظهر على هذه الحيوانات أي أعراض ايضاً، قاموا بطحنها وتناولها.
لم تستسغ الحكومة تصرف اولئك المزارعين الكسالى وقامت في السنة التالية باستيراد كميات أكبر من تلك البذور، ولكنها قامت هذه المرة بزيادة نسبة سميتها، وحذرت المزارعين من خطورتها الشديدة، ووضعت علامات تحذير بارزة على الأكياس.
لم يعبأ هؤلاء بتحذيرات الحكومة هذه المرة ايضاً، وقاموا بتكرار اطعامها لماشيتهم ولما لم تظهر عليها أي أعراض قاموا بتناولها!
وهنا حدثت الكارثة، حيث ان سمية تلك الحبوب كانت تتطلب مرور اسبوع على الأقل لكي تظهر آثارها على حيوانات الحقل، ولم ينتظر هؤلاء الفترة الكافية بسبب جهلهم بخواصها، وبالتالي قاموا بتناولها فأصيب عدد كبير منهم بأمراض مختلفة، كما امتدت الاصابات إلى المواشي والدواجن التي اصيبت بأعراض تسمم واضحة ونفق منها الكثير، واصبح من الخطر تناول لحومها.
غضب المزارعون مما اصابهم وقاموا، خوفا من بطش الحكومة أو جهلا، برمي ما تبقى لديهم من بذور في النهر، فأدى ذلك إلى تسمم الثروة السمكية!!
وهكذا اكتملت حلقات المأساة، واصبح جزء كبير من شعب جنوب العراق نباتيا بغير إرادته، بعد ان حرم من تناول لحوم الأبقار والأغنام والأسماك لعدة أشهر. واتذكر حينها ان الكويت منعت ادخال أي لحوم أو أسماك من العراق، وشمل الحظر منتجات أخرى كالزبدة والقيمر، وحتى البقصم!!
تذكرت تلك الحادثة وأنا أقرأ عن اكتشاف عظيم توصلت إليه مختبرات الغرب الكافر التي يصفها البعض بالنجسة، الذي تعلق بالنجاح في انتاج بذور زراعية ذات قدرة عالية على مقاومة الآفات الزراعية، وخاصة في المناطق التي تنتشر فيها نباتات وأشجار الوييد Weed التي تمد جذورها لمسافات طويلة وقريبة من السطح، والتي تتغذى على ما تصادفه في طريقها من بذور زراعية، والتي كان من الاستحالة تجنب الزراعة بعيدا عنها أو ازالتها بسبب كثرتها الغريبة وقوتها وانتشار جذورها لمسافات طويلة.
ويعتقد الخبراء ان استخدام هذه البذور سيزيد من دخل مزارعي الدول المعنية بنسب عالية تبلغ مليارات الدولارات سنويا.
فماذا فعلنا طوال قرون بدخل بترولنا من أجل هؤلاء التعساء والمنكوبين؟!

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

مشمش الأنفاق

اعلنت جهة مالية «استشارية» ان مشروع «مترو الانفاق» قد اعتُمد من قبل الجهات المعنية، وان المشروع سيوضع موضع التنفيذ خلال فترة قصيرة، وان المرحلة الاولى منه ستنتهي خلال 5 سنوات!
علق قارئ صديق على تصريح تلك الجهة الاستشارية بالقول ان هذه الجهة سبق ان دار لغط كبير حول انشطتها الوظيفية السابقة، والمالية والانشائية التالية والحالية، وهي بالتالي ليست اهلا للتصدي للحديث عن مشروع ضخم بهذه الاهمية، الذي ربما يكون الاكبر في تاريخ الكويت! فقلت له إن هذا ليس مهما الآن بعد ان توقفت الكثير من المشاريع بسبب الحسد وعلامات الاستفهام او الفيتو على هذه الجهة او تلك التي أخرت تنفيذ مشاريع حيوية عديدة، ومنها على سبيل المثال مشروع حقول الشمال النفطية الفائق الاهمية، فرد قائلا ان مشروع اكمال الدائري الخامس الذي سبق ان خُطط له لكي ينتهي العمل به خلال 1090 يوما، قد جاوز مدة تنفيذه بمئات الايام من دون ان ينتهي العمل به بصورة نهائية حتى الآن، علما بأنه مشروع «فوق ارضي» في غالبه، ولا يقارن حجمه ولا تعقيده بمشروع مترو الانفاق مثلا، وان علامات الاستفهام على الجهة الاستشارية هي المهمة، حيث ان هذا المشروع لن يرى النور وينتهي العمل به بصورة سلسة لأسباب كثيرة، وان رؤيته مكتملا ستكون اشبه بالحلم، وربما ستمر عقود طويلة قبل ان يتحقق ذلك، فاذا كانت بدايته بهذا السوء، فكيف ستكون نهايته؟
رفضت نظرته التشاؤمية، وقلت له إن الكويت، بمجلسها النيابي الحالي الذي يرفض غالبية اعضائه قرار تعطيل العمل يوم السبت، على الرغم من ان اميركتي العالم واوروبا والصين والهند واليابان وروسيا، وبقية دول جنوب شرق آسيا وافريقيا، اضافة الى الكثير من الدول الاسلامية كالمغرب وتونس وماليزيا واندونيسيا وتركيا ومصر تعمل به، إن هذا المجلس سيجتاز تخلفه التشريعي البين وسيهتم بالأهم قبل المهم من الامور، وسيكون له دور عظيم في التنمية وشأن أعظم في النهضة، ولن تنتهي مدته حتى تكون الكويت، بفضل «تشكيلته»، قد بزت دبي عمرانا وتجاوزت سنغافورة تكنولوجيا بمراحل!
فرد صاحبي باقتضاب بالانكليزية In the apricot، وتعني بالمشمش!!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

من جميل ما قرأت (من النت)

اعتقد ان الموقف من اي امر في الحياة مسألة غاية في الاهمية، وهذا الموقف عادة ما يحدد بشكل واضح مستوى ادراكنا وطريقة تفكيرنا وعمق تجاربنا في الحياة والطريقة التي انشئنا على اساسها!!

قامت المرأة من النوم ونظرت الى نفسها في المرآة فلاحظت ان فوق رأسها ثلاث شعرات فقط، فقالت لنفسها: حسنا، سأعمل منها ضفيرة جميلة، وهذا ما حدث وقضت يوما سعيدا على تلك الحالة.
في اليوم التالي قامت من النوم ونظرت الى المرآة فوجدت ان هناك شعرتين فوق رأسها، فصدرت منها همهمة بسيطة وهي تفكر بكيفية التصرف مع الشعرتين واخيراً قررت تمشيط واحدة نحو اليمين والثانية نحو اليسار وقضت يوما رائعا آخر!!
وفي اليوم الثالث قامت من النوم ونظرت في المرآة فوجدت ان شعرة واحدة فقط تبقت لها، فلم تتردد كثيرا وقررت ان تصنع منها «ذيل حصان» وهكذا كان وذهبت الى حال سبيلها وكان يومها اكثر من رائع.
في اليوم الرابع قامت من النوم لم تجد حتى شعرة واحدة فقالت بصوت عال: جميل، اليوم غير مطلوب مني عمل شيء!!
وهكذا نرى ان الموقف هو كل شيء تجاه اي وضع او مشكلة.
فحاول ان تكون مهذبا وحنونا مع الآخرين، فكل من تقابل في يومك لديه معركة ما مع امر او شخص او مشكلة مستعصية الحل.
وان عليك التذكر أن تعيش ببساطة وان تهتم بعمق بالآخرين، وان تعرف ان المهم ليس انتظار العاصفة لكي تمر، بل ان نتعلم كيف نرقص في المطر وان نهتم باهالينا وبأصدقائنا فهم الذين سيقفون معنا ويرفعون من معنوياتنا عند الشدة.
تحياتي.
ترجمة بتصرف
أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

غزوة أبوزيد العليمي

تقوم الكثير من الجهات المحسوبة على التيارات الدينية باطلاق اشنع الاوصاف والتسميات على البنوك الوطنية التي لا يتسم عملها مع رؤاهم الحزبية الضيقة، حيث تصفها تارة بالربوية وتارة اخرى بغير الاسلامية.
ولو قمنا حقيقة بالتدقيق في عمل هذه المصارف، وادوارها الاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية طوال اكثر من نصف قرن، لوجدنا ان انشطتها كانت تتسم بقدر كبير من الاخلاقية والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع ككل.
اقول ذلك من خلال تجربة مصرفية شخصية بدأت من منتصف ستينات القرن الماضي وحتى ما قبل سنوات، حيث يمكنني القول ان المصارف الوطنية، غير المرتبطة بأي جهات حزبية دينية او ما شابه ذلك، قامت بدور فعال في تنمية الاقتصاد وفي النشاط الاجتماعي، وكانت سياساتها بشكل عام متسامحة مع المدينين، وكان لا يخلو اجتماع لمجلس ادارتها من طلب لالغاء دين هنا او التساهل في السداد مع مدين هناك، كما كانت تصرف مبالغ كبيرة على العديد من الانشطة الاجتماعية الفعالة، ودور البنك الوطني بالذات في تقديم ودعم العديد من الانشطة التعليمية والصحية والاجتماعية يستحق الاشادة حقا.
ولو قمنا بشكل عام بجرد ما قامت هذه البنوك بصرفه على الصحة والتعليم والمساعدات الاجتماعية، لوجدناه يفوق بمراحل الهدف الاصلي الذي هدفت الجمعيات الخيرية الى القيام به، فليست هناك حقيقة على ارض الواقع، وبعد مرور اكثر من 60 عاماً على انشاء جمعية الارشاد، (الفرع المحلي لـ«الاخوان المسلمين» التابع لاخوان مصر وقتها، التي تم تغيير اسمها الى «جمعية الاصلاح الاجتماعي» في مرحلة تالية والتي تطور نشاطها بعد التحرير وتمت تسمية فرعها السياسي بـ«الحركة الدستورية»، نأيا بها عن التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وموقفهم المسيء والمخجل من تحرير الكويت من الاحتلال العراقي)، فليس هناك ما يثبت ان نسبة ملموسة، او حتى غير ذلك، من مليارات الدولارات التي تمكنت هذه الجمعيات من جمعها من خلال فروعها القانونية وغير القانونية التي تجاوز عددها المائة والخمسين جمعية ولجنة، قد صرف داخل الكويت بشكل يستحق الذكر او الاشادة، ان كان في المجالات الصحية او التعليم او الخدمة الاجتماعية، فكل ما سمعناه طوال عقود هو القول ان هذه الجمعيات تقوم بتقديم مساعدات مالية لبعض الاسر المتعففة، وما اكثر ما اقترف من جرم باسم هذه الاسر المتعففة!
نقول ذلك لمواجهة الحملة غير العادلة التي تتعرض لها مصارفنا الوطنية من قبل بعض الكتاب المنتمين الى جهات معروفة بتطرفها الديني، علما بانه ليست لنا اي مصلحة مادية او غير ذلك، ولو بسهم واحد، مع اي مصرف كان في الكويت.

• ملاحظة: في العالم الخارجي، حيث لكل شيء قيمة، يعتبر الانترنت، بمحركات بحثه، العقل الثاني لملايين مستخدمي هذه الخدمة، فعن طريق محركات «غوغل» و «ياهو» تمكن معرفة اي شيء وقراءة اي بحث أو كتاب والاستزادة من اي موضوع او سلعة او شخصية خلال دقائق معدودة من خلال شاشة الكمبيوتر البيضاء، وحيث ان بياض الشاشة ناتج عن طاقة كهربائية محددة، ومن اجل توفير الطاقة المستهلكة من خلال مئات ملايين الشاشات المستخدمة في اي ساعة من اليوم، قامت شركة غوغل بتطوير شاشة سوداء بديلة اقل استهلاكا للطاقة بشكل كبير، التي سينتج عند انتشار استخدامها توفير ملايين ساعات الميغاوات سنويا.
يمكن الوصول الى هذه الخدمة عن طريق www.blackle.com.
اما نحن فقد قمنا باختيار مجموعة كبيرة للقيام بالتشريع لنا، وكلفنا احدهم بترشيد الكهرباء فقام بصرف عشرات ملايين الدنانير على حملة ترشيد، نتج عنها توفير ملايين مماثلة في تكلفة الطاقة، وكأنك يا بوزيد ما غزيت!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

الصيف والإطارات

جاء الصيف وقدمت معه الحرارة العالية وما يعنيه ذلك من مخاطر مميتة نتيجة قيادة المركبة من دون صيانة معقولة.
اكثر الامور التصاقا بسلامة قيادة السيارة ليس محركها او مبرد هوائها او «الراديتور»، ولا حتى فراملها بل اطاراتها الاربعة، فصلاحية اطارات السيارة هي العامل المهم والفارق بين الموت والحياة اثناء القيادة في درجة حرارة عالية.
يعتبر عمر الاطار من اهم الامور اللصيقة بسلامته، حيث يجب الا يزيد على 4 سنوات بأي حال من الاحوال، وهذا ينطبق على المركبات الجديدة، والقديمة وحتى تلك التي لا تسير لاكثر من اميال معدودة في اليوم الواحد.
لمعرفة تاريخ انتاج الاطار يمكن قراءته على الجزء الخارجي من اي اطار، ويدون تاريخ الانتاج عادة كرقم رباعي موضوع بين نجمتين، هكذا *2607* فالرقمان اللذان على اليسار، اي 26 يشيران دائما الى رقم الاسبوع الذي تم فيه الانتاج، والسنة كما هو معروف تتكون من 52 اسبوعا.
اما الرقمان اللذان على اليمين، اي (07) فيشيران الى سنة الانتاج، وفي حالتنا هذه فإن هذا الاطار انتج في الاسبوع السادس والعشرين من سنة 2007.. وهكذا! كما انه من الضروري جدا فحص مستوى ضغط الهواء في اطارات السيارة، بما في ذلك الاطار الاضافي مرة في الشهر على الاقل في فصل الشتاء ومرتين صيفا، تمكن معرفة القياسات من خلال النظر لكتيب تعليمات قيادة المركبة او بالنظر لفتحة غطاء الوقود او لباب سائق المركبة من الداخل.
كما يتطلب الامر كذلك فحص حالة الاطارات من الخارج بين الفترة والاخرى والانتباه لاي شقوق او تلف او ظهور وانكشاف خيوط الاطار الداخلية، حيث ان جميع هذه الامور تعني ان حالة الاطار سيئة وتتطلب الاستبدال الفوري.
يجب كذلك الحذر من شراء او استخدام الاطارات الرخيصة الثمن، فالرخيص لا يعني الكثير لاي قطعة في السيارة عدا الاطار فقد يكمن الخطر الكبير في الاطار الرخيص الثمن، فالاطارات المصنوعة خصيصا للمناطق الاكثر برودة او الاكثر حرارة، كالكويت، عادة ما تكون اغلى ثمنا وبالتالي من المهم الحرص على شراء هذه النوعية من مصادر ووكالات موثوقة، يعتمد عليها في معرفة تفاصيل الاطار، من حيث سنة الصنع وصلاحيته لطقس الكويت والحمولة والسرعة التي تقاد بها المركبة، مع الضمان اللازم في حال تلف الاطار قبل موعد انتهاء صلاحيته.
نتمنى للجميع السلامة في القيادة.
* * *
• ملاحظة: ارسل لي صديق «مسافر» رسالة قصيرة يتعلق مضمونها بمخرجات الانتخابات الاخيرة، ذكر فيها ان ليبراليي الكويت، ووطنييها بشكل عام، كثيرو التفاؤل الى درجة البساطة في ما يتعلق بتوقعاتهم السياسية! فهم دائمو الاعتقاد بأن نظرة المواطنين الآخرين لقضايا حرية القول والنشر ولحقوق الإنسان بشكل عام هي نظرتهم نفسها، ولكن الواقع امر آخر! فالامية الثقافية التي «تتمتع بها الاغلبية الصامتة، تجعلها غير مكترثة بقضايا الحرية، طالما انها تتمتع بخيرات الدولة الريعية وراضية بما كتب لها وعليها! وان الحصافة او الامور البدهية المتفقة مع الفطرة لا تعني الكثير للكثيرين منا، او بالإنكليزية common sense does not make much sense to our people

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

ملاحظات على الانتخابات الأخيرة

1ــ النائب صالح الملا كان بجدارة فلتة شوط الانتخابات الاخيرة. فعلى الرغم من «شبوبيته» وقلة تجربته وقصر فترة الترشيح التي اتيحت للمرشحين، فإنه استطاع ــ وبجدارة واضحة ــ النجاح في تحقيق ما فشل فيه من هم اقدم منه واكثر خبرة.
2ــ له التهنئة الخالصة والتمني بأن تكون ثقتنا به في محلها.
3ــ كان للمال والقبلية والدين الفضل الاكبر في نجاح جميع اعضاء مجلس الامة الجديد، الا في حالتين او ثلاث فقط!!
4ــ كان سقوط ممثلي الحركة الدستورية، الجناح المحلي للتنظيم العالمي للاخوان، مؤشراً واضحاً على أفول نجمهم، بعد ان اثبتت الممارسات والتجارب خواء فكرهم وفشلهم في تحقيق اي نوع من التقدم والتنمية الحقيقية في البلاد على الرغم من انهم كانوا من الممسكين بالكثير من خيوط حكومات السنوات الثلاثين الماضية، لكن يبدو ان حكومة الشيخ ناصر المحمد كانت بالنسبة لهم شيئاً آخر.
5ــ انهارت في السنوات الخمسين الاخيرة الكثير من الانظمة القمعية في العالم وحلت مكانها انظمة اكثر انسانية وتسامحا. كما خرجت دول كثيرة من عباءات التخلف لرحاب التقدم والحرية، واختارت شعوب كثيرة اخرى هجر كهوف الظلام لنور المعرفة الرحب. حدث ذلك في الاتحاد السوفيتي وألبانيا وفي الصين، التي غيرت الكثير من قوانينها للتماشي مع العصر. حتى كوريا الشمالية اصبحت اكثر ميلا للانفتاح على الدول الاخرى عن ذي قبل، كما تحولت الانظمة القمعية في دول مثل افغانستان وباكستان واليمن الى ديموقراطية منفتحة وفي طور النمو. ورأينا الشيء ذاته يحدث في عدد متزايد من الدول الافريقية. وحدها الكويت اختارت، بملء ارادة شعبها، النكوص عن التقدم والتحضر والعودة الى كهوف التخلف والتعصب والظلام من خلال اختياراتها السياسية والتشريعية.
6ــ مجموعة نواب الحركة السلفية، الذين فشلوا بجدارة في اول محاولة لهم لبسط نفوذهم بطلبهم الغريب المتمثل في عدم تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد برئاسة الوزارة، امامهم احد خيارين: اما الانسجام مع اجندتهم الانتخابية واشغال الحكومة والناس بتوافه الامور كالشيشة وازالة صور النساء من اعلانات الشوارع والسعي إلى إلغاء الحظر المفروض على العسكريين في ما يتعلق بتربية اللحى، وعدم الوقوف عند سماع السلام الوطني وغيرها من الترهات، كالسعي الى نسف قيم المجتمع المدني بحيث تتواءم والمتخلف من افكارهم التي لا تخرج عن المنع والحظر والضرب والحجر على كل ما له علاقة بحرية الانسان في العمل والتنقل والتفكير والتصرف والعيش، وكل هذا سيؤدي حتما الى اصطدامهم مع توجهات حكومة الرئيس المكلف، ونهاية حياة المجلس بصورة مبكرة. او التأقلم مع الواقع السياسي واللعبة البرلمانية، وبالتالي تحولهم إلى سياسيين عاديين يقبلون بالحلول الوسط وبالتسويات والترضيات وانصاف الحلول!! وهذا بالضبط ما كان يحذر منه ويتخوف من التورط فيه مؤسسو السلف الذين كانوا يعارضون دخول اي من اعضاء الحركة في اللعبة السياسية. قد لا يطول انتظارنا كثيرا لمشاهدة تصدع الكثير من المبادئ والمعتقدات الاساسية لهذه الحركة «الدينسياسية» الغربية.

أحمد الصراف
habibi [email protected]