احمد الصراف

جريمة في الطريق

لا أعرف القرار النهائي الذي استقرت عليه الحكومة في ما يتعلق بتأجيل دوام المدارس لما بعد العيد، بسبب تضارب رأيها من جهة وبسبب وجودنا خارج الكويت من جهة أخرى، ولكن لو تمت الموافقة على التأجيل لكان ذلك في حكم الجريمة الكاملة بحق المجتمع ككل.
التأجيل، إن حصل، يعني ببساطة ان العطلة ستمتد من منتصف هذا الشهر، السادس إلى منتصف الشهر العاشر، أكتوبر، أي 120 يوماً! وحيث ان بوادر الصيف لا تبشر بطقس حار فقط، بل ومغبر وقاس جداً، فإن هذا سيدفع بغالبية الأسر، من مواطنين ومقيمين للسفر والبقاء خارج الكويت لفترة لا يقل متوسطها عن شهرين، وهذا بحد ذاته سيشكل إرهاقاً واستنزافاً رهيبا لدخول غالبية أرباب هذه الأسر، خصوصاً ان موجة الغلاء لم تستثن أي دولة من شرورها في العالم أجمع، وهذا يعني عودة الكثير من هذه الأسر إلى حلقة الاستدانة الجهنمية، ومن بعدها الشكوى لممثليهم من غلاء المعيشة وشظف العيش، وما سيتبع ذلك من مطالبات سخيفة بإلغاء قروض المواطنين!
ثانياً: وقوع شهر رمضان خلال العطلة الصيفية يعني ببساطة ان طلبة المدارس، واليافعين الذكور منهم بالذات، سيكونون هدفاً سهلاً لناشطي التيارات الدينية المتطرفة الذين سيتهافتون عليهم من خلال دورات صيام ومناسبات قيام وقنوت تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل.. وغير ذلك من أنشطة الصحوة والدعوة.
كما أن تأجيل العام الدراسي حتى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، مع احتمال انتظام الدراسة في منتصفه، سيدفع الهيئة التدريسية لـ «كروتة» عمليات التدريس بسبب ضغط الوقت ومن ثم الاضطرار إلى سلق المنهج بغية تعويض ضياع شهر كامل من عام دراسي قصير أصلاً!
نتمنى على عقلاء الحكومة، أو من تبقى منهم، عدم الرضوخ لضغوط الجهلة من أعضاء المجلس.. فهؤلاء لا همّ لهم غير إرضاء الغريب والشاذ والمتخلف من رغبات بعض ناخبيهم.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

كارما شارون والزنداني وزغلول

1- ترتبط الممثلة الأميركية «شارون ستون» بعلاقة صداقة روحية عميقة بالـ «دلاي لاما Dalai Lama»، زعيم التبت الروحي الذي طرده الصينيون من وطنه عام 1959.
من واقع صداقتها تلك، وفور انتشار أنباء الزلزال الذي ضرب منطقة شسوان في الصين أخيراً، والذي تسبب في وقوع أكثر من 70 ألف ضحية، صرحت «ستون» بأن هذا الزلزال ما هو إلا «كارما»، وتعني بلغة المندرين، «عقاب السماء»، وذلك بسبب الجرائم التي اقترفتها الصين بحق شعب التيبت وطردها للدلاي لاما من وطنه وقتل أتباعه!!
تصريحات الممثلة «ستون» التي اعتذرت عنها بعد ذلك، أثارت موجة استياء كبيرة في الكثير من الدوائر، وبالذات في الصين التي أعلنت عن مقاطعة أفلامها والتوقف عن عرض منتجات التجميل الفرنسية التي تقوم بالدعاية لها مما سيفقد الشركات المتعاقدة معها مئات ملايين الدولارات.
كنت أعتقد ان قضايا العقاب السماوي تقتصر على حفنة من «مفكرينا» ولكن يبدو، بعد دخول الآنسة «ستون» على الخط، ان الكثيرين من خارج «منظومتنا الفكرية يؤمنون أيضاً بهذا النوع من العقاب الأزرق.
2- ورد في «القبس» 25-6، ان السيد طارق رجب أكمل قائمة الشخصيات المسلمة التي حازت جوائز نوبل. وقال السيد طارق في رسالة له لـ «القبس» تعليقاً على ما نشر فيها في الأسبوع السابق، ان «محمد البرادعي» مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية نال نوبل للسلام عام 2005، وبذلك يكون رابع عربي يحصل على هذه الجائزة والثاني في فرع السلام!!
لقد لفت قارئ حريص انتباهنا لحقيقة ان جائزة نوبل للسلام منحت للوكالة الدولية للطاقة وليس لشخص مديرها العام، الذي استلمها بصفته الوظيفية وليس لإنجازاته الشخصية.
هذه الحادثة البسيطة ذكرتني بكم الانتقادات والاتهامات التي لم يتوقف نفر منا عن توجيهها للمشرفين على منح جائزة نوبل بأنهم صهاينة وأنهم منحازون لليهود، أو معادون للعرب والمسلمين!!
لسنا هنا في معرض الدفاع عن حيادية مؤسسة جائزة نوبل، ولا هم بحاجة لدفاعي، ولكن من حقنا التساؤل عن المنجزات العظيمة التي قدمناها للبشرية والتي كانت علماً بارزاً في أي من المجالات الستة التي تمنح عليها الجائزة والتي لم تحظ باهتمام المشرفين على منح الجائزة؟ هل حقاً حققنا إنجازاً غير مسبوق في الطب أو الفيزياء أو الكيمياء، أو حتى الأدب، وحرمنا من نيل التقدير عليه؟
نعم، هناك إنجازات السيد «زغلول النجار العلمية، التي سبق ان أفضنا في الحديث عنها، والتي كتب عنها الزميل أحمد البغدادي بإفاضة أكثر قبل أيام، وكيف انه، أي زغلول، يرفض وجود أي طرف آخر معه في أي لقاء إعلامي يستفرد فيه للحديث عن منجزاته وعجيب أعماله!!
وهناك أيضاً الإنجاز الطبي العظيم الذي سبق ان كتبنا عنه أكثر من مرة والذي أعلن عنه قبل عام في مؤتمر الإعجاز العلمي الذي عقد في الكويت، والمتعلق بتوصل الفريق الطبي لجامعة صنعاء بإشراف «عبدالحميد الزنداني» لدواء عجيب لمرضى الإيدز!!
ولكن لجنة الجائزة في استوكهولم لم تستلم حتى الآن ترشيح أي طرف لمنح الجائزة لزغلول أو الزنداني، فلا الأول راض بالحديث لطرف محايد ولا الثاني قابل لإفراج عن نتائج أبحاثه «خوفاً من استيلاء شركات الأدوية الغربية الشرهة على أسراره»!! أثناء كل ذلك يموت ما لا يقل عن ألفي مسلم من الإيدز يومياً بسبب «تأخر» وصول دواء جامعة صنعاء لهم.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

الغول والعنقاء ومطالبنا العشرة

باختصار شديد، وغير مخل، يمكن القول ان المخرجات البائسة في عمومها لصناديق الانتخابات البرلمانية الاخيرة هي في محصلتها نتاج قرار سيادي سارت عليه حكومات عدة.
لتغيير الوضع بشكل جذري لمصلحة الوطن ومستقبل هذا الشعب الذي تم تغييب قراره على مدى ثلاثين عاما، فإن امام السلطة احد طريقين:
قصير، ويتمثل في حل مجلس الامة حلا غير دستوري لاجل غير محدد، ومن ثم انجاز جميع الاصلاحات والتغييرات المطلوبة لنهضة الشعب، وجعل الكويت في الطليعة، خليجيا على الاقل، من خلال خطط خمسية يتم الالتزام بها بدقة!
ولكن هذا الحل تكتنفه محاذير عدة ولا يمكن قبوله دوليا، اضافة الى ان احتمال رفضه محليا ومقاومته بشتى الطرق، امر وارد، فإذا كان بمقدور البذالي ارسال من يريد للعراق للموت هناك فبإمكان غيره تجنيد من يشاء داخل الكويت!! وفوق هذا وذاك من يضمن ان الحكومة ستعرف كيف تتصرف وان يكون اعضاؤها قادرين ومهيئين لعملية الاصلاح وانهم اهل لها، ويمتلكون الكفاءة والامانة، وما ادراك ما الامانة في هذا العصر؟!
اما الطريق الآخر، فإنه اطول من سابقه ولكنه اقل خطرا، من الناحية السياسية، واكثر ضمانا في معالجة اوجاع الدولة وامراضها.
يجب اولا: قيام الحكومة بسد أذنيها عن كل مطالب النواب الشخصية، والغريب من رغباتهم والسخيف من اقتراح قوانينهم، ولها في سبيل تحقيق ذلك اللجوء إلى جميع الوسائل المشروعة اما القول إن معاملاتهم ستمرر ولكن بعد ازالة اسماء النواب عنها فهو الخراب بعينه.
ثانيا: التركيز على التربية ومن ثم التربية، ولا شيء غير التربية عن طريق اعادة النظر، من خلال المؤسسات المتخصصة التابعة للامم المتحدة في كامل مناهج التعليم، والتخلص نهائيا من دروس الحفظ والتلقين المتخلفة!! نقول ذلك بعد ان فقد الامل تماما في الجيل الذي انهى تعليمه، والامل يكمن فقط في اطفال المستقبل.
ثالثا: حل كل المبرات والجمعيات واللجان الخيرية، وتحويل ارصدتها لبيت الزكاة، وحل مجلس ادارة البيت وتعيين طبقة مثقفة وكفؤة لادارته بعيدا عن اي محاصصة مذهبية او حزبية، فأموال هذه الجمعيات هي التي ساهمت بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تشكيل الفكر المتواضع لناخبي الكويت، فقطع عصب القوة عن الجمعيات الدينية المسيسة يجب ان يعطى اولوية قصوى.
رابعا: تحديث قوانين التجارة والاستثمار لتواكب العصر، وتسهل دخول المستثمر الاجنبي، وتحفز الصناعة والمشاريع الجديدة.
خامسا: اصدار سلسلة قوانين تعنى بمكافحة الارهاب وتقضي على تبييض الاموال.
سادسا: الاهتمام بسمعة الكويت في المحافل الدولية واعطاء الاهمية المطلوبة لقضايا حقوق الانسان ومعالجة اي انتهاكات بحزم.
سابعا: تشديد قبضة الامن ومنع كل الفئات المخالفة من دخول البلاد، والتوسع في منح الاقامات الدائمة او الطويلة الامد لمن قضوا في البلاد فترات طويلة بسجل امني نظيف، وتسهيل اقامة الكفاءات واصحاب رؤوس الاموال.
ثامنا: مراجعة تراخيص التجارة والغاء غير المجدي والمفيد منها، فلا يعقل ان يكون في الكويت ما يقارب 1200 اقامة على محل بنشر وتصليح عوادم المركبات (اكزوست او اشكمان)، والكويت ليست بحاجة إلى أكثر من 50 محلا!!
تاسعا: القضاء بصورة نهائية على ظاهرة التسول والمتاجرة بالاقامات عن طريق فرق تفتيش لديها ضبطية قضائية.
عاشرا: منح البدون كافة اقامات لعشر سنوات مثلا والسماح لهم بالدراسة والعمل والالتحاق بالجامعات، ومراقبة اوضاعهم ومنح المجتهد والبارز منهم جنسية الدولة لحين الانتهاء من المشكلة بصورة طبيعية.
على ان يتم القيام بكل هذه الامور ضمن خطط سنوية وخمسية تخضع لمراقبة المجلس ومحاسبته.
واخيرا: نكتب للتسلية فقط، فنحن على علم تام بأن لا احد يود او يرغب او يشتهي او يريد او يملك الشجاعة او القرار لتطبيق اي من هذه الامور، دع عنك جميعها.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

السلطة أو الحكومة؟

تشارك الكويت في جميع أنشطة الأمم المتحدة ولديها ما يزيد على 80 سفارة في العالم، وتقوم بصرف مبالغ طائلة على تحسين صورة الكويت ومواطنيها بشتى الطرق، سواء بالدفع مباشرة لمؤسسات صحفية، وعربية بالذات في صورة اشتراكات، أو تقديم مساعدات مالية لعدة دول أو تنفيذ مشاريع حيوية فيها.
ويغلب على تلك المساعدات كونها تقدم لدول فقيرة، ويتصادف أحياناً ان يكون لتلك الدول نفسها مواطنون يعملون في الكويت.
لو نظرنا إلى هذا الوضع من واقع ما نشر عن قيام الولايات المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة الكويت بسبب سوء سجلها فيما يتعلق بقضايا الاتجار بالبشر وسوء تعاملها معهم، وبالتالي وضعها في «القائمة السوداء» لوجدنا ان جزءا كبيرا مما تصرفه الكويت في صورة مساعدات مالية أو مشاريع حيوية يضيع بسبب سياسة الحكومة العنصرية ضد مواطني تلك الدول العاملين لدينا! فالمثل الشامي يقول «لاقيني.. ولا تغديني»!! أي ان تحسن استقبالي بطيب المعاملة والكلام خير من ان تعطيني ما جئت من أجله بطريقة تخلو من اللياقة!
ان مشكلة العمالة المتواضعة الإمكانات التي تعيش بيننا، والمستغلة بشكل سيئ، من قبل عدة شركات، مشكلة معروفة ومحددة المعالم، كما ان عدد تلك العمالة المهضوم حقها معروف، كما تعرف الحكومة، أو السلطة، الأطراف المتاجرة بقوت هؤلاء والمتسببين بتمريغ سمعة الكويت في الوحل!، كما تعرف الحكومة أو السلطة، علاج المشكلة وكيفية رفع اسم الكويت من القائمة السوداء السيئة السمعة.
ولكن بالرغم من كل ذلك لا يود أحد ان يتحرك لكي لا يخسر زيد 5000 آلاف دينار دخلا سنويا من اصدار 10 اقامات لرعاة ابل، أو يخسر عبيد مبلغا مماثلا لعشر إقامات خدم منازل وسائقي سيارات وبنشرجية!!
ان مسؤولية وضع الكويت في القائمة السوداء لا علاقة لها بخراب مجلس الأمة، ولا بسوء مخرجات الانتخابات الأخيرة، وليس للسلف ولا للإخوان، ربما للمرة الأولى، علاقة بالموضوع بصورة مباشرة، بل المسؤولية تقع بكاملها على السلطة أو الحكومة، ولا أحد غيرها، فبيدها المعلومة وبيدها الحل وبيدها قرار اتخاذه وأي كلام غير هذا لا جدوى منه.
فهل أصبحت سمعة الكويت، وحقوق آلاف البشر الذين تقوم فئة معينة بالاتجار بقوتهم وبكامل مصيرهم أمرا غير ذي أهمية لدى حكومتنا الوقورة والرشيدة والعاقلة والإصلاحية؟ الف علامة استفهام.
أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

ذقون الكويتيين

كتبت الروائية الكندية الشابة والمبدعة كاميلا جب عدة روايات رائجة، وتعتبر رواية Sweetness in the Belly اجملها واكثرها رواجا وتحكي قصة فتاة انكليزية يموت والداها الهيبيان في حادث غامض في المغرب ويتركانها لمصيرها هناك مع صديق مغربي وآخر انكليزي سبق ان تحول للاسلام. ينتهي الحال بالفتاة للعيش بصورة مؤقتة في مدينة صغيرة قريبة من مدينة «هرار» الاثيوبية المهمة، وهناك تعيش في مجتمع تختلط فيه عائلات من ديانات مختلفة مع غلبة اسلامية.
يرد في احد فصول الكتاب وصف رهيب لعملية ختان مخيفة تتعرض لها طفلة مسلمة فقيرة، وهي العملية التي تتطلب عادات غالبية مسلمي افريقيا، والسوداء منها بالذات، ضرورة اجرائها لكل فتاة ليس فقط لكي تصبح «طاهرة» ومؤهلة للزواج، بل لكي يوافق الرجال على الزواج منها.
وصف بكاء تلك الصغيرة وآلامها الشديدة وما تعرضت له من نزيف مميت نتيجة تقطيع جزء حساس من جسدها البريء على يد عجوز ساحرة بسكين صدئة، كان وصفا مرعبا يقشعر له البدن حقا، ويبين حجم الجريمة التي تقترف بحق ملايين النساء سنويا تارة باسم العادات والتقاليد وتارة باسم الدين!
قبل ايام، وفي جلسة برلمانية ساخنة تخللها سباب وتشابك بالايدي بين ممثلي الحكومة والنواب المعارضين لها، اقر مجلس الشعب المصري تعديلات على مشروع قانون «الطفل»! حيث نص القانون على تحريم اجراء اي عمليات ختان للبنات في مصر، كما رفع القانون سن زواج الاناث من 16 الى 18!.. عارض نواب جماعة، او حزب، الاخوان المسلمين تلك التعديلات بحجة انها مخالفة لأحكام الشريعة الاسلامية، وانها تصطدم بشدة مع قيم المجتمع المصري والاسرة!
رد نواب آخرون على ذلك بالقول ان التعديلات مطابقة لاحكام الدين وليس فيها اي تعارض او تضارب مع القيم السائدة في المجتمع المصري!
والحقيقة ان هذه التعديلات يمكن اعتبارها ثورة في قوانين التعامل مع حقوق الطفل، والمرأة بشكل خاص، وهي الحقوق التي هضمت على مدى قرون طويلة والتي نتج عنها مئات ملايين الضحايا على مدى قرون عدة وخلفت آثارا اقتصادية واجتماعية ونفسية يصعب التعامل معها بسهولة.
من المعروف ان التنظيمات المحلية القوية للاخوان المسلمين في غزة والاردن والكويت، التي تتبع التنظيم العالمي للاخوان، تنبع من فكر واحد وعقيدة ونظام سياسي واحد، فكيف يمكن تفسير تضارب وجهات نظر الفروع الموجودة في هذه الدول الثلاث مع الفرع الرئيسي في مصر وفي موضوع بالغ الحساسية والاهمية مثل موضوع «ختان البنات»؟
وكيف يمكن ان نصدق ان الختان متفق مع الشريعة الاسلامية في مصر، كما ورد رسميا على لسان عشرات ممثلي الاخوان في البرلمان المصري، وهو عكس ذلك تماما ومخالف للشريعة الاسلامية برأي اعضاء آخرين في البرلمان نفسه ممن وافقوا على التعديل لانه متفق مع الشريعة ولا يتعارض مع عادات وقيم المجتمع المصري؟ ولماذا تصبح عادة ختان البنات متفقة مع الشريعة في مصر وغير متفقة مع الشريعة لدى الاخوان انفسهم في غزة وعمان والجزائر وحوران والكويت وباكستان؟ وكيف يمكن ان نقبل هذا الاختلاف الخطير بين آراء فريق واحد، او نصدق مقولة ان الاختلاف رحمة في مسألة بهذه الخطورة والاهمية، ويريدوننا بعدها ان نسلم ذقوننا لهم؟
هل عرفتم الآن سبب اصرار الكثير منا على حلاقة ذقونهم؟

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

سوء المنقلب وكآبة المنظر

تبلغ مساحة ايران مليوناً و650 الف كيلومتر (الكويت 18 الفاً)، ويزيد عدد مواطنيها على 75 مليونا (الكويت مليون واحد). وكانت حتى العام 1935 تسمى بفارس، ولكن رضا شاه، والد الشاه الاخير، قام بتغيير التسمية الى «ايران» لتكون التسمية الجديدة ادق تمثيلا لأعراق الدولة المتعددة، بدلا من «فارس» التي تخص فئة واحدة.
تتميز ثلاث دول فقط في العالم هي: ايران والعراق والولايات المتحدة، وكان الاتحاد السوفيتي السابق من ضمنها، بكونها الدول الاغنى في العالم في الطاقة والمعادن والمساحة الشاسعة والمياه الوفيرة واختلاف درجات الحرارة وصلاحية الارض للزراعة والطبيعة الخلابة، نقول ذلك آخذين في الاعتبار الفارق الكبير في مستوى المعيشة بين هذه الدول!
كما تعتبر ايران من اقدم دول العالم، وتظهر آثارها المعروفة امتداد تاريخ الكثير من حواضرها ومدنها لأكثر من 4000 سنة قبل الميلاد وحتى اليوم. كما كانت في العام 625 اول امبراطورية استعمارية في التاريخ.
دخلت فارس الاسلام في عهد الامويين، وقرابة نهاية عهدهم انتزعت منهم على يد ابو مسلم الخراساني لتصبح جزءا من دولة العباسيين.
برعت شعوب فارس، قبل الغزو الاسلامي وبعده لبلادهم، في فنون عدة، حيث كان للموسيقى والغناء شأن كبير لديهم. كما ظهر بينهم الفيزيائي والطبيب المعروف ابو علي سينا والعالم الكبير الفارابي، ومحمد بن موسى الخوارزمي، المعروف بـ «ابو علم الجبر». كما انجبت فارس الفردوسي، دانتي اللغة الفارسية ومحييها. كما كان عمر الخيام وحافظ وسعدي من كبار شعرائها. وبلغ العلم فيها ذروته في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، حيث برز فيهما الكثير من المبدعين في علوم الفلك والرياضيات والطب والفلسفة وغيرها، كما اجادت الشعوب الايرانية الصناعات العالية الدقة، كالرسم والنقش على الحجر وصناعة السجاد والفنون المعمارية العالية.
ثم جاءت ثورة 1979 لتضع حدا فاصلا بين ايران الامس وايران اليوم ولتتوالى الحكومات والانتخابات والاختيارات حتى العهد الحالي الذي تولى فيه محمود احمدي نجاد، باختيار الشعب الايراني وكامل رضاه، رئاسة الجمهورية، وليختار الشعب نفسه مجلسا نيابيا هو الاكثر انغلاقا في تاريخه الطويل بسبب طغيان صبغة الملالي والمتطرفين الدينيين على اعضائه!
فإذا كانت هذه في نهاية الامر اختيارات «الشعب» في دولة ذات جذور ضاربة في عمق التاريخ البشري، فما الذي يمكن توقعه من مخرجات انتخابية شعبية في دولة لا يزيد عمرها على 300 عام او اقل بقليل؟ وهل من حقنا الشكوى من كآبة منظر مجلسنا وسوء منقلب حكومتنا؟
بصراحة، لا اعتقد ذلك! فقد حققنا خلال 300 عام ما استغرق من الايرانيين 6000 سنة لتحقيقه!

أحمد الصراف
habibi [email protected]

احمد الصراف

زقزقة العصافير والهيافة

أحب زقزقة العصافير وتغريد البلابل وصوت شلالات المياه ودقات العيدروسي على المرواس. كما أعشق صوت سوناتات موزارت ونغم عود الفضالة ومنظر قوس قزح وصوت ماريا كالاس، وهدير بافاروتي على مسرح «لاسكالا» وأزياء كوكو شانيل وتصميمات ايف سانت لوران وشموخ جبال نجران وعظمة سجاد فارس. كما يسكرني صوت أم كلثوم من غير خمر، ويبكيني منظر طفل جائع وأم مشردة وأب مكلوم، وأهيم بالسفر فجرا والتعرف إلى العالم وتذوق أطعمته والتواصل مع أناسه نغما وعيشا ولقمة وابتسامة، وأحب لقاء بوتشييلي ورؤية رسوم بيكاسو والانصات لصوت سيزاري أيفورا. كما أميل لتلمس أوراق الأشجار في يوم ندي وأهيم بمنظر الفراشات وهي ترفرف بأجنحتها فوق الأزهار، ولا أشبع من النظر لأهرامات مصر وما تخبئه من أسرار، واستنشاق رائحة العشب المشذب توا، وشم بخار الجبس المرشوش بالماء، ومشاهدة أفلام يوسف شاهين وفرانسيس فورد كوبولا ومريم قاليباف، وقراءة «امرأتين» البرتو مورافيا و«أيام» طه حسين و«أولاد حارة» نجيب محفوظ ومخرجات عقل «بل غيت» وجنون أفكار السنعوسي وقفشات عبدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي، وتمثيل سناء جميل وايشور كومار، والسفر بالقطار عبر البلدان والأمصار والأنفاق، والجلوس تحت قبب مساجد عشق آباد وباكو وسمرقند وشيراز واسطنبول، والاستلقاء تحت أسقف كاتدرائيات فلورنس والفاتيكان وكومو وآيا صوفيا، والتطلع بشغف لمعابد السيخ في سرينغار، والدخول إلى معابد البوذيين في تايلند، والسير في ممرات قصور المهراجات في راجستان ومحاولة استعادة طريقة حياتهم.
آه كم أود السير على قمم جبال روكي والنزول منها هرولة لوادي الغراند كانيون، والسباحة في بحيرة ناصر، وتناول أرجل الضفادع في مقاهي باريس، وتدخين السيجار في بار بمدينة انفرنس، وصيد السلمون على سواحل فانكوفر، والتسكع في ساحات مراكش، والسير دون كلل في شوارع القدس العتيقة…!!
آه كم هي جميلة هذه الحياة! وكم هي رائعة هذه الأرض التي تضم مرابع وأماكن شتى أكثر بكثير من قطع منطقة كيفان وأزقة بريدة وجمعيات الجهراء! وهنا لن نتكلم عن الكون اللانهائي الذي يبلغ حجمه من جانب الى آخر أكثر من 93 مليار سنة ضوئية، وللمقارنة فقط فان حجم أي مجرة لا يزيد على 30 ألف سنة ضوئية، والمسافة الاعتيادية بين أي مجرتين متجاورتين لا يزيد على 3 ملايين سنة ضوئية، بل سنتكلم عن الكرة الأرضية التي يزيد عدد سكانها اليوم عن 6 بليون و700 مليون نسمة ويبلغ عمرها
54، 4 مليارات سنة، وتشكلت الحياة فيها في المليار سنة الأولى، والتي تزيد عدد لغات ساكنيها ومعتقداتهم على عشرات الآلاف، التي يعتقد بضعة نفر من سكانها أنهم يمتلكون الحقيقة، وان الصواب فيما يتبعونه من لبس وكلام وسلام وهيئة وتصرف ومعتقد!!
سلام على الحقيقة يوم ولدت وأسف عليها يوم ماتت!!

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

سيندي والضوابط الشرعية

تخرجت سيندي من جامعة جنوب كاليفورنيا المرموقة كمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو تخصص، اضافة الى ندرته، يحتاج الى طاقات هائلة فيمن يرغب في التخصص فيه وجعله وظيفة عمر. ولهذا لا نجد حتى جامعة عربية أو اسلامية واحدة، وفي أكثر من 45 دولة في العالم، لديها مخرجات في هذه المادة العظيمة والانسانية المهمة!!
ما أن توفي والد سيندي فجأة حتى تفرغت لادارة شركته المتخصصة في توزيع مشروب «الجعة».
نجحت سيندي في عملها الجديد وتضاعفت مبيعات وأرباح الشركة بالتالي خلال فترة قصيرة بفضل أساليب عملها المميزة.
تضمن عقد زواجها من جون شرطا يعطيها الحق في الاحتفاظ بممتلكاتها خارج الحياة الزوجية، وبالتالي أتاحت لها ثروتها الشخصية، وانشغال زوجها في السياسة، فرصة التطوع دون مقابل في فرق ازالة الألغام في دول العالم المصابة بهذه الكارثة.
لسيندي وجون ابن يبلغ التاسعة عشرة يؤدي خدمته العسكرية في العراق، وآخر يدرس في الأكاديمية البحرية. أما ابنتهما الوحيدة فقد تخرجت اخيرا في الجامعة ويشغل ابنهم الأكبر وظيفة مرموقة في مؤسسة الأم التجارية المعروفة.
التقت سيندي في عام 1991، وبطريق الصدفة، بفتاة صغيرة في ملجأ للأيتام في بنغلادش، والأرجح أن تكون مسلمة. حثتها الأم تيريزا على تبني الطفلة والاهتمام بها بالرغم من أنها كانت تعاني من شق خلقي واضح في الحلق، اضافة الى مصاعب صحية أخرى. وافقت سيندي على تبني الفتاة وأحضرتها للولايات المتحدة حيث أخضعتها لأكثر من عشر عمليات جراحية، حتى شفيت تماما، وأصبحت جزءا من العائلة.
لدى سيندي وجون مؤسسة خيرية تهتم بقضايا الأطفال، كما أنها، اضافة لنشاطها المستمر في مجال ازالة الألغام الأرضية، تشارك مع جهات دولية عديدة في تقديم الماء والطعام للمناطق المنكوبة بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية، ولها دور فعال وكبير في هذا المجال.
ستبدأ سيندي قريبا حملة انسانية تسمى «عملية البسمة» تهدف لزرع الابتسامة على وجوه الأطفال المصابين بتشوهات خلقية في وجوههم، وستشمل جولتها عددا من دول العالم.
تعرضت سيندي لعمليتين جراحيتين في عمودها الفقري، وبسبب اضطرارها المستمر للسفر والتنقل بمختلف وسائل النقل وفي أكثر المناطق خطورة ووعورة في العالم، فقد لجأت للاعتماد على الأدوية المسكنة للآلام وهذا أدى بها، مع الوقت، وباعترافها، للادمان عليها. وتعتقد سيندي أن هذا الاعتراف هو جزء من عملية شفائها التام من هذا الادمان.
سيندي هي زوجة جون ماكين المرشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية عن الحزب الجمهوري.
ألسنا بحاجة الى نساء مثل سيندي، أم أن تقيدنا بالضوابط الشرعية سيمنع وجودها بيننا الى الأبد؟

أحمد الصراف
[email protected]

احمد الصراف

نسائم الحرية آتية لا ريب في ذلك

يقول البرت إينشتاين: كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان حر!
*****
ما كادت الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها حتى جمع كارل زايس  ملابسه وأغراضه الشخصية الأخرى في حقيبة بسيطة وألقى نظرة أخيرة على بيته وخرج ليستقل سيارة أجرة لتقله إلى الجزء الغربي من ألمانيا المقسمة، تاركا وراءه أكبر وأهم مصنع عرفه العالم وقتها لصنع عدسات النظر والمناظير المقربة والكاميرات وعدسات مختلف الاستعمالات الطبية والعلمية، تركه بكل مبانيه ومختبراته وأثاثه وموظفيه ومستنداته وخرج لا يلوي على شيء، بعد أن أصبح ذلك الجزء من برلين من نصيب الشيوعيين الروس!
خرج زايس من ألمانيا الشرقية إلى رحاب الحرية في الجزء الغربي وبدأ ببناء مصنعه الجديد من الصفر، ولم تمض سنوات عشر أو أكثر قليلا حتى نسي العالم مصنع كارل زايس في برلين الشرقية، الذي أغلق بعد أن خنقته القيود والأنظمة والتعليمات الصارمة، بالرغم من أن صاحبه تركه بمئات خبرائه وعماله وكامل معداته ومختبراته، وأشتهر بدلا عنه مصنع كارل زايس الغربي الذي خلقه رجل واحد عندما وجد الحرية والحركة وفضاء للخلق والإبداع، وهو ما فشل فيه مصنع كامل التجهيز بسبب القيود والمحاذير والضوابط الشرعية وغير الشرعية.
في الفترة نفسها من عام ١٩٤٥ اتفقت أميركا والاتحاد السوفيتي على شروط استسلام قوات الاحتلال اليابانية لكوريا، وتبع ذلك اتفاق الأميركيين والسوفيت على بقاء جنود الطرفين على جانبي خط العرض ٣٨ ونتج عن ذلك، بسبب الحرب الباردة وخلافاتهم، تقسيم كوريا إلى دولتين، حكم الشيوعيون بنظامهم المنغلق والمعادي للحرية الجزء الشمالي وحكمت الولايات المتحدة الجزء الجنوبي وأعطته استقلاله بعد أن أطلقت مساعداتها المالية الطاقة الكورية الجنوبية من عقالها فنتج عن ذلك، وخلال نصف قرن، خلق أكبر معجزة صناعية في القرن العشرين وفي دولة كانت في ذيل قائمة دول العالم فكرا وتقدما وإبداعا وإنجازا. أما في الجزء الآخر الشمالي فقد رأينا تخلفا وفقرا وقهرا ومنعا أدى خلال الفترة نفسها لتخلفها في كل مجال حيوي وخير بسبب قيام نظام الحكم بوضع الشعب في سجن، ولم يمر وقت طويل قبل أن تنهش المجاعة أرواح الملايين من مواطنيها وتجبر حكومتها على التخلي عن برامج تسليحها النووية الخطيرة والمكلفة مقابل حصولها على المساعدات الغذائية من الغرب.. ومن شقيقتها الجنوبية!!
والآن إلى أين يريد خالد السلطان وعلي العمير ومحمد الكندري ومبارك الوعلان وناصر الصانع ووليد الطبطبائي وبورمية ومحمد هايف وعدنان عبدالصمد وجماعته وجماعتهم ولجنة الضوابط الشرعية أن يأخذونا معهم؟
ألم يروا ما حدث لأولئك الذين ساروا في  الطريق نفسه الذي يودون أن يدفعونا قسرا للسير فيه؟ ألم يتعلموا من دروس التاريخ أن الانغلاق والكبت والحجر على الحريات وعد أنفاس الناس لا يولد غير التخلف والقهر والتبلد والتحجر؟ ألم يعرفوا، وقد بلغوا من العمر عتيا، أن الإنسان يولد حرا وليس في يده قيد ولا فكره حجر؟ فكيف يريدون أن يستعبدوا الناس وقد ولدوا أحرارا، وما الذي يتوقعون إنجازه إن تحولنا جميعا إلى مجموعة من الخراف؟

أحمد الصراف

احمد الصراف

توماس والمشروب والإرهاب

يقول توماس فريدمان، الصحافي الاميركي الاشهر، بأنه عندما كان صغيرا كان والده يطلب منه اكمال تناول ما في صحنه من طعام لأن هناك فقراء في الهند وغيرها ينامون جوعى!! ولكنه اصبح الآن يطلب من ابنائه تلقي العلوم الصحيحة والانكباب على الدراسة لأن هناك في الهند وغيرها من سيأخذ وظائفهم مستقبلا، ان لم يتزودوا من العلم كفايته.
وذكر في مقابلة تلفزيونية انه تعلم من زياراته العديدة للهند، ومن احداها استقى فكرة كتابة The world is Flat، وهو الكتاب الاكثر مبيعا في العالم منذ سنوات، والذي قال فيه ان العالم بفضل وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، اصبح مسطحا وان الحواجز التي كانت تفصله قد تساقطت، واصبح العلم كذلك في متناول الجميع، وان انكباب شعوب آسيا على تلقي العلم والبروز في الصعب والمتقدم منه قد جعلهم مصدر تهديد حقيقي لوظائف مواطني الدول الغربية!! ومن هنا جاءت دعوته لحكومات الدول الغربية، ووطنه اميركا، بضرورة التركيز على دراسة الرياضيات وعلوم الكمبيوتر المتقدمة والتي اصبح للآسيويين، والهنود بشكل خاص، قصب السبق فيها.
يمكن القول بشكل عام ان كل دول مجلس التعاون تعاني من مشكلة خطيرة تتعلق بالتركيبة السكانية!! ولم ننفك جميعا، ومنذ نصف قرن، من الشكوى من هذا الوضع الخطير، ولكن لم تتبرع اية جهة رسمية او مسؤولة للتصدي بالسؤال عن سبب وجود كل هذا العدد الضخم من الموظفين والفنيين الهنود في الدول الخليجية، وسبب ذلك يعود الى ان الاجابة معروفة من جهة، ومن جهة اخرى التصدي للسؤال يتطلب اتخاذ القرار، وهذا ما لا يود احد تحمل مسؤوليته!
كان من السهل تقبل هذا الوضع وهذا الخلل في التركيبة لمصلحة غير المواطن قبل نصف قرن، او اقل، بسبب نمو الدول الخليجية السريع وحاجتها للخبرات الادارية والفنية، وانتشار الامية وقلة عدد المدارس، وعندما كان المتعلم هو الذي يعرف قراءة القرآن وتفسيره، ولكن ما هو عذرنا، في الكويت على الاقل، وبعد مائة عام تقريبا من التعليم شبه المنتظم؟
من الغريب، وبعكس العالم اجمع، انه كلما زادت مخرجات مدارسنا وجامعاتنا زادت حاجتنا للغير، ليقوم بالفني والدقيق من وظائفنا واعمالنا، وهذا عائد بشكل رئيسي لضعف المخرجات نتيجة لسوء النظام التعليمي الحكومي وعدم الاهتمام بالنوعية، طالما تضمنت المناهج ما يرضي الجماعات الدينية المسيسة والمتخلفة!
ان وجود هذا الهندي بيننا، والهندي كمثال فقط، ليس ترفا بل حاجة وابداع، فهو حاجة بسبب شبه انعدام خبراته لدينا، وابداع بسبب ما وفره نظام وطنه التعليمي له من منهج مدروس، علما بأن نسبة الامية بين اطفال الهند من سن السادسة وحتى الرابعة عشرة تزيد على 45%!
ما نود قوله هنا اننا نعيش عصر العلم ومن له الغلبة فيه سيحكم العالم في العقود المقبلة كما حكمته الآلة الغربية المدعومة بالعلم في المائتي سنة الماضية، ولكن يبدو ان مشرعينا سيكونون منشغلين في السنوات المقبلة بصور حفل خاص لموظفي مستشفى وبغطاء رأس وزيرة، والتساهل، او التجاهل، في الوقت نفسه مع اي قانون يحارب الارهاب!

• ملاحظة: مؤسف ألا يعرف كل المهللين للضوابط الهلامية الشرعية ان المتدين الضعيف القدرات والامكانات والناقص العلم والفهم ليس بالضرورة احسن ممن يخالفه في الافكار والمعتقدات، فالضعيف يسهل الهوان عليه ولو كان يحمل اسفار علوم الدين كلها على رأسه.

أحمد الصراف
[email protected]