احمد الصراف

أمر يستحق الانتباه

جميعنا تقريبا نسافر في السنة مرة على الاقل، الا اولئك الذين حرموا لسبب او آخر من حقهم الانساني في التنقل والحركة خارج حدود تواجدهم الفعلي، ونقصد هنا فئة «البدون» الذين لا يبدو ان جهة رسمية ما على استعداد لوصف اوضاعهم حتى بالسلبية، لكي تهتم بهم تلك اللجنة البائسة، هذا على الرغم من ان وضعهم يشبه القنبلة الموقوتة، التي إن انفجرت فلن تكون هناك بنغلادش اخرى لترحيلهم اليها!!
موضوع مقالنا اليوم يتعلق ببعض احتياطات السفر:
تستخدم غالبية فنادق العالم البطاقة الممغنطة المصنوعة من البلاستك، لفتح ابواب الغرف والحصول على الخدمات الاخرى بدلا من المفتاح التقليدي.
وتحمل البطاقات الممغنطة عادة اسم الضيف، او النزيل، ورقم غرفته وتاريخ وصوله ومغادرته الفندق، ورقم بطاقته الائتمانية، اي الفيزا او الامريكان اكسبرس، وجزءا من عنوانه في بلده!
وانا شخصيا لم اكن اعرف ذلك، وكنت اعتقد ان تلك البطاقة لا تحتوي الا على رقم الغرفة!!
والامر المهم الآخر، ان هذه المعلومات الشخصية والبالغة الاهمية تبقى على البطاقة التي عادة ما ترمى في احد ادارج الفندق لحين استخدامها لغرفة نزيل آخر، وهنا فقط تمحى معلوماتها الشخصية القديمة، التي تخصك، ليدون عليها معلومات الضيف الجديد، وحتى ذلك الحين تبقى جميع معلوماتك الشخصية بتصرف اي جهة قد تسيء استخدامها!!
يمكن قراءة كل ما تتضمنه البطاقة الممغنطة من ارقام وحروف بمجرد تمريرها على جهاز سكانر سهل الاستخدام، ومن ثم الاطلاع على جميع المعلومات الشخصية واستغلالها، مثلاً في شراء الكثير من البضائع والخدمات عبر الانترنت على حساب بطاقتك الائتمانية.. دون علمك!
وهنا تنصح شرطة نيويورك، التي سبق ان عممت هذه المعلومات على الانترنت، بعدم اعادة بطاقة دخول غرفتك لصراف الفندق عند المغادرة النهائية، بل بالاحتفاظ بها، فلن يطالبك احد بها، فهي مجانية، ومن ثم قطعها اربا اربا، ولا تتركها وراءك في الغرفة ولا ترمها من غير تقطيع في سلة القمامة، لكي لا يسيء احد استخدامها، واحرص على الاقل على قص الجزء المظلل باللون الاسود خلف البطاقة او اتلافه، ولو بحكه بقطعة او عملة معدنية.
نتمنى للجميع، في منتصف موسم السفر، عطلة سعيدة من غير مشاكل او.. ديون!!

أحمد الصراف

احمد الصراف

ليش… مفكرني هندي؟

من الشائع، وفي الكثير من دولنا، ميلنا الغريب الى وصف أي شخص ساذج أو لديه مسكنة أو يشكو من قلة الحيلة بـ «الهندي». فعندما تسأل شخصا ما سؤالا يتطلب اجابة بديهية، أو يتضمن تهكما، يرد عليك بالقول: شنهو، أو شو، مفكرني هندي؟ أو غير ذلك من التعبيرات العنصرية الدالة على تفاهة العقل.

****
تتبوأ أميركا عرش العلم والتقدم في العالم بلا منافس حقيقي. وعلى الرغم من كل ما نقوله عنها، وما نطلقه عليها من أوصاف مضحكة وهزلية، فإن أميركا تبقى القوة الثقافية والأدبية والفنية والعلمية الأكثر سيطرة في العالم، فجامعاتها ومختبراتها العلمية وانجازاتها الطبية هي الأكثر شهرة وتقدما. كما أن مطابعها مستمرة في اخراج أفضل الروايات وأحسن الكتب وأكثرها توزيعا في العالم، ولا تزال استديوهاتها الفنية تخرج أفضل المسلسلات والأفلام السينمائية.. وهكذا.
ولو نظرنا الى النسيج البشري المتنوع الذي يساهم في خلق كل هذا الابداع لوجدنا أن 12% من علماء أميركا اليوم هم من أصل هندي! كما يشكل الأطباء من أصل هندي النسبة الكبرى بين بقية الأقليات، وتصل نسبتهم الى الذروة بين علماء وكالة الفضاء الأميركية حيث تصل الى الثلث. كما أن 34% من العاملين في «مايكروسوفت» هم من أصل هندي، ونسبتهم 28% في شركة «أي بي ام»!! وقلة تعرف أن سابير بهاتيا، الأميركي من أصل هندي ، هو مبتكر «الهوت ميل». كما أسس «فينود خولسا» شركة سن مايكروسيستمز. كما «أن فينود دام» هو الأب الفعلي لبتنتيوم بروسيسسر، وهو المشغل الرئيسي لـ90% من كل كمبيوترات العالم. وشارك راجيف كوبتا في تطوير E-speak project في شركة هوالت باكارد العالمية. وللتحلاية فان ستة من جميلات الهند فزن بلقب ملكة جمال العالم في السنوات القليلة الماضية(!!)
وفوق هذا وذلك فان «عزمي برمجي» الذي يعتبر من أغنى أغنياء مسلمي العالم هو من مواليد مومبي. ويوجد في الهند أكثر من 36 مليارديرا، في الوقت الذي لا يوجد فيه حتى ملياردير واحد في جارتها باكستان! علما بأن باكستان انقسمت عن الهند قبل 60 عاما فقط، فالشعبان من العرق نفسه ويشتركان في الخواص الوراثية وتراتبية الـDNA. نفسها كما أن ثقافتهما وعاداتهما متقاربة وطعامهما متماثل، ويغرمون بكالكريكيت والهوكي ويشاهدون الأفلام السينمائية نفسها، وينتشون لسماع الأغاني نفسها.. فلغتهم واحدة، فما سبب كل هذا التفاوت في المستوى العلمي والأخلاقي والتقني بين الشعبين والثراء المادي، مع أخذ الفارق في تعداد الشعبين في الاعتبار، بينهما؟
الجواب يكمن في كلمة سحرية واحدة: الحرية!!! فالحرية هي السبب الأول والأخير لما وصلت اليه الهند وغيرها، من ابداع في كل مجال. والحرية النسبية هي التي أفلتت التنين الصيني من عقاله ليكتسح الكثير من صناعات العالم، والحرية هي التي يحاول متأسلمونا ومتخلفو أمتنا حرماننا منها لتستمر سيطرتهم على عقولنا وتبقى مصائرنا رهن بنانهم، فحكومات الهند كافة جاءت بالانتخاب الحر وكل حكومات باكستان تقريبا، كمثال فقط، جاءت عن طريق الدبابة، والتي استعاض عنها البعض عندنا بالعمامة!
فهل سنستمر في وصف الساذج والبسيط منا بالهندي بعد كل انجازات هذا الشعب؟ الجواب بنعم طبعا!

أحمد الصراف

احمد الصراف

يوم فقدنا إنسانيتنا

أقدم ثلاثة لصوص على سرقة محل تجاري في منطقة منكوبة، تم ابلاغ الجهات الأمنية التي تحركت وداهمت اللصوص وقبضت على أحدهم وفر الآخران، قام ضابطان وعريف بملاحقة اللصين اللذين لجآ إلى شقة في عمارة سكنية، وعند محاولة القبض عليهما خرج آخرون من الشقة واعتدوا على الضابطين، ونجحوا في خطف العريف إلى داخلها، وهنا حاول ضابطا المباحث اقتحام الشقة، ولكنهما واجها مقاومة «شرسة»، فطلبا اسنادا فحضر، وتمكنوا بعد جهد من دخول الشقة وتحرير العريف الذي تبين انه أشبع ضربا وركلاً، وكان في حال يرثى لها، وقد رفضت الشرطة قبلها التفاوض مع الخاطفين واطلاق سراح زميلهم مقابل اطلاق سراح العريف، وانتهت «المعركة» بالقبض على 7 مجرمين ونجاح 20 في الفرار، وقيل ان جميعهم كانوا من «البدون»!!
كالعادة، أبدت القيادات الأمنية «انزعاجها» من الحادث، وعزت نجاح 20من المعتدين في الهروب إلى كثرة عدد المعتدين وقلة عدد أفراد الشرطة!!
هذه حادثة ليست غريبة، فقد وقع ما يشابهها الكثير، وسنسمع الاكثر في القريب من الأيام مع اشتداد معاناة «البدون» وذويهم، فسوء أوضاعهم المأساوية لا تختلف كثيرا عن سوء أوضاع العمالة البائسة في الشوارع والمستشفيات ومختلف الدوائر الحكومية، الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر، فدفعهم الضغط إلى الانفجار وفضح الوضع البائس الذي يعيشون فيه.
لقد حذرت أكثر من جهة لها تقديرها واحترامها من قنبلة «البدون» وانها على وشك الانفجار في وجه الجميع، وان تأخر انفجارها لبعض الوقت.
فالانفجارات والاحداث الصغيرة التي تقع بين فترة وأخرى ما هي إلا مقدمات وفتح شهية لأحداث أكبر وأخطر، ولكن لا أحد يود مناقشة الموضوع بجدية، نعود إلى قضية الاعتداء تلك، ونأسف لهذه السلبية في التعامل مع مثل هذه الأحداث، ومحاولة معالجة كل حالة على حدة.
ربما ليس مطلوبا من الجهات الأمنية القيام بأكثر مما تقوم به حالياً في سبيل حفظ الأمن، ولكن قضية هؤلاء أبعد بكثير من حدود مسؤولياتهم، وأعمق بكثير من قدراتهم!! فالقضية أخلاقية وسياسية واجتماعية، وبالتالي تتطلب قراراً على أعلى مستوى، فلا يجوز ابقاء الوضع على ما هو عليه، فقيام مجموعة من الشباب من غير محددي الهوية الذين لا سند لهم باقتحام مجمع تجاري وسرقته، ومن ثم التصدي لرجال الأمن ومقاومتهم واللجوء إلى شقة في عمارة والاعتداء على ضابطي مباحث وحجز عريف شرطة واشباعه ضربا وركلا ومن ثم التجرؤ وطلب التفاوض مع قوة الداخلية على اطلاق سراح زميلهم اللص المحتجز مقابل الافراج عن الرهينة العريف، والاستمرار في المقاومة والتصدي ونجاح عشرين منهم في الفرار من الحصار، كلها امور تدل على ان المسألة خطيرة وخطيرة جدا، وما قام به هؤلاء يدل على ان الكيل قد طفح بهم، واوصلهم إلى تلك الشراسة في المقاومة التي تعني بلوغ مرحلة اليأس، بعد ان صعب الحصول على لقمة العيش بالطرق المعتادة.
ومن المهم هنا الاشارة إلى الدور السلبي لجمعيات تجميع الاموال وتمويل الارهاب والصرف على توافه الامور خارج الكويت، في الوقت الذي توجد فيه بيننا عشرات الآلاف من الانفس البشرية المحرومة من الماء النظيف والطعام الكافي والطبابة والتعليم، وفوق كل هذا، لا تعرف شيئا عن مستقبلها وتفتك بها المخدرات وينهشها الاجرام وينتشر بينها خطف الصبية والفتيات، ونحن لا نفعل شيئا غير ابداء تكدرنا وانزعاجنا من وقوع هذه الحوادث.

أحمد الصراف

احمد الصراف

ريحونا وارتاحوا

في ظاهرة غريبة وغير مسبوقة فاجأ الفنان حسين الاحمد اهله واصدقاءه ومحبيه، قبل اربعة اشهر، بنبأ اعتزاله الغناء وهجره الفن وتكريس حياته للجهاد في سبيل الدعوة تحت راية تنظيم القاعدة!
استقبل الكثيرون الخبر بين مصدق ومكذب وكان السلف ومقاولو حدس من اكثر الناس ترحيبا بنبأ اعتزال ذلك المواطن، حيث سطروا المقالات في شهامة الرجل واستقامته وخروجه من الظلمات الى النور ومن التيه الى الصواب.
وانتشر الخبر بعدها ان الفنان المعتزل حسين الاحمد قد ربى لحية كثة ووضع على رأسه غترة حمراء، وغادر الكويت ليجاهد اما الى العراق او الى افغانستان!
وفجأة، وبعد اقل من اربعة اشهر عاد الاحمد من رحلة الجهاد والخير ليدلي بالتصريحات التالية للصحافة:
«ذهبت الى افغانستان لاعمال الخير فرأيتهم يعملون بالمخدرات فقررت العودة»، «الشبان الكويتيون ينخدعون بما يروج له التنظيم.. وعلى السلطات الكويتية توضيح هذا التضليل»، «هربت منهم بعدما استغربت فتاواهم».
وهنا نتمنى ألا تضيع تصريحات هذا الشاب سدى وتمر مرور الكرام، خصوصا على ضوء التصريح الخطير الذي ادلى به الجنرال الاميركي بترايوس، قائد المنطقة العسكرية الوسطى يوم 20ــ7 من ان القاعدة قامت بنقل جزء كبير من عملياتها العسكرية من العراق الى افغانستان!
وبالتالي تصبح مهمة كشف وتعرية ما يسمى بالقتال مع المجاهدين الافغان مهمة في وقف النزيف البشري بين صفوف ابنائنا.
المؤسف، بعد كل هذا، ان تأتي جمعية احياء التراث، والمتهمة من قبل الولايات المتحدة الاميركية بدعم الارهاب، وتصرح بأن المبعوث الاميركي الذي زار الكويت قبل فترة بخصوص الاتهام الموجه لها بتمويل الارهاب، قد حضر لتعميم الاتهامات وتوسيع فوضى القرارات.
والآن هل سيعتذر من اساء لنا من بني جلدتنا على ما ذكره وكتبه في حقنا في قضية المطرب المعتزل حسين الاحمد؟ لا نعتقد ذلك ولا نتوقعه!
ملاحظة: سؤال يطرح نفسه طرحا شديدا: اذا كان الجهاد في افغانستان بهذه المرتبة العالمية من الثواب والخير والاجر والبركة، فلم تخريب عقول ابناء خلق الله والتضحية بارواحهم، ولم لا يذهب قادة وقاعدة جمعياتنا الدينية السياسية للجهاد في افغانستان ضد قوى الشر والطغيان فنرتاح ويرتاحوا!

أحمد الصراف

احمد الصراف

رأس التخلف والمسترجلات

أكد المستشار فيصل المرشد، رئيس محكمة الاستئناف، عضو المجلس الأعلى للقضاء ورئيس اللجنة المكلفة بإنشاء محكمة الأسرة، بأن وجود محكمة الأسرة سيقلل من قضايا الطلاق بنسبة 50%، لأن هذه المحكمة ستلزم الراغبين في الطلاق باللجوء الى لجنة مختصة بإصلاح ذات البين، قبل البت في الأمر من قبل دوائر الأحوال الشخصية أو الجعفرية.
لا شك أنها خطوة حكيمة وقرار سليم، وستكون للقرار نتائج إيجابية فور العمل به، وهو قرار يجعل إجراءات الطلاق في المحاكم السنية والشيعية أكثر انسجاما وقربا حيث ان الطلاق عند الشيعة يتطلب في جميع الأحوال تدخل القاضي قبل إقراره، بصرف النظر عما صدر من الزوج من ألفاظ أو وعود.
وبالرغم من حماسنا الشديد لهذا القرار إلا اننا لا نشارك المستشار المرشد تفاؤله بأن هذه المحكمة واللجنة التابعة لها ستقللان من حالات الطلاق في المجتمع بنسبة 50%، فهذا أمر صعب للغاية ويتطلب جهودا تثقيفية وتربوية جبارة تبدأ من المدرسة وتستمر في البيت وفي الأنشطة الاجتماعية، وبالتالي يتطلب ويستغرق الوصول إليه، إن صفيت النوايا، سنوات من الجهد والتربية الاجتماعية والأسرية. فبالرغم من تشدقنا بقوة قيمنا و«أصالة» عاداتنا، ولو أنني لا أعرف معنى الأصالة في العادة أو السلوك، فما هو عدد السنين المطلوبة لعادة ما لتصبح أصيلة مثلا؟، أقول بالرغم من كل ادعاءاتنا بصلاح مجتمعاتنا مقارنة بمجتمعات الدول الأخرى، وبالرغم من الوفرة المادية التي تعيشها غالبية الأسر الكويتية، التي عادة ما يكون شح المادة سببا رئيسيا في وقوع الطلاق في الكثير منها، إلا أن نسب الطلاق في الكويت بلغت مستويات خطيرة قاربت الخمسين في المائة، وهذه كارثة أخلاقية واجتماعية في وسط غارق حتى أذنيه في الورع والتدين وهو الذي مكن أكبر عدد من النواب المتشددين من الوصول للبرلمان، ولكن هذا المواطن نفسه فشل على المستوى الشخصي في أن يكون بمستوى ما يدعيه من صلاح واستقامة ومودة ورحمة عندما يتعلق الأمر بتكوين أسرة واستمرارها كونها عماد ونواة أي مجتمع!!
يحدث ذلك مع وجود عدد كبير من الجهات الاجتماعية المهتمة بالأسرة، التي يكلف البعض منها الدولة ملايين الدنانير، إضافة إلى كل هذا الكم من الأكاديميين والباحثين والمعالجين النفسيين، ولكن يبدو أن لا أحد تقريبا يهمه أن خمسا من كل عشر زيجات من بين شباب المستقبل تنتهي بالفشل والطلاق والخصام الحاد، وما يعنيه ذلك من دمار أسر كثيرة وتشريد أبنائها واختصام آبائهم في المحاكم على حضانة أبنائهم، وزيادة عدد المطلقين والمطلقات في المجتمع، ثم بعد كل هذا الدمار الاجتماعي تأتي لجنة تدعي الاهتمام بالظواهر السلبية لتركيز جهودها وتضييع وقتها ومال الدولة وهيبتها في البحث عن عشرة مخنثين وما يماثلهم من المسترجلات لتقديم علاج لهم أو نفيهم من الأرض، وكأن مشاكل الكويت ومآسيها المتمثلة بانتشار الجريمة وقضية 95 ألف بدون بلا عمل أو تعليم أو مستقبل وما يماثل هذا الرقم من العمالة العاطلة والبائسة والمحرومة من أبسط حقوقها وقوت يومها، كأنها أحداث تخص وزيرستان وسهول كينيا وليس الكويت التي لا تزيد مساحة المأهول من مناطقها عن الألفي كيلومتر مربع!!
نعم نحن شعب متخلف والأدلة تكفي لملء زبيل، أو قفة من خوص، أو أكثر!!
ملاحظة بسيطة، إن أحسن طريقة لقتل التفكير هي في التكفير.

أحمد الصراف

احمد الصراف

سنة طفحة اللحى*

لن نشمت في حكومتنا، ولن نكتب فرحين بأن ما توقعنا حدوثه من قبل قد حصل، على الرغم من أننا كتبنا عنه عشرات المرات، فوصمة الأحداث العمالية الأخيرة التي وقعت في عدة مناطق لا يمكن أن تمحى من سجل حقوق الإنسان لدينا بسهولة، والعار يشملنا جميعا.
ستنتهي أحداث الشغب هذه بطريقة أو بأخرى، وسيتم ترحيل المئات، وربما الآلاف، من العمال المضربين، فجحافل وزارة الداخلية وقواتنا الخاصة المدججة بالقنابل والرشاشات الأوتوماتيكية جاهزة للتدخل في اي لحظة لإعادة الأمور، ولو ظاهريا الى سابق عهدها، ولكن هل هذه نهاية المطاف؟
أين ذهبت الحقوق المالية والإنسانية لهؤلاء البؤساء، أو حتى المخربين منهم، الذين رحلوا الى أوطانهم بالقوة الجبرية دون السماح لهم بتسوية أوضاعهم، أو حتى إجراء تحقيق متواضع معهم؟
ماذا عن المتهمين الحقيقيين الذين جلبوا هؤلاء العمال وتركوهم دون مال ولا مأوى؟
ما الضمان من أن أحداث الشغب هذه، أو تظاهرات المطالبة بالحقوق، لن تتكرر مستقبلا؟
كيف يمكن أن تمر أحداث بهذا المستوى من المأساوية ولا تتحرك جهة لإنصاف هؤلاء البؤساء ووضع حد لهذا الإجرام في حقهم؟
كيف يمكن أن نصدق أن الحق بأكمله يقع على عاتق هؤلاء المضربين والمتظاهرين، وأن ليس هناك حتى مواطن واحد، ولو كان فراشا كويتيا سابقا، يمكن أن يكون متورطا في القضية؟
وهل يكفي إغلاق ملف شركة أو اثنتين لردع غيرهما عن سلب حقوق غيرهم مستقبلا؟
وكيف تصبح قضايا الجنوس وضوابط زيارة الجزر الكويتية وقضايا الفصل في المدارس، كيف تصبح عند الكثيرين من تافهي التفكير والتصرف أخطر على الوطن من مصير عشرات آلاف العمال المتهمين والأبرياء الذين يعيشون بيننا ويشكلون قنبلة بشرية لا نعرف متى تنفجر في المرة القادمة؟
كيف يهون علينا جميعا أن نرى معاناة هؤلاء البؤساء، وحتى السراق منهم، دون أن يرف لنا جفن؟
كيف يمكن تصور حدوث كل هذا في وطن تبلغ نسبة الملتحين والمتطرفين والمغالين في تدينهم النصف تقريبا، فنحن نعيش في سنة طفحة اللحى، ولا نحاول هنا بالطبع الاعتراض أو السخرية من اللحية فتربيتها حق لا نقاش فيه، ولكن كيف يمكن أن نصدق أن يكون بيننا كل هذا العدد من الملتحين، واللحية غالبا دليل تدين، والتدين يتطلب على الأقل أن تكون قلوبنا رحيمة ومحبة للخير، ولا تتحرك لجان لظس ومضس وغيرها من الجهات المهتمة بتعديل وتهذيب سلوكياتنا، لإنصاف هؤلاء العمال أو الدعوة الى تحسين أوضاعهم، أو العمل على حفظ حقوقهم والسعي للقصاص ممن أساء السلوك معهم وأجرم في حقهم؟
آه، كم أنت جميل يا لبنان وأنا بعيد عن كل ما يحدث في وطني من صخب وسفاهة وهضم حقوق وتلاعب بأرزاق الناس وتعسف في القرار، ولكن اللعنة على هذا الإنترنت الذي جعلني أكثر التصاقا بأحداث الوطن وتعلقا به، حتى وأنا بعيد عنه!!
* العنوان مقتبس من مقال «سنة التفخة» للزميلة العزيزة دلع المفتي.

أحمد الصراف

احمد الصراف

«ماري تريز».. رجلا!!

ولدت ماري تريز اسمر عام 1804 في خيمة بين خرائب مدينة نينوى العراقية التاريخية، التي قام والدها الوجيه بالنزوح إليها من بغداد هربا من الطاعون الذي اصاب تلك المدينة اوائل القرن التاسع عشر.
قامت ماري تريز اسمر في شبابها بالسفر الى اوروبا عبر سوريا وفلسطين ولبنان لتصل إلى ايطاليا وفرنسا وانكلترا، حدث ذلك في الوقت الذي كان فيه رجال العراق، والمنطقة بأكملها، يغطون في سبات عميق ويعانون من الفقر والتخلف والجوع والمرض.
مكثت ماري تريز سنوات في لبنان وكانت بضيافة احد امراء الدروز ثم انتهى بها الامر للعمل معهم لسنوات وتضمن مذكراتها وكتبها مدحا مسهبا لاخلاقهم وحميد صفاتهم المتمثلة في الوفاء والكرم.
وعلى الرغم من انها لاقت الكثير من المصاعب في حياتها، فإنها نجحت في التعرف عليهم ومقابلة الكثير من الملوك والرؤساء والنبلاء وبابا الفاتيكان، ودونت الكثير عن حياتها وتجاربها في كتبها العديدة، ولخصت معلوماتها في موسوعات صدرت عام 1844. كما تعتبر كتاباتها عن العراق بمنزلة سجل للحياة في وادي النهرين حيث لم يسجل قبلها اي انسان تلك التفاصيل اليومية الدقيقة.
آمنت ماري تريز بالمساواة بين الجنسين ودفعها ايمانها هذا إلى فتح مدرسة لتعليم الفتيات، وكان ذلك قبل اكثر من 150 سنة، وكانت تقوم بالتدريس فيها مع مدرسة ايرانية وبعض المتعلمات العراقيات من الطبقة العليا.
اتقنت ماري تريز لغات عدة وكانت تمتلك موهبة الكتابة بطريقة وصفية معبرة وكانت تجيد فنون التمثيل والمسرح.
والآن، من منا سمع بهذه السيدة من قبل او بأدبياتها وأعمالها الاخرى؟ لا شك ان قلة فقط سمعت باسمها، دع عنك معرفة سيرتها الباهرة، ولو كانت ماري تريز رجلا، لكنا ملأنا بصيته الآفاق و«دوشنا» العالم عن طيب مناقبه!!
نكتب ذلك بمناسبة اليوم العالمي لوقف العنف ضد المرأة، ونعني هنا العنف بجميع اشكاله من لفظي او جسدي او تشريعي.
للمشاركة في هذا المسعى النبيل نرجو من المهتمين فتح الموقع الالكتروني التالي، وتسجيل اسمائهم ضمن قائمة المؤيدين لوقف العنف ضد المرأة.
www.saynotoviolence.org

أحمد الصراف

احمد الصراف

بريد الكويت والصهيونية العالمية

قامت ثلاث دول عربية، هي الامارات والاردن ومصر، بتقديم شكاوى رسمية تتعلق بسوء خدمة البريد في الكويت، وهددت اليابان بدورها بوقف خدمة البريد الممتاز مع الكويت ان استمر الوضع بهذا السوء، ولاقت شكاوى هذه الدول اذنا من طين واخرى من عجين من جميع مسؤولي الدولة، ربما لاعتقادهم بان الاستعمار والصهيونية العالمية يقفان وراء هذا التشويه المتعمد لخدماتنا البريدية، والدليل على ذلك ان ثلاثا من الدول الاربع المشتكية لها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل!!
لن نناقش شكوى اليابان بسبب كيديتها وعدم منطقيتها، فالبريد الكويتي الممتاز ليس بحاجة لاعتراف اليابان ولا غيرها، كما ان خدمة الـDHL وشركات نقل البريد السريع الاخرى لا تمانع في بقاء الوضع على ما هو عليه، لان في ذلك مصلحتها، على الرغم من تضاربه مع مصلحة الدولة ومستخدمي البريد الممتاز بشكل عام، كما سنتجاهل شكوى الامارات بحكم الميانة، ولكن كيف يمكن قبول شكوى بريدي الاردن ومصر في حق الكويت، وبريدهما الاكثر تخلفا بين الدول العربية الاخرى، ربما باستثناء موريتانيا والسودان واليمن؟ اين ذهبت كل تلك المليارات التي صرفت على تطوير بريد الكويت منذ نصف قرن او اكثر؟ لماذا لم يحاسب حتى موزع بريد معدوم الاحساس والمسؤولية على جرائم رمي آلاف الرسائل البريدية في سلال القمامة في عشرات الحالات والوقائع المثبتة؟
لماذا لم يحاسب لا وزير ولا وكيل ولا وكيل مساعد ولا حتى موظف صغير طوال نصف قرن على ضياع مئات آلاف الرسائل البريدية وتأخر وصول اضعافها للمرسلة لهم، والتسبب في كل تلك الآلام النفسية، والخسائر المادية لاصحابها؟!
كيف يمكن بناء دولة حديثة ومبدأ المحاسبة يكاد ينعدم فيها، بعد ان تبلدت احاسيس مسؤوليها، وكأن لا شيء هناك يستحق ازعاج الخاطر من اجله؟
لقد تمتع، في نصف القرن الماضي، اكثر من 100 وزير ووكيل ومدير كبير في وزارة المواصلات باجازتهم الصيفية غير عابئين بمشاكل الوزارة، ضاربين عرض الحائط وعلو السقف بمصالح وحقوق عشرات الآلاف من اصحاب تلك الرسائل دون ان يرف لهم جفن او يهتز لهم ريش، وكأن الامر يخص مجموعة من المجرمين والافاقين ولا يخص مواطنين ومقيمين لا ذنب لهم في ما يحدث من فساد مالي واداري في الدولة!!
ليس هناك اكثر سهولة من تنظيم البريد، وليس هناك خدمة اكثر ربحية وليس هناك نقص في عدد الشركات الخاصة التي على اتم الاستعداد للقيام بالمهمة بأحسن الطرق، واكثرها كفاءة، ولكن يبدو ان كل شيء متوافر الا الضمير الحي الذي يبدو انه قد توفي في نفوس الكثيرين منذ سنوات!!
آه، متى تهدأ الاوضاع في لبنان يا ترى؟
ملاحظة: صرح الامين العام المساعد في المجلس البلدي ان المجلس يفكر حاليا في تطوير العمل من خلال ادخال «المكننة» في حفظ الملفات والقرارات (!!)
صباح الخير يا أمين! اين كانت البلدية والمجلس منذ نصف قرن أو أكثر؟

أحمد الصراف

احمد الصراف

الخيط المشترك في موت علمائنا

أرسل لي صديق المعلومات الخطيرة التالية التي قام بتجميعها، وطلب مني الرد على ما تضمنته من اتهامات بمقال:
1ـ «يحيى المشد»، مصري من مواليد 1932، تخصص كهرباء، درس هندسة المفاعلات النووية في روسيا، سافر للنرويج عام 1963. نشر خمسين بحثا علميا، كان موضوع معظمها تصميم المفاعلات النووية. (ولكن صديقنا لم يخبرنا بما حدث لتلك الأبحاث العلمية!)، ويقول إن المشد عمل مع نظام صدام حسين في 1975، ولكنه وجد مهشم الرأس في فندق بباريس في يونيو 1980، وقيدت الجريمة ضد مجهول.
2ـ «سميرة موسى»، مصرية، وتلميذة العالم «مصطفى مشرفة»، ومتخصصة في الذرة، كانت تعتقد بإمكان انتاج القنبلة الذرية بتكاليف رخيصة. ماتت في حادث سير غامض في كاليفورنيا، ولم تحدد سنة الوفاة.
3ـ «سمير نجيب»، مصري متخصص في الذرة وأظهر نبوغا في مجاله، ذهب إلى أميركا وبرز في الكثير من الأبحاث، طُلب منه البقاء هناك، ولكنه اصر على العودة إلى وطنه. وفي ديترويت، وبينما كان يقود سيارته، اكتشف ان سيارة نقل تتعقبه، فحاول تفاديها ولكنها اصطدمت به، ومات في الحادث الذي قيد ضد مجهول. لم يرد في الخبر اي تواريخ، ولا الكيفية التي عرف فيها كاتب الخبر ان العالم المصري اكتشف ان سيارة نقل تتعقبه.
4ـ «نبيل القليني»، متخصص في علوم الذرة، انتدب لتشيكوسلوفاكيا عام 1975 وبرز هناك ثم اختفى من يومها.
5ـ «نبيل أحمد فليفل»، عالم ذرة من أصل فلسطيني ومن ابناء المخيمات، رفض جميع العروض للعمل في الخارج، لأنه كان يشعر بانه كان يخدم وطنه، ثم عثر على جثته في عام 1982.
6ـ «مصطفى مشرفة»، تلميذ ألبرت اينشتاين وأحد مساعديه في الوصول إلى نظرية النسبية، عثر عليه مسموما عام 1950.
7ـ «جمال حمدان»، مدرس جغرافيا جامعي مصري، ألف كتاب أثبت فيه ان اليهود الحاليين ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين، مات في حادث غامض عام 1993. (كتب غيره أخطرمن ذلك، ولم يتم اغتيالهم).
8ـ «سلوى حبيب»، مصرية ومؤلفة كتاب «التغلغل الصهيوني في أفريقيا»، ماتت مذبوحة! لم يتضمن الخبر عنها أية تواريخ.
9ـ «سعيد سيد بدير»، ابن الممثل سيد بدير، ضابط وأجرى أبحاثاً عن الأقمار الصناعية، بعد ان حصل على الدكتوراه من ألمانيا الغربية، عرضت عليه الجنسية فرفض، عاد لمصر ليموت في حادث غامض، وهنا أيضا لم ترد أية تواريخ محددة.
10ـ «رمال حسن رمال»، فرنسي من أصل لبناني، ومع هذا لم يكن ذلك كافيا لوقايته من الموت، حيث توفي في ظروف مريبة. كما مات في عام 1935، وفي ظروف مماثلة، مواطنه الآخر «حسن كامل الصباح»، الملقب بأديسون العرب.
11ـ «سامية ميمني»، سعودية، دكتورة نجحت في جراحات المخ والأعصاب، ويقال ان الجنسية الأميركية ومبلغ 5 ملايين دولار عرضا عليها مقابل التنازل عن «اختراعاتها»!! ولكنها رفضت، وجدت مقتولة بعدها، من دون تحديد سنة الوفاة أو أي تواريخ أخرى.
ويتساءل المرسل أخيرا، عما اذا كان هناك ما هو غريب ومريب في كل هذه الاحداث، أو ان هناك خيطا يربط بينها جميعا!!
لا شك ان هناك شيئا ما غريبا حقا في كل ذلك، ولكنه كامن في عقولنا التي استمرأت التمرغ بنظرية المؤامرة، وكأن العالم أجمع، ومنذ 1935 لا هم له غير قتل علمائنا وتكميم أفواه مدرسي الجغرافيا لدينا وقتل طبيبات اعصابنا التي اتلفتها مثل هذه الرسائل.
كيف يمكن ان نصدق أن عالم ذرة فلسطينيا يرفض الجنسية والعمل في الخارج لرغبته في أن يكون في خدمة وطنه، ووطنه محتل منذ 60 عاما؟ وأين سيخدمها والدول العربية جميعها تفتقر إلى مختبرات تطوير نبات الذرة، دع عنك الذرّة!!
الرد طويل وسنكتفي بهذا المقال.

أحمد الصراف

احمد الصراف

البيذان المر.. وجزيرة كيش

1ــ جزيرة كيش:
تعتزم مؤسسة دينية ايرانية اقامة مدينة قرآنية في جزيرة «كيش». ويخطط المسؤولون الايرانيون لتنظيم رحلات تعليمية وسياحية للجزيرة للمواطنين والتلاميذ منهم بالذات، الراغبين في تعلم القرآن في جزيرة جميلة ومنعزلة.
وصرح رحمة الله ماهيني مدير العلاقات العامة في مؤسسة «مهد القرآن»، لوكالة الانباء «القرآنية» بان «المدينة القرآنية» المزمع انشاؤها قد تم الاتفاق عليها خلال لقاء مع حجة الاسلام والمسلمين فومني حائري!! الذي حيرنا حقا بقراره، فهل اصبح المسلم بحاجة للطيران آلاف الاميال لتعلم شيء يستطيع القيام به في بيته، ام هي محاولة اخرى لالهاء الناس؟
للعلم فقط، تقع جزيرة كيش قبالة السواحل الايرانية المقابلة لسواحل دولة الامارات. وتهبط بها يوميا عشرات الطائرات القادمة من الشارقة ودبي وابوظبي، حاملة آلاف المسافرين الراغبين في تجديد اقاماتهم في الدولة، الذين تتطلب قوانين الهجرة مغادرتهم لدولة اخرى ومن ثم العودة، قبل تجديد زياراتهم، او منحهم اقامات جديدة.

2ــ البيذان المر:
البيذان باللهجة الكويتية هو اللوز. واللوز المر لا يؤكل عادة، ولكنه يدخل في صناعات محددة. وتعتبر جمهورية ايران الاسلامية من اكبر منتجي هذا النوع من اللوز ومصدريه، هذا ان لم تكن المنتج الوحيد في العالم.
الطريف والمسلي في الموضوع ان ايران كانت، ولاكثر من سبعين عاما، اي منذ بداية عهد بهلوي، تقوم بتصدير كامل انتاجها من اللوز المر لايطاليا، التي كانت تصنع منه شراب «الامريتتو» الشهير!
سعت جهات بعد الثورة الى وقف تصدير اللوز المر لايطاليا درءا للشبهات، ونجحت في ذلك. ولكن عجلة التصدير عادت لسابق عهدها بعد ان قام احد «انجال» رجل دين معروف وواسع النفوذ، بشراء مزارع البيذان المر، التي تقع في اواسط ايران، وبعد ان اقنع والده المعترضين على التصدير بأهمية عملية التصدير لاقتصاد الجمهورية الاسلامية، خاصة ان الدفع يتم باليورو وليس بعملة الشيطان الاكبر!!

أحمد الصراف