احمد الصراف

من منتجات رمضان

من الصعب جدا مقاومة إغراء عدم التمتع بالكسل في شهر رمضان، فلا احد تقريبا في الحكومة يعمل دواما كاملا! ولا ادري حقيقة سبب هذا التدين الفجائي الذي يصيب امة بكاملها شهرا، ويختفي عنها احد عشر شهرا، لكن هذه قصة اخرى ليس هنا وقت التطرق لها، وعوضا عن ذلك سنكتب، وبكسل واضح، عما ورد في الصحف اخيرا من اخبار طريفة ومحزنة:
1ــ تم تتويج العقيد القذافي ملكا على ملوك وسلاطين وعمد افريقيا. كان ذلك الخبر الاكثر طرافة ضمن سلة اخبار الاسبوع الماضي. ويبدو ان السيد العقيد قد «قبض» القصة بجدية كبيرة حيث ظهر، وفي لقاء رسمي مع رئيس بوليفيا، وهو يضع تاج ملك الملوك على رأسه!! كما دفعه لقبه الجديد إلى التصرف على نسق المنصب المهيب، حيث اعلن في اليوم الثاني لتتويجه عن نيته توزيع «عائداته» من البترول على المواطنين مباشرة، بعد الغاء جميع ادارات الدولة، بخلاف تلك التي تحفظ حكمه.
2ــ اما الحركة الدستورية، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، فقد ابت التخلي عن وصوليتها ومكيافيليتها، حتى في رمضان، حيث اعلنت عن وجود مستندات لديها تثبت تورط مهاجمي «المصفاة الرابعة»! وحيث ان الساكت عن الحق شيطان اخرس فإننا نترك التعليق لكم على خبر «حدس».
3ــ ابلغني صديق شارك في عمليات الافراج عن الاسرى الكويتيين لدى نظام صدام، وهو النظام الذي كان يوصف بالشقيق، بأن اسرانا كانوا في حالة يرثى لها من الهزال والمرض والاعياء، واقرب إلى الموت منهم إلى الحياة. وانه قارن اشكالهم المثيرة للشفقة والحزن بأشكال وصحة الاسرى الفلسطينيين الذين اطلقت اسرائيل سراحهم اخيرا، حيث كانت امارات الصحة والعافية بادية عليهم، بالرغم من انهم لم يكونوا في سجون الصديق ولا الشقيق، بل عدوهم التاريخي!! فمتى نفهم حقيقة ما تعنيه مبادئ حقوق الانسان؟
4ــ وفي جانب آخر، اعترف «ث.ش»، العائد الجديد من افغانستان، وهو عسكري سابق، انه تلقى دروسا دينية في الكويت على يد بعض المتشددين الذين اقنعوه بالذهاب الى افغانستان لمقاتلة «اليهود الاسرائيليين»! وانه كان يتدرب في المقر الرئيسي للمجاهدين، الذي كان عبارة عن مزرعة كبيرة لزراعة الحشيش وتصديره إلى إيران وباكستان.. ووطنه الكويت! ولا ادري متى تتعلم سلطاتنا السياسية، وليس الامنية المغلولة اليد، شيئا من هذه الشهادات المرعبة، فهذا ثالث شاهد يشهد بتورط المجاهدين في عمليات زراعة وتصدير الحشيش إلى الدول الاسلامية، لتمويل حروبهم من اجل رفعة اسلام طالبان، وزعيمهم «بن لادن»، الذي يعتبره بعض نوابنا اخا وشيخا ومجاهدا، وهو الذي لم يتردد في تشجيع تهريب المخدرات إلى الكويت بالذات؟
5ــ في حركة تلميع شخصية، وتحضيرا للانتخابات الداخلية في «جمعية الاصلاح، الحركة الدستورية» صرح المرشح حسين الدلال (الراي 31ــ8) بأن من مآسي الكويت ان من يقود الحكومة لا يمثل رأي الشعب ولا الغالبية البرلمانية(!!)! والسيد الدلال يعلم بأن التهجم على رئيس الحكومة هو اقصر طريق للنجاح في انتخابات الحركة!!

أحمد الصراف

احمد الصراف

نظارات «أحمد باقر»

إطلاق نار على بائع في الأندلس.
سلب 600 دينار من فرع الجمعية في العمرية.
جرعة مخدر زائدة أودت بحياة مواطن عسكري في المهبولة.
سطو مسلح على فرعي الجمعية في صباح الناصر والرحاب.
هجوم مسلح على محطة وقود النسيم.
القبض على موظف وعاطل عن العمل في الفحيحيل لحيازتهما مواد مخدرة.
هذه فقط حصيلة الجرائم الخطرة التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق محددة من الكويت. ويبدو ان وقوعها بمثل هذا الزخم قد أثار فزع ودهشة وحفيظة السيد أحمد باقر، وزير التجارة والصناعة، فأصدر قراره الشهير الذي أجبر بموجبه المحلات التجارية على عدم عرض الملابس النسائية في واجهاتها، لكونها السبب في كل هذا الاجرام والتسيب الأمني!
سنحاول هنا، وبتردد شديد، الاتفاق مع السيد الوزير، أحمد باقر، على أن عرض الملابس النسائية الخاصة ضمن فترينات المحال مثير للشهوات ومنبه للدنيء من الغرائز والمتوحش من المشاعر! وان سجلات الاحوال في الكثير من المخافر تمتلئ بقضايا عدة تم فيها القبض على «ذكور» وهم في اوضاع مخلة امام تلك الفترينات، بعد اصابتهم بسعار جنسي لمجرد وقوع ابصارهم على ملابس فارغة من اللحم البشري والشحم والعظم!
ولكن موافقتنا على قراره مشروطة بتحسن الوضع الأخلاقي والصحة النفسية والجنسية في البلاد! بحيث يتعهد الوزير باعادة النظر في قراره خلال ستة أشهر في حال بقاء نسبة الجرائم على معدلها أو أعلى من ذلك، بعد ازالة التجار تلك المواد الخطيرة من واجهات محالهم.
ولكن ما الذي سيفعله الوزير أحمد مع مئات آلاف المواطنين والوافدين الذين يصرون شهريا، لسبب أو لآخر، على مغادرة دولة الفضيلة والعفة الى الخارج؟ وما الحل ان وقعت انظارهم الطاهرة على فترينات المحال العارضة لمثل هذه القنابل الجنسية المثيرة في الخارج؟
هل يكفي منع هذه «القنابل الجنسية» من العرض في فترينات المحال في الكويت، وابقاؤها كما هي في ستة ملايين محل آخر في العالم أجمع، لأن تستقيم الأمور عندنا وتختفي الجرائم ويصبح مواطنونا والمقيمون أقل هوسا واقبالا على الجنس؟! أم سيقوم السيد الوزير باستيراد مليوني نظارة خاصة وتوزيعها في المطار على كل من يغادر الكويت بحيث يقوم هؤلاء بارتدائها «تطوعا» طوال فترة وجودهم في الخارج، والتي ستمنعهم من رؤية ما يخدش رقة حيائهم؟!
الأمر مؤسف ومضحك في الوقت نفسه وبه جانب ساخر لا يمكن تجنب الحديث عنه، فما يسري على الملابس الداخلية التي تثير غرائز بعض المهووسين جنسيا، يمكن ان يسري كذلك على الخيار وبعض الفواكه والخضار وحتى على قضبان تغيير الحركة في بعض السيارات!
لنكن واضحين وصريحين. الحق لا يقع بكامله، ولا حتى بجزء صغير منه، على السيد الوزير السلفي المعروف بتسامحه الشديد جدا! فهو يطبق، من خلال قراراته الحلمنتيشية تلك، اجندة الحزب الديني المتطرف الذي أتى به، والذي لا يزال بعض المنتمين اليه يزين لشبابنا حلاوة الجهاد في العراق وافغانستان. وهو يصر على تطبيقها حتى لو لم تكن ضمن اختصاصات وزارته، فالحق يقع على رئيس الحكومة الذي فضل السكوت عن تصرفات هذا الوزير وغيره، والتي من الواضح انها لا تصب لا في مصلحة الحريات المنصوص عليها في الدستور ولا حتى في مصلحة التجارة والصناعة بشكل عام.

أحمد الصراف

احمد الصراف

شهادات مزيفة ومقالات مسروقة

يبدو ان مسلسل السرقات الصحفية والسعي لشراء شهادات ماجستير ودكتوراه سيستمر طويلاً، وسنحاول عبر هذا المقال، وما سبقه وسيلحقه، كشف وسائل وطرق الحصول على هذه الشهادات، والتعريف ببعض الجهات الأكثر شهرة، أو بيعاً لهذا النوع من الشهادات الدراسية، وكذلك كشف السرقات الصحفية التي تزودنا بها مصادرنا عبر الإنترنت، لعل وعسى أن نتمكن قدر الإمكان من التخفيف من هذا الزيف واللطش.
قامت صحيفة Spokesman Review الأميركية بنشر تقرير تضمن قائمة بأسماء عشرة آلاف شخص حصلوا على شهادة عالية مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة. وورد في التقرير ان وزارة العدل الأميركية اضطرت لوضع أسماء مشتري الشهادت هؤلاء ضمن «قائمة سوداء»، وربما ستتم ملاحقتهم مستقبلاً، خاصة ان غالبية الأسماء هي لمواطنين أميركيين تضم القائمة السوداء هذه أسماء أكثر من 180 شخصاً من دول مجلس التعاون غالبيتهم من السعودية والإمارات، كما ان بينهم 16 من الكويت، لكن جزءاً كبيراً منهم لمقيمين وليس لمواطنين. ويمكن الاطلاع على القائمة من خلال الموقع التالي لصحيفة السبوكسمان رفيو، التي تتحمل وحدها مسؤولية ما تضمنته من بيانات:
http//:www.spokesmanreview.com/data/diploma-mill
علماً بأن تلك الأسماء هي فقط لما حصلت عليه الصحيفة من جهات محددة، ولا تزال هناك عشرات الجهات الأخرى المانحة لهذه الشهادات في أميركا والدول الأوروبية كافة، والشرقية منها بالذات من غير نشر أو كشف. كما عرف عن جامعات هندية محددة شغفها بإصدار مثل هذه الشهادات التي يحملها البعض من حملة الدال لدينا، ومنهم مقدمو أكثر برامجنا التلفزيونية الدينية تشدداً.
أما موضوع السرقات الصحفية فقد سبق ان برع «بدر الكويت» في كشفها، لكنه اضطر للانكفاء مؤقتاً وسيعود قريباً لدوره المهم. وقد قام «صائد الصحافيين» بملء الفراغ الذي تركه بدر فكشف قبل أيام، عن طريق موقعه على الإنترنت، سرقتين مكشوفتين، الأولى لصحافي مقيم يعمل في جريدة الأنباء، وقد أوصلنا رسالة بهذا المعنى للجريدة عن طريق زميل تعهد بتوصيلها إلى رئاسة تحريرها، والثانية تخص «عصام. ع. ف»،نشر مقالاً في صحيفة زميلة بتاريخ 9-8-2008 منقولا حرفياً عن نص نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية في شهر أغسطس 2000، علماً بأن «الزميل عصام» يعمل بوظيفة مرموقة في هيئة دينية عليا تكره الفلسفة، ويحمل شهادة دكتوراه في الصحافة، لكننا لا نعرف مصدرها! أما المقال المنقول عنه فقد نشرته الوكالة الفلسطينية بعنوان «لماذا تناسى العالم جريمة إحراق الأقصى»، ويمكن الاطلاع على نصه بالرجوع للرابط التالي:
http://superloli1987.spaces.live.com/blog/cns!E701122D9D7DB69F!787.entry
أما مقال الزميل في «الوطن» فيمكن الاطلاع عليه على الرابط التالي:
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?MgDid=659293Pageld=163&
للأمانة، الفرق بين المقالين، ينحصر في تاريخ الذكرى، حيث ورد في نص مقال عصام انها التاسعة والثلاثون، أما مقالة مركز الإعلام فقد كانت الحادية والثلاثين، بسبب الفرق بين تاريخ نشر المقالين.

أحمد الصراف

احمد الصراف

لبنان الذي عرفت

تعرفت على لبنان طفلا في منتصف الخمسينات، عندما زرناه لأكثر من مرة مع العائلة وسكنا وقتها في بيت حجري كبير في حمانا، كما عرفته مراهقا عندما استضافني صديق للوالد من عائلة البدر في «بحمدون الضيعة». واكثر ما التصق بذاكرتي من احداث تلك الايام والزيارات، اشجار بيت حمانا المثمرة، التي كنت أعشق تسلقها وتناول فواكهها. و«الكسدرة» في ساحة حمانا ومحطة بحمدون وسماع صوت القطار الذي لم تكن سكته تبعد كثيرا عن البيت. كما بهرني وقتها منظر الدبابات والجنود في الشوارع.،بعد حادثتي اغتيال نعيم مغبغب ونسيب المتني، ولا اتذكر من منهما كان الصحافي ومن كان النائب. تذكرت كل ذلك وانا اقرأ جردا لما مر به لبنان من محطات خطيرة واحداث دامية في تاريخه الحديث، كانت في اغلبها جزءا مني، حيث كنت متواجدا، بطريقة أو بأخرى، في ذلك البلد والجميل والمنكوب، اثناء وقوع غالبية تلك الاحداث.
استقل لبنان عام 1943، وخرجت في عام 1946 الجيوش الفرنسية منه. وجرى اعدام انطون سعادة عام 49، بعد ادانته بمحاولة انقلاب لمصلحة الحزب القومي السوري. ولم يطل الأمر كثيرا قبل ان يقوم قومي سوري في العام نفسه باغتيال رياض الصلح، اول رئيس وزراء للبنان. وفي 1952 اشتعل الشارع اللبناني ضد محاولة الرئيس بشارة الخوري تجديد رئاسته. وفي 15 يوليو 1958 دخل لبنان 14000 جندي اميركي لمساندة الرئيس كميل شمعون، ضد مناوئيه من الناصريين. وخرج الأميركيون في 1958/10/25، بعد انتخاب فؤاد شهاب.
في 28 ديسمبر 1968 قامت اسرائيل بشن هجوم على مطار بيروت، وتمكنت من تدمير 13 طائرة مدنية لبنانية، في رد على هجوم قامت به الجبهة الشعبية الفلسطينية ضد طائرة ركاب اسرائيلية في مطار اثينا.
نشبت في عام 1973 صدامات بين الجيش اللبناني وفصائل من منظمة التحرير الفلسطينية، وانتهت المسألة بتوقيع اتفاق القاهرة بين الطرفين برعاية مصرية.
في 5 مارس 1975 اغتيل النائب معروف سعد متأثرا بجراحه بعد دوره في مظاهرة صيداوية، وفي 13 ابريل 1975 نشبت الحرب الاهلية اللبنانية، بعد حادثة فرن الشباك.
وفي 21 يونيو 1976 دخلت قوات ردع عربية متعددة الجنسيات لبنان بعد قرار الجامعة، ولكنها سرعان ما انسحبت تاركة الجيش السوري ليكون طرفا في النزاع اللبناني، والذي استطاع قلب موازين القوى بعد ان كانت الحرب تتجه الى الحسم لمصلحة الحركة «الوطنية» بقيادة الفلسطينيين وجنبلاط، ومن تداعيات ذلك اغتيال «كمال جنبلاط» في 16 مارس 1977، وهذا حول الحرب الاهلية من يمين ويسار الى صراع طائفي.
في 6 يونيو 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان وذلك لابعاد المقاتلين الفلسطينيين عن العاصمة والجنوب. وفي 14 سبتمبر 1982 جرى اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، وتم انتخاب اخيه أمين الجميل من بعده رئيساً. وفي 16 سبتمبر 1982 ارتكبت القوات الاسرائيلية مجزرة صبرا وشاتيلا، وبعدها بعام تم توقيع معاهدة 17 ايار بين لبنان واسرائيل، والغى الرئيس اللبناني امين الجميل المعاهدة تحت ضغط سوري.
في فبراير 1985 – انسحبت اسرائيل من لبنان مع ابقائها على منطقة شريط امني في جنوبه بدعم من جيش لبنان الجنوبي كحاجز ضد هجمات الفدائيين الفلسطينيين. لتكون مساحة الأرض المحررة 2600 كلم مربع من اصل 3450 كلم كانت قد احتلتها اسرائيل في اجتياح عام 1982 .
وفي 25 مايو 2000 – انسحبت اسرائيل تماما من لبنان. وفي 14 فبراير 2005 اغتيل رفيق الحريري، فاستقالت حكومة كرامي تحت الضغط، وفي 14 مارس 2005، تظاهر اكثر من مليون لبناني وفاء له، وبدأ ما سمي بثورة الارز، ولم تنته التظاهرات الا بعد خروج الجيش السوري من لبنان بشكل كامل.
في يونيو 2006، جرت الانتخابات النيابية وفاز تيار المستقبل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل بأغلبية مقاعد المجلس النيابي، وتولى فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة في يوليو 2005. وفي 12 يوليو 2006 قام حزب الله بعملية عسكرية على شمالي اسرائيل ادت الى قتل 4 جنود اسرائيليين واختطاف جنديين. ردت اسرائيل على رفض الافراج عنهما بشن حرب على لبنان في 13يوليو 2006 استمرت 33 يوماً وادت الى وفاة الكثير من المدنيين. وقفت الحرب وانسحبت اسرائيل وارسلت قوات دولية لمراقبة وقف اطلاق النار، وبعدها بقليل اقرت الحكومة اللبنانية مشروع المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري.
في21 نوفمبر 2006، اغتيل الوزير والنائب بيار أمين الجميل. وفي 13 يونيو 2007 اغتيل النائب وليد عيدو. وفي 2 سبتمبر 2007 يعلن الجيش سيطرته على مخيم نهر البارد ونهاية العمليات العسكرية فيه وهروب قائد التنظيم شاكر العبسي. وفي 19 سبتمبر 2007 جرى اغتيال النائب انطوان غانم. وتم قبلها اغتيال الصحافي سمير قصير واغتيال جبران تويني، رئيس تحرير النهار. وفي 12 ديسمبر 2007 اغتيل العميد في الجيش اللبناني فرانسوا الحاج.
في 21 مايو 2008 وقع في الدوحة اتفاق على المصالحة واختيار ميشال سليمان رئيساً.
ولا تزال أيام لبنان حبلى بالكثير من المصاعب والمصائب.

أحمد الصراف

احمد الصراف

شعب الكويت.. وطاقية الإخفاء

كشف وزير التجارة والصناعة عن ضبط 65 طنا من المواد الغذائية المدعومة تباع في السوق في اكبر عملية من نوعها في تاريخ الكويت.
وقال الوزير احمد باقر انه طلب من وزير الداخلية ضرورة ابعاد اي وافد يتورط في عملية بيع سلع غذائية مدعومة، ومحاسبة من يقف خلفها!
طلب الابعاد هذا غريب وغير انساني اضافة الى عدم قانونيته. فالتحقيق يتطلب وجود شهود واطراف متورطين للمساهمة في معرفة وكشف الجهات الحقيقية التي تقف وراء سرقة وبيع 65 طنا من المواد المدعومة، ويصبح بالتالي طلب الترحيل وكأنه تواطؤ على دفن القضية بقيدها ضد «مجهول»!
قبل هذه الحادثة قيل ان جهات عدة تورطت في قضايا العمالة، وان شركات وافرادا اوقفت ملفاتهم. ولكن لم تقم اي جهة بكشف المتورطين الحقيقيين ولم تقم الوزارة المعنية بطريقة واضحة وصريحة، ولاسباب سياسية بحتة، بنفي تورط «اطراف كبار» في الموضوع، بالرغم من جهود «الشؤون» المخلصة في كشف ملابسات مختلف القضايا العمالية.
وقبل هذا وذاك قيل وأشيع ان جهات اخرى عديدة تورطت في عمليات سرقة طوابع حكومية وتزوير عملات وتلاعب بنتائج الكشف الصحي للعمالة الوافدة وتسهيل شراء وتقطيع وبيع وشحن حديد المناهيل واسلاك وكيبلات الكهرباء المسروقة، والمساعدة في هروب مساجين وتزوير اقامات وتهريب مطلوبين للعدالة، وسرقة وبيع الاعلاف المدعومة، واستغلال الاراضي الزراعية وحظائر الماشية من خلال تأجيرها للسكن والتخزين وحتى في السمسرة. والعجيب ان التحقيق في جميعها لم يبين تورط اي مواطن، صالح او حتى طالح، ولم يحاسب ويطرد غير البنغالي والهندي والمصري والباكستاني وغيرهم من مذنبين وابرياء!
كما سبقت ذلك بسنوات سرقات اراضي الدولة واختفاء مخططات ومستندات من البلدية واملاك الدولة وتوزيعات الليل لبيوت الشامية وتسريب قرارات الاستملاك، او التثمين، ولم يثبت تورط اي كويتي فيها ولم يوجه اللوم لغير الفراشين والمساكين و«الغلابة» وابناء السبيل!
كل ذلك يبين للعالم اجمع اننا واحد من اكثر شعوب الارض شرفا وامانة وانه ليس بيننا من تورط خلال نصف القرن الماضي على الاقل في اي عمليات سرقة ونهب ونصب واحتيال وغسل اموال. وربما يتطلب الامر تكليف دون براون مؤلف «شفرة دافنشي» لكتابة حبكة روائية عما جرى ويجري حقيقة في الكويت، وسبب كل هذا التستر على كل مجرم وأفاق بحجة الستر على «العوايل والأياويد».

أحمد الصراف

احمد الصراف

بحث في الشاعر الزهاوي

جميل صدقي الزهاوي شاعر وفيلسوف عراقي كردي الأصل، ولد عام 1863 وتوفي عام 1936، نظم الشعر بالعربية والفارسية منذ صغره فأجاد فيه، تميز منهج الزهاوي الفلسفي بالاستناد إلى علوم الطبيعة والظواهر، وخصوصا نسبية انشتاين ومنهجه الاجتماعي في التحرر واحترام المرأة وتقدير دورها في بناء الوطن. كما تميز شعره بالواقعية ورقة المشاعر ونبل الآراء وجرأة القول والتحريض على التحرر من قيود الدين والتقاليد والمفاهيم العتيقة، وتبني الفكر الاشتراكي.
وقال فيه طه حسين: لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب، ولا شاعر العراق، بل شاعر مصر وغيرها من الاقطار، لقد كان شاعر العقل، ومعري هذا العصر، ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم.
اهتم الزهاوي بالفكر المادي، وآمن بقوى الطبيعة واستوعب مفهوم اللانهاية في الكون، وفي ذلك قال:
«لاتقبل الأجرام عدا كلا ولا الأبعاد حدا
إن المجرة لم تكن إلا عوالم فُقْن عدا
والسحب فيها أنجم هن الشموس بَعُدن جدا
والأرض بنت الشمس تلزم أمها جريا وتحدى».
ونتجية هذا المستوى الرفيع من فهم المادة والكون، فقد انعكس هذا على مواقفه من المجتمع والعادات والحياة العامة. كان الزهاوي نصيرا عنيدا للمرأة، وكتب في حريتها ومساواتها بالرجل الكثير نثرا وشعرا. وقد سببت له احدى مقالاته في الدفاع عن المرأة المتاعب، وانتهت بتسريحه من وظيفته في احدى مدارس بغداد. كما شنت عليه حملات شرسة من كتاب متشددين ووصف بالمارق والزنديق.
في مقالة له عن المرأة، عبر الزهاوي عن اعترافه الكامل بدورها المهم، واشار الى مساوئ المفاهيم السائدة التي تحط من قدرها وتظهرها كمتاع يمتلكه الرجل ويفعل به ما يشاء، ويحق له التخلي عنه او استبداله متى رغب في ذلك، تلك المفاهيم التي لا تعترف للمرأة بمقوماتها كإنسان، وبالتالي بحقوقها البشرية، وأشار الشاعر والفيلسوف الى الظلم المتعدد النواحي الذي تتعرض له المرأة إضافة الى الزواج والطلاق.. فحق الميراث وقيمة الشهادة وشروط المظهر خارج المنزل واسهامها في الشأن العام، تثبت امتهانا كبيرا للمرأة تبدو معه امة لا وزن لها ولا حقوق.
وعن حجاب المرأة وتسترها أمام الرجال تحدث الزهاوي، مبينا ان في الامر امتهانا فظيعا لها، وتكريسا لثقافة الخوف والضعف والخيانة وانعدام الثقة بين بني البشر، وحدد سلبيات الحجاب على جميع الأصعدة وايجابيات السفور التربوية والاجتماعية، وانعكاسات ذلك على قدرة المرأة على التفاعل مع الرجل في تطوير المجتمع وبناء الحضارة. وفي ذلك قال:
«مزقي يا ابنة العراق الحجابا
واسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه واحرقيه بلا ريث
فقد كان حارسا كذابا».
وفي مجال آخر، يقارن الزهاوي بحسرة تطور الغرب وسعي ابنائه الى التقدم، في حين يغط شرقنا بالسبات العميق، حيث يقول:
«الشرق ما زال يحبو وهو مغتمض
والغرب يركض وثبا وهو يقظان
والغرب أبناؤه بالعلم قد سعدوا
والشرق أهلوه في جهل كما كانوا».
ويرى أن السبب الرئيسي في نقص حياتنا واكتمال الحياة في الغرب، هو موقع المرأة في المجتمع:
«وكل جنس له نقص بمفرده
أما الحياة فبالجنسين تكتمل».
ذلك الموقع الذي يجعل الناس مشغولين بالعمل والابداع والانتاج الوفير، بينما نحن مشغولون بالترهات وبتبادل الاتهام في قضايا الدين:
«الغرب يشغله مال ومتربة
والشرق يشغله كفرٌ وإيمان».
ويقول:
«الغرب عز بنوه أينما نزلوا
والشرق إلا قليلا أهله هانوا».
ولكنه لم يفقد الأمل في نهضة العرب إن هم استيقظوا، وفي ذلك يقول:
«سترقى بلاد الشرق بعد انحطاطها
لو ان بنيها استيقظوا وتعلموا
يزول تماما ما بها من تأخر
لو ان حكومات البلاد تنظم!».
وفي معرض آخر، يعيد تأخر العرب الى التعصب والتمسك بمفاهيم الماضي المتخلفة، وبمواقف الرجال الأنانية من المرأة بالتحديد، تركت آثارها السيئة على كل شيء:
وفي الزواج غير المتكافئ من حيث السن ولا القائم على أساس من المودة والحب والاحترام والاعتراف للمرأة بإنسانيتها، يصور الحياة الجحيمية وما تمتلئ به من مآس:
«كم قد تزوج ذو الستين يافعة
والشيب في رأسه كالنار يشتعل
يقضي لبانته منها إلى أجل
وقد يكون قصيرا ذلك الأجل».
وظلم المرأة كما يراه الزهاوي يبدأ في البيت، وهي طفلة عند أهلها، الذين أرضعوها الخوف والدونية مع حليب الطفولة، وهيأوها للزواج المبكر القسري في حالة تشبه بيع النعاج، بعيدا عن اي قيمة انسانية، وفي بيئة متخلفة ظالمة تتكرس فيها كل اشكال العبودية والقهر.
هكذا صور الزهاوي المجتمع العراقي المتخلف تكبله قيود المفاهيم الرجعية والموقف اللاإنساني من المرأة ومن التحرر الاجتماعي.. وهو اذ يضع الإصبع على الجراح في مرحلة مبكرة نسبيا، فإنه يرى ان الخلاص من هذا الواقع السيئ ممكن، والنهوض بالوطن والمجتمع ممكن بشرط التخلص من اسباب ومسوغات الظلم والتمييز، المفروض على المرأة الاذعان لهما والخضوع للرجل على أساس هذه المسوغات.
* * *

• ملاحظة:
المقال منقول بتصرف كبير من: http://ar.wikipedia.org

أحمد الصراف

احمد الصراف

الحل في العلمانية

يقول الزميل فهد راشد المطيري «إن التعايش السلمي بين الأديان ممكن فقط في ظل نظام يفصل بين الدين والسياسة، وأن فرصة الوجود غير المشروط لأي دين تحت مظلة دين آخر ضعيفة جداً، ان لم تكن مستحيلة، وربما نستثني من ذلك تاريخ دخول البوذية لليابان وتعايشها السلمي مع ديانة الشينتو الأصلية».
بالرغم من تعدد ديانات منطقة جنوب شرق آسيا وشبه القارة الهندية وتشعبها فإنه من المعروف ان المنطقة برمتها، وطوال آلاف السنين، لم تعرف أي حروب دينية، فجميع ديانات المنطقة من بوذية وهندوسية وشنتو وكنفوشيوسية لا تميل للعنف أصلاً ولا تدعو أتباعها للتبشير بها، وأكثرها يسمح بتعدد الآلهة وتعدد صور الاعتقاد والعبادة.
فتح، أو غزو، القائد الأموي محمد القاسم للهند قلب الموازين في المنطقة وجعل من الحروب الدينية جزءاً من تقاليدها، وإن بقيت في حدود ضيقة، وشبه محصورة بين المسلمين من جهة، واتباع الديانات الأخرى من جهة ثانية.
نقطة الانقلاب الحقيقية بدأت عند تأسيس حزب «جاناتا» الهندوسي المتطرف في الهند، وبعد أكثر من ألف عام تقريباً على الغزو الإسلامي. حيث قام هذا الحزب بقلب المعادلة، والبدء بشن حرب دينية ضد اتباع الديانات الأخرى كافة، والمسلمين منهم بالذات، واضعاً بذلك حداً للتسلط النفسي الإسلامي الذي طال كثيراً على الأغلبية الهندوسية. وقد بلغ ذلك العنف ذروته قبل سنوات عندما أقدم اتباع ذلك الحزب بهدم مسجد «بابري» التاريخي، الذي شكل زواله علامة فارقة في تاريخ الصراع الديني في المنطقة.
نعود إلى موضوع مقالنا لنقول إن ما يكمن حقيقة في نفوس المشاركين في مؤتمرات حوار الأديان أو تقارب المذاهب شيء، وما يصدر عنهم من تصريحات دينية سياسية شيء آخر. فالتقارب بين أي قطبين أو طرفين أو أكثر يتطلب أولاً اعتراف كل طرف بالطرف الآخر، أو الأطراف الأخرى، وأن لهم الحق في الاعتقاد، وهذا بحد ذاته كفيل بهدم الأسس التي تقوم عليها ديانات محددة، هذا إن اتفقنا على أن المشاركين في هذه المؤتمرات لهم الحق الديني في تمثيل الآخرين، وهكذا نجد ان المسألة لا تتطلب مؤتمرات حوار مع الآخر بقدر حاجتنا أولاً إلى مؤتمرات حوار مذاهب داخل كل مذهب، ومن ثم كل المذاهب داخل الدين الواحد قبل التفكير في الحوار مع اتباع الديانات الأخرى!
نعم، نحن بحاجة إلى المصارحة والمناصحة بيننا قبل أن نسعى لتحقيقها مع الآخر. فعندما لا يعترف الشيعي هذا بمرجعية ذاك، وعندما يبغض السلفي جاره الإخوانجي، وعندما يسعى اللبناني السني الحبشي لقتل السني الطرابلسي.. وعندما.. وعندما.. فكيف نسمح لأنفسنا بمجرد التفكير في التنطح لقراع الخطوب مع أصحاب الديانات الأخرى.
وعليه فالحل يكمن في العلمانية التي تحفظ وتحترم لكل طرف حقه في الاعتقاد والعبادة.

• ملاحظة: المواطن السوداني عصام البشير العضو في المكتب الحاكم في السودان، وأمين عام الاختراع الكويتي المسمى بـ «المركز العالمي لنشر الوسطية»، أصبح مثل الشوكة في خاصرة الحكومة. فحزب الإخوان، الفرع المحلي للتنظيم العالمي، الذي أحضره وفصل له ذلك المنصب، لعدم وجود من يجاريه في الكفاءة بين أكثر من مائة ألف مواطن كويتي، يصر على بقائه في منصبه، والسلف يسعون جاهدين لإخراجه، ليس لعدم كفاءته، بل لأنه لم يسلمهم أيا من خيوط اللعبة داخل اللجنة، وبالتالي حصر أموالها ومزاياها على الإخوان الذين يدين لهم بالفضل والمنة!!

أحمد الصراف

احمد الصراف

هيئة الفضيلة اليمنية والزنداني

أعلن رسميا قبل أيام عن تأسيس «هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» في اليمن السعيد… سابقا!! وأطلق عليها اسم «هيئة الفضيلة»!!
وفي مراسم الاعلان عن تأسيس الهيئة، وبحضور عدد كبير من رجال دين التيار السلفي في السعودية واليمن، اعلن عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان في صنعاء، ان الرذيلة انتشرت في اليمن، كما انتشرت فيه الكثير من الظواهر السلبية، وأن محاربتها أصبحت ضرورة شرعية، خصوصا مع انتشار «سيديهات» تظهر قيام فتيات يمنيات ماجنات بالرقص مع خليجيين ماجنين، الامر الذي ألحق العار باليمن. كما انتشرت كذلك حركات التنصير المسيحية، وهذا كله تطلب إنشاء هيئة الفضيلة!!
نبارك لليمن هيئته الجديدة وللزنداني رئاسته لها، ونتمنى ان تمحّى الرذيلة من اليمن في عهده الميمون، وان تغادر حركات التنصير مدن عدن وصنعاء والحديدة وغيرها، وان تنتشر الفضيلة ويتوقف الاستنتاج بأن فتيات السيديهات هن في الحقيقة يمنيات.. ولكن ماذا عن الفقر والمرض والأمية والتخلف الاجتماعي وهجرة الكفاءات وانعدام فرص العمل؟
لقد سبق ان حل السيد الزنداني ضيفا على الكويت أكثر من مرة، وخصوصا من خلال مشاركته وترؤسه لاهم لجان مؤتمرات الإعجاز، والتي كان يعلن في كل واحد منها عن اكتشاف طبي أو علمي اسلامي محدد وغير مسبوق، ثم كان يقبض «المقسوم» من أموال الجمعيات والاحزاب الدينية السياسية ليغادر بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. وقد اعلن في آخر مؤتمر حضره قبل 9 أشهر تقريبا ومن خلال «المختبرات العلمية في جامعة الإيمان الصنعاوية» التي يرأسها، عن توصله شخصيا لدواء مضاد لفايروس الإيدز، أو نقص المناعة، وقد قمنا بالتشكيك في صحة ادعائه أكثر من مرة، وتأكدنا من انه اطلع على مقالاتنا التي سلمت له عن طريق صديق يمني يعيش في دبي، ولكنه فضل السلامة والسكوت، والسبب معروف، ولكنه قال لصديقنا، أنه متردد في الكشف عن دوائه خوفا من استيلاء شركات الأدوية الغربية على سر خلطته، وأن مختبراته العلمية ليس بإمكانها انتاج أكثر من كمية محدودة بالكاد تكفي لشفاء مريض أو أكثر شهريا!!
لعلم محبي فكر السيد الزنداني فإنه مطلوب للسلطات الأمنية في الولايات المتحدة، فهنيئا لليمن هيئته الجديدة و«عقبالنا»، او العقبى لنا، في الكويت.
* * *
ملاحظة:
أعلن النائب الطبطبائي (الرأي 2ـ8) أن لجنته البرلمانية المسماة بـ «حقوق الانسان» ستكشف المتورطين في تجارة العمالة!!
ولا نزال بعد مرور شهر تقريبا على هذا التصريح بانتظار الاسماء، فإن كان يعرفها فهو مدان لعدم الكشف عنها، وإن كان لا يعرفها كان جديرا به التصريح بتعهده ذلك!!

أحمد الصراف

احمد الصراف

العفة المفاجئة

هناك أمثال شعبية، وقحة غالبا، يمكنها اختصار قول الكثير، ولكن القانون يمنع ذكرها في مطبوعة عامة، مثل ذلك المثل الذي يتعلق ببائعة الهوى التي أصبحت فجأة تتحدث في العفة، بعد أن بلغ بها العمر أرذله!
بعض دوائر الدولة المهمة، ومنها إدارة فحص العمالة الوافدة، كانت، وربما لا تزال مخترقة بشكل كبير من قبل بعض العصابات التي تعمل على تمرير مختلف المخالفات مقابل قبض مبالغ نقدية. وسبق أن كتبنا عن فساد هذه الإدارة أكثر من مرة. كما خاطبت شخصيا وزير الصحة الأسبق، الأخ عبدالله الطويل، عن الموضوع نفسه، ولكنه، ترك الوزارة من دون أن يتمكن من قهر البيروقراطية الفاسدة.
من المعروف لدى الكثير من الجهات المعنية بالصحة أن نسبة المصابين بأمراض وبائية ومعدية بين العمالة الوافدة تزيد كثيرا عن النسبة المسموح بها. ولو كانت إجراءات الفحص الطبي دقيقة، وما تخرش الميه، لما نجح أحد في تجاوزها بهذا الشكل الخطير، وذلك لتقدم وسائل كشف حالات المصابين بالأيدز والسل والكبد الوبائي وغيرها من الأمراض الخطيرة!
وفجأة أبدت إدارة الفحص تشددا في عمليات الكشف الصحي على العمالة الوافدة، وهو الأمر الذي نعتقد أنه لن يستمر طويلا، حيث رفضت تجديد إقامات عمال فقط للشك في إصابتهم بـ«السالمونيلا»، أو التسمم الناتج عن تناول أطعمة فاسدة!! ولو استمرت الإدارة في تشددها، بعد كل سنوات الاسترخاء والانبطاح، فإن نصف العمالة الوافدة ستصنف بـ«غير لائق صحيا»!!
من جانب آخر، نشرت إدارة حكومية أخرى أرقاماً عن نسب العمالة الكبيرة في البلاد، وبشكل رمزي من دون الإشارة إلى أسماء الدول التابعين لها. كما أعلنت تلك الجهة، وبعد سنوات من التسيب والفساد والمتاجرة بقوت هؤلاء العمال البؤساء، عن نسب العمالة التي سيتم الاستغناء عنها، وإلغاء إقاماتها، والحديث هنا يتعلق بمصير مليون عامل وموظف تقريبا!!
فمن أين أتت هذه العفة المفاجئة لدى هذه الجهات؟ وكيف يمكن للدولة، ولكل الأنشطة التجارية والعقارية، استيعاب هذا التخفيض المفاجئ من دون تداعيات سلبية هائلة عليها؟
لا خلاف في أن العمالة، والهامشية منها بالذات، تزيد كثيرا عن حاجة البلاد، أفرادا وأسرا ومؤسسات وحكومة، ولكن تخفيضها يجب أن يبدأ من خطة واضحة وسياسة حكومية أكثر وضوحا، وليس بنشر أرقام عن عدد العمالة وتخفيضها إلى النصف بطريقة تفتقر لأدنى درجات الحكمة والإنسانية!!
* * *
ملاحظة: أعلن وكيل الصحة المساعد للشؤون القانونية قبل شهر عن تشكيل لجنة للنظر فيما أثير عن وجود تلاعب في نتائج فحص التهاب الكبد الوبائي للعمالة الوافدة، ولا نزال بانتظار نتيجة التحقيق الجبلية، التي لن يتمخّض عنها حتى فأر صغير. 

أحمد الصراف

احمد الصراف

«قذارة الأوروبي ونجاسته وبخله»

لو قمنا بعقد مقارنة بسيطة وسريعة بين مجتمعات دول مجلس التعاون والمجتمعات الأوروبية لوجدنا فوارق هائلة لا تصدق بين المجتمعين، سواء في التعليم أو الزراعة أو الاقتصاد، دع عنك ارتياد الفضاء والتجارة والسياحة والآثار والمتاحف والفنادق والطرقات والخدمات الأساسية كالكهرباء والماء ومصادر الطاقة البديلة.
ولو نظرنا إلى معاهدهم العلمية وتقدمهم في الطب ومستوى مستشفياتهم لأصابنا الذهول، ليس فقط من درجة تقدمهم، بل من مدى تخلفنا وانعدام إنتاجنا، وبؤس مساهمتنا في النشاط الإنساني.
ولو قمنا بإلقاء نظرة سريعة على الفوارق الأخلاقية بين المجتمعين، لأصبنا بذهول يصعب علاجه بغير تدخل جراحي، ففي أوروبا للمواعيد قدسيتها وللعمل احترامه، كما أن الكذب غير شائع بينهم، وعكس ذلك تماماً في مجتمعاتنا.
ولو تطرقنا لدورهم الحضاري والانساني وفضلهم على البشر أجمع في جميع المجالات، في السنوات الثلاثمائة الماضية على الأقل، لوجدنا العجب العجاب، ليس فقط في قلة مساهماتنا بل في الكم الهائل من المصائب والأحزان التي تسبب بها السفهاء منا بحق البشرية، والغرب بشكل خاص. والمجال لا يسمح هنا بتعداد أسباب ذلك، لكن لا يوجد ما يصلح للرجوع إليه من مصادرنا للتدليل على عظمة ثقافة الغرب وقيمه وأخلاقيته، أفضل مما كتبه الداعية السعودي عايض القرني، الذي لم يمنعه انتماؤه لمذهب اسلامي متشدد، وبعد أول زيارة له إلى أوروبا في شهر مارس الماضي، من أن يكتب في صحيفة سعودية.. «أنا في باريس للعلاج، أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وانظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة وتهذيب الطباع ولطف المشاعر وحفاوة اللقاء وحسن التأدب، كما وجدت حياة منظمة والتزاما بالمواعيد وترتيباً في شؤون الحياة، أما نحن العرب، فقد سبقني ابن خلدون في وصفنا بالتوحش والغلظة.. وبعض مشايخنا، وأنا منهم، جفاة في الخلق وتصحر في النفس.. ونحن بحاجة لمعهد تدريب على حسن الخلق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع وبحاجة لتدريس اللياقة مع الناس»!
هذا كان رأي الداعية القرني السعودي في أهل أوروبا. أما الداعية الكويتي نبيل العوضي، الكاتب في «الوطن»، والمنتمي إلى تيار عايض القرني، فقد كان له رأي مختلف تماماً في الأوروبيين، فقد كتب قبل أيام يقول: «أما علاقة الأوروبيين بخالقهم فالبهائم أفضل منهم حالاً ومالاً، فهم لا يحللون حلالاً ولا يحرمون حراماً.. والحقيقة أن أهل الغرب لا يردعهم دين ولا قيم ولا أخلاق، بل يردعهم فقط الخوف من العقوبات والغرامات، بل حتى شرطتهم ستشارك في السرقات إن غابت الرقابة.. الأوروبي في الغالب كريه الرائحة، فهو لا يغتسل إلا للضرورة! ولا يستبرئ من بول ولا يتطهر من نجاسة، ولولا أن الله رزقهم جواً بارداً لرأيت رائحتهم تزكم الأنوف وتطرد الطيور وتهلك الزرع! ومن الصفات القبيحة التي يمتاز بها الأوروبي، ولا يكاد ينافسه فيها أحد من الشعوب، صفتا الجبن والبخل، وباقي صفاتهم السيئة لا يمكن حصرها!.
المقال طويل وتضمن الكثير من الذم والمسبة والتهجم، وقد أوردنا فقط مقاطع منه لنبين حقيقة مواقف البعض منا من الآخرين، خصوصاً من أكثر شعوب الأرض تقدماً وأدباً واحتراماً وفضلاً على الأمم الأخرى.
ملاحظة: لا أقرأ مقالات نبيل العوضي، ومن اطلع على هذا المقال أخبرني بأنه قام بترجمته وسيقوم بتوزيعه على سفارات الدول الأوروبية العاملة في الكويت ليطلعوا على طريقة تفكير «علمائنا»، وليواجهوه، إن سمحت لهم قوانينهم، بما كتب عنهم في حال تقدم هذا الداعية للحصول على فيزا للعلاج في واحدة من دولهم!
نص المقالين محفوظ لدينا لمن يود الاطلاع عليهما.

أحمد الصراف