احمد الصراف

الشيعة.. والنوايا الحسنة

مقدمة: يتراوح عدد الشيعة في العالم ما بين 170 مليونا و200 مليون، ويقطن ثلثاهم في إيران والعراق وأذربيجان. وينقسم الشيعة عقائديا الى أربع فرق: اثني عشرية ويشكلون %85 من الشيعة، إسماعيلية، زيدية، وربما علوية. أما من الناحية الفقهية فهم فرقتان فقط، اثني عشرية (جعفرية) وزيدية، وتنتمي قبائل الحوثيين للأخيرة ويعتبرون أقرب للشوافع منهم للشيعة، والشوافع هم الأقرب للشيعة بين أتباع المذاهب السنية الأربعة. وبالرغم من غلبة المذهب الشيعي في إيران، فإن تشيعها بدأ فقط عام 1501مع بداية الدولة الصفوية. إضافة لإيران يشكل الشيعة الأغلبية في أذربيجان والعراق والبحرين. كما يوجدون بنسب كبيرة في: باكستان، تركيا، اليمن، الكويت، لبنان، ألبانيا، وأفغانستان. ويتميز الملتزمون من أتباع المذهب الشيعي الاثني عشري باتباعهم نظام المرجعية، أو المقلد، أي أن يتبع الفرد مرجعا، أو شخصية دينية ذات مرتبة دينية عالية، وينصاع لفتاواه وإرشاداته، وغالبا ما يدفع نسبة الخمس من أرباحه له. أما بقية فرق الشيعة فلا يدفعون الخمس عادة، ولهم قائد ديني ودنيوي واحد متفق عليه بينهم.
* * *
لا يخلو المذهب الشيعي، كغيره من المذاهب الإسلامية الأخرى، من البدع والخرافات والعادات التي لا يعرف لها أي أصل أو معنى. وعلى الرغم من محاولات الكثير من كبار قادة المذهب، الذين لا يتسع المجال لذكر أقوالهم، تخليصه من هذه البدع والشوائب والخرافات، فإن جميع محاولاتهم للحد من هذه الغلواء، وخاصة ما يحدث في مناسبات العزاء من لطم وتطبير وجلد للظهور بالسلاسل، بالرغم من جديتها، باءت جميعها بالفشل ولم تُجد. يوما في تخفيف الغلو والتطرف لا بل لوحظ في السنوات الأخيرة أنها أصبحت أكثر حدة، مع زيادة تطرف الأطراف الأخرى المعادية لهم. ويعود سبب ذلك الى أمرين: تحول ممارسة الشعائر الى مؤسسة كبيرة يتعيش من ورائها عشرات آلاف المقرئين والمزورين ومتعهدي المناسبات الكبيرة وأصحاب المصالح الأخرى اللصيقة بها في كل مدينة، مما يجعل التخلص من بعض المناسبات، أو حتى التخفيف منها أمرا غاية في الصعوبة، ويتعرض الداعي لها أحيانا لاتهامات شديدة ليس أقلها التآمر على تراث المذهب. أما السبب الثاني فيتعلق باستشراء داء الجهل والأمية بين غالبية العامة، وهم الوقود الدائم لأي مناسبة دينية، وهذا ما دفع أخيرا آية الله العظمى ناصر مكارم الشيرازي، من قم، للتحذير من اتساع نطاق الخرافات المنتشرة بين العوام، وعدم وجود نص ديني يؤيدها. وقال إن حجمها سيتمدد بمرور الزمن فيسيء الى المذهب ويلقي بظلاله على الدين.
فهل هناك من يود أن يفهم مدى التأثير السلبي المدمر لمثل هذا النوع من التطرف الديني في شعوب الدول التي ورد ذكرها في المقدمة؟! أشك في ذلك، فطريق النوايا الطيبة ليس مفروشا دائما بالورد!

أحمد الصراف

احمد الصراف

سبتيات في الزواج (*)

تقول الحكمة الأزلية القديمة: يقلق المستقبل المرأة الى أن تقترن برجل، وبعدها يتوقف القلق لديها. ولا يشغل المستقبل الرجل ولا يقلقه الى أن يقترن بامرأة، وهنا يبدأ القلق لديه!
***
1 – الزوجة لزوجها: ما الذي تفعله؟ الزوج: لا شيء.
الزوجة: لا شيء! انك مشغول منذ ساعة في قراءة وثيقة زواجنا.
الزوج: انني ابحث فيها عن تاريخ الانتهاء.
2 – الزوجة: هل ترغب في تناول العشاء؟ الزوج: بالتأكيد، ما هي الخيارات المتوافرة لديك؟ الزوجة: نعم أو لا!
3 – الفتاة لخطيبها: عندما نتزوج أود مشاركتك في كل مشاكلك وهمومك ومتاعبك، وأن أخفف وطئها عليك. الزوج: ولكن يا عزيزتي ليس لدي مشاكل ولا هموم ولا متاعب! الخطيبة: بعد أن نتزوج سيكون لديك الكثير منها.
4 – الزوج للزوجة: يا حبيبتي هل كنت ستتزوجينني لو لم يترك لي أبي تلك الثروة الكبيرة؟ الزوجة: نعم كنت سأتزوجك بصرف النظر عمن كان سيترك لك تلك الثروة الكبيرة.
5 – نظرت الزوجة لنفسها في المرآة وقالت لزوجها: ما الذي يجذبك أكثر يا عزيزي، جمال وجهي أم روعة جسدي؟ ألقى الزوج نظرة متفحصة عليها وقال بهدوء: تجذبني روح الدعابة لديك.
6 – عندما كان الزوج مشغولا بقراءة جريدته تلقى ضربة مفاجئة بمقلاة على رأسه من زوجته، وعندما سألها عن السبب قالت: لقد وجدت قصاصة ورق في جيب بنطالك دوّن عليها اسم «جيني»! فقال الزوج من دون تردد: انه اسم الفرس التي راهنت عليها في الأسبوع الماضي، عندما كنت في ميدان سباق الخيل! فاعتذرت له الزوجة وقبلته. وبعد ثلاثة أيام وعندما كان الزوج مشغولا بمشاهدة التلفزيون تلقى ضربة أقوى من الأولى، وعندما سألها عن السبب قالت: لقد اتصلت الفرس «جيني»، التي سبق وان راهنت عليها، تسأل عنك!
***
• ملاحظة: في مقال الثلاثاء «أيها المتشددون المتخلفون.. شكرا لكم» أوردت في الفقرة الأولى منه نصا عن مقال للزميل ساجد العبدلي، وتبين أنه نص قديم ولا علاقة له بالضرورة بالأحداث الحالية، ولذا اقتضى التنويه.
(*) من قراءاتي

أحمد الصراف

احمد الصراف

الخليج الفارسي

تقول الطبيبة والشاعرة سيلفا شحيبر: اسمي كان الخليج الفارسي قبل الــ«بي.بي سي». ربما كنت بحرا أو محيطا قبل الـ«بي بي سي» فمن الذي بإمكانه معرفة الغيب قبل مليون عام؟ وما التسمية التي تريدون إطلاقها علي: الفارسي؟ العربي؟ أم العربي الفارسي؟
***
سبق أن صرح سفيرنا في طهران، مجدي الظفيري، «القبس» (2/19)، أن تسمية الخليج ليست بقضية خلافية، وان الاسم المسجل في الخرائط هو الفارسي ولا يمكن تغييره، وأن التغيير الحالي حدث في فترة سياسية في ظل الصراع القومي الذي شهدته المنطقة آنذاك وأن الظروف تغيرت الآن!
لم تمر تصريحات السفير دون أن تثير عاصفة هوجاء سرعان ما خبت، لعلم الكثيرين بأن ما ذكره ليس بعيدا كثيرا عن الحقيقة.
لقد سبق أن تطرقت لهذا الموضوع أكثر من مرة، ونالنا ما نالنا من اتهام وتشكيك في حقيقة انتماءاتنا، وبالرغم من أن الأمر لا يعني شيئا لنا من الناحية السياسية، فإن الحقيقة أولى بالاتباع، ولا نعتقد بوجود عاقل لا يعرف أن تسمية «الفارسي» أكثر صحة ودقة وهي الغالبة عالميا، ومن الأهمية بمكان التأكيد على أن إعطاء أنفسنا الحق في تغيير التسميات التاريخية وقت نشاء، ولأي سبب نراه، هو إقرار منا بحق الغير في القيام بالأمر ذاته. فلا نستطيع مثلا الإصرار على حقنا في تغيير تسمية الخليج، ونرفض في الوقت نفسه مطالب إيران بتبعية الجزر الإماراتية الثلاث لها، أو أن تقوم إيران بتغيير اسم بحر العرب إلى بحر فارس مثلا، فالحق أحق بأن يتبع، فلكي تكون مطالباتنا وقضايانا المصيرية، سواء كانت جزرا أم أقضية أو دولا، عادلة فيجب أن تكون تصرفاتنا عادلة ومتسقة معها.
من جهة أخرى نجد أن قلة من دولنا ليس لديها مشاكل حدود أو تسميات جغرافية بعضها مع بعض، ونرفض مجرد مناقشة هذه المشاكل في أي من اجتماعاتنا الثنائية أو مؤتمرات القمة، فهناك خلافات حدود بين مصر وليبيا ومصر والسودان والمغرب والجزائر والجزائر وتونس ولبنان وسوريا وغيرها بين دول مجلس التعاون وبينها وبين اليمن ووووووو!! فلماذا لا ننهي مشاكلنا الداخلية أولا قبل أن نفتح لأنفسنا جبهات صراع مع الغير دون تحضير أو حتى تنسيق فيما يجب أن يقال دع عنك ما يجب القيام به. إن بيوتنا جميعا مصنوعة من زجاج، ومع هذا لا نتردد، لا بل نصر، على رمي غيرنا وبعضنا بعضا بالطوب والحجر!

***
• ملاحظة: تسمية «الخليج الفارسي» لا تعني بالضرورة، ولا حتى بالخيال، أنه خليج «فارسي»! فحقنا فيه مثل حق غيرنا ولا يقل عنه بتاتا، ومن المضحك التمسك بتسمية سياسية غير ذات معنى، لمجرد أن البعض «اشتهى» ذلك من منطلقات دفينة. وبالقياس نفسه فإن تسمية جزء من المحيط الهندي ببحر العرب لم تعطنا شيئا، ولم تأخذ منا شيئا وليس من حق أحد تغيير التسمية، حتى ولو أملت عليه رغباته الدنيئة ذلك!

أحمد الصراف

احمد الصراف

5 آلاف دينار لإنقاذ سمعة وطني

يتطلب الأمر عادة السير بالخطوات المعقدة التالية للمباشرة بعمل تجاري:
الحصول على رأس مال نقدي كاف وتجميده في بنك، واستخراج شهادة مصرفية وتقديمها لوزارة التجارة، وتعبئة نماذج عدة لهذا الغرض، واستخراج شهادة حسن سيرة وسلوك، وتأجير محل والحصول على شهادة من البلدية بصلاحيته للغرض المطلوب، ومراجعة الإطفاء وغرفة التجارة، وفتح ملف في الداخلية، ومراجعة التأمينات الاجتماعية ودوائر أخرى في البلدية لاستخراج رخصة اسم المحل، وتلبية طلبات للشؤون الخاصة بفتح ملف ومراجعة وزارة الصحة لاستخراج شهادات خلو العمالة من الأمراض، وعشرات المراجعات والتواقيع والأختام والرسوم الأخرى والانتظار لأسابيع مع ضرورة إنهاء معاملات البصمة وفئة الدم والبطاقة المدنية وسلسلة طويلة أخرى من الإجراءات، وهذه جميعها تمكنت وافدة مصرية من الاستغناء عنها والتغلب عليها بمساعدة «رشوة نقدية» دفعتها لجيش صغير من الموظفين والموظفات الكويتيين، الذين ربما تدل مظاهر غالبيتهم على التزام ديني واضح، حيث نجحت هذه المرأة في استخراج 400 ترخيص بأسماء مواطنين كويتيين حقيقيين يعيشون بيننا، وهذه التراخيص مكنتهم من جلب 1500 عامل هامشي وإدخالهم البلاد ورميهم في الشارع بعد قبض أكثر من مليون دينار منهم!!
ثم يأتي محررو الصحف ليكتبوا بالبنط العريض: مصرية زورت 400 ترخيص تجاري! وكان حريا بهم أن يكتبوا: عشرات المواطنين، من موظفي الحكومة، يسهلون لوافدة مصرية تزوير 400 رخصة تجارية مقابل رشاوى نقدية! فالرشوة تحتاج عادة إلى طرفين راش ومرتش، ولو كان للوافدة عذرها القبيح بأن خراب الكويت وتعكير صفو أمنها ليسا من مهامها أو أولوياتها، فما هو عذر المواطنين الذين كانوا لها عونا وسندا، وفي زمن الصحوة الدينية، وهم الذين طالما طرشوا آذاننا بأناشيد حبهم للكويت والذين ربما تمتلئ مركباتهم من الداخل والخارج بتمائم ومعلقات ونصوص دينية تدل على صلاحهم وطيب خلقهم!
قد تأخذ العدالة دورها وتقتص من هذه الفئة المجرمة في حق وطنها وأمنه وسلامته، إن لم يتدخل نائب أو متنفذ لفركشة الموضوع ووضع المسؤولية بكاملها على رأس الوافدة المصرية، وعفا الله عما سلف، وربما تكون هذه العصابة واحدة من العشرات المماثلة لها والتي لم يتم حتى الآن اكتشافها، ولكن ما يهمني كإنسان هو مصير هؤلاء العمال الــ1500 الذين دفع البعض منهم، من دون مبالغة، دما وربما أعضاء من أجسادهم، لدخول الكويت، غير مدركين أن عقود عملهم مزيفة وغير صالحة وأن لا عمل لهم ولا أمل! من أجل هؤلاء وسمعة وطني أنا على استعداد للتبرع بمبلغ خمسة آلاف دينار لجمعية حقوق الإنسان مقابل قيامها بتبني حملة جمع تبرعات للتعويض على هؤلاء المساكين وإعادتهم لوطنهم، سترا لسمعة وطننا التي عبث بها هؤلاء.. المواطنون!

أحمد الصراف

احمد الصراف

أيها المتشددون المتخلفون.. شكرا لكم

«.. ذاك «الأراغوز» الذي يطل علينا من شاشات التلفاز ببرامجه الفضائحية المثيرة التي يدّعي أنها برامج دعوية موجهة، ليس بشيخ إنما دعيّ زائف، وذاك المهرج الذي يكتب في الصحف مقالات بعناوينها المثيرة والمليئة بالألفاظ المتهتكة، ليس شيخاً إنما سوقي تافه، وغيره وغيره. كلهم أبعد ما يكونون عن أن يحملوا صفة «شيخ دين» الجليلة التي يجب ألا تطلق إلا على من يستحقها..».
ساجد العبدلي «الجريدة» 2010/03/11
***
«..السعودية الآن تتحرر من أغلال الماضي، وتسير في مجتمع ليبرالي!» الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي (نيويورك تايمز).
***
من حق أي إنسان أن يحلم ويهذي كيف يشاء فلا أحد، نظريا على الأقل، بإمكانه منع الآخرين من التخيل أو التفكير في الغريب والسقيم من الأمور مهما تطرفت تلك الأفكار، فلنا الحق جميعا أن نتخيل أننا رؤساء أو زعماء أو نجوم. ومن حق البعض تخيل أنهم قتلة مجرمون أو زيرة نساء، أو تصور أن الآخرين مجموعة من الأوباش، أو أن فئة من السلف بإمكانها الطيران ليلا لتراقب البشر وتكتب عن تصرفاتهم الجنسية وتقاضيهم، أو التفكير بتسلق الجبال أو الاعتقاد داخليا أن من يصفون أنفسهم بالليبراليين ينامون عادة مع بناتهم البلغ في فراش واحد وينكحون أمهاتهم ويتزوجون أخواتهم. وقد تفكر جماعة أخرى أن المتشددين دينيا يجيزون لأنفسهم معاشرة خدمهم لكونهم في مرتبة الإماء، وغير ذلك من سقيم التفكير والتخيل المنفر، فلا قانون يمنع مثل هذا الفكر المريض من أن يسرح بخياله طالما بقيت تلك الأفكار المنحطة أو الغريبة ضمن جدران عقله، وبالتالي ليس هناك ما يمنع نبيل العوضي أو غيره من التفكير في أو تخيل، أو حتى الهذيان بأن الليبراليين ينكحون أخواتهم وأمهاتهم وبناتهم، وبالتالي لا «شرهة» عليه ولا هم يحزنون، فالقاعدة تقول إن الأواني تنضح بما فيها، والرؤوس تطفح بما يشغلها، وبالتالي لا أتفق مع كل من هاجمه منتقدا. فالشرهة أو اللوم والحق يقعان بالكامل على وسيلة نشر ذلك السقيم من الكلام والإصرار على وضع مقاطع محددة نتنة منه بحروف كبيرة لافتة للنظر، وكأنه القيء، وهي تعلم جيدا بعدم صحته وأنه كلام لا يمت للحقيقة أبدا، وفي أي مجتمع بشري معروف، وكل ما قيل لا يعدو أن يكون كذبا بواحا يعجز الكاتب إثبات صحته، أو أن أحدا قبله، يحترم نفسه والآخرين، قد سبق أن ذكره.
مؤسف جدا أن يدفع الاختلاف في الرأي لأن يصدر وينشر مثل هذا الكلام الذي لا يمكن أن تكفي كلمة أو كتاب في وصف قباحته، في زمن يبذل الجميع أقصى ما لديهم للتقارب والتآلف، ولكن من الواضح جدا أن البعض تكمن مصلحته في تعميم القبح والفساد لكي يبعد الأضواء عنه.
.. وأخيرا يا أيها المتشددون المزيفون شكرا لمقالاتكم، فهي السبيل الوحيد ليعرف المغترون بكم حقيقة معدنكم ومستوى تفكيركم ونوعية خلقكم!

أحمد الصراف

احمد الصراف

الوزيرة الحمود وكلية الشريعة

في مقال الخميس الماضي شكرت وزيرة التربية لقرارها طرح مناقصة شراء 71 ألف جهاز كمبيوتر لطلبة المدارس، ورد أحدهم ساخرا بأنني شكرت لكوني مستفيدا من المناقصة، فيا لسذاجة الحسد، فلو كانت لدي مصلحة أو شركة كمبيوتر لما فتحت فمي لكي لا أثير الشبهات، فهذه مناقصة وليست عقد توريد! وربما نحن في غنى عن القول إننا نمدح ونشكر عندما يتطلب المقام ذلك، ونفعل العكس أيضا، وللطرف نفسه!
ففي الصفحة الأخيرة من «وطن الجمعة» شعرت بالسعادة للحظات وأنا أقرأ تصريح عائشة الروضان، وكيلة «التربية» بالإنابة، أن الوزارة، واستجابة للمطالب العديدة، قررت إعادة النظر في كتب التربية الإسلامية، وأنها شكلت لجنة تحكيم للكتب الإسلامية الجديدة. ولكن سعادتي لم تدم طويلا وغمرني الحزن وأنا أكمل قراءة الخبر بأنه عملا بسياسة الوزارة الرامية لتطوير المناهج والوصول بها لما يواكب المستجدات التربوية والتكنولوجية في مجال التعليم فقد جاء تشكيل لجنة التحكيم برئاسة عميد كلية الشريعة وعضوية اثنين آخرين من أساتذة الكلية نفسها إضافة لرئيس وحدة التربية الدينية في الوزارة لتنظر في قضية مواكبة المناهج الجديدة للمستجدات التربوية و«التكنولوجية»! وهنا ربما نسيت الوكيلة أن أساتذة ومخرجات ومؤثرات هذه الكلية نفسها هي التي وضعت المناهج الحالية، فكيف يا سيدتي الوكيلة يكون خلاص مناهج التربية الدينية على يد كلية الشريعة، و«أساتذتها» و«علمائها» هم الذين سبق أن تسببوا في كل هذا التطرف والحدة اللذين أصابا المناهج الدينية في المقام الأول؟! ألم يكن من الأفضل تطعيم اللجنة بخبراء تربية من خارج هذه الكلية بالذات التي سيطر السلف وإخوتهم على مقدراتها منذ تاريخ إنشائها؟ ولماذا نحن بحاجة الى مجموعة من حملة الشهادات العليا(!!) ليضعوا مناهج دين يصفه الجميع بــ «دين الفطرة»؟
نتمنى على وزيرة التربية الفاضلة التدخل لإعادة النظر في تشكيل هذه اللجنة لكي لا يأتي وقت، وهو آت حتما إن بقيت اللجنة على أعضائها، يقول فيه وزير تربية جديد ان الوقت قد حان لتطوير مناهج التربية الدينية وجعلها مواكبة للمستجدات التربوية و«التكنولوجية»!
***
على الرغم من آلام الظهر التي تنتابني بين الفترة والأخرى، فإنني لم أحاول منع نفسي من السقوط على ظهري من الضحك وأنا أقرأ عن ما يعانيه الإسلاميون من تكتيم للأفواه ومنعهم من حرية التعبير وحرية النقد وحرية كشف الظواهر السلبية (!)

أحمد الصراف

احمد الصراف

تستّري يا مره

دخلت جمعية (…) التعاونية قبل سنتين تقريبا لشراء غرض ما، وأثناء بحثي بين الارفف سمعت صوت رجل خلفي ينهر امرأة طالبا منها أن تتستر، فالتفتّ لأجده مربوع القامة كثيف اللحية ذا كرش عظيم وقدمين كمدماكين ينتهيان بخفين مهترئين، وهو يطلب من متسوقة أن «تخاف الله» وتغطي رأسها، فتدخلت وطلبت من السيدة عدم الاكتراث لكلامه، وقلت لها انني سأقف معها، ولكنها سكتت ورمقتني بنظرة حزينة واختارت الخروج من السوق بصمت. عند الصندوق سألت عن اسم ووظيفة الرجل، فقيل لي بأنه مسؤول الأمن ويكنى بــ«الملا أبو مصعب»!
في تايلند، وأنا أهمّ بدخول غرفة السونار، وكان ذلك قبل أسابيع قليلة، خرج رجل من غرفة الفحص، وما إن تفرست في وجهه حتى تعرفت عليه فورا، فملامحه «الشديدة اللطف» لا يمكن أن تنسى، فقد كان «الملا أبو مصعب» بلحمه وشحمه وكرشه ومدماكيه، ولكن من غير غترة ولا دشداشة، بل ملابس طبية تكشف أكثر مما تخفي!
في الداخل طلبت مني الممرضة التايلندية الجذابة ذات الملامح الصينية الاستلقاء على ظهري ورفع ملابسي للأعلى وتخفيض سروالي للأدنى. ثم قامت بوضع مادة الجل في أماكن محددة من البطن وأسفله وأخذت بتمرير أداة القراءة بقوة، ثم طلبت مني تغيير وضع الاستلقاء من النوم على الظهر الى الجانب الأيمن ثم الأيسر.. وهكذا.
عند قيام الممرضة بتنظيف البطن وازالة الجل عنه سألتها ان كان المراجع الذي سبقني يعرف الانكليزية، فنفت ذلك، فتساءلت عن الكيفية التي كانت تتفاهم بها معه، فقالت انه كان يتركها تديره بيديها البضتين ذات اليمين وذات الشمال، وانه لم يكن يحتج أو يعترض على الملامسة!
وهنا أصبت بحيرة من أمر هؤلاء البشر، ففي الكويت لا عمل لأبو مصعب هذا غير ملاحقة المتسوقات ونهرهن والطلب منهن التستر، وهنا يسلم كامل جسده لممرضة لتمرر ما شاءت من الأجهزة عليه وتقلبه بيديها «المحرمتين» ذات اليمين وذات الشمال من دون اعتراض أو شعور بالحياء من امرأة محرمة عليه، ويستكثر في الوقت نفسه أن تتسوق امرأة سافرة في الجمعية التي يعمل فيها مسؤولا عن «الأمن»!! وهذا مثال صارخ على التناقض الذي يعيشه الكثيرون من مدّعي التدين. وصدقت الزميلة اقبال الأحمد عندما ذكرت في مقال لها عن تصرفات بعض الملتحين الذين لا يعارضون الجلوس مع الغير من نساء سافرات خارج الكويت والتعامل معهن بكل أريحية، ولكن ما ان يعودوا لوطنهم حتى يتحولوا لشيء آخر.
***
ملاحظة: بعد كتابة مقالنا قبل أيام عن وهم المستشفى الأميركي في تايلند اتصل وزير الصحة البروفيسور هلال الساير بنا مشكورا ليؤكد أن الوزارة لا ترسل اي مرضى لهذا المستشفى، وانه مدرك تماما حقيقة مستواه. وهنا نكرر حذرنا من هذا المستشفى ومن غيره من المتاجرين بالطب.

أحمد الصراف

احمد الصراف

سبتيات في الزواج (*)

1 ـ بدأ خبير التغذية محاضرته بطرح السؤال التالي: إن الطعام الذي ندخله في جوفنا كفيل بقتل غالبيتنا بناء على ما نقرأه. فمراكز الأبحاث والجامعات تحذرنا منذ سنوات من خطورة تناول اللحوم الحمراء، ومن أمراض السلمونلا وجنون البقر وانفلونزا الخنازير وما تحتويه جميع الأطعمة من منشطات وأصباغ ومحسنات صناعية، وما تسببه المشروبات الغازية من تأكسد لجدران المعدة، وما تحتويه الأطعمة الصينية من مواد ضارة وخطورة أنظمة الحمية الغذائية التي نتبعها وتلوث مياه الشرب، ولكن هناك شيئا واحدا أكثر خطورة منها جميعا، فهل هناك من باستطاعته أن يخبرنا عن أخطر طعام يتسبب تناوله في إصابتنا بأكبر قدر من الألم والتعاسة والمعاناة لسنوات وسنوات؟ ساد الحضور صمت مطبق، وبعد لحظات رفع رجل عجوز يدا مرتجفة وقال: كعكة الزفاف!!
* * *
2 ـ عندما كان رجل يسير في الشارع خيّل له سماع صوت يطلب منه التوقف فورا في مكانه، وما إن فعل حتى وقعت قطعة صلبة من أحد البلكونات على الأرض أمامه، وكان حجمها كفيلا بالقضاء عليه. واصل سيره وهو يهز رأسه مستغربا، وما إن حاول عبور الشارع، وإشارة المرور في الاتجاهين تسمح له بذلك حتى سمع الصوت مرة ثانية يحذره بشدة من التحرك من مكانه، وخلال ثوان مرت سيارة مسرعة متجاوزة الإشارة الحمراء كادت أن تطيحه صريعا.
وهنا رفع صوته إلى أعلى سائلا: من أنت؟ فسمع صوتا يقول: أنا ملاكك الحارس! فرد غاضبا: وأين كنت يوم تزوجت؟
* * *
3 ـ دخلت المريضة غرفة الطبيب والجروح والكدمات تملأ وجهها، وعندما سألها عن السبب قالت ان زوجها يعود كل ليلة من الحانة متأخرا ويشرع من فوره في ضربها، فضمّد الطبيب جراحها ونصحها بأن تبدأ بالغرغرة فور سماع صوت مفتاح زوجها في قفل الباب، وأن تستمر في ذلك حتى ينام! بعد شهر عادت المرأة الى الطبيب لتشكره على نصيحته، اذ لم تُضرب منذ ذلك اليوم، وسألته عن سر الغرغرة فقال: عندما يغرغر الإنسان يصبح من المستحيل عليه الكلام و.. التذمر بالشكوى!
* * *
4 ـ نظر الطبيب للمصاب بحادث سير وقال له: أنت سعيد الحظ نوعا ما، فقد كدت تفقد حياتك في الحادث، ولكنك مع الأسف فقدت عضوك التناسلي، وحيث إنك مغطى تأمينيا بمبلغ 15 ألف دولار، فبإمكانك الصرف على عملية جديدة تمكنك من استعادة ما فقدت! وننصحك، قبل اتخاذ القرار، التشاور مع زوجتك بالأمر!
في اليوم التالي ذهب الطبيب الى المصاب لسماع قراره، فقال هذا انه ناقش الأمر مع زوجته وانها اختارت صرف مبلغ التأمين على شراء مطبخ جديد!!
(*) من قراءاتي

أحمد الصراف

احمد الصراف

فضيحة الأوقاف

أعترف بأن غصة انتابتني وحزنا غريبا غمر قلبي عندما قرأت حيثيات المؤتمر الصحفي الذي عقده وكيل الأوقاف، السيد عادل الفلاح، مع وزير الإعلام(!!) الشيشاني في 2009/11/21 (جريدة الوطن)، وما ورد في المؤتمر من أن الوكيل قدم دراسة لمجلس الوزراء للصرف على إنشاء مستشفى للأطراف الصناعية في….البوسنة! وأن الوكيل، الذي لا يعلم أحد متى ستنتهي وكالته، قطع خطوات عملية كبيرة لإنشاء مركز للوسطية، ليس في البصرة أو طرابلس أو الجهراء أو حتى في الخرطوم بل في.. روسيا! وتساءلت عن سبب اختيار روسيا بالذات، وعن سبب تصدي «الأوقاف»، وليس الصحة مثلا، لإنشاء مستشفى في البوسنة، والاتفاق مع وزير إعلامها، وهل لدينا في الكويت أصلا ما يماثل هذا المستشفى؟
زالت الغصة واختفى الحزن بعدما قرأت ما ورد في الصفحة الأولى من القبس (3/2) بأن وزارة المالية خفضت ميزانية وزارة الأوقاف من 131 مليون دينار إلى 11 مليونا بسبب المبالغة الكبيرة في تقدير ميزانيات المشاريع، حسب كلام المالية، وهذا يعني إضافة الى كونها المرة الأولى التي تتعرض فيها ميزانية وزارة لمثل هذا التخفيض المخجل بحق من أعد أرقامها، فإنها تتضمن صفعة واتهاما بالتبذير المتعمد لمن أقر أرقامها!
وبقراءة سريعة لبعض بنودها يتبين سبب التخفيض المسيء والمخجل:
8 ملايين دينار للصرف على إعلاء فكر وثقافة الوسطية في المجتمع، وتعزيز حوار الحضارات! وهذا المبلغ كان سيضيع مع مبلغ العشرة ملايين التي صرفت على الموضوع نفسه والنتيجة صفر، ومع هذا خصصت له المالية مليونا و600 ألف دينار (يا حرام!).
مليون دينار لإنشاء مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة، والمالية لم تعتمد المبلغ لانتفاء علاقة الأوقاف بمثل هذه الأنشطة (عيب!)
أكثر من 4 ملايين للصرف على الرعاية الشرعية والتربوية (من غير تحديد!) وصرف مبلغ مماثل على توجيه الثقافة الإسلامية (!).
وخصص مبلغ 600 ألف لإعادة تأهيل عدد من المساجد، وصرف مبلغ أربعة ملايين ونصف المليون على «تجديد» عدد من المساجد، و35 مليون دينار لصيانة المساجد!!
ثم تأتي الطامة في صرف 19 مليون دينار لتطوير الأداء المؤسسي ورعاية الإبداع والتميز في وزارة الأوقاف(!!) ولو افترضنا أن عدد موظفي الوزارة الذين بحاجة لتطوير أدائهم يبلغ 500 موظف فمعنى ذلك أن نصيب الفرد سيكون بحدود 38 ألف دينار، أي 130 ألف دولار، وهذا يساوي 16 ضعف تكلفة دراسة الهندسة في أي جامعة عالمية، وليس تدريبا لا تزيد ساعاته على ثلاث في وزارة كالأوقاف، وخاصة أن المحاضرين سيكونون حتما من قيادات الوزارة.

***
• ملاحظة: طرحت وزارة التربية مناقصة شراء 71 ألف جهاز كمبيوتر لتوزيعها على طلبة المرحلة الثانوية خلال العام الدراسي القادم. شكرا للوزيرة السيدة موضي الحمود التي أصبحت مكانتها أقرب كثيرا لعبد العزيز حسين التركيت، رائد التعليم الحديث في الكويت.

أحمد الصراف

احمد الصراف

الدين المعاملة.. أي معاملة؟

منذ كنا صغارا ونحن نسمع مقولة «الدين المعاملة»! وحيث ان النص لم يحدد معاملة من لمن، وحيث اننا أجلف ما نكون في تعاملنا مع الغير، فمن الطبيعي الافتراض ان المقصود هو تعاملنا بعضنا مع بعض.. كمسلمين! وحيث اننا لسنا بأقل جلافة هنا ايضا فمن حقنا القول اننا، في غالبيتنا، أبعد ما نكون عن مضمون المقولة!
وفي مقال للزميل احمد الاسواني تساءل فيه بحرقة كيف يمكن أن يثور ويشتم ويقيم الدنيا مسلمون على من أساء للإسلام ورموزه برسم تافه أو فيلم متواضع لأن مشاعرهم الدينية «الحساسة» جرحت، ومع هذا لم تهتز تلك المشاعر نفسها قط لمناظر ذبح وقتل الآخرين وتفجير الانتحاريين لأنفسهم في النساء والأطفال من عاصمة غربية لأخرى، ومن مدينة شيعية لجارة سنية شاملين الرياض بمدريد بلندن بالكويت وبمدن العراق وأفغانستان وباكستان باسم الإسلام، مسيئين لوضع ومستقبل وحياة ملايين المسلمين الذين طالهم أذى هؤلاء. وكيف يمكن أن نفهم خروج المظاهرة للإشادة بفروسية أسامة بن لادن وشجاعة الظواهري ودهاء الملا عمر، الذين خططوا لغزوتي واشنطن ونيويورك، وننسى أوضاعنا التعليمية والصحية والصناعية القريبة من المأساة، أو اشد احيانا، و«عشرات آلاف مساجين الحرية في الكثير من سجوننا الأكثر شهرة من جامعاتنا»؟
ويستطرد الأسواني، مدرس الفيزياء في أسوان، في القول ان من يسيء للرسول هو رجل مثل القرضاوي الذي يحرض على قتل الأطفال اليهود في أرحام أمهاتهم (محاضرة بنقابة الصحافيين المصرية سنة 1996)، ويحرض على العمليات الانتحارية باسم الدين، ويعلن الجهاد في العراق؟ من يسيء الى الرسول هم من ينادون العالم لإصدار قرار بمنع ازدراء الأديان وهم يمارسونه مع كل صلاة في مساجدهم وفي مدارسهم وفي فضائياتهم، وخاصة مع المسيحيين واليهود ويدعون عليهم في كل صلاة. (…)
من يسيء الى الإسلام هو من يعتقد ان المرأة عورة، وانها تقطع الصلاة مثلها مثل الكلب والحمار كما جاء في أحد الصحاح، وان المرأة ناقصة عقل ودين، وينساها أما وأختا وحبيبة وابنة وزوجة. ومن المؤسف ان غالبية المسلمات يؤمن بصحة هذه الأحاديث.
من يسيء الى الرسول هم من ينشرون الخرافات بين المسلمين مثل الطب النبوي وتفسير الأحلام ويدعون أتباعهم لسنة النبي الكريم لينشروا الجهل والتخلف.
من يسيء الى الإسلام هم أولئك الحكام الذين حولوا دولهم الى معاقل الطغيان والدكتاتورية، وقاموا بتطويع النصوص الدينية لتبرر جرائمهم. من يسيء الى الرسول ليس الغرب بل نحن، لفرضنا النموذج الإرهابي المنافق الكاره للحياة، الذي يتغذى من قتل الآخرين باسم الجهاد ومحاربة الرأي الحر بحجة ثوابت الأمة، وهي لا تعني إلا التخلف والتحجر.
•••
• ملاحظة: على الرغم من الضعف البدني الذي يشعر به من هو في حالته، والذي يمنعه من التواصل المستمر مع محبيه وقرائه، فإن الصديق الاستاذ أحمد البغدادي يتمتع بمعنويات عالية، وصحته في تحسن مستمر، وخسر إيجابيا الكثير من وزنه الزائد، وأصبح بإمكانه الخروج من المستشفى قليلا والتريض خارجها، وسيعود لنا جميعا قريبا معافى.
نذكر ذلك ردا على كمّ الاستفسارات التي تردني كل يوم لتسأل عن أحواله.

أحمد الصراف