أ.د. غانم النجار

موسم الهجرة إلى الفساد والجبنة الكبيرة

خلال أسبوع واحد فقط ظهرت على السطح فضيحتان يفترض أن تهزا بلاداً كثيرة وأشخاصاً نافذين في بلادهم وبلادنا بالطبع.

الفضيحة الأولى هي لشركة “أونا أويل” في موناكو، المتخصصة في تخليص أو “إغلاق” العقود النفطية، عن طريق الرشا. وقد ظهرت للعلن عن طريق انفلات حزمة كبيرة من الإيميلات الخاصة بأحد العاملين في الشركة، ومن ثم نشرها إعلامياً بشكل واسع. الأسماء الواردة كبيرة في بلادها، ومن المفترض أن تطيح برؤوس سواء بموس أو بدون موس.

لم يكد العالم يفيق من فضيحة “إيميلات موناكو” حتى ظهرت لنا “أوراق بنما”، عبر اختراق مكتب المحاماة البنمي “موساك فونيسكا”. وكانت الحصيلة عبارة عن 11.5 مليون وثيقة، أو 2.6 تيرابايت بلغة الكمبيوتر. سربها شخص مجهول لصحيفة ألمانية منذ سنة، فأشركت معها منظمة صحافية دولية للتحقق من المعلومات قبل النشر. وبالتالي باشرت 100 صحيفة في العالم التحقيق في 215 ألف شركة من 200 دولة ومنطقة، للفترة من 1977 حتى ديسمبر 2015. فاتضح أن ما في “الفخ أكبر من العصفور”، فظهرت أسماء 140 شخصية سياسية بارزة، منهم 12 رئيس حكومة حالياً أو سابقاً، إضافة إلى الفيفا ولاعبين مشهورين. وكشفت التحقيقات الصحافية ما يدور في “ملاجئ الفاسدين” أو “أوفشور”، أو “الملاذات الضريبية”. بالطبع ليس كل من يستخدم الأوفشور بالضرورة مذنباً، فهي لا تمثل بذاتها فعلاً مخالفاً للقانون، لكن الأمور قد اختلطت، وتداخلت، وتشابكت، حتى صارت وكأنها موسم هجرة إلى الفساد، وصار الذين يستخدمون تلك الشركات لأغراض غسيل الأموال، وإخفاء ثرواتهم، أو التهرب من الضرائب هم الأغلبية. وكان الكشف عن هذه المعلومات فقط تأكيداً للنمط الفاسد الذي يدار به العالم. وربما يلقي بعض الضوء على أسباب التشوهات الدولية والاحتقانات. مكتب المحاماة البنمي هو رابع أكبر مكتب في العالم يتعامل في شركات الأوفشور، فعلينا فقط أن نتخيل حجم الفساد على المستوى العالمي لو تم اختراق المكاتب الكبرى الأخرى، وتم كشف ما بها من أسرار.

خطورة الفساد ليست في الجانب المالي فقط، فهو الجانب الظاهر. فكلما زاد الفساد قلت العدالة، وزادت الفوارق بين الناس، وزادت الحروب، وزاد التعصب، وزاد عدد الفقراء، وانتشر البؤس، وتضاعفت أعداد اللاجئين. فالفساد على أية حال من أبرز أشكال انتهاك كرامة الإنسان.

ردود الفعل في العديد من دول العالم هي التحقيق الجاد في المعلومات، سواء في “إيميلات موناكو” أو “أوراق بنما”.

وحيث إنه ورد في حيثيات “إيميلات موناكو” ذكر شخصية كويتية نافذة لقب بـ”الجبنة الكبيرة”، كان له دور واضح في “التربيط” و”التضبيط” في زمن فات. فهل سنسمع شيئاً عن فتح تحقيق في المسألة، حتى لو على سبيل الهمس؟ أم أن هناك من سيعتبر الحديث عن الفساد عندنا ضاراً بالأمن الوطني، من يدري؟

متابعة قراءة موسم الهجرة إلى الفساد والجبنة الكبيرة

فضيلة الجفال

الرياض ونيودلهي .. الواقع الجيوسياسي

شكلت زيارة ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند أخيرا إلى السعودية للقاء الملك سلمان علامة لافتة أبرزت الكثير من الأسئلة، لا سيما التي تناولتها الأوساط الصحافية السياسية على مستويات عدة في شكل العلاقات بين الهند وباكستان والسعودية وإيران على وجه الخصوص. لماذا هذه الزيارة مهمة؟ وما الذي ستؤول إليه نتائجها؟.. وهل يمكن أن تتحرك هذه العلاقات الثنائية قدما دون باكستان كعجلة ثالثة في المركبة؟.. أما أكثر الأسئلة حيوية فهي التي يمكن تداولها على مستوى الإقليم، هل الزيارة تعني أن الهند تتجاهل علاقاتها مع إيران؟.. متابعة قراءة الرياض ونيودلهي .. الواقع الجيوسياسي

سامي النصف

إلى أين تتجه دول المنطقة؟

يعتقد البعض المتفائل ان أوضاع الحروب الأهلية الدامية القائمة في دول مثل العراق وسورية وليبيا واليمن هي أقرب لأحوال بعض دول المنطقة أواخر الثمانينيات عندما آتت الحرب العراقية ـ الإيرانية ثمرها ومثلها الحرب الأهلية اللبنانية، وحان وقت إنهاء الحربين كي تتفرغ الشركات الكبرى لقطف ثمار مرحلة تعمير ما دمّر وحصد المليارات.
***

وضمن هذا السيناريو وبعد ان قدّر الخبراء الاقتصاديون العالميون كلفة إعمار سورية بمئات مليارات الدولارات، ومثلها وأحيانا ضعفها كلفة إعمار الدول العربية الأخرى التي ابتليت بالحروب الأهلية لسنوات طوال لم تبق حجرا على حجر، فقتلت البشر ودمرت المصانع والمزارع والمدن والبيوت، وجب ان يبدأ سعر النفط في الارتفاع التدريجي كي يمكن لدول الخليج ان تموّل كلفة إعمار تلك الدول المليارية أو التريليونية التكلفة كما حدث في الماضي مع العراق ولبنان وغزة.. الخ. متابعة قراءة إلى أين تتجه دول المنطقة؟

علي محمود خاجه

احتفالاتنا… أين الإبداع؟

مسرح ممتلئ بالطلاب والطالبات يتراقصون بأزيائهم الملونة على أنغام موسيقى وإيقاعات تكون مكررة في غالب الأحيان وجميلة في مرات قليلة جدا، بكلمات مختلفة وشاشات ضخمة تعرض بعض الصور الغرافيكية أو التاريخية، لينتهي الحفل المكرر باعتلاء كل الطلاب والطالبات خشبة المسرح لأداء الرقصة النهائية وإلقاء التحية على راعي الحفل سمو الأمير.
تكرار مستمر لمدة أربعين عاماً لا أفهم كيف لعاقل أن يتصور بأن هذا التكرار يعني النجاح؟! وهو التكرار نفسه الذي شهدته احتفالات فبراير في الكويت، حيث تم إغلاق شارع الخليج لتمر عربات خشبية كبيرة والجماهير تتابعها من فوق الأرصفة في تكرار واضح لاحتفالات السبعينيات من القرن الماضي.
أنا أعزو هذا الأمر وأعني التكرار الممل لجمود أفكار القائمين على تنظيم تلك الفعاليات، فمن غير المعقول أن يتولى أمور تنظيم فعاليات يفترض أن تكون قائمة على التجديد والإبداع، وتقديم المختلف للجماهير المتعطشة للفرح شخصيات غير مبدعة، فأين يكمن الإعجاز والإبداع في أن يتولى شخص أي شخص إدارة شؤون هذه الاحتفالات إن كانت الميزانية متوافرة، ووزارة التربية متعاونة، والشعراء والملحنون والمطربون متوافرين بكثرة في الكويت، بل قد يكون من أسهل الأمور تنفيذاً طالما الفكرة مازالت مكررة، وهي بالضبط مشابهة لأن يكون لدينا تصميم هندسي لمنزل واحد فقط، ونكلف المقاول في كل مرة بإعادة تنفيذه بلون مختلف فقط، وهو ما يحدث في احتفالاتنا السنوية. متابعة قراءة احتفالاتنا… أين الإبداع؟

حسن العيسى

فسحة من غير كاميرات

“الواقع الذي كنا ندركه لم يعد موجوداً، فالمنازل والشوارع والطرق كلها تبحر بعيداً مع الزمن، واأسفاه على تلك السنوات. الأماكن التي اعتدناها لا تنتمي إلى مساحة حددناها في زمن آفل، هي صورة ملتصقة في الذاكرة لزمن مضى” (ترجمتي لفقرة من “البحث عن الزمن الضائع أو الغائب أو المفقود” لمارسيل بروست عن الترجمة الإنكليزية لأرثر غولدهامر بكتابه المصور عن الرواية).
بروست على لسان الراوي لا يكابد الحنين “نوستلجيا” لزمن الأمس للماضي، بل يتحسر على غياب المكان، حين طوته صفحة من كتاب الزمن، وهو كتاب لا ينتهي ولا نعرف من أين بدأت أول كلماته. الراوي يتحسر على ضياع أماكن ذكرياته الجميلة في الحديقة والغابة التي التقى فيها جلبرت وعشقها أيام طفولته، لم تكن حسراته على جلبرت ابنة سوان، بل على رحيل تلك الأماكن وضياع معالمها، هي المساحات التي أحب فيها، ونحتت ذكراها على حوائط وجدانه، فالمكان هو المساحة التي ضاعت، وهو ينبش عنها في تلافيف الزمن، يقلب ذكرياته عله يجدها.
متابعة قراءة فسحة من غير كاميرات

فؤاد الهاشم

حين يصبح «البنادول»… حلمًا!

في مذكراته التي عنونها بـ«جيمس بيكر- سياسة الدبلوماسية» التي صدرت في العام 2002 يقول وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الأسبق بيكر في إحدى صفحات كتابه إنه أثناء إحدى لقاءاته مع الرئيس السوري الراحل «حافظ الأسد» سأله عن إمكان التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول هضبة الجولان مقابل سلام كامل وتبادل للبعثات الدبلوماسية، فرد عليه الرئيس الأسد قائلا: «لدي رأي عام شعبي لابد أن أعود إليه وأهتم لسماع ملاحظته»!
فيعلق جيمي بيكر على هذا الرد قائلا، بسخرية، «هذا الرجل الديكتاتور يريد إقناعي بأن لديه رأيًا عامًا يحسب له ألف حساب، وكأن الشعب السوري يستطيع أن يفتح أفواهه بأي كلمه»! متابعة قراءة حين يصبح «البنادول»… حلمًا!

أ.د. غانم النجار

الإفلات من العقاب

إفلات المجرم من العقاب قد يكون أخطر من الجريمة ذاتها. فالمجرم الذي لا يعاقب يستمر في إجرامه ظناً منه أنه أقوى من القانون ويعطي نموذجاً للمجتمع أن المجرم يستطيع أن يفعل ما يشاء دون رادع وبالتالي تروج الجريمة وتصبح واقع حال ونمط حياة. ناهيك عن الأثر المدمر الذي يخلقه إفلات المجرم على نفسية الضحية وأهله ومحبيه وإحساسهم المر بأن العدالة منتهكة.
إلا أن العقاب بالمقابل يجب أن يخضع لقواعد عدالة صارمة لا تمنح الفرصة لأي سلطة مستهترة بأن تستغل حاجة الناس للحماية والأمن، فتتجاوز القانون، وتتجاوز شروط العدالة المستحقة، والقضاء المستقل.
الأمن والعدالة وجهان لعملة واحدة، فلا يتحقق الأمن بلا عدالة حتى وإن بدا ظاهرياً ذلك، بينما يتحقق الأمن كلما كانت العدالة راسخة متأصلة في المجتمع. كذلك هو الأمن والحرية فلا تناقض بينهما، بل تكامل مؤكد. متابعة قراءة الإفلات من العقاب

أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

التحكم بالوقت وصنع الفرص المناسبة

حاورني صديق مبدع وشغوف بالتفكير المنطقي، استهل حديثه قائلا: أعتقد ان هناك مقولة مهمة، أود سماع تعليقك عليها، وبكل لهفة وفضول ومحبة أجبته: تفضل، فرجع للخلف وتنهد، فأدركت عمق ما يود التعبير عنه، فقال: ما تراه مناسبا يأتيك بالزمن غير المناسب، وفي الزمن المناسب يأتيك ما تراه غير مناسب. فهمت قصده ومراميه من كلماته ومن نظراته، وهو ينتظر سماع ردي، لكنه استطرد قائلا عبارتي فيها زمن وأمنية، والكلمات متشابهة في الوهله الاولى، لكن في التمعن والإحساس بجوهرها نكتشف ان الحياه تمر فينا بأمنيات تختلف عن الزمان، يعني تجد ما تتمناه بزمن سابق، لكنه موجود في هذا الوقت، فنقول يا ليت اللحظة تأتي بك في الزمن الذي تريده، يعني أن تجد ما تتمناه بزمن سابق، لكن موجود في هذا الوقت. متابعة قراءة التحكم بالوقت وصنع الفرص المناسبة

عبدالله مطير الشريكة

محكمة الأسرة.. ورفع الحرج والشبهة

من فضل الله علي أنني لا أزور المحكمة إلا نادرا، وذلك حين أذهب لتسلم دفتر عقود الزواج الجديد، وهي زيارة لا تكاد تتكرر في العام إلا عدد أصابع اليد الواحدة أو أقل، وفي آخر زيارة قابلت أحد المحامين النشامى الذي بادرني بحرارة سلامه وترحابه، ثم سألني: عسى ما شر؟!
شعندك؟! أنا حاضر..فشكرته وبينت له سبب حضوري للمحكمة ثم انصرف كل منا إلى وجهته.

وهذا الموقف والسؤال من محامينا الكريم ليس غريبا، فكل من يذهب للمحكمة ويلتقي بأناس هناك يدور في خلده ألف سؤال واحتمال حول سبب وجودهم في المحكمة، وكل الاحتمالات واردة: قضية مخدرات، قتل، هتك عرض، أحوال شخصية.. كل الاحتمالات ترد على الأذهان إلا من وفقه الله لإحسان الظن بإخوانه. متابعة قراءة محكمة الأسرة.. ورفع الحرج والشبهة

حسن الهداد

سياسي واقتصادي ومجتمع.. نظيف!

عناصر إصلاح الأوطان، تكمن في مثلث إصلاحي واحد هو، سياسي واجتماعي واقتصادي، وحتى لو كان الإصلاح في بداية الأمر جزئيا، أراه جيدا كمرحلة تمهيدية، مادام يتناسب مع الحالة المجتمعية المعكوسة، لأن الإصلاح المفاجئ في المجتمعات الفوضوية صعب تحقيقه وحتما سيتعرض إلى هجمة شرسة من المنافقين السياسيين خاصة المنتفعين من تلك الفوضى، وقد ينتهي قبل ولادته.
فإذا تحدثنا عن العنصر السياسي، فلا بد أن يتجلى في وجود شخصيات وطنية نظيفة اليد وتحمل ضميرا حيا تجاه الوطن، وهمهم الحقيقي هو تطبيق القانون ومحاسبة المتجاوز بمسطرة واحدة دون استثناء، ولو كلفهم الأمر إنهاء حياتهم السياسية بعد صراع قوي مع قوى الفساد، لكن الأهم هي البداية الناجحة في كشف المعترضين على حالة الإصلاح، وهذه النوعية من الشخصيات التي ستدخل ساحة المعركة بالحق يجب أن تكون بلا مصالح وليس لها أي تبعية في قائمة المتصارعين، والأهم من كل هذا هو أن يملكوا الشجاعة في مواجهة الفاسدين ولو كان الثمن هو تشويه سمعتهم أمام الناس بأكاذيب وهذا دائما ما يحدث في مثل هذا الشكل من الصراعات، ويبقى الرهن مرفوعا على مواصلة التصدي والأهم التحلي بالصبر وذلك سيجعل الحق منتصرا ولو بعد حين، لطالما مسيرة الإصلاح جاءت بنية صافية تخلو من المنافع والمكاسب غير المشروعة. متابعة قراءة سياسي واقتصادي ومجتمع.. نظيف!