على رغم أن دول مجلس التعاون مجتمعة، ينقصها الكثير لتحقيق الطموحات والآمال التي حملتها شعوب هذه المنطقة حتى قبل تشكيل مجلس دول التعاون في مطلع الثمانينات، إلا أن العلاقات الثنائية بين الدول ذاتها يمكن أن تمثل خروجاً عن المألوف من أجل اطلاق المشروعات وتحرير الأفكار ذات الانعكاسات الإيجابية على شعوب هذه الدول.
وفي الحقيقة، لا نريد أن ننكر أننا في حاجة الى تكتل قوي يجمع هذه الدول ويقويها، لكن لابد من الإشارة الى أن المرحلة السياسية ورياح التغيير التي لا تتوقف تلزم القفز على الكثير من الخلافات الظاهرة وغير الظاهرة بين دول المجلس، ولعلنا حين نتحدث عن جسر المحبة، بعد توقيع الاتفاق النهائي بين مملكة البحرين ودولة قطر، فإن ثمة تعبيرات كثيرة يمكن أن تؤخذ على سبيل المصطلح الحديث لعلاقات ذات منظور مغاير بين هذه الدول.
وكما فرح أهل البحرين وأهل السعودية وأهل الخليج كافة منذ ولادة فكرة إنشاء جسر الملك فهد حتى تنفيذها، كذلك تبدو الحالة بين الكثير من شعوب الخليج حال سماعهم عن مثل هذه المشروعات، واذا كانت اللجنة العليا المشتركة بين البحرين وقطر، يرسم مسارها وليا العهد في البلدين الشقيقين، هما من الشباب ويمثلان نظرة الشباب، فإن ذلك يتيح المجال لتخطي الكثير من الحواجز التي من شأنها أن تعرقل التحرك التنموي، ولاسيما على المستوى الاقتصادي.
هنا بيت القصيد… فما أردت قوله هو ان هذا الجسر، ليس مجرد مشروع بحري يربط بين بلدين وحوله عدد من المشروعات، بل الفكرة الأشمل هي مضاعفة العمل المشترك في مجال قراءة مستقبل الاقتصاد الخليجي والعالمي، فقطر تزخر بمشروعات ضخمة ومستقبل باهر، وكذلك البحرين، والمهم، أن يشعر المواطن الخليجي، وتحديداً في هاتين الدولتين، أن المشروعات بدأت تنعكس على حياته المعيشية، وسيأتي الحديث عن هذه النقطة مستقبلاً