سامي النصف

أعدم صدام أم شبِّه لنا؟!

لو أن حكومة الولايات المتحدة قامت بإعدام صدام وأعلنت ذلك لصدقناها كونها حكومة شرعية لن تغامر بسمعتها لأجل انقاذ فرد واحد أيا كانت صفته، إلا أنها تبرأت من مشاركتها بعملية الاعدام تلك كونها قد سلمت الطاغية لممثلي الحكومة العراقية ليفعلوا به ما يشاءون وبرأت ذمتها تماما طبقا لذلك.

ولو أن الحكومة العراقية بالمقابل أعلنت أنها من أقامت الحد على أحد أكبر مجرمي العصر لصدقناها، وما جاز لأحد أن يشكك بتلك العملية، الا أن ما تواتر عن حكومة العراق قولها ان ميليشيات غير حكومية اختطفت الطاغية وقامت بإعدامه وتصويره، ولم يبق شاهدا على تلك العملية إلا شخصان أحدهما الربيعي، وهما بالقطع ليسا معصومين أو بعيدين عن رشاوى ومليارات صدام التي ما خصصت إلا ليوم كهذا.

ان اشكالية اعدامه من قبل ميليشيات مقنّعة اختطفته ليست بكونها تابعة للغر مقتدى الصدر حسب الادعية والصراخ المسجل الذي اسمع من به صمم، بل على العكس من ذلك فقد تكون تلك الادعية وذكر اسم «الصدر» قد قيلت لهذا الغرض تماما، أي للايحاء بأن تلك الميليشيات المعادية لصدام هي من قامت بخطفه وإعدامه وليست الميليشيات الموالية له.

ان ما يثير الريبة والشك في عملية الاعدام أمور عدة منها رباطة جأش صدام المعروف عنه الجبن والخوف الشديد، ولو كان شجاعا لما قبض عليه أصلا حيا كالفأر في الغار، ثم هناك عملية احاطة رقبته بلفة سوداء يمكن استبدالها سريعا بلفة سوداء أخرى صلبة حامية للعنق كالتي تستخدم في عمليات الشنق في الافلام السينمائية، ثم تأتي عملية التصوير المتقطع التي تنتقي ما تريد تصويره وتسجيله، وبالتالي فهي تدين وتنفي أكثر مما تثبت، وأخيرا ظهور صورته بعد العملية مباشرة، ولون وجهه أبيض وأحمر بدلا من أن يصبح أزرق كحال جميع المشنوقين ممن ينقطع الدم عن رؤوسهم نتيجة للشنق.

بعد ذلك كانت عملية تسليم الجثة المدعاة لثلاثة أشخاص فقط قد يكونون من المتعاونين معه وظهور لقطة مصورة قطعت سريعا تظهرهم وهم يعاينون وجه الجثة دون اظهار الوجه (!)

ولا يستغرب في هذا الصدد أن تكون مليارات صدام قد اشترت بعض الذمم لشخصيات بارزة، واشترت معها جواز مروره لدولة مجاورة ومنها لقصوره المنيفة في بلدة صدام الثانية أو بلد صدام الثاني.

وليس غريبا، والناس مختلفة بشدة على اعدام الميت الحي صدام، أن يكون في نفس اللحظة جالسا في قصره المنيف بليبيا وعلى يمناه ويسراه أهله ومريدوه وهو يقول لهم ضاحكا كما قال الزعيم عادل إمام «شفتوني وأنا ميت، أجنن وأنا ميت».

في رحلتك القادمة اذا ما شاهدت ليبيا يحمل جواز سفر ديبلوماسيا شكله أقرب لصدام مع بعض التغييرات التجميلية، فالأرجح أنه هو وليس شخصا يشابهه، وليس مستبعدا أن يكون تمثال صدام المشنوق الذي أقرت الحكومة الليبية بناءه قد وضع أمام قصره المنيف بليبيا كونه ـ خطية ـ لا يستغني قط عن مشاهدة صوره وتماثيله حتى في موته!

آخر محطة:
 أحر التعازي القلبية لآل الصقر والجيماز والحمود والعبدالجليل على فقدائهم الاعزاء، للراحلين العفو والمغفرة ولأهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان.

سامي النصف

لبن.. سمك.. تمر هندي

سفر الكبار قبل الصغار في عطلة العيد يؤكد المقولة غير المنصفة للكويت القائلة انها «ديرة تضيق الخلق»، والتي سببها الرئيسي التزمت الاجتماعي المانع للحفلات والافراح والذي يقف خلفه بعض النواب الافاضل ممن يشددون على المواطنين البسطاء ولا يتركون عطلة دون سفر، وفي هذا السياق لماذا لا يتم تزيين شوارعنا بالاضاءات الملونة تحضيرا لقدوم العيد «السعيد» كحال الدول الاسلامية والمسيحية الاخرى؟

ام ان عيدنا لا يكتمل الا بمحاربة عناصر البهجة فيه؟

دخلت مع العائلة لمشاهدة أحد الافلام التي يكتب في تصنيفها «P.G»، اي انها متاحة لكل افراد العائلة، ولاحظت ان السينما تمتلئ بالاطفال، واكتشفت مع بداية الفيلم انه من النوع المرعب الذي يجب الا يسمح لاقل من 18 عاما بدخوله، نحن ضد الرقابة بجميع اشكالها الا اننا مع التصنيف الصحيح للافلام والمسرحيات، سواء فيما يخص المشاهد او حتى المواضيع، حيث ان الاغلبية العظمى من الافلام العربية يجب ان تصنف للراشدين فقط بسبب وفرة الحديث عن الجنس فيها. لدينا في الكويت بالعادة صيف واحد طويل و3 مواسم ربيع، حيث لا تتساقط اوراق الاشجار في خريفنا، كما ان درجة الحرارة شتاء مقبولة واقرب للربيع في البلدان الاخرى، هذا العام شهدنا موسم شتاء حقيقي لا نعتقد انه سيطول.

وما نرجوه، وموسم الربيع الثاني سيأتي سريعا بعد ايام قليلة، الا ندمر بيئة الصحراء عبر التصرفات غير المسؤولة التي نشهدها. ما نرجوه من وزارة الداخلية ومسؤوليها الافاضل ونحن في زمن تفشي الجرائم بجميع انواعها، ان تأخذ من تجارب عمدة نيويورك جولياني فتتعمد اظهار الهيبة والقوة مع اي حادث امني، حتى لو صغر، وذلك عبر ارسال اعداد كبيرة من سيارات الشرطة لا الاكتفاء بارسال سيارة او سيارتين لاحداث الشغب، في هذا الصدد تعرض قنوات مثل ديسكفري وهيستري (التاريخ) وغيرهما اشرطة حقيقية مهمة وثرية لكيفية استخدام التقنيات الحديثة لاكتشاف الجرائم والمجرمين، نرجو من قسم العلاقات العامة في وزارة الداخلية نسخها وتوزيعها على الدوائر المعنية لما فيها من فائدة جمة.

اصدرت العلاقات العامة بوزارة الداخلية مشكورة احصائيات الجرائم لعام 2005 وتم تقسيمها لاربع مجموعات مختلفة سلطت الضوء على نسب ارتكاب الجرائم للجاليات المختلفة المقيمة في الكويت، وسنعود لتلك الاحصائيات بالتحليل والتعليق في مقالات قادمة، ما لفت نظرنا بشكل صارخ وجود مجموعة لا تتعدى 3300 فرد صنفت على انها من جنسيات عربية غير رئيسية مختلفة، اتضح ان نسبة جرائمها في المجموعات الاربع تزيد بما يقارب 800% عن معدل جرائم جميع الجنسيات الرئيسية الاخرى المقيمة في الكويت، ومنها بالطبع الكويتيون.

آخر محطة:
صور معبرة منها ما نشرته «الأنباء» على صدر صفحتها الاولى بالامس، حيث تظهر اردنية تجهش بالبكاء بينما لم نشهد دمعة واحدة تسفك من رغد ابنة صدام على مقتل ابيها الذي لاحظنا ان وجهه لم يتغير الى اللون الازرق كما يحدث لمن يشنق نظرا لعدم وصول الدم اليه، بل كان ابيض واحمر، نرجو الا يدعي احد الكرامة للطاغية، حيث ان هناك مبررات اخرى نتركها ربما لمقال لاحق.

سامي النصف

فرقاك يا صدام عيد

انتشرت على منتديات الانترنت السعودية اعادة لفتوى مرجع الاسلام الراحل الكبير عبدالعزيز بن باز القاضية بتكفير صريح لصدام حسين لجرائمه في العراق وايران والكويت وانتمائه لحزب البعث الدموي، وفي ذلك خير رد على من يحور قضية اعدامه عن مقاصدها العادلة الى امور اخرى.

لمن يحتج على اعدام الطاغية بهذا اليوم او ذاك نقول: ان جميع ايام الله فضيلة، ولو اعدم في اي يوم آخر لما عجز ايتامه وماكينته الاعلامية والمرضى من عشاقه عن ايجاد مبرر للاحتجاج على ذلك التاريخ كونهم يرومون في النهاية ان تذهب جرائمه دون عقاب.

اعدام صدام تم لجرائمه الكبرى بحق جميع الشعب العراقي وشعبي ايران والكويت، ولم يعدم الطاغية ارضاء للغر مقتدى الصدر، لذا لا يعتد بما قاله بعض الحضور ممن لا يعرف هويتهم احد من ثناء على الصدر، وكأن تلك العملية تمت لحسابه الشخصي، مما اثار حنق الملايين وجعلهم يتعاطفون، للاسف، مع صدام في لحظاته الاخيرة.

وليست هذه المرة الاولى التي يتسبب بها الشاب مقتدى في تعاطف الخلق مع صدام، فجرائم الابادة الكبرى التي يرتكبها جيشه بحق الابرياء من رجال ونساء والفوضى العارمة التي يساهم بها جعلت العالم اجمع يتساءل عن الفائدة من استبدال طاغية واحد بعدة طغاة وانتقال عمليات القتل والابادة من القصر الى الشارع ومن ثم لوم طرف بحق وغض النظر عن لوم الطرف الآخر.

مات صدام وجرائم جهازه باقية، فالعراق يتعرض اليوم لحملة ابادة شاملة وسعي حثيث لتقسيمه واشعال الحرب الاهلية بين ابنائه، يساهم بها التكفيريون من جهة، ورجال مخابرات صدام من كل الفئات ممن يفخخون السيارات دون علم بعض اصحابها، ثم يفجرونها عن بعد بالتجمعات الشعبية لفئة من الشعب العراقي، ثم يقومون بتحريض الطرف الآخر على عمليات القتل والخطف على الهوية من جهة أخرى، وما بين الاثنين يقاسي الشعب العراقي المنكوب ويبتعد عن الاستغلال الامثل لثرواته الناضبة سريعا.

كيف للسياسي والديبلوماسي عمرو موسى ان يترحم على صدام ومن ثم يجعل كل الشعب العراقي يكره العرب والجامعة العربية؟

ولماذا تكرر القيادة الفلسطينية غلطتها الفادحة الكبرى بالاصطفاف مع صدام ثانية ومن ثم خسارة الشعب العراقي وتعريض عشرات آلاف الفلسطينيين الموجودين بالعراق لتحمل تبعات تلك المواقف الخاطئة؟

الم يكن من الافضل بالامس (عام 1990) واليوم ان تتفرغ القيادة الفلسطينية لقضية شعبها المأساوية بدلا من الاصطفاف مع الطغاة وقتلة الشعوب؟

آخر محطة:
تموت يا صدام خزيا تهاب الحبال والقيود
اعدامك يا صدام فرحة وفرقاك يا صدام عيد.

سعيد محمد سعيد

مذكرات «قنصوه الغوري البحريني»

 

لعله كان يستحق لقب «جابر عثرات الكرام»، لكن لا بأس من اختيار اسم آخر… لاحقا! بعد مرور أربعة أعوام ونيف، وبعد أن جمعت قصاصات كثيرة مثيرة غزيرة مما يصلح لأن يصبح لونا أدبيا جديدا يضاف إلى عالم الآداب للكاتب الفذ العظيم الذي صال وجال تحت قبة البرلمان، وأبلى بلاء حسنا! شهدت على حسنه بعض الصحف وأشاد به كتاب ونقاد آخرون، وجدت نفسي عاجزا عن اختيار اسم لذلك اللون الجديد من الأدبيات المكتوبة في صنفها الأول، والمقروءة في صنفها الثاني، والخطابية في صنفها الثالث. المهم أنني عجزت عن اختيار الاسم المناسب، لكن لا بأس من أن نتداول نتفا من تلك اليوميات لأن فيها ما يهم مصلحة الوطن والمواطن، وتلامس في كثير من الأحيان الحياة الاجتماعية والمسار السياسي في البلاد النائم الذي استيقظ ذات يوم، استيقظ من نومه مفزوعا… كئيبا مخنوقا متألما على ما ألم بالمجتمع من مشاعر أخوية ومن مبادرات طيبة لرأب الصدع وإصلاح ذات البين بين أهل البلد، وكأن الكابوس المرعب الذي حل عليه في تلك الليلة، أفقده ما تبقى من صواب! فراح يكتب ويرسل إلى الصحف – كما تعود أن يفعل – ليقول للناس: «علينا بطاعة أولي الأمر… لن نطيع غيرهم… طاعة ولي الأمر واجبة»! لكن الناس العقلاء، كل الناس العقلاء، كانوا يعلمون أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن ذلك «النائم» استيقظ كالفتنة، وهي لم تنم أصلا لا في عقله ولا في قلبه! فجأة، وجد أن المواطنين ضحايا إرهاب التسعينات يجب أن يحصلوا على حقوقهم من الدولة، لأنهم سقطوا ضحايا لممارسة البعض أعمال العنف والإرهاب بحق المواطنين والمقيمين الأبرياء، الذين ذهبت أرواحهم في سبيل الوطن، ودفاعا عن مكتسباته وانجازاته التي انتهكت من قبل أيدي الظلم والإرهاب، ومن هذا المنطلق فلابد للسلطات والمجتمع، من فتح هذا الملف وإعادة النظر في تفاصيله المختلفة والآثار المترتبة عليه. فهناك العشرات من المواطنين والمقيمين تضرروا كثيرا نتيجة حوادث التسعينات، وبعضهم راح ضحية أداء الواجب الوطني، وآخرون ذهبوا ضحية قيام البعض بالتخريب وتدمير المنشآت العامة والخاصة، وهؤلاء جميعا يجب أن تعاد حقوقهم المسلوبة.

فساد وتوظيف عنصري طبعا، لا يمكن أن يسكت عن العنصرية والتمييز وهو من لا يخشى في الله لومة لائم! فقد وجد أن الوزير (…) والوزير (…) في حاجة إلى تأديبٍ بسبب الفساد والتوظيف العنصري وغير العادل في وزارتيهما، لا سيما مع وجود عصابات وحنث لليمين الدستورية التي لم يحترمها ذانك الوزيران، ولم يحترما قسمهما عند تولي منصبيهما، ولأنه ليس مهيئا لتقديم دروس في الوحدة الوطنية من «بواب»… فقد ألقم حجرا. كل ذلك مما ذكر وأكثر، جعل «قنصوه» يضج غضبا.. فمن جهة، كشفه المجتمع بأسره اللهم إلا من قبل مريديه و»دافعيه» المختفين الذين يعلمون هم أصلا حقيقة فعله وعمله وبأمر من يأتمر، ومن جهة أخرى، لم يرق أداؤه للكبير الذي علّمه السحر، فما كان منه إلا أن صبّ جام غضبه على اليهود والنصاري و… الرافضة! نعم، لا يقبل صاحب الجبين المقدس إلاّ الدفاع عن الإسلام وبني الإسلام، وجاءت العبارة رنانة في خطبته: «اللهم العن اليهود والنصارى والرافضة، وأرني فيهم يوما أسود». القصاصات كثيرة، ومتنوعة، ومختلفة اللون والرائحة لكنها من صنف واحد… وقد وجدت أنه من الحكمة عدم التطرق إلى بعضها، لأن فيها من السم ما يمكن أن يودي بحياة الإنسان بمجرد النظر! لكن السؤال الأهم والأكبر: «لماذا جمعت تلك المذكرات؟ والإجابة هي لأنني حاولت مرارا وتكرارا أن أفهم… لماذا يفعل قنصوه الغوري البحريني كل هذا؟ ولمصلحة من؟ وما الذي حققه حتى الآن سوى المزيد من الألم له ولغيره، وجعل القلوب، التي يريدها ولي الأمر مؤتلفة.. وبسبب أفكار «قنصوه» مختلفة متفرقة. هل يمكن أن يقضي الواحد منا بعض الوقت ليقرأ بتمعن تلك القصاصات/ المذكرات ليحدّد ما يناسب منها المجتمع ويحدّد خطوط التنافر والتقارب؟ ثم يتحفنا بالعبرة والخلاصة. المهم، تلك كانت بضع قراءات سريعة من قصاصات «قنصوه الغوري» البحريني… فيها الكثير مما يمكن اكتشافه ونتف آخر مما لا يمكن… والغريب في الأمر، أن هذا الغوري لديه نائبه «طومان باي»… كالصنو للصنو، لكن من هو قنصوه الغوري ومن هو طومان باي؟ يا صديقي… جولة عبر «غوغال» تكفيك العناء!

سامي النصف

أيتام صدام اللئام

الحمد لله الذي أطال في أعمار أهل الكويت وأعمار أهل العراق وإيران ليشهدوا إعدام أحد كبار طغاة العصر الذي دمر، بخسة ودناءة، مقدرات الشعب العراقي الحضارية ثم امتد طغيانه وشره لتدمير مقدرات وانجازات شعوب الدول المجاورة.

وقد استغربنا من تركيز بعض الفضائيات التي ليست فوق مستوى الشبهات على مشاهدين من بلدان عربية تسألهم بخبث أو جهالة عن صدام وهم ممن لم يذوقوا قط طعم حكمه وقمعه وقتله وإبادته، بل كانت هناك انتقائية في عرض من يثني عليه فقط في تلك اللقاءات، وكان الواجب ان تسأل فقط العراقيين والكويتيين وبعض الإيرانيين فهؤلاء فقط هم شهود العدل في تلك القضية.

وقد بدأ أيتام صدام اللئام من مرتشيه ومستلمي كوبونات النفط بالبكاء والنواح على ولي نعمتهم والبعض الآخر من هؤلاء هم من معتنقي ومدمني ثقافة عشق الطغاة في بلداننا العربية، فكلما هلك طاغية أو سيد بحثوا ـ كالعبيد ـ عن طاغية أو سيد آخر يمدحونه ويبررون له جرائمه وتصرفاته.

فمثل تلك الثقافة السائدة هي التي خلقت لنا من عشق حتى النخاع الطاغية الابادي هتلر عندما كرهه وحاربه العالم، وعندما انتحر عشقوا ستالين ثم تبعوه بالجري والتطبيل خلف كل طاغية مدمر في محيطنا العربي الهادر حتى انتهوا بمعشوقهم الأكبر آخر الطغاة وأسوئهم الهالك صدام.

وقد حاول بعض أيتامه ان يحيلوا عملية إعدامه المباركة الى قضية طائفية يتاجرون بها ويحصدون العطف بسببها ناسين ان المقبور قد عدل في ظلمه بين العراقيين والكويتيين والإيرانيين ويذكر الشعب الكويتي جيدا، وهو شاهد عصر، ان جلاوزة صدام لم يعطوا أفضلية للسني على الشيعي الكويتي في نهج القتل والنحر والإبادة.

كما حاول البعض الآخر من الأيتام اللئام اعطاء مبررات غير منطقية لتاريخ إيقاع القصاص العادل به، ناسين ان من حاكمه ونفذ الحكم به هم أفراد من الشعب العراقي وبالطبع لو تم إيقاع ذلك القصاص في أي يوم آخر من أيام السنة الأخرى لبحثوا في التاريخ العراقي والعربي والإسلامي كي يتم تأويله لخدمة أغراضهم الشريرة.

يتبقى الشكر المستحق لإدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن التي مهدت، عبر تحريرها المظفر للعراق عام 2003، لتلك العملية التي انتهت بالقصاص العادل، ولولا ذلك لكانت جرائم صدام ومن بعده المجرمون من أبنائه قائمة ومستمرة ولن يتحدث أحد قط في بلد الإعلام الواحد عن الضحايا.

لقد فك التحالف الدولي الشعب العراقي من أسره ولا يسأل ذلك التحالف قط عما يقوم به السجين المظلوم عند فك أسره لذا فالواجب على من عانى من ظلم صدام ان يتأكد من ألا تجعل أعماله وأفعاله مجالا لترحم أحد على طاغية مات ومجرم فطس.

آخر محطة:
نقترح ان يبنى لصدام مرجم يرجم من خلاله شيطان آخر من شياطين الإنس وعلى القرب منه مأتم وحائط مبكى للأيتام والمرتشين والمخدوعين به.

سامي النصف

خلق الله

خلق رب العباد المعادن جامدة ولم يترك لها الفرصة ان تغير نفسها، فالذهب يبقى ذهبا والصفيح يبقى صفيحا، اما الانسان فقد كرمه بأن اعطى له الحق كاملا في ان يختار المعدن الذي يريده، لذا اعجب ممن يختار طواعية ان يصبح صدأ او نحاسا يلمع دون قيمة، وهو الذي بيده ـ بحسن عمله ومكارم خلقه ـ ان يصبح ذهبا او الماسا.

النسر طائر جبان يعيش على جيف المخلوقات بعد موتها وهو غريب على بيئتنا العربية اما الصقر فهو طائر العرب الحر الذي يعيش على الفريسة الحية لذا لا ينقض على الحبارى ما بقيت ساكنة كالميتة لذا نستغرب من قيام دول الثوريات العربية منذ الخمسينيات بتبني صورة النسر بدلا من الصقر كشعار لدول عربية عديدة، يقول بعض الظرفاء ان النسر هو شعار الغرب وضعه رجال حروبه الخفية لكل دولة نجح الانقلاب الذي طبخوه بها.

اعطي للاسد عند العرب ما يقارب العشرة اسماء وهي من الامور التي يفتخر ويستشهد بها بشدة مختصو اللغة العربية، لو اخذت اطفالك لحديقة حيوان اجنبية في المشـــرق او المغرب ووجدت حيوانا مكتوبا عليه Lion لقلت ان ترجمته للعربية هي الاسد وTiger نمر وCheatah فهد، ولكن ماذا عن اقفاص الحيوانات الضارية المختلفة الاخرى التي تحمل اسماء مثل Panther، Leopard، Jaguar، Cougar، Puma، الخ، يا حبذا لو وزعت اسمــاء الاســد الاخـرى الــــتــي لا ضـــرورة لها على تلك المخـــلوقات التي لا اسماء عربية لها.

يسمي العرب الاسد ملك الغابة ويعطون له من الصفات عبر الكذب والمبالغة ما لا تحتمله الحقائق الخاصة بعالم الحيوان فالاسد في البدء حيوان كسول جدا نائم اغلب الوقت لا يستطيع ان يسوس شيئا ناهيك عن غابة بأكملها، كما ان اللبوة هي من تقوم بالصيد وتغذية الاشبال، اما الاسد فعمله الحقيقي هو زبال الغابة Scavenger حيث يقوم هو والضباع والنسور بأكل الجيف والجثث الميتة التي تعافها المخلوقات الاخرى وهو ما يتسبب بنظافة الغابة وخلوها من الامراض.

هل لاحد ان يفهم ما يجري في منطقة وحيد القرن الافريقي؟!

دول كالصومال واثيوبيا وحتى اريتريا مرت عليها سنوات طويلة من الجفاف الذي اكل الاخضر واليابس وتسبب بالمجاعات الرهيبة التي حولت الناس الى هياكل عظمية ثم لحقتها فترة فيضانات مدمرة جعلت تلك الدول شديدة الفقر وفي امس الحاجة لكل فلس من اموالها لإعاشة مواطنيها فكيف جاز لها ان تنفق الملايين في شراء الاسلحة لقتل بعضها البعض!

آخر محطة:
حرية الرأي والقول لدى العرب هي اقرب لهذه المقولة الضاحكة الجميلة، قال لزوجه: اسكتي وقال لابنه انكتم، صوتكما يجعلني مشوش التفـــكير، لا تنبسا بكلمة قط، اريد ان اكتب مقالا عن حرية التعبير!

وكل عام والمسلمون والمسيحيون واهل الارض جميعا بخير وسعادة بمناسبة الاعياد وقرب السنة الجديدة.

سامي النصف

توسطوا تصحوا

وسط الاجواء الملتهبة القائمة في المنطقة لم يعد مفهوم وثقافة الوسطية اختيارا نأخذ به او لا نأخذ، فإن امن الوطن والسلام الاجتماعي بين شرائح المجتمع المختلفة والوان طيفه السياسي القائمة يستوجب الاخذ بالوسطية كمنهج حياة وصمام امان لا غنى للأمة عنه.

وقد وجدت عبر اطلاعي على الاوراق المقدمة للمؤتمرات التي عقدت للوسطية انها لم تلق هوى لدى شيوخ وكتاب التطرف وهو مؤشر جيد فأحدهم وهو شيخ دين ومنظر كبير يسأل المؤتمرين ـ وبسذاجة بالغة ـ عن تعريف الوسطية ومعناها؟!

ولم يقل لنا كيف له ان يفسر الآيات البينات ويشرح الاحاديث الشريفة للأغرار الصغار والرجال الكبار وهو لا يفهم معنى الآية الكريمة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) والحديث النبوي «خير الأمور اواسطها».

كما تساءل كاتب ـ متشدد معروف ـ عن معنى الوسطية وتطبيقاتها وهل يفترض برجل معروف بالاصلاح ومكارم الاخلاق ان يترك تلك المكارم الى امر وسط، فيصبح يوما ذا خلق ويوما دون خلق حتى يحقق الوسطية؟!
 
والحقيقة ان هذا النوع من اللغو والجدل غير البناء سمعنا كثيرا بمثله في حقب مكافحة الارهاب الذي يعرفه العالم اجمع عدا شيوخ وكتاب التطرف لدينا، الذين يدمرون ويخربون كل لقاء لمكافحته بطلب تعريفه وهل الارهاب طائر أم سمكة ام هو احد انواع الحلويات؟!

ان الوسطية تعني القبول بالرأي والرأي الاخر وهو شرط ملزم لها كشرط الوضوء او التيمم للصلاة، فالوسطية تستهدف الخروج من مواقع التخندق والرأي الواحد المغلق الى فضاء التعددية الفسيح الذي يقبل بمجاورة القريب والغريب.

ومما لا منطق فيه ان تصل المناكفة السياسية والفكرية الى حد ان نختلف حول ما لا يجوز الاختلاف حوله اي الايمان بالوسطية كنهج حياة وكطرف نقيض للتطرف واحادية الرأي اللذين يوصلان عادة للقتل وقطع الرقاب وانشطار الاوطان والمجتمعات.

ان تبني تيار سياسي ما منهاجية الوسطية لا يعني اطلاقا ان على التوجه السياسي الاخر ان يخالفها ويسفهها امام النشء ممن نود ان يتشربوا ـ حتى النخاع ـ هذا التوجه الخير، ان نقد الممارسة يجب الا يمتد لنقد الثقافة ذاتها والواجب ان نلتف جميعا حول الوسطية لا ان نختلف حولها.
 
ان في الوسطية الروشتة الناجعة لامراض العراق ولبنان وفلسطين وحتى المجتمعات الاخرى التي تفتك بها وتسفك دماء ابنائها التخندقات المختلفة، وفي الوسطية حل كذلك للاشكالات السياسية الكويتية كما انها ستشفي العلاقات الوظيفية المريضة المتفشية في دهاليز الدوائر الحكومية، والحال كذلك ضمن جدران الحياة الزوجية وستقلل بالقطع من حالات الطلاق والتشرد التي قاربت ان تصبح وباء.

اخر محطة:
تعقيبا على ما كتب بالأمس لا تضير الصديق والزميل جابر الهاجري عزوبيته التي لن نستغرب ان يكسرها قريبا ومع بداية العام الجديد «بالزوز»، على قول اخوتنا المغاربة، ومبروك سلفا!

سامي النصف

على مشارف عام جديد

ونحن على مشارف عام جديد علينا أن نبعد مسارنا عن عام آخر تملأه الازمات والاستجوابات والسخونة السياسية التي تعطل اعمال الدولة في الداخل وتشغلنا عما يحدث حولنا في الخارج، خاصة ان طبخة الاوضاع في العراق وايران ولبنان ـ وبراكين اخرى قادمة على الطريق في المنطقة ـ قد تصل سريعا الى حد النضوج والانفجار في عام 2007.

ان اولى خطوات اصلاح الاوضاع في البلد تتم عبر التوقف عن عمليات الاستجوابات الكيدية التي شغلت وعطلت البلد خلال الاشهر الماضية ومن ثم حاجة السلطتين الملحة للجلوس المطول ضمن مناهجية الغرف المغلقة خارج البرلمان للوصول الى صيغ اتفاق نهائية تستمع الحكومة من خلالها لملاحظات الكتل والنواب على خطة برنامج الحكومة الطموح كي يتم تعديلها طبقا لأي مقترحات جادة حولها ثم اعطاء الضوء الاخضر بعد ذلك للحكومة للسير حثيثا في تطبيق تلك الخطة الحكومية الواعدة التي ستتحقق للكويت من خلالها النقلة النوعية المطلوبة.

وقد يستدعي الامر كما يأتي في الصحف تعديلا او تدويرا هنا او هناك في الحكومة وهو امر لا ضير منه على الاطلاق مادام يخدم الصالح العام ويرفع الكفاءة ويزيل التوتر بين السلطات، على ألا يخضع للرغبات الشخصية او «المناكفات» السياسية وان يكون هناك التزام معلن بالتوقف عن استخدام قميـص عثمان المسمى «وزير تأزيم» الذي اصبح اكثر اتساعا من ثقب الاوزون.

وما نحتاج الاتفاق عليه في خضم ما يجري حولنا من احداث في المنطقة العربية البعد عن ركوب ظهر النمر المسمى «تحريض الشارع» ففي ذلك الامر مجازفة كبرى وعملية محفوفة بالمخاطر يعرف البعض احيانا كيف يبدأها ولا يعرف احد قط كيف ينهيها فكم من نمور جاعت فأكلت من يمتطيها، وكم من نمر خرج عن السيطرة فهدم واحرق وعربد، فيا ايها الســاسة العقـلاء لا تلعبوا بعواطف ومشاعر النــاس فتندموا ويندموا.

آخر محطة:
في الكويت ظاهرة غريبة هي زحمة الساعة الحادية عشرة صباحا التي سببتها كثرة المتقاعدين ووفرة الساهرين والتي سنتطرق لكيفية «الاستفادة» منها في مقالات لاحقة.

سامي النصف

جريدة «النيشان» المغربية وجرائد أخرى

جريدة «الوطن الآن» المغربية نشرت على صفحتها الأولى ان البرلمانيين يطالبون الملك باسترجاع سيادته بعد أن خرج السجال بين النواب من المؤسسات الى الشارع حسب قول الصحيفة، كما استغربت ضمن الموضوع نفسه من عملية التنصت الهاتفي التي استخدمت لإدانة بعض النواب بتهمة شراء الاصوات في الانتخابات الاخيرة، مما أدى الى سجن وغرامة 16 عضوا منهم وحرمانهم من الترشيح لدورتين متتاليتين.
 
جريدة «الاتحاد الاشتراكي» التابعة للحزب الحاكم علقت في مقال افتتاحي لها على تبعيات فتح باب اصدار الصحف بالقول انه بقدر ما تتزايد اصدارات الصحف بقدر ما يتراجع عدد القراء، وان «المصداقية الصحافية» قد تضررت كثيرا لتطرق بعض الصحف الجديدة للجنس والجريمة والطعن الشخصي واثارة الفتن بين الأمازيغ والعرب كوسيلة لسرقة قراء الصحف القديمة، وطالبت فيدرالية (جمعية) الصحافيين بإصدار ميثاق شرف يحدد العلاقة بين الصحافة والدولة من جهة والصحافة والمجتمع من جهة ثانية.

جريدة «العالم الأمازيغي» اشتكت من قيام مطبعة «امبريال» برفع دعوى عليها للحصول على مستحقاتها التي تعدت 24 مليون سنتيم، وفي الوقت ذاته نشرت خبرا بالبنط العريض يقول ان ملوك المغرب العرب المتعاقبين قاموا بتزوير التاريخ عبر طمسهم ومسحهم تاريخ الامازيع واليهود والافارقة، وطالبت بإعادة النظر بالمناهج المدرسية المغربية للحد من تمجيد أعمال العرب في المغرب.

جريدة «الأيام» تدعي كشف أسرار صفقة التناوب بين العاهل الراحل وعبدالرحمن اليوسف المدعوم حسب قولها من الكويت والسعودية والامارات وأميركا وفرنسا، وتتهمه بتزوير الانتخابات، ثم تنقل في صفحاتها الداخلية لقاء مع الأمير المنشق مولاي هشام بن عبدالله فيه طعن صريح بالنظام الحاكم وفي صفحة أخرى لقاء مع المفكر محمد عابد الجابري (صديق صدام) لشرح تبريراته حول قوله ان القرآن الكريم الموجود بين أيدينا محرف.

جريدة «الصحيفة» لم ترحم حتى ذكرى الراحلين، فنشرت على صفحتها الاولى ان المرحوم الحسن الثاني كان يحضر جلسات استنطاق المختطفين والمعتقلين السياسيين، وفي الداخل ادعاء بأن الملك السابق مات مسموماً ولقاء مع مدحت بوريكات الذي ادعى انه كان شاهد قتل السياسي الحسين المانوزي تحت التعذيب.

جريدة «العلم»، لسان حزب الاستقلال، ركزت في افتتاحيتها على ضرورة محاربة الرشوة حتى يتحسن موقع المغرب في التصنيف العالمي للدول المحاربة للفساد وذكرت ان 60% ممن سألتهم مؤسسة غالوب العالمية للاستفتاءات، ذكروا انهم دفعوا رشوة لتخليص معاملاتهم خلال الـ 12 شهرا المنصرمة، وذكرت ان الحزب تقدم عام 1977 للبرلمان بقانون «من أين لك هذا؟» ومازال مشروع القانون باقيا في اللجنة التشريعية ولم يغادرها.
 
جريدة «المشعل» تعرضت لنظام الحكم على صدر صفحتها الاولى، وفي الداخل تحقيق خطير عن أنواع المخدرات الاكثر شعبية في المغرب، وتعرض الوصفات اللازمة لتحضيرها أمثال «البربوقة» و«القرطاسة» و«الفرشاخة» و«القاتلة» والاخيرة تعتمد على الاقراص التي تعطى عادة لذوي القصور العقلي بعد خلطها بالبسكويت، يصبح بعدها المتعاطي في حالة تجعله لا يخشى شيئا حتى ان شعار مدمنيها هو «لا شيء مستحيل»، في المشرق العربي يستخدم القادة الثوريون عادة خلطة «القاتلة» في مواجهاتهم الخاسرة مع القوى الدولية!

أخيرا.. اذا كنا أقمنا الدنيا ولم نقعدها على الجريدة الدنماركية التي أساءت لرسول الأمة ( صلى الله عليه وسلم )، فقد قامت جريدة «النيشان» الاسبوعية وعبر الفوضى الصحافية القائمة، كما ذكرت صحيفة الاتحاد الاشتراكي، بنشر مجموعة نكات على صدر صفحتها الاولى لم تكتف بالتعرض للرسول الأعظم ( صلى الله عليه وسلم )، بل امتدت لرب العزة والاجلال، وللصحابي أبو هريرة ( رضى الله عنه ).

حرية الصحافة أمر جميل متى ما ارتبط بالاحتراف والاحترام والمسؤولية.

آخر محطة:
لم نسمع قط بمشكلة في السابق ساهم بحلها أمين عام الجامعة العربية، الأرجح ان زيارته تمت بعد المؤشرات الايجابية لجهد المبعوث السوداني، فوصل سريعا للبنان، ليخربها!

سامي النصف

رد من شركة الملاحة العربية وتعقيب

السيد الفاضل المحترم.
تحية طيبة.

بالاشارة الى المقالة التي نشرت في زاويتكم (محطات) بتاريخ 12/12/2006 تحت عنوان «رسالة تستحق الاهتمام والانصاف»، يسعدنا ان نوضح حقيقة الادعاءات التي تضمنتها تلك الرسالة من منطلقين، اولهما كما تعلمون انني من الذين ينادون بالاصلاح والتطوير في كتاباتي وتصريحاتي، وعندما يكون هناك نموذج صالح قد بدأ العمل فيه كي يقتدى به في التطبيق فإن رغبتي في تعميمه خدمة للصالح العام تتطلب دعمه والتأكيد عليه وكشف حقائقه منعا للتشويش والتضليل، ثانيهما يأتي تحقيقا لرغبتكم المذيلة بنهاية المقال لمعرفة حقيقة ما تم من اجراءات في شركة الملاحة العربية المتحدة وهي في خضم اعادة الهيكلة وتطوير انظمتها وبرامج توسعها من حيث انصاف العاملين كافة، سواء من رغبوا بترك العمل اختياريا او من فضلوا الاستمرار في الشركة.

ان مضمون الكتاب الذي ارسل لعنايتكم جاء فيه كثير من المغالطات وجاء مغايرا للحقائق والوقائع، فعندما بدأت شركة الملاحة العربية المتحدة تطبيق اجراءات اعادة الهيكلة في سبيل تنظيم وتطوير اجراءاتها شأنها في ذلك شأن الشركات الكبرى المحلية والعالمية اتخذت الشركة قرارها بتخيير الموظفين بين الاستمرار بالعمل او الاستقالة اختياريا مع صرف تعويضات لهم، وكانت الشركة في هذا الصدد من اكثر الشركات انصافا لحقوق الموظفين واجزلها تعويضا، حيث امنت للموظفين من الشفافية والعدالة والوقت الكافي ما يضمن لهم اختيار القرار بحرية تامة ووضوح، وقد منحتهم رواتب 48 شهرا بالاضافة الى مستحقات نهاية الخدمة متمتعين بالميزة الافضل ورواتب مستحقات فترة الانذار، حيث بلغت التعويضات لعدد 19 موظفا 2426098، اي ما يقارب المليونين ونصف المليون دولار، وكانت تصل عند بعض الموظفين الى اكثر من 360 الف دولار للموظف الواحد.

وهنا اؤكد من واقع التجربة والمعايشة بصفتي احد الموظفين والمسؤولين ان عملية عرض الخيارات تمت بشكل راق وعادل ولم يخضع احد ما بالشركة لأي ضغط من ترغيب او ترهيب بأي شكل من الاشكال للتوجه لأي من الاختيارات المطروحة، لذا كان واجبا ان اتقدم بمثل هذا الكتاب انصافا للحق وتأمينا للجهود المبذولة والصادقة في مسيرة الاصلاح ورغبة في تعميم التجربة على المؤسسات الاخرى، شاكرين لكم اهتمامكم وتفضلوا بقبول فائق التحية والاحترام.

اخوكم حجاج بوخضور، نائب رئيس مجلس الإدارة لشؤون الأسطول.

التعقيب:
عرضنا ما جاء في رسالة الاخوة العاملين السابقين في شركة الملاحة العربية، وهو حق لهم، وعرضنا بالمقابل رد الشركة وممثلها الاخ حجاج بوخضور، وقد جاء وافيا وكافيا، وتتبقى حقيقة يجب التطرق لها في هذه القضية او غيرها رفعا للظلم ولانصاف الجميع، وهي ان العودة للعمل بعد الحصول على التعويضات والمكافآت التي لم تتضمنها رسالة الشكوى فيها ظلم فادح لمن تبقوا في شركة الملاحة او غيرها من شركات مثيلة، حيث سيشعر زملاؤهم ممن لم يأخذوا بذلك الخيار بعدم العدالة والانصاف، فهل هناك استعداد لدى المتظلمين لاعادة الاموال والمكافآت التي استلموها للشركة كشرط لطلب العودة وانصافا لزملائهم الباقين.