سامي النصف

أمير السلام المستحق لجائزة السلام

تظهر السيرة العطرة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، ما يثبت اننا أمام قيادة تاريخية، جمعت في فكرها ووجدانها ما بين الحكمة وبعد النظر، وروح الابتكار والتجديد، فقد عاصر سموه أربعة حكام للكويت عمل معهم وتعلم منهم، كما عايش وتعامل مع كثير من القيادات التاريخية العربية والإسلامية والدولية.

وضمن الداخل الكويتي كان سموه عضوا في مجالس الأمة المتعاقبة طبقا لاستحقاق موقعه كوزير وكرئيس للوزراء لمدة 43 عاما متواصلة مارس فيها العمل الشعبي بفاعلية تحت قبة البرلمان، وقد يكون البرلمان الحالي هو البرلمان الوحيد، منذ نشأت الحياة الديموقراطية في الكويت، الذي لم يعد سموه عضوا فيه بعد تسنمه مقاليد الإمارة وترؤسه للسلطات الثلاث.

وتظهر صفحات التاريخ تقلد سمو الأمير المسؤوليات الكبار صغيرا، لم يتجاوز عمره حينها العشرينيات، فأبدع وانجز حيث تقلد في الخمسينيات مسؤولية دائرة (وزارة) الشؤون الاجتماعية والمطبوعات والنشر، فأنشأت الكلية الصناعية لتأهيل الكويتيين على العمل الفني، وخرج قانون العمل والعمال، وصدرت مجلة «العربي» الرائدة، كما تأسست الدور الصحافية ومعها قانون المطبوعات والنشر، وبدأت في الوقت ذاته القفزة الكبيرة عبر ظهور الأندية الرياضية والجمعيات المهنية والحركات المسرحية والنهضة الفنية.

وبعد تسنمه مقاليد وزارة الخارجية استطاع فكره الخلاق ان يبتدع مدرسة جديدة للديبلوماسية، ديبلوماسية تعتمد على الصدق في القول وتطابقه مع العمل، وتقدم قضايا العروبة والإسلام، بل والإنسانية جمعاء، على المصالح الذاتية الضيقة، مما أعطى الكويت دورا فريدا أكبر بكثير من حجمها الجغرافي أو تعدادها السكاني، كما سخّر سموه جهود الكويت السياسية والاقتصادية لخدمة قضايا الخير والسلام في المنطقة والعالم وتعزيز دور الأمم المتحدة.

وقد بدأت الكويت مسارها السياسي، ودول العالم أجمع ومن ضمنها دول عدم الانحياز، وهي في حقيقة الأمر منحازة لهذا المعسكر أو ذاك ومحسوبة بشكل واضح إما على الكتلة الشرقية أو الغربية، وقد انعكس ذلك الصراع على دولنا العربية والإسلامية فتخندقت واصبح بعضها يعادي بعضا عدا الكويت التي خلق لها سموه مسارا فريدا وثّق من خلاله علاقة بلدنا بالكتلتين المتضادتين ونأى بنا عن الدخول في محاور الصراع العربي ـ العربي حتى كانت الكويت المرجع الوحيد المقبول من كل الأطراف عند الخلاف والاختلاف.

وقد استفادت الكويت استراتيجيا وأمنيا من تلك العلاقة المتوازنة للحفاظ على كينونتها، فقد وقف الاتحاد السوفييتي عام 73 مع الكويت ابان حادثة «الصامتة» رغم انه وقّع قبل عام معاهدة صداقة مع العراق مما حرم صدام من حصد جائزة اعتدائه أو حتى التمادي فيه، كما حصدت الكويت خير تلك العلاقة المتوازنة منتصف الثمانينيات عندما تسابق الروس والأميركان على حماية ناقلاتنا الحاملة لشريان حياتنا من الاعتداء في بادرة لم يشهد لها العالم مثيلا منذ انتهاء الحرب الكونية الثانية، وقد تكرر ذلك الأمر عامي 90 و91 في الاصطفاف الدولي من شرق وغرب لتحرير بلدنا.

ومن الأمور التي اشتهر بها سموه حبه الفاعل والحقيقي للسلام بين الدول حتى استحق ـ كما نقترح ـ ان يرشح بجدارة لجائزة نوبل للسلام، وان يطلق عليه لقب «أمير السلام»، فمنذ اليوم الأول لتسنمه عمادة وقيادة الديبلوماسية الكويتية بدأ عمله الدؤوب لمنع الحروب وتعزيز فرص السلام في المنطقة والعالم، حيث تدخل إيجابا لحل الاشكال اليمني ـ السعودي ـ المصري منتصف الستينيات، واستضافت الكويت لقاء الاخوة على أرضها، ثم ألحق ذلك بتدخلاته الخيرة لحل الاشكال الأردني ـ الفلسطيني عام 70، ومشكلة ايران ـ البحرين عام 72، وحرب اليمنين في العام نفسه، ثم حرب الهند وباكستان، وبعد ذلك رئاسته للجنة السداسية لوقف الحرب اللبنانية ورئاسته للجنة السباعية لوقف الحرب العراقية ـ الايرانية، ومثل ذلك حل الاشكالات العمانية ـ اليمنية، واليمنية ـ اليمنية المتكررة، وجهوده الفاعلة لإيقاف حروب البوسنة وحرب الشيشان، وكلها تحركات لم يسبق لأي قيادي شرقي أو غربي أن قام بشيء قريب منها.

سامي النصف

قضايا متناثرة

صورة الآسيوي المنتحر التي نشرت في «الأنباء» قبل ايام هي قضية انسانية يجب الا نمر عليها مرور الكرام، حيث لا تمر برهة من الزمن دون ان نسمع بمثل تلك القصص المأساوية، لذا نتساءل: بأي حق يستخدم بعض الناس الخدم ويعاملونهم كسخرة وعبيد في البيوت ومراكز العمل وبطريقة لا يقبلها انسان لحيوان، فكيف لانسان مثله؟

وقد عجبت لاخفاء وزارة الداخلية صور الزوج والزوجة الكويتيين اللذين لم يكتفيا بضرب وشتم الخادمة العاملة لديهما، بل انقضا عليها وقاما بخنقها وقتلها، اي لماذا حماية من تجرد من انسانيته وهو ما يدفع الخدم في بعض الاحيان اما للانتحار او لقتل الاطفال المؤتمنين عليهم؟
 
السكوت عن السرقات الصغيرة هو ما يخرب الذمم ويشجع على السرقات الكبيرة، نشرت جريدة «الراي» قصة المواطن فاخر الهوشل الذي بدل زيت سيارته لدى جمعية الصليبخات ودفع 5 دنانير ليستلم وصلا بعد ذلك يـظهر انه دفع 150 فلسا، وهو ما يعني قدرة من يعمل بالجمعية على سرقة الباقي، وتلك قصة متكررة لسرقات يومية نرى الكثير منها في الكويت التي لا يهتم احد فيها بطلب فواتير لما يدفع بعكس دول الغرب التي يحتاج المواطن فيها لتلك الفواتير عند ملء اقراره الضريبي السنوي، ألحظ الامر نفسه في بعض دور السينما والعديد من المحلات، لذا أصر عادة على الحصول على الوصل لعدم تشجيع عمليات «الحرمنة»، مع يقيني ان مثل تلك السرقات تتم عادة بالتواطؤ مع المسؤولين عن تلك المحلات.

اتعامل مع احد البنوك الكويتية والذي كانت الحكومة تملك حصة كبيرة فيه لمدة طويلة، مما ادى الى سوء ادارته، وتحول البنك الى شيء قريب من اي ادارة بيروقراطية اخرى.

افتقدت مساء الخميس البطاقة الائتمانية الصادرة من قبل ذلك البنك، لذا قررت الابلاغ عن فقدها حتى لا يساء استخدامها، فلجأت للرقم المعلن من قبله لاكتشف انه يعمل اثناء فترات الدوام الرسمي فقط، ثم لجأت للرقم الدولي للمركز الرئيسي في اميركا ليتم اخباري بعد فترة انتظار جاوزت الساعة أنه لا علاقة لهم بالبنك الكويتي الذي وضع رقمهم لخدمة عملائه، ولنا ان نتصور فيما لو سرقت بطاقة الائتمان الصادرة من ذلك البنك في بداية احدى العطل الكويتية الطويلة المعتادة، حيث سيتفنن السارق في عمله.

نصيحتي لكل من يحمل بطاقة ائتمان ان يجرب الاتصال بالرقم المرفق معها لمعرفة هل يعمل حقا 24 ساعة في اليوم ام اثناء الدوام الرسمي فقط قبل ان تقع الفاس بالراس.

آخر محطة:
كشف النقاب اخيرا عن محادثات رسمية لاحدى الدول الثورية اجريت سرا مع اسرائيل واستمرت سنين عديدة، كما اعترف بالامس وزير خارجية حماس محمود الزهار بانه التقى وقياديون تابعون لعدة منظمات فلسطينية بقياديين اسرائيليين كشمعون بيريز وغيره، وان تلك المحادثات السرية بدأت ولم تنقطع منذ عام 1988، رغم نبرة الاصوات العالية الرافضة في العلن الاعتراف باسرائيل.

تساؤلنا للثوريين من جميع الالوان: ماذا لو ان تلك المحادثات مع اسرائيل قام بها وزير الخارجية الكويتي؟!

والى متى نخضع قرارنا السياسي لمزايدات الآخرين فنصدق ما يقولونه لا ما يفعلونه؟

سعيد محمد سعيد

رافضي… ناصبي!

 

إذا أردتم أن تؤكدوا للعالم، يا معشر المسلمين، أنكم فعلا عباد الله الصالحين، وأبناء خير أمة أخرجت للناس ممن آمن بالله وبرسوله وباليوم الآخر، أقول إذا أردتم، وإذا أردت أنا، وإذا أردت أنت يا أخي الكريم، فلتعترفوا / لنعترف، بأننا أخطأنا طوال قرون مضت في فهم الإسلام، ووجدنا أنفسنا أمام صيحات وصرخات ودعوات للاعتدال والوسطية والعودة إلى المنهج الإسلامي المحمدي الصحيح، بعد أن نتمكن من إحراق كل الصفحات السوداء ممن تكدست في عقول وقلوب الناس بسبب مشايخ وعلماء و«مفكرين» و«مثقفين» سمّموا الأمة.

أعترف شخصيا، بأن المخزون الطائفي كبير جدا وقد بني على أكثر النماذج العلمية والاستنباطية والاستنتاجية والتحليلية دقة في الأوساط العلمية، حتى أن البعض أصبح يرفع شعار (من كتبهم… ومن كتبكم)، ولا أدري هل نحن كمسلمين، سنة وشيعة، ملزمون عقلا وتكليفا، بكل ما جاء في تلك الكتب؟ يعني باختصار، هل أنا ملزم بما قاله العالم «فلان» في شأن رضيعة أو وديعة لأنني جعفري؟ وهل يجب تطبيق وصايا العالم «فلان» في شأن التكفير والتفجير فقط لأنني سني؟

والله أيها الأحبة وجدت الكثير من الناس اليوم لا يعرفون من هو الرافضي ومن هو الناصبي… فصار الرافضي هو الشيعي… كل الشيعة، والناصبي هو السني… كل السنة! والسبب في ذلك زمرة ممن صدقت الأمة بأنهم علماء دين وأهل علم ومشايخ فضيلة وتقوى.

السؤال موجه إلى كل من يصله صوتي: «هل أنت رافضي أم ناصبي؟» لك أن لا تجيب إن لم ترغب في ذلك، لكن دعوني أوضح أمرا للتوضيح… الناصبي، هو الشخص الذي يعلن العداء والكراهية والبغض والحقد لأهل بيت رسول الله، من القدامى أم ممن يعيشون في وقتنا الحاضر، ولم يرد غير هذا الشرح في أي من كتب فقهاء الشيعة بحسب علمي، حتى يخرج علينا من يقول إن الشيعة يقصدون بالنواصب كل السنة.

كيف كل السنة، ومن له عقل، هل يقبل بذلك؟ دعونا من هذا الأمر، ولنعش ليالي الحسين (ع) في المحرق والمنامة، ولنسحق صراع الروافض والنواصب تحت أقدام المواطنين والمقيمين الشيعة والسنة (الذين يشاركون هذا العام بصورة ملفتة في المحاضرات والفعاليات الحسينية)، ودع الكلاب تنبح هناك في المزابل الأموية.

سامي النصف

أنقذ لبنان حياً وميتاً وقتلوه حياً وميتاً

لم يكن للشهيد رفيق الحريري ميليشيات تضرب وتدمر وتخرب لبنان، بل كانت الميليشيا الوحيدة التي يملكها هي 30 الف طالب لبناني من جميع الديانات والطوائف، رفعهم من مستنقع الاقتتال الطائفي الى محاريب العلم والدراسة والتقدم.

وقد استطاع الشهيد الحريري ان يواصل ليلا ونهارا حتى اوقف الحرب التي اشعلها واستمر بها الآخرون عبر عقد مؤتمر الطائف الذي استطاع من خلاله اقناع المسيحيين الموارنة بالتنازل عن بعض صلاحيات رئيس الجمهورية المطلقة لصالح مجلس الوزراء على ان يمنحوا حق الثلث المعطل الذي يضمن الا تنفرد احدى الديانتين الرئيسيتين الاسلام او المسيحية بالقرار في المجلس.

وقد بدأت مظلمة الشهيد رفيق الحريري حيا عند دأب بعض لوردات الحروب ممن دمروا لبنان على التساؤل وبراءة الاطفال في أعينهم والدماء تقطر من أيديهم عن مبررات الدين العام، ناسين او متناسين ان السائل لا المسؤول هو المسؤول عن ذلك الدين، فكيف يتم ارجاع لبنان لسابق عهده دون اقتراض الاموال للتعمير؟

ثم استكمل ظلمه ميتا عبر العمليات الهادفة لحماية من قتله عبر تعطيل اجراءات المحكمة الدولية التي يريد البعض منها ان تمنح صكوك البراءة للقتلة قبل ان تبدأ مداولاتها الاولى.

وبالمقابل، لم يكتف الشهيد الحريري بوقف الحرب وتعمير لبنان حيا وجعله بلد 7 نجوم، حيث بدأت المليارات تدخل للبناء، مما اوصل بيروت لمصاف اجمل عواصم المنطقة قاطبة، بل ارخت روح الشهيد الحريري بظلها على مؤتمر «باريس ـ 3»، فأحيته وجعلته يجزل العطاء لبلده، والذي هو ـ اي المؤتمر ـ من بنات افكار الشهيد العظيم الذي خلقه لدعم تعمير واحياء لبنان النور والضياء، امام قوى الظلام التي تود تدمير لبنان وقتله، وقد قاربت على النجاح في ذلك المسعى السيئ بعد ان هرب منه السواح والمستثمرون الذين هم بمثابة بتروله وشريان حياته الوحيد.

وللمعلومة، فالثناء على عدم تدخل الجيش في عمليات قطع الطرق واغلاق المطار امر لا حكمة فيه، فلم تحدث الحرب الاهلية المدمرة عام 1975 الا بعد ان حيدت حكومة رشيد الصلح آنذاك الجيش ارضاء لقوى المعارضة وامرته بعدم التدخل فيما يجري حفاظا عليه (!) والتساؤل الحق هو لأي امر تتم المحافظة على الجيش اذا لم يكن لمنع الاضطرابات (لا الاضرابات) وقتال الشوارع الذي هو عادة المقدمة الطبيعية للحروب الاهلية؟!

لمعرفة ما يجري في لبنان، قرأت بالامس ما كتب في جريدة موالية للحكم وجريدتين للمعارضة، ففي «المستقبل» خبر عن القبض على قناصة في المدينة الرياضية يطلقون النار على الناس لتثويرهم، وقد اتضح انهم ينتمون لدولة عربية مجاورة، في جريدة «السفير» المعارضة تكتب جهينة خالدية تفاصيل ما حدث بعد الخناقة الفردية داخل الجامعة، حيث تقول ان باصات وفانات احضرت العشرات من شبان المعارضة ممن يلبسون الخوذات ومعهم عصي كالعصي التي استخدمت في يوم اضراب الثلاثاء الدامي لتشتعل المعركة وتخرج من حرم الجامعة الى الشوارع المحيطة، وفي جريدة «الديار» المعارضة مقال لفؤاد ابوزيد يقارن فيه بين ما حدث في الاضراب العام لعام 1952، حيث لم يحرق، حسب قوله، المضربون الدواليب ولم يطوقوا العاصمة ولم يتسببوا باغلاق المطار ولم يهددوا من لم يضرب بحياته ورزقه ولم يضربوه او يحرقوا سيارته، وبين الدمار الذي يحدث هذه الايام.

سعيد محمد سعيد

«غوغل» بن سبأ و«ياهو» الصفوي!

 

ذات مساء، وجدت وصديق عزيز أن نعيش لحظات من الفنتازيا الكوميدية تغييرا لمزاج عكر مضطرب سببه سيل من الكتابات والمقالات الصحافية والصراعات في المنتديات الإلكترونية البحرينية غير المسئولة ما يمكننا تسميته وصفا: «اجتهادات عباقرة البعث المنكوب واساطين السلفية المنتكسة وتهويشات جعفرية مردودة» من نوع ذلك الخطاب الصبياني التصادمي الفارغ المحتوى والمتسيد – مع شديد الأسف – على الخطاب المعتدل قوميا واسلاميا (سنيا وجعفريا) وسطيا معقولا مقبولا، والمغيب – مع شديد الأسف – بسبب سطوة وقوة الخطاب التآمري سيئ القصد مع اختلاف مصادره.

سألني صاحبي مازحا: «بم تشعر، بصراحة، وأنت تطالع ذلك الخطاب المندس والمبرمج؟ ألا يراودك شعور ورغبة في أن تضع يدك في الكهرباء «لتشطف بك»، أو «تتعلق في البانكة»، أو ترمي نفسك من جسر المشاة بشارع الملك فيصل على سيارة كامري؟ أو تذهب طوعا الى الطوارئ أو مستشفى الطب النفسي وتصرخ :»الحقوني.. أصابني فيروس عضوة مجلس الشورى، أو عضتني أفعى خرجت من بين أوراق صحيفة (…)، أو هاجمني وحش صفوي خرج من أرضي… أو… أو قل لهم ان جنيا مسلحا اندعس معك في اللحاف وطالبك بأن تعترف من أي صنف من البحرينيين أنت وإلا سيركبك ولن ينفع معك (ملا بلال) حتى لو اخرجت له جواز سفرك وحلفت بأنك بحريني أبا عن جد!».

هذا البحريني ما تغلبونه!

بصراحة، كل الخيارات التي طرحها صاحبي ما كانت تروق لي! ولكن، ولأن المسألة «فنتازيا فكاهة» لا أكثر ولا أقل، فقد أبلغته بأنني سأكون في غاية السعادة والسرور والغبطة والرضا إن استطعت أن أخيط ثوبا باللونين الأبيض والأحمر وأدور في شوارع الديرة في سيارة جيب لكزس أو لاندكروز أو «هامر» إن وجدت وأنا أصرخ في سماعة صغيرة :»هذا البحريني ما تغلبونه»… إلى أن تسقط بلاعيمي!

ويبدو أن صاحبي أعجب بالفكرة، وقرر أن يشترك معي في الكرنفال الثنائي المتخيل، على أن يكرر «كوبليها» يختلف عن «كوبليهي» اختاره هو: «من فتحت عيني… وانتي نظر عيني… يا نبع لحنيني»… يكفي أن نضع نقطة بعد أن نزيح هما جاثما ببضع ضحكات… لكن لحظة، هل في مقدورنا تخيل حجم الهم الجاثم على صدور الناس هذه الأيام إثر حال الاحتقان الخفية الظاهرة التي نعيشها في أكثر من صورة ومظهر في بلادنا!

يبدو الأمر صعبا… أليس كذلك؟

إذا صرفنا النظر عن الأعمدة الصحافية الهشة، والكتابات القائمة على الافتراضات غير العلمية التي تفتقد منطق الاستدلال والحقائق، أو تلك التي عرفها الناس على أنها بضاعة طائفية رخيصة، وإذا اعتبرنا الكثير من الكتابات في المنتديات إنما هي صورة تبحث عن إطار أكبر من إثارة الضغائن والعداوة والتناحر بين أبناء الطائفتين الكريمتين، فلن نستطيع صرف النظر عن غياب دور السلطة والوجهاء والرموز في تقديم مبادرة حقيقية تضع حدا للانفلات الذي ينذر بالدمار.. منقولا كما قلنا أكثر من مرة، من العراق ولبنان وإيران وأفغانستان وربما من أقطار عربية أخرى، مع العلم، بأن كل القنوات متاحة.. أم أن القضية/ الحالة الراهنة في البلاد، لا تستحق قبضة حديدية تحمي ثوابتنا ونسيجنا الاجتماعي؟

هلال أم منجل يسفك الدماء؟

هي الصورة ذاتها، من غوغل عبدالله بن سبأ وأحفاده ومصادره المعلوماتية المهولة المتعددة الاتجاهات والهوى والغايات، الى «ياهو» الصفوي القادم ضمن هلال شيعي، ليس هو من الأهلة التي هي مواقيت للناس والحج، بل منجل يسفك الدماء منتقما! يجعل السني يضع يده على رقبته تارة وعلى قلبه تارة أخرى خائفا وجلا على مصيره ومصير أهله، ويصور الشيعي وهو يظهر على حقيقته السبئية اليهودية المجوسية، وهو يشتم صحابة رسول الله، خير القرون، ويرفع علامة النصر وهو يبتسم للكيان الصهيوني معتزا مفتخرا..

نرى رأي العين ما يظهر وما يختفي في بلادنا، ويعز علي أن أقول ان الكل خائف من الكل… السلطة من الناس والناس من بعضهم البعض… بل ربما بلغ الخوف مبلغا من أبناء الطائفة الواحدة، فالتفتيت الغريب المريب في هذا المجتمع لا يقتصر على طائفتين فحسب… ذلك هو التفتيت الرئيس، أما تفرعاته فتدخل إلى كل طائفة وملة ليصبح للصراع هناك حسابات أخرى.

حتى اليوم، تستمر معنا النكسة! فيلتقي علماء الأمة، في أسوأ ظرف وأشد مراحل الأمة خطرا، ليشاهدوا «الهلال»، الذي اتفقوا عليه وهم… من هم؟ علماء الأمة وكبارها وعظماؤها وما ادراك… الذين لم يتفقوا يوما على هلال شهر رمضان المبارك، أو صدقوا في استهلال عيد.. جاءوا اليوم بشتم الصحابة مع الهلال الذي شاهدوه بالعين المجردة.

من للسنة والشيعة في هذا البلد، إذا كان الرابط بين رموز الطائفتين الدينية هو رابط التشكيك والخلاف الطائفي، واذا كان الوسط الديني، وأجزم، هو المسبب والمحرك والحاضن لتأجيج الخلاف واشعال الفتنة بسبب تقدم المتشددين والمعصبين وتأخر المعتدلين والعقلاء…

من للسنة والشيعة؟ أنا سأجيب :»لهم حكومتهم فهم رعاياها، وهي – أي الحكومة – المرجعية الأولى هنا في استحقاق المواطنة وحماية ميزان الحقوق والواجبات، ودرء الشر!».

عفوا… تخلصنا فجأة من كل الخلافات ولله الحمد، وطابت النفوس واستقامت الحياة، ولم يبق أمامنا إلا معضلة واحدة كبرى هي القاصمة: شتم الصحابة!! وارجو المعذرة أيضا، إن قلت أن مشكلا قديما جديدا دخل على الخط، لن يجمع أهل البيت الواحد، سنة وشيعة، إلا إذا انتهى الا وهو :«شتم الصحابة»!! أيها السادة، يا علماء الأمة أصدقوا، وخذوها صريحة… مثلما ورد شتم الصحابة في كتب بعض قليل قليل من علماء شيعة، ورد الشتم ذاته من بعض قليل قليل من علماء سنة… أم أنكم لا تعرفون!! وتريدون عناوين كتب وأسماء علماء! هلا كففتم عن خداع الأمة وتضليلها!

شيعة… آخر موديل!

لكن اللوم كله علينا نحن، العوام… لكننا نملك عقلا… الصغار، لكننا نكبر… الغافلون لكننا نصحو… سألني صديق من أهل السنة: «هل يشتم الشيعة الصحابة كأساس من أسس المذهب؟»، فقلت أنني اليوم قاربت من الأربعين من العمر، والله لم أسمع منذ عقلت، في مجالس حسينية ومحاضرات، سوى قلة لا تذكر من المواقف التي فيها شتم للصحابة، وفي المقابل، سمعت الكثير الكثير من خطباء وعلماء ما يمكن اعتباره جزما، تحذيرا من شتم الصحابة، وإذا كنا نقول إن الجهال من العوام هو من يشتم، فإن ما أشرت اليه من «بضع علماء من السنة والشيعة في كتبهم تحوي شتما للصحابة» يعتبر كارثة، مغطاة تستخدم اليوم كورقة لمصطلحات مخيفة: تهجير… تصفية عرقية… تكفير… تفجير وتهديد بالسلاح، وكأنما الناس تصحو وتنام وتتنفس «شتم صحابة… دفاع عن صحابة»!

بالمناسبة، حتى فئات الشيعة، أصبحنا اليوم نسمع عن «شيعة» يبدو أنهم قدموا من كوكب آخر بعضهم تغلغل حتى في عمق الكيان الصهيوني ليسرب المعلومات إلى حزب الله، وفئة أخرى تتحصن في قلاع لتمارس طقوسها في بعض الدول، وفئة ثالثة لها (ذيل) من الخلف، ونوع من الشيعة يمارس الفاحشة الجماعية بعد مراسم ليلة العاشر من المحرم! ومنها نوع يجب الحذر من النقاش معه؛ لأنه يستخدم السحر في التأثير على الناس وتحويل مذهبهم!

و… هناك أيضا (نوعية من الشيعة) تعيش في مدن تحت الأرض، وربما.. ربما هناك نوعية فضائية من الجعفرية تنزل في أيام محددة من السنة آذانهم طويلة وعيونهم عبارة عن مصابيح مضيئة الكترونيا سيحتلون الكرة الأرضية يوما ما، وأعتقد أن آخر نوع من الشيعة نزل الى الأسواق العالمية، عبارة عن كائنات معدلة وراثيا لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ويعتقد أن هذا النوع هو المتسبب في انتشار مرض انفلونزا الطيور وسارز، وجنون البقر.

سامي النصف

في انتظار زيارة الرئيس

وصلت يوم الاثنين الماضي لديوان البابطين العام في النزهة متأخرا وكان رواد الديوانية قد غادروا ولم يبق الا احد السفراء العرب والذي كان يروي قبل مغادرته قصة قصيدة قالها في احدى الدول الثورية الثرية عندما كان يعمل بها والمبتلاة بنظام اباد الزرع والضرع وقتل الناس وكان السفير الفاضل يضطر للسفر للخارج لاحضار ضرورات الحياة كالخبز والزيت والبصل والطماط المفقودة هناك، وقد سعدت بأنه لم ينشر تلك القصيدة العصماء الجميلة على العلن في حينها والا كان قد اختفى كما اختفى كثيرون قبله ولقيل انه على الارجح قد استقل الطائرة الى روما وفقد الاتصال به بعد ذلك.

بقيت بعد ذلك مع الاخوين العزيزين عبدالعزيز وعبدالكريم البابطين نتبادل الحديث عندما اتى مبعوث يبلغهما بعزم فخامة رئيس جمهورية جزر القمر الصديقة زيارة الديوان رغم قصر مدة اقامته في البلاد، وقد حضر فخامته ومعه جمع من الوزراء والمرافقين من الديوان الاميري للديوان وكشف لنا منذ الوهلة الاولى انه من اصول يمنية ويتحدث العربية بطلاقة كما انه يعشق الشعر والادب مما فتح المجال واسعا للحديث الشائق معه والذي استمر ما يقارب الساعتين وقد قرر فخامته زيارة مكتبة البابطين للشعر العربي ان اتاح له الوقت ذلك قبل مغادرته صباح الامس.

وقد قرر الاخ عبدالعزيز البابطين في التو واللحظة بعد اعتذار فخامة الرئيس عن قبول دعوة الغداء في اليوم التالي نظرا لمغادرته البلاد ان يقدم بدلا منها تبني مؤسسة البابطين تدريس 10 طلاب من جزر القمر في اي تخصص يريدونه كالطب والهندسة والادب العربي واصول الدين من البدء حتى انتهاء رسالة الدكتوراه ثم يتلو بعثة العام الاول ارسال 5 طلبة من الجزر كل عام للدراسة في الخارج كحال سابقيهم العشرة وقد لقي هذا الكرم الكويتي الحاتمي استحسان الحضور وسعادة الوفد المرافق.

وقد جلست أتمعن فيما يقوم به هذا الفارس الكويتي الذي يخجلك بتواضعه واريحيته ونخوته وكرمه وحسن ملاقاته للآخرين فلم يكن هناك في الديوان ما يضطره للقيام بذلك العمل الخيري الانساني الرائع من حر ماله والديوان يخلو من الحضور وأعلم جيدا ان بوسعود اعتاد القيام بمثل تلك الاعمال الانسانية عند زيارة الآخرين له في ديوانه ويقوم بها كذلك عند زيارته للآخرين في دولهم.

ورغم ايماني بحسن نية من طعن بالبابطين بدلا من ان يشكره ويثني عليه خاصة انه بمثابة وزارتي خارجية واعلام كويتيتين شعبيتين قائمتين بذاتهما الا ان الحقائق الجلية تظهر مقدار الظلم الذي تعرض له ذلك الرجل العاشق لبلده وشعبه فالدولة على سبيل المثال في الكويت وغيرها تعطي كل من يرغب في بناء مشروع تنموي كمستشفى او مدرسة او جامعة او اسواق خاصة اراضي عامة يستغلونها وتحقق لهم عوائد مالية من تلك المشاريع وهو امر جيد سبق ان اثنينا عليه الا ان السيد البابطين بالمقابل قد استخدم الاراضي المستأجرة من الدولة لا لاقامة مشاريع تجارية بل لانشاء مكتبة عامة فريدة في الوطن العربي والعالم ترفع اسم الكويت عاليا دون مردود مالي منها بل على العكس من ذلك فهو من يشتري في كل يوم الكتب والمخطوطات الثمينة لها وهو من يدفع كذلك رواتب عشرات الموظفين واجهزة الانترنت فيها.

وفي انتظار وصول فخامة الرئيس استغللت الوقت لأسأل بوسعود اسئلة اكتشفت كم المغالطات التي اصابته، فالوقف الذي حكي عنه يبقى لوزارة الاوقاف لا للبابطين وارض الحديقة العامة سيتكفل هو بها وبالنصب التذكاري مع بقائها بالكامل ملكا للدولة بدلا من مخالفة القوانين المرعية وتحويلها الى عقارات اسمنتية يستفيد منها البعض المؤجج، كما ان عبدالعزيز البابطين وبعكس ما اشيع عنه لا يملك شركة الوقود بل اسهما قليلة فيها لا تزيد عما يملكه اي مواطن آخر.

في الختام بودنا ان ينتهي الإشكال ولربما سوء الفهم القائم بين ذلك الرجل الفاضل وبين من تعرض له بحسن نية قاصدا مصلحة الكويت التي هي بحاجة ماسة لدعم اهل الكرم والشجاعة والنخوة ممن يشرفون بلدانهم وشعوبهم، ولاشك في ان بوسعود هو احد هؤلاء الفرسان ممن تستحضر فيهم ذكرى عصورنا الذهبية الجميلة.

سامي النصف

ولا ينبّئك مثل خبير

الآن وبعد ان انخفضت اسعار النفط الى الاربعينيات اي ما يقارب النصف من سعرها قبل اشهر قليلة ومن ثم انخفاض دخل الكويت بنفس النسبة القابلة لمزيد من الانخفاض في المرحلة المقبلة، الا يستحق الجهد المضني الذي قام به السيد بدر الحميضي وزير المالية في وسائل الاعلام والمنتديات والديوانيات للدفاع عن المال العام امام الهجمة الشرسة لاستنزافه، كل الشــــكر والعرفان والتقدير من الشعب الكويتي بدلا من اللوم والاستجواب والتقريع الذي يــــهدد به البعـــض؟!

منحة 100 دينار لكل طالب في الجامعة والمعهد التطبيقي يعني عطاء ستستفيد منه ليس فقط 40 الف عائلة كويتية مكتوية بمصروفات طالب الجامعة الباهظة بل جميع العوائل التي سترسل ابناءها مستقبلا للجامعة، وهو ما يشجع على الارتقاء بالمستوى العلمي العام للبلاد، تلك المنحة لن تتسبب بغلاء الاسعار كما انها مبررة وضعف مبلغ 50 دينارا المطالب به دون مبرر للجميع.

ويتحدث الجميع عن الخطط المستقبلية للتعليم، واقول عبر المشاهدة والاختلاط برجال القطاع الخاص الفاعلين بالمحيط المحلي والعربي والدولي ان النظام الوحيد الكفيل بالقفزة النوعية التي تحتاجها البلاد لاستبدال عوائد النفط بعوائد الشباب المنتجين المؤهلين هو النظام القريب او المتطابق مع انظمة المدارس الاجنبية الخاصة، اي الذي يساعد على اتقان اللغات الحية والاستخدام الامثل للحاسوب وينمي منهاجية الاحتراف لا الهواية ويشجع التفكير والابتكار ويدفع لحسن القرار ودون ذلك سنبقى نتحدث عن التعليم ومخرجاته ومشاكله ونحاول اعادة اختراع العجلة لمائة عام قادمة.

بإمكاننا ان نغير اتحاد كرة القدم بأكمله ولن يتغير شيء في المستوى الهابط للكرة الكويتية، الحل لا يكمن في تغيير الاشخاص والافراد بل بتغيير طبيعة الاداء والادوار فالانجاز حتى يتحقق يجب ان يمر عبر اعطاء اللاعب والمدرب المحترف دورهما الحقيقي في الملعب لا تضخيم دور الاداري على حسابهما، كذلك فعلى الاداري ان يتفرغ لعمله الحقيقي وهو تسهيل الاجراءات التي تعيق اداء اللاعب من انذارات ورسوب وظيفي وغيرهما بدلا من تركها سائبة والاستفراد بخطف اضواء الكاميرات عند الانتصار والابتعاد عنها عند الهزائم وما اكثرها.

آخر محطة:
وصلتني للتو رسالة معبرة من السيد توفيق احمد الجراح رئيس مجلس ادارة شركة مجمعات الاسواق التجارية يشكرنا فيها على دعمنا لقضايا التنمية في الكويت ويثني على مقال «لا لعمر افندي» ويعاتبنا على عدم التطرق لمشاريع الشركة كسوق المباركية ومنتزهات الشعب الترفيهية ومرح لاند الصباحية ويدعونا لزيارة نادي الغولف الذي سمعنا من الاصدقاء انه انجاز رائع يضاف للبلد وسنقوم ان شاء الله بزيارة جميع تلك المشاريع الواعدة التي كما وصفها السيد الجراح ذات طابع تنموي يضيف للبلد، وعائد مالي متواضع بعكس ما يشيعه الحساد والمغرضون.. ولا ينبئك مثل خبير.

سعيد محمد سعيد

اللغز الأكبر… وأي لغز؟!

 

صبلادنا البحرين… هي اللغز… يا أهل البحرين، من منا يقبل العيش في «لغز»؟! من يقبل أصلا أن تكون البحرين الغالية لغزا؟

سيكون من السهل أن نفكك ألغازا وألغازا، إذا ما تجردت المواقف من التآمر وسوء النوايا والارتهان إلى الحقائق التاريخية؛ ليصبح القوم الذين ما فتئوا تدويل الدولة وتقسيم الجولة وتعليل العلة على أساس خطاب يدمر ثوابت العلاقة بين السلطة والشعب.. فليس من قبيل المواطنة الحقيقية التغني بشعار فردي، عبر تصريحات صحافية وخطب وأوراق صفراء تنتشر هنا وهناك، يجعل صاحبه مرجعا في الولاء للقيادة السياسية، وسواه، ليسوا سوى مشاغبين ينفذون المخطط الصفوي المزعوم المقبول والمقدس من جانب طائفة بأكملها، ما عادت تعرف معنى الولاء للوطن وللقيادة، فاستبدلتها بممارسات سياسية خطرة تقوض الأمن الوطني ؛لتفرح يوما ما بانهيار كياننا البحريني، ويفرح معها قادتها هناك ممن أمدهم بالمال والسلاح وشهور العسل الطويلة الطويلة!

لن نرضى بإهانة دولتنا!

ولعل اللغز المحير الأكبر هو المؤسس على هذا السؤال :»هل هي غافلة الدولة، بكل أجهزتها وأنظمتها وعقولها وإمكاناتها ونسيجها الاجتماعي لتعجز عن كشف الآتي:

– مخطط خطير لتقويض نظام الدولة مستمد من إيران والعراق ولبنان.

– حركة تعبئة بتخزين أسلحة في المآتم.

– تنامي مشروع سري تاريخي لاحتلال أراضٍ من البلاد.

– الترويج للدفاع عن حقوق الغالبية بوسائل عنف مسلح.

– التدرب على كيفية تنظيم الاعتصامات والتجمعات ونقل خبرة دولة عربية كجزء من أساسيات نجاح إسقاط الحكومات.

ترى، هل هي الدولة غافلة وغائبة في سباتها؛ لتنتظر من بعض كتاب ونواب وخبراء إصدار التقارير السرية والتصريحات الصحافية النووية ليطلوا كل يوم بكشف خطير دفعهم إليه ولاؤهم وتفانيهم في خدمة البلاد؟ وما يصعب فهمه، لماذا تجد مثل تلك الممارسات التآمرية المشبوهة آذانا صاغية وتداولا بين البعض لتزداد هوة الشقاق والتخوين والصدام الطائفي الخفي حينا والظاهر حينا آخر؟

خطأ خبراء الألغاز

يخطئ خبراء الألغاز العاملون في الخفاء خطأ استراتيجيا كبيرا حينما يجعلون الدولة بكيانها في موقع الغفلة؛ ليبادروا هم بالتنبيه والتوجيه ونسج التقارير كخدمة وطنية، وإن صرفت قبل استحقاقها الشيكات المغرية، لكن الخطأ الأكبر أن تبقى الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني، في حالة من انعدام الثقة، هنا، تصبح البيئة مناسبة ؛لتكوين طرفي صراع: الدولة والشعب، أما الطرف الثالث، المحرك التآمري، فيبقى طرفا معززا ومعتزا لا يضيره الموت البطئ لقيم بحرينية أصيلة مشتركة بين السلطة، وأقولها بكل صراحة، ممثلة في الحكام الشرعيين من «آل خليفة»، وبين شعب يضم سنة وشيعة وعجما ويهودا ومسيحا بل ومواطنين جددا استحقوا جنسية البلد طبقا لقانون البلد. فك اللغز، هو أن أولئك الوصاة السريين، أيا كانت تنظيماتهم: مدفوعة الأجر.. صفوية… دخلاء… مرتزقة، ليسوا سوى أدوات هدم لم يتمكنوا من قراءة تاريخ وحاضر البحرين ولا يمكنهم أبدا أن يصدقوا أن يكون هناك «شيعي» واحد صادق في ولائه لشيوخه الخليفيين، وهو يتظلل بظلال صور قيادات دينية وسياسية طبعت في أحلى حلة في إيران والعراق ولبنان، ولن يقبلوا مواقف الرموز الدينية والسياسية والوجهاء والمسئولين والمثقفين البحرينيين الشيعة الخالصة في وطنيتها، ويكتفوا بالتصرفات الهوجاء والممارسات المتكررة التي يرفضها ويتصدى لها العلماء والعقلاء وسيجدون في الشعائر العقائدية كعاشوراء مرتعا للتصيد الخصب؛ لأن في تقديم نموذج بحريني شيعي موال ٍللحكم، إضعافا لتفاصيل البنود التآمرية المربوطة بالمخطط الصفوي والتطهير العرقي المزعوم والهدف السري للنيل من إخواننا السنة… بل النيل من نظامنا وسلطتنا؟ بالنسبة لهم، لن يكون هينا السماح بتعزيز قنوات المواطنة والولاء بين المواطنين «الشيعة» والسلطة؛ ليمضي ذلك على نواب شعب ورموز دينية وسياسية ووجهاء ومسئولين يخدمون بلادهم… إذا، لتمض الخطة التشكيكية: أولئك أعداء لولاة الأمر استنادا على ولائهم الخارجي، فلتتقطع القنوات وإن اتصلت… ذلك هو الخطأ الاستراتيجي أيها المغفلون يا صناع الألغاز المخزية: أن توجهوا الإهانة إلى الدولة والشعب.

هل يدمرون بيتنا؟

وإن من كلمة في الختام لأهل البيت البحريني، سنة وشيعة وطوائف أخرى: لا تتركوهم يدمرون بيتكم؟ اجمعوا تصريحاتهم النارية في الصحافة وخطبهم وأوراقهم، أيا كان مصدرها: نائب يعمل بالريموت كونترول، أو خطيب شيعي «مصرقع» أو إمام سني «مشدخ»، أو سياسي «طوخ»… أو حتى مسئول يتلذذ بالفتنة… أو خبراء الجحور السريين… اجمعوها ولا تحرقوها… فقط القوا بها في أقرب سلة زبالة _أعزكم الله_.

من منا يمتلك الشجاعة، والمسئولية تجاه بلاده… لدى كل واحد منا إجابة حتما…

أما أنا، فلن أعيش في خوف وقلق على أهل بلادي ،وعلى نفسي وأولادي؛ لأنني لا أنخدع بالصياغة القوية للتقارير، والصبغة العلمية المصطنعة، ولن انقطع عن أصدقائي في الحد ،ولن أرضى بعلامة حزن على صديق لي في البديع… ولن تسقط مكانة المحرق من قلبي.

سامي النصف

حوار مفتوح حول إيران

استضافنا الزميل الاعلامي غسان بن جدو ليلة الامس في حوار مفتوح حول الاوضاع في الخليج والعلاقة مع ايران، وكان مما ذكرناه في اللقاء ضرورة ايضاح كثير من الحقائق التي يساء فهمها ومن ثم توتر العلاقة بين ساحلي الخليج.

ومن ذلك فلا اشكال على الاطلاق بين دولنا الخليجية وايران الدولة والشعب حيث تربطنا معهم علاقات الدين والجيرة والتاريخ المشترك، ولم نر من الشعب الايراني الشقيق اي اشكال عبر السنوات الطوال التي تعايشنا فيها معهم في بلداننا كضيوف وكعاملين مخلصين في جميع مجالات الحياة، ولم يجرح او يؤذ قط ايراني في الخليج على معطى انتمائه العرقي او الديني، وهذه حقيقة يعلم بها الجميع.

كذلك فلم تشهد الجارة ايران قط تدخلا خليجيا في شؤونها الداخلية، ولم تطلق رصاصة او تحدث مؤامرة واحدة ضمن اراضيها كانت خلفها دول خليجية، ومن ثم فالخلاف الذي حدث اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات والذي نخشى من عودته هذه الايام مع وصول التيار المتشدد لسدة الحكم في طهران ـ نسبت جريدة «الشرق الاوسط» بالامس للرئيس المعتدل محمد خاتمي تحذيره للقيادة الايرانية من مغبة الاساءة للعلاقات الطيبة التي تربط ايران بالدول الخليجية والعربية ـ قام على معطى التدخل الايراني بشؤون الدول الاخرى بحجة محاربة اميركا واسرائيل، والذي هو تكرار لخطأ الثورة المصرية في الخمسينيات والذي احتاج لنكسة عسكرية بحجم نكبة 1967 ليتوقف.

ومن المقولات الخاطئة التي تحاول تبرير عمليات التدخل في العراق والسكوت عن عمليات المذابح والتفجيرات والاغتيالات القائمة هناك ان الدول الخليجية تتحفظ على حكم شيعي في العراق، وهو ما فندناه في اللقاء، فقد ارتضت الدول الخليجية دون اشكال على الاطلاق حكم الاخوة العلويين في سورية رغم انهم وبعكس شيعة العراق يمثلون قلة من السكان، وقبل ذلك حكم الاخوة الموارنة للبنان، ولم تسأل دولنا الخليجية قط عن طائفة من يحكم اليمن او غيره من الدول، ان مطالب الجميع من العراق هي ان تتوقف المذابح ويعزز الامن وترسى اسس العدل والمحبة والمساواة بين افراد شعبه الصابر، ولا شيء اكثر من ذلك.

ان واجب الدول الخليجية تجاه الشقيقة المسلمة ايران هو النصيحة الحقة، فصديقك الحقيقي هو من صدَقك لا من صدَّقك حتى لا تتكرر مآسي الحروب المدمرة الخاسرة المستمرة في المنطقة منذ نصف قرن من الزمن والتي تذهب بموارد الشعوب فيما لا ينفع.

ان الشعب الايراني ـ وشعوب المنطقة معه ـ في امس الحاجة لعمليات الاستقرار والتنمية وتركيز الجهود والطاقات للقضاء على البطالة والارتقاء بالخدمات التعليمية والصحية والاهتمام بالبيئة والانفتاح على دول الجوار الجغرافي وتحسين العلاقات بالمجتمع الدولي، حتى لا تسير ايران احمدي نجاد على مسار عراق صدام حسين الذي فضل دعاوى الاحتفاظ بأسلحة الدمار الشاملة على تنمية شعبه وبلده.

اخيرا، ان الحروب لم تعد تخضع لقانون الصدف، بل ان نـتائجها تقرر قبل بدئها عبر النظر للقدرات العسكرية والتكنولوجية والموارد المالية للمجتمع الدولي ـ والذي صدرت قراراته ضد ايران بالاجماع وتحت البند السابع من الميثاق، كما حدث سابقا مـع عراق صدام ـ والقدرات الذاتية لايران التي لا يختلف مختص على ان قدراتها العسكرية والفنية والاقتصادية ليست قادرة على مواجهة اكبر تحالف في التاريخ.

ان العاقل من يتعظ بغيره لا بـنفسه، ولا نطلب من القيادة الايرانية الا الحكمة والنظر لمصلحة شعبها اولا واخيرا.

سامي النصف

بداية الأسبوع

لا يختلف اثنان على الرغبة العارمة بالاصلاح في جميع قطاعات الدولة، ولكن ـ وليكن الجميع صرحاء مع النفس ـ من المسؤول عن التجاوزات في الابتعاث الصحي ان تم؟ ألم يكن المتسبب الاول فيها هو ضغوط بعض النواب الافاضل لخدمة رغبات ناخبيهم؟

لقد أصبحت المعادلة واضحة امام المسؤولين وهي ان التزمت بالقانون فسيتم استجوابك وان امتثلت لرغبات بعض النواب فسيتم استجوابك كذلك، لذا فالمنطق والحس السليم يستدعيان من كل مسؤول ان يلتزم بالعدالة ونصوص القانون ثم انتظار الاستجواب القادم ما لم تخلق بالطبع حلول للانفلات السياسي، ومن ثم ايقاف الاستجوابات الكيدية التي تشغل البلد عن قضاياه المصيرية.

فقد ملت الناس من عمليات الاستجواب على الهوية لا على القضية التي جربت وتمت بنجاح باهر في عدة دورات سابقة، حيث تم «استقصاد» بعض المسؤولين بشخوصهم ومن ثم دار الاستجواب معهم اينما داروا من وزارة الى وزارة، ان الحاجة باتت ملحة لتفعيل دور مكتب المجلس في ترشيد الاستجوابات والتأكد من انها تهدف للصالح العام لا لعكسه، كما حدث فور سقوط قضية اسقاط القروض من رغبة باستجواب الوزير الذي حافظ على المال العام.

مبدأ فصل السلطات يعني ان يترك خيار التشكيل الوزاري للقيادة السياسية وان تتم محاسبة الوزراء على ادائهم وكفاءتهم اللاحقة، ومع ذلك فإن كان التشاور مع الكتل النيابية واجراء بعض التعديلات والتغييرات يعنيان تخليص الحكومة والبلد معها من الازمات السياسية، فما المــانع من ان تكون هناك شروط مسبقة بالاتفاق على فترة هدوء طويلة قادمة كي يتفرغ الوزراء والمسؤولون لخطة عمل الحكومة الطموحة؟

يظهر استطلاع أجرته جريدة القبس على موقعها الالكتروني ان 56% من المصوتين يشعرون بان الحكومة مسؤولة عن تعديل الصورة السالبة السائدة لدى المواطن الكويتي، بينما يرى 44% ان تلك هي مسؤولية قيادات وكتل المعارضة السياسية، أيا كانت النتائج النهائية للاستطلاع تتبقى حقيقة الحاجة لجهد منظم لتغيير تلك الصورة النمطية الخاطئة والمضرة بالمجتمع الكويتي.

آخر محطة:
يصعب فهم سبب اعلان الناطق الرسمي للحكومة العراقية عن فصل رأس برزان التكريتي، الذي اثار مرة اخرى الحنق والغضب في الوطن العربي، والذي تصدر الصفحات الاولى للجرائد في المغرب، التي كنت في زيارة عمل قصيرة لها قبل يومين، اذا كانت الحكومة العراقية قد منعت تصوير الاعدامات منعا للمشاكل، فهل يصح للناطق الرسمي ان يشرح احداثها بما يغني عن الصور؟!