سامي النصف

رهبان التبت وبطاريق الجنوب

التهنئة القلبـية لوزير الإعلام الأخ عبدالله امحيلبي على زواج ابنه فـهـد ولوزيرة الصــحـة الفـاضلة د. معصومة المبارك على أدائها الرائع في وزارة الصحة العامة، مما يشجع على طلب التوسع في توزير النساء ممن تذكـر التـقـارير الدوليـة أنهن يمتزن بحسن الأداء وقلة الفساد.

بينمـا يتكالب كـثـيـرون على الحـصــول على مـراكــز إدارية في الجـمـعيـات التـعـاونيـة للهـبش والسرقات والتـجاوزات التي تنتهي بالإحالة للنيـابة العـامة، يضـرب السيد يوسف العدساني المثل والقدوة للعمل التـعاوني الصـالح حيث تقلد رئاسة جـمعـية كـيفـان التعـاونية وضاعف مـبيعـاتها وأرباحها ثلاث مـرات خلال 3 سنوات وحـولهـا من جمـعية درجـة عاشـرة إلى جمعـية درجة أولى بامتياز، ثم تقدم طواعية ومن مـعه بإظهار رغبـتهم في عـدم الاستـمرار، كفو وعـمل يعتبـر عملة نادرة هذه الأيام.

ما ذكـره الفاضل والد الـزميل فـيــصل الزامل والذي أشار إليه بوقتـيبة في مقـاله قبل أيام هو عين العـقل والصواب فـلا يجوز إشغال البلد فـيـمـا لا ينفع عـبر عـمليـات تسخين سياسية لا يقصد منها وجه الله أو مـصلحة الـوطن ثم الانتهـاء بمقـولة «يا دار ما دخلك شـر» وكل من يذهب في طريقه، مازلنا نأمل من حكماء وعـقلاء المجلس خلق الأدوار التي تصـون العمـل التشـريعي من عـبث العـابثين وخـاصـة قـضـايا التصيد والتقصد.

يقـال أن عـمليــات البناء في الخليج تستحوذ على ثلثي الرافعات في العالم اجمع، ونقول أن صدق هذا الأمر على جنوب ميـاهنا الدافئة فإن شـمال الخليج يسـتحـوذ على ثلثي المتفجرات المدمرة فيما نراه قائما في العـراق هذه الأيام من خـراب وهدم وسيلحقه قـريبا شرق الخليج ما لم يوقف العقلاء عمليات التصعيد غير المبررة القائمة.

قـضيـة لا افهـمهـا، ما الفـارق حقيقة بين إلا يداوم الموظف أو الموظفة لمدة 3 ساعـات على سبـيل المثال وبين أن ينشغل للفترة نفـسها على الهاتف الثابت أو النقال في أحاديث خاصة لا عـلاقـة لهــا بالعـمل بينمــا ينتظر المراجعون انتهاء تلك المكالمات الهاتفية التي لا تنتـهي؟ نرجو وضع ضـوابط وأنظمة وتفــعــيل دور صـناديق الشكاوى بعد أن زاد الماء على الطحين لدى بعض الموظفين.

الكلام الطيب الذي قـاله زعيم إحدى دول شـمال أفريقيا العـربية بحق أهل الـبـيت أمـر يســر القلب ويرضي الخـاطر فـمـن منا لا يحب الأبرار الأطهار من أحفاد خـاتم الأنبيـاء والمرسلين، نرجو أن يـتبع ذلك القـول الطـيب إعلان شـجـاع يكشف عن مـصـير احـد أتباع أهل البيت المهمين ونـعني الإمام الغائب موسى الصدر الذي طال انتظاره.

آخر محطة :
تعج الجرائد بأخبار خلافـات أسرية وعـائليـة كويتـية تصـل إلى حــد حـــجــز المـنازل والممــتلكات، نرجــو من الدولة أو جـمـعـيـات المجتمع المدني خلق مرجـعيات اجتـماعيـة بارزة تمتاز بالحكمة والتعقل لحل تلك الخلافات المصطنعة التي لا يوجد لـ 99% منها سـبب حــقـيـقي عـدا الـبطر وقلة النظـــر بعـد أن وصلت أصداء تلك الخلافات إلى الرهبـان المعتكفين في جــبــال التــبت وبطاريق الـقطب الجنوبي.

سعيد محمد سعيد

من أي باب سندخل؟

 

هو بيت واحد، يحوي غرفا كثيرة… كبر أم صغر ذلك البيت، ففي ليوانه مساحة، وفي شرفاته إطلالة لابد أن تبقى جميلة، وفي أمان جميع ساكنيه، أمان لأساساته وأعمدته، وفي سرائه وضرائه، مواقف تجمع الأسرة.

أليس هو البيت البحريني، الذين يعيش فيه المواطنون في غرف متعددة، تحت سقف واحد، حفظ حق الجميع. فلماذا نعجز اليوم يا ترى عن رأب الصدع؟ وما الذي يجعلنا نعيش في دوامة من الخلاف والاختلاف تظهر تارة في هيئة اضطراب أمني، وتارة في هيئة شكوك في النوايا، وتارات تتلون بالصدام الطائفي، لتصبح الحرائق في شوارعنا وقرانا ومرافقنا لها اسم، ويصبح للتخريب أكثر من اسم، وتتعقد الأمور تحت مسميات كثيرة لتمتد الأيدي فتغلق الأبواب التي من الممكن أن تبقى مفتوحة أمام الراعي والرعية لنصل الى بر الأمان؟

أمام صور مثيرة للمخاوف، نعيشها بين الحين والآخر، لن يكون السلم الاجتماعي في مأمن، فلا الأبواب الموصدة ستنجينا، ولا العنف والحرائق والتخريب سيضفي على حياتنا الأمل في يوم الخلاص من الملفات المؤرقة، ولن يكون التحريض على استمرار المطالبة بالحقوق وسيلة تؤتي ثمارها يوما… أبدا.

الحوادث الأخيرة التي مررنا بها أعادتنا الى نقطة لا يرغب مواطن واحد في العودة اليها أو استذكارها، وليس أشد من أن تعيش القرى حالا من الرعب والخوف والعنف، ولربما ازداد الوضع سوءا مع تقديم خيار جر الساحة الى العنف، ولكن هل من حل؟

أيا كانت دوافع ومسببات العودة الى العنف، واستمراره، وتشعباته الخطيرة، فلن نجني من الاضطراب سوى المزيد من النتائج السلبية وسوء العاقبة، في الوقت الذي لا يمكن فيه أن نتجاهل أن دفع الشباب والصبية الى مواجهات أرهقت المواطنين وكدرت صفو العيش في البلاد سيضاعف من هوة الخلاف، واذا استمر ابتعاد أصحاب الكلمة المسموعة والمؤثرة عبر الاستفادة من القنوات المتاحة أمامهم للتواصل مع مؤسسة الحكم، وتم افساح المجال لثقافة التحريض وتضييع حاضر ومستقبل الشباب ومستقبل المجتمع بأسره، فإن ثمة دلائل على أن الخسائر لن يتحملها طرف واحد فقط: لن تتحملها الحكومة وحدها ولن يتحملها الاقتصاد وحده ولن يتحملها رجال الأعمال وحدهم ولن يهرب المستثمر ليضيف الى من يعتقد أنه كسب جولة نقاط انتصار جديدة… الخسائر ستقع على رؤوس الجميع قطعا.

في ظني أن الفرص مازالت مواتية، واذا كان اللقاء الأخير الذي جمع وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع رؤساء تحرير الصحف اليومية فيه تبيان واضح للظرف الذي تمر به البلاد، فإن في اليد فرصا أخرى للمطالبة وايصال الصوت بالوسائل السلمية، ومنح السلطة التشريعية والجمعيات السياسية وعلماء الدين مساحة هادئة لفتح جميع الملفات الرئيسية من خلال الحوار والتواصل مع السلطة، ليغلق الباب أمام التحريض والعنف والدخان الأسود، ولندخل بقناعة بين كل الأطراف الى بوابة الحلول السياسية الهادئة أيضا لأن الأطراف المسئولة كلها – إن لم تعطِ الاهتمام الكافي للتوافق – فإن ترك المجال أمام الطائفية والتخريب والحرائق والتحريض وتأجيج الساحة بالحديد والنار، سيصيبنا بمقتل.

سعيد محمد سعيد

غدا ستنفجر «قنبلة» جديدة!

 

«لم تكن ليلة هادئة… كانت منذ عصريتها وهي توحي بأن أمرا جلل سيقع، وكما أن ليالي العيد تبان من عصاريها، بان سوء تلك الليلة من وقت العصر، فأظلمت الديرة على أهلها ولم تكن ليلة من ليالي العيد أبدا، بل كانت ليلة من أشد ليالي البلد حزنا، حينما انفجرت القنبلة التي تحدث عنها الجميع… وحذر منها الجميع… وعرفها الجميع… وحدد مكانها الجميع، وأدرك الجميع كيف يبطل مفعولها… لكن الجميع، إلا بعضه، فضل العافية، وفضل إغلاق العينين وسد الأذنين لحين انتهاء انفجار القنبلة»…

لست أعلم إن كانت تلك المقدمة تصلح لرواية قد يكتبها أحدنا مستقبلا… ولماذا رواية، فلتكن قصة قصيرة أو خاطرة على الأقل، فرحم الله من زار وخفف! وقد تكون هذه الرواية الأكثر مبيعا وخصوصا أننا أصبحنا سلعا كثيرة تعرض للبيع حتى أصبح الوطن كله عرضة لمثل هذه الأفكار… أفكار المتاجرة والبيع والشراء.

الحال اليوم سيئ بلا شك، والأسوأ منه أن هناك حالا من المتاجرة في التصريحات الداعية إلى التصدي للعنف والتخريب، تشمل المطالبة بإلقاء القبض على المخربين وتوقيع أشد العقوبات عليهم، وحماية الأرواح والممتلكات والحفاظ على الأمن والسلم، ومنع الدخلاء والمدسوسين من العبث في بلادنا! وخذ على هذه الشاكلة الكثير.

لكن، إلى من توجه هذه التصريحات؟ من الطبيعي أن تكون موجهة إلى وزارة الداخلية وكوادرها ورجالها، وكأن ما يحدث في البلد يجب أن يعالج أمنيا وليس سياسيا! وكأنه الواجب على الوزارة أن تستعرض أمامنا اليوم ونحن نشاهد ونكتفي بالفرجة. وكأن مؤسسات المجتمع المدني يجب ألا تتكلم، وكأن على علماء الدين الأفاضل ألا ينتقدوا الممارسات العنيفة الخارجة عن رضا وموافقة العلماء لسبب اتجاهها خارج حدود السلمية. وكأن فيلم «الأكشن» يجب ألا ينتهي إلا بانفجار قنبلة مدوية قد تيقظنا من سباتنا، لكننا سنجد أنفسنا مصابين بالعاهات والإصابات الخطرة!

الوضع في البلد في غاية الحساسية، لكن ليس من العقل أن تتحرك وزارة الداخلية وحدها لإبطال مفعول «القنبلة»، وعلى تجار التصريحات المصاغة جيدا أن يدركوا بأن الأدوار موزعة على الجميع، وأن يكون خطاب التهدئة يشمل كل الأطراف، بعد أن يقضي على كل أسباب ودوافع العنف والعنف المضاد.

وللحديث بقية قطعا

سامي النصف

قضايا آخر الأسبوع

قبل سنوات قليلة وقـفنا بالقلم ولقاءات الدواوين والمنتـديات بقوة ضد قضـية التقـاعد المبكر والضرب عـرض الحائط بتقارير الخـبراء الاكتـواريين التي حذرت من تأثير ذلك التقـاعد على قدرة مؤسسـة التأمينات الاجتـماعية على الوفاء بالتـزاماتها المالية أمام منضويها وهم ببساطة جل الشعب الكويتي الموجود والقادم على الطريق.

خلال المدة الماضية وإبان انشغالنا بالأزمات السياسية (الماسخة) المتلاحقة فات الجميع متابعة ما آل إليه وضع مؤسسـة التأمينات الاجتماعية، إلى أن نشرت صحف أمس خبرا عن عـجوزات اكتوارية لدى التـأمينات تتجاوز 8 مليـارات دينار (27 مليار دولار) مما يهدد بإفـلاس المؤسسـة واعتمـادها التام في نهـاية كل عام على الميـزانية العامة للدولة المتغيرة كالرياح الأربع مع تغيـير أسعار النفط المستقبلية التي لا يمكن أن يتنبأ بمسارها أحد.

نرجو من بعض أعضاء مجلس الأمة الحكمـاء والعقلاء النظر في حال مؤسستنا الاجتـماعـية وإيجاد الحلـول والسبل الكفيلـة ببقائهـا عائمـة بمواردها الذاتية عـبر الاستـماع هذه المرة «للخـبراء» الاكتـواريين، والأخذ بتـوصياتهم حـتى لو اضطررنا للنظر في بعض التـشريعات الـسابقة كي تبـقى المؤسسـة كحال جـميع المؤسـسات المشابـهة في العالـم أجمع قائمـة وعائمـة بمواردها الذاتية وإلا فـليتحـمل كل طرف مسؤوليته التاريخية أمام تلك القضية الخطيرة جدا.

التـاريخ والخطوطات التراثيـة همـا ذاكرة الأمـة، لذا أحزننا مـا ذكره الزمـيل الفاضل مـحمد ابراهيم الـشيبـاني من عزمه إغـلاق معهـد التراث الذي أنشأه بجـهده الطيب، والذي زود الكويت بالمخطوطات الرائعة التي تطلع مـواطنينا على تاريخـهم الناصع وتظهر للكل أننا أمة لم يبدأ تاريخهـا بالأمس القريب بل ان لها جذورا ضاربة في أعماق التاريخ، نرجو أن تحرص بعض الجهات المختصة كالمجلس الوطني للثقافة والفنون على إبقاء ذلك المركز مفتوحا، وان تعمل على استمراره وتطويره.

هناك ظواهر خطيرة بدأت تطفو على سطح المجتمع الكويـتي المسالم أهمها سهولة اللجوء للعنف القاتل لحل الإشكالات الصغيرة ومن ذلك قضيتان نشرتا في الأيام القليلة الماضيـة ملخص إحداهما أن سـيارة مواطن فـرغت من البنزين فتـركها وذهب لإحضار الوقود وعند عـودته وجد أن أصحـاب المنزل القريب من السـيارة قامـوا بتمزيق جـميع إطاراتها، ولم يكتفـوا بذلك بل قاموا بقتله عند احتـجاجه، في الحادثة الثانية مـشاجرة بسبب «الخـز» المعتاد انتـخى أحد أطرافهـا بأخوين له، أحدهمـا عمره 37 عـاما ولديه 7 أطفال فـسحب الطرف المقابل خنجرا أقـرب للسيف وغرزه في عنق والد الأطفـال ما أدى إلى وفاته بسبب أمر بسيط كان بالإمكان أن يحل بالتصالح أو بالذهاب للمخفر.

آخر محطة:
على هامش حادث مقتل 30 شخصا في جامعـة فرجينيا الاميركية، كان هناك طرحان مختلفان فيمـا يخص السلاح، الأول من المعارضين لحمله، حيث قالوا ان السماح بشراء وحمل السلاح هو السـبب الرئيسي في تلك الجريمة الشنعاء، قابل ذلك طرح من أصحاب مـصانع ومحلات السلاح قـالوا فيه: لو كانت لدى الضـحايا أسلحة لتغيـر الوضع.

ما يهمنا هو حكاية ثقافـة حمل الخناجر الأقرب للسـيوف القاتلة لدى الشباب الكويتي وضرورة مـحاربتها أكثر من محـاربة لبس الجينز والـ «تي شيرت» غير الضارة.

سامي النصف

قيم للقمم والدس الموجب

أصبحنا في الكويت نخـتص بين أمم الأرض بظاهـرة خلق المشــاكل ثـم البــحث جـاهدين عن حلول لهـا، ومثـل ذلك إشعال النيــران يمينا ويســارا ثم إجهاد النفس لإطفائها، لقد خلقت أخيرا قضـايا من العدم كدعـوى الحل غيـر الدستـوري لمجلس الأمة الذي سـيتـبـعه تعـديل للأسوأ للدستـور، واشغل العالم بها، لنكتشف في نهاية المطاف أن لا صحة لما طرح ولا حقيقة لما قيل.

دعـتنا بالأمس منطقـة العــاصـمـة التعليمية وثلة من النواب والدكاترة والدعاة لمناقشـة القيم السالبة الطارئة على المجتمع الكويتي أمام جـمع من الطلبـة والطالبـات والمسـؤولين والنظار والمدرسين وبحـضـور د. رشيـد الحمـد وزير التربـية الأسبق، وقد سـعدنا كـالعـادة بلقاء أجيالنا الصاعـدة والحديث المباشر معهم، وقد عقد اللقاء تحت مسمى «قيم للقمم».

كان أول المتحدثين داعـية فاضلا وصل اللقـاء متـأخرا مـا يقـارب الساعـة، ثم ألقى حـديـثـا وجـه به ســهـام الاتهــام في كل الاتجـاهات، فـأصاب رجـال الدين الآخـرين الذين اتهـمهم بالتـقصـير، ورجال الداخـلية والبلدية والتـجارة وخلق صـورة سوداوية تمامـا قـبـل مـغـادرته السـريعــة للمكان، فمــحلات الحـلاقة بها أسرة ولمبـات حمراء والـــشـواذ يسـتـوردون من شرق آسـيـا، وأوضح انه يزور، منذ عام 1994، 15 مـدرسة كل أسبوع للتـحذير من ظواهر مـثل المثليين وعبـدة الشيطان حتى وصلنا، حـسب قوله، لوضــعنا الحـالي الـذي انتـشــرت به تلك الظواهر.

وكان تـعقيـبي على مـا ذكره الداعـية الفـاضل قـريبا مما قـاله من أن رجـال الدين الآخـــرين ينـكرون عليـــه ذلك الأسلوب ويحذرونه من انه قد يـؤدي إلى إفشاء المنكر بدلا من الحـــد منه، حــيـث رأيت أن الأصل والفطرة السليمة في مجتمعنا، بل وحتى كل المجتمعات الإنسانية هو الخير، وان الظواهر السـيئـة هي في النهاية الشـذوذ النادر الذي يجب ألا يقاس عليـه، كما أن مـهمة التـعامل مـعه يجب أن تحـصر بالجـهات الرسـميـة المختصة لا أن تتـرك بيد أي إنسان مـهمـا حسنـت نواياه، فالداعيـة المعني على سـبيل المثال يقـول انه يتكلم ويحارب هذه الظواهر منذ 13 عاما في المدارس، إلا انه يقر في الوقت نفـسـه بانتـشـارها هذه الأيام، وهو أمر لا يحسب بالقطع له.

وقد كانت مداخلتا الأخوين الدكتورين عـايد الحـمـدان وخالـد المهندي من وزارتي الداخليـة والتربيـة تكاد أن تتطابقان مـع ما ذكـرناه، فقـد أوضحا أن عـملهـما المختص وارقـامهـما التي لا تكـذب تظهر أن مـثل تلك الحالات قليلة ولا يصح علميـا إطلاق مسمى «ظاهرة» عليـهـا، وان الكثـيـر منهـا ينتـهي بانتهاء المرحلة الثـانوية التي تتسم بجنوح الشبان والشابات.

كما حذرا من اجتهـادات غير المختصين في التعامل معها بعد أن ينفخوا بها، مذكرين بمن دفعـوا الأموال لبـعض الشبـاب للادعاء بأنهم من عبـدة الشيطان كـوسيلة إعلامية لخلق ظاهرة، ثم ادعاء محـاربتها، ومثل ذلك من اختلقوا أرقاما غير دقيقة للتـضخيم من حالات إدمان المخدرات لدى الشبـاب لإيجاد الدعم لعمليات المكافحـة، وطالبا بحصر تلك المحاربة بالمختصين فقط.

آخر محطة:
ما لا يختلف عليه اثنان هو ضــرورة إلا تجـعل أعمالنا الدرامـيــة ومـسلـسـلاتنا من تلـك الظواهر الســالبـة والشـاذة مـحـورا للأحداث بحـجـة أنها موجودة في الواقع أو بدعوى محاربتها، فمن الأفضل أن يـسلط الضوء على الشـخصـيات التي تمثل الخير والرحمة في المجتمع عبر ما يسـمـى إعلاميا «الدس المـوجب» بدلا من السالب، فقد انتشـر التدخين بين الشباب في الغـرب عندمـا كـان البطـل يدخن دائمـا في الأفلام (الدس السـالب)، واتجهـوا للرياضة والأكل الصحي عندما رأوا الأبطال يمارسون رياضـــة الجــري واكـل السلطـات (الدس الموجب).

سامي النصف

وأطفئت النار

ضمن ما سمي بأهم اجتماع تعقده أسرة الخير في تاريخـها انـعقـد لقـاء الحكمة والحكـماء الذي دعـا له وأداره صـاحب السمـو الأميـر الشـيخ صبـاح الأحمـد حـفظه الله، وقـد نجح سـموه كـعـادته في إطفاء نار الخـلاف والشـقـاق الذي امــتـد من داخل الأسرة إلى خارجها، وقد تم في اللقاء طي صفحة الماضي والبدء في صفحة جديدة تصل مجد الماضي بمجد المستقبل.

إن حـقـائق الحـيـاة وسنتــهـا تظهـر أن المراكـز والمناصب الوزارية وغيرها زائلة، فالأصل هو استقرار الكويت المسـتمـد من استـقرار أسرة الخيـر فيـها، ولا يحتـاج الأمر منا للتذكيـر بالمصير البـائس الذي انتهت إليه كثير من دولنا العربـية بعد أن انشغل مسؤولوها عن إدارة دفـتهـا بالخلافـات والصراعـات المتكررة فلم ينتبـهوا إلى الضبـاع والخفافـيش المتربصة والقـابعة بالظلام، الفرحة بما ترى وتسـمع انتظارا منها للفرص السانحة.

وقد كـان جميـلا تذكير سـموه للحـاضرين بأيام ابتعـاده عن سدة المسؤولية الوزارية في إحدى الحقب الماضــيـة دون أن يثــيــر هذا مـا نـراه هذه الأيام من انشقـاقات تعكسها صـدور صفحـات الصحف وسطور منتـديات الانترنت، ومـثل التـذكيـر بما قام به الشـيخ الفاضل احمد الحمـود الذي تحمل عبء المسؤولية فكان صنوا لها ثم تركها بـهدوء وصمت دون إن يرمي بأعواد الثقاب أو يشعل الحـرائق لإضاءة طريق عودته لأبواب المسؤولية.

وقـد حسم سـموه في اللـقاء الجـدل القائم حـول الدستـور والمجلس بإعلان صـريح لا مواربة فـيه وهو انه لا تعديـل قادما للدسـتور ولا حل مـقبلا للـمجلس، وبذا أطفأ شرارة كثر النافخـون بها واسقط إشاعة كان يرتزق منها من يرتزق ويدعي البطولة فيها من يدعي.

تتبقى مـسؤولية رجال الأسرة الحاكـمة بإظهار هذا التـضامن وهـذا الالتزام قـولا وعـملا، ومـثل ذلك مسؤولية أهل الكويت جميـعا بضرورة الالتفاف حول الأسرة والحرص على وحدة رجالهـا والسعي بالخير بين أفرادها والنأي بســمـعــتـهـم عن التـخــديش والتجريح.

سامي النصف

ظواهر السحر والعين الحارة وسوء الحظ

هل يمكن أن تكون هناك تبـريرات أخرى لظواهر السحر والعين الحارة وسوء الحظ؟!

لنبدأ مع السحر الذي تخصص له هذه الأيام عدة فضائيـات شديدة الرواج، والذي قد تكون له عدة تبريرات منطقية منها:

إن الناس وخـاصـة المقــصـرين منهم يودون أن يجدوا لإخفاقاتهم أعذارا ومبررات تبعـد المسؤولية عن النفس، فالمرأة المقـصرة على سبـيل المثال والتي لا تستطيع الحـفاظ على زوجــهـا بحـسن الأداء مــا أن تحـدث المشاكل أو الطلاق أو الزواج من أخرى (4/3 مشاكـل السحر من هذه الشاكلة) حـتى تتهم السـحر والسـحرة بـأنهم من سهل للأخرى الحصـول على الزوج وتسخـيره لخـدمتـها متناسـية أن السحـر في مثل هذه الحـالة قد يكون حـسن المعـاملة الذي افـتـقـده الزوج الجني عليه معها.

أما ما يقال عن القدرات الخارقة الملحوظة لدى بعض السحرة مما يصعب تفسيره، فحاله حال أصحاب خفة اليد ممن يخـفون الطائرات والسـيـارات ويقطعــون النسـاء ولكن مـا أن يعرف السر حتى يبـطل العجب، وقد تحدى في بداية القـرن الماضي صـاحب الألعاب والحـيل وخفة اليد الساحر «هوديني» من يدعون أعمال السحر الحقـيقية المنتشرة آنـذاك في أميركا أن يقومـوا بها أمامه وأعلن انـه سيكشفهـا للملأ، ولم يقـبل احد من السـحـرة تحديه ويقـال أن هؤلاء السحرة المزيفين هم من تسـببوا بحادث قتله في النهاية.

واذكـر أن إحدى السـيدات روت لي مـا حـدث لها في احـد الأسواق العربـية عندمـا قابلها ساحر وروى لها إمام من معها تفاصيل حياتها كاملة وبالأسماء، وكان سؤالي لها: لو التقاك هذا الساحر تحت العمارة التي تسكنين إحدى شقـقها فهل تصدقـينه؟

قالت لا بالطبع لأنه يكون قد استقى جـميع تلك المعلومات من بوابي العمارة، قلت لهـا حسنا، هو يعلم بذلك لذا قام عـلى الأرجح بتتبـعكم بالتاكـسي إلى السوق حيث جعل الأمر وكأنه صدفة كي يتم تصديقـه ومتى ما عرف السـبب بطل العجب.

كـذلك تتـفشـى هذه الأيام بسـبب تعقـيـدات العـصـر الحديث الأمراض النفـسـيـة غيـر المفـهومـة فـينسب المرض للسـحر ويقـال إن المريض يسكنه الجن.

أما «العين الحـارة» فقـد يكون لها مـبرر منطقي آخـر وهو أن هناك من الناس من يمتـاز بدقـة الملاحظة ويعـلن هذا الأمر طوال الوقت فإذا لاحظ أن بيدك سـاعـة جمـيلة أعلن ذلك، بالطبع تلك الساعة غـير محصنة من العطل أو الضياع أو الاصطدام والتـحطم لذا ما أن يحدث شيء من تلك الأمور «الطبـيعيـة» حتى تنسب العين لذلك الشـخص وسـيـتـسـابق آخـرون تعـرضت حـوائجـهم أو صحـتـهم للحـوادث المعـتـادة لإظهار نفس الشكوى حـتى يوصم الشــخص صــاحب الملاحظة بالـعين وتروى الأساطير عنه، وتلك سنة البشر.

سوء الحظ قـد تكون له أسباب واقعـية وعـملية منفـردة أو مـجتـمـعة منهـا أن هناك أشخاصا لا يتمتعـون بالذكاء ولديهم بالتبعية خطأ في تحليل الأمور أو بطء في اتخـاذ القرار لذا يدخلون على سـبيل المثـال الأسواق الماليـة مـتأخـرين ويتبـاطأون في اتخـاذ قرار البـيع فيخسـرون ويعللون ذلك بسوء الحظ مقارنين أنفسهم بشخص «محظوظ» الذي قد يكون أكثر ذكاء ومـعرفـة وحكمة في اتخاذ القـرار منهم، كذلك هناك من لا يقيمـون الأمور بشكل صحيح فيـشتكون طوال الوقت من سـوء الحظ بسبب أمر سالب واحد ولا يتذكـرون بالمقابل عشرات الأمور الموجـبة العاملة لصالحـهم.

بشكل عام الكويتـيـون من أكثر الناس شكوى من سـوء الحظ، الثـري قبل الفـقيـر، في وقت يحسـدهم 99% من سكان الأرض علـى أوضاعهم و1% لم يقرروا بعد.

آخر محطة :
كل التبريرات العقلية والمنطقية السابقـة لا تمنعني من القول أنني شاهدت في حـياتي آلاف الأدلة التي تثـبت تماما عكس مـا قلت، أي أمورا غـيـر مفـهـومـة تثـبت ظواهر «العين» و«ســوء الحظ» وأخيرا هذه الأيام «السحر» حسبما بلغني من ثقات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سعيد محمد سعيد

ملف الحراس

 

النقاش في أوضاع الحراس البحرينيين، في كل مكان: وزارة البلديات والزراعة، وزارة التربية والتعليم، في الشركات والمؤسسات وكذلك في المنشآت… نقاش لا ينتهي على ما يبدو، وقد يتطلب ملفا كبيرا.

هناك أزمة ثقة بين الطرفين للأسف الشديد مردها – بحسب وجهة نظري – الحاجة إلى تقوية الهيكل الإداري من أساسه، بمعنى إيجاد لائحة إدارية وقوانين منظمة تضمن حقوق ثلاثة أطراف: الحراس – المسئولين والجهة التي يعملون على حمايتها.

ويعترف الكثير من حراس المدارس بأن هناك من يتسبب في الإضرار بالآخرين، كمن ينام في السيارة ليلا أثناء نوبة «آخر ليل»، أو من يأتي «سرا» بطبق استقبال وتلفاز ليقضي الليل في مشاهدة القنوات، فيما يتعمد البعض ترك موقعه بلا أدنى إحساس بالمسئولية وهو الأمر الذي دفع، بالاتفاق مع وزارة الداخلية، إلى تفتيش المواقع بدلا من مفتشي التربية والتعليم.

هذا من ناحية الاعتراف، لكن من ناحية المطالب، فإن الشريحة الكبرى من الحراس يريدون تطبيق الآية الكريمة «ولا تزر وازرة وزر أخرى» إذ إن الشريحة الكبرى الملتزمة بأنظمة العمل ليس عليها وزر الجماعة الذين يتجاوزون القوانين، ويعتقدون بأن المهمة الكبرى التي يريدون من ديوان الوزارة القيام بها، هي إعادة تنظيم الهيكل الإداري بالصورة التي تضمن أداء ما يقارب من 800 حارس، طبقا لأهداف مشروع الحراسة المدرسية.

لكن نقطة مهمة لابد من أن يدركها الحراس وغيرهم… من حقكم المطالبة بنظام عمل عادل، غير أن ذلك لا يمكن أن يحدث في كفة، وفي الكفة الأخرى إهمال للعمل وعدم احترام للمسئولين والمشرفين – أيا كانت جنسياتهم – وممارسات غير مقبولة يتم تغليفها بكلمة «إحنا مظلومين» والسلام.

نتمنى من وزارة التربية والتعليم، أن تطلعنا على ما يجري في قطاع الحراسة الأمنية، وخصوصا على مستوى الرؤساء، فمع علمنا بالكثير من الأمور من خلال الاتصال المستمر بهم، لكن الرأي الرسمي يمكن أن يكون في إجابة الوزارة على هذا السؤال: «هل أنتم راضون عن نظام الحراسة أم لا؟ ولماذا؟

سامي النصف

رسائل تستهدف الصالح العام

إلى القوى السياسيـة والاجتماعية المؤثرة في البلد، الحكمة الحكمـة فما هكذا تورد الإبل ولا هكذا يتم الـتعـامل العـاقل بين أبناء الوطن الواحد ولا مجتمع الأسرة الواحـدة، فـلا المفـردات ولا الكلمـات ولا المعاني ولا الجمل المستخدمة في التراشق القائم تخدم الكويت وشعبها ومستقبلها، إن للتاريـخ عيونا تلحظ وريشـة تسطر وتدون وعقولا تحلل وتشـير بالبنان لمن اخطأ، ولن يرحم التـاريخ من سـيـحـيل أمننا إلى خـوف وتـوحـدنا إلى شـقـاق ومـسـتقـبلنـا إلى ضيـاع لأجل خـدمـة مصالحه الخاصة، فكفى. . !

إلى القـائمين على العـدل، نفـهم أن يكون فـارق الاجتهـادات بين الأحكام في بعض القـضـايا الأقرب في وضوحـهـا للشمس في رائـعة النهار بمقـدار الفارق بين الحد الأعلى والأدنى للعقوبات المقررة قانونا ولكن ما لا يفهمه الناس وما يطرح تساؤلات عدة في الديوانيات هو ما ينشر في وسائل الإعلام مـن تحول أحكام إعدام إلى براءة ومـن ثم أن كـان هـؤلاء أبرياء فكيف سلمت أعناقهم للمشانق؟ وان كانوا مذنبين بجرائم شنيعـة تستحق مثل تلك الأحكام المغلظة فـكيف خرجـوا يمشـون طلقـاء في الشـوارع وبين الناس ومن ثم أصبحت تلك الجرائم الكبرى دون فاعلين؟

وما هي الرسائل المرسلة عبر تلك الأحكام ـ كـما يشـتكي لنا البعض ـ لقـوى الأمن ولوكلاء الـنيابة الأفاضل بعد أن تعـبوا وسـهروا الليـالي للقـبض على الفـاعلين وحماية المجتمع منهم؟

إلى العـلاقـات العـامـة في وزارة الداخلية، ضـرورة التنبيه على الضـباط بألا يكشـفـوا في مـقابـلاتهم الإعلامية «أسرار» كيـفيـة القبض على الجـرمين كحال إبلاغنا بأنهم يقومون بوضع أجهزة رصد حديثة في بعض السـيارات وتركها لتسرق لمعرفة مقـاصدها وفاعليها، وهي أمور غير مسبوقة في الدول الأخرى التي يحـاسب فـيـهـا بشـدة من يـكشف تلك الأسرار التي تلغي الـفـائدة من النظم أو الأجهزة الحديثة وتجـعلها محصورة في قضيـة واحدة بدلا من تكرار استخـدامها ومن ثم تفيد الجرمين، نرجو محاسبة من يقــوم بـكشف الأسرار أو مـن يضــر بالتحقيقات اللاحقة في المحاكم.

إلى النـائب د. ناصــر الـصــانع. . نشكره على فكرته الطيبـة التي نرجو أن تلاقي القبول من جمـيع القوى والتكتلات السياسية حول جمع النائب ـ أو النواب ـ مع الوزيـر المعني قــبل طرح عــمليــة الاسـتـجـواب في مــحـاولة ل‍صـلاح والإجابة على التـسـاؤلات وتصـحـيح الأخطاء ـ إن وجـدت ـ بمنهاجيـة «قطف العنب لا قــتل الناطور»، دعـمــا لمسـار التـنمــيـــة في الـبلد الـذي تعــرقـله الاستجوابات المتتالية.

إلى النائب سـعدون حمـاد، وعدم فهم النـاس لمغزى سؤاله البـرلماني عن: هل طلبت الولايات المتحدة تسهيلات من الكويت لضـرب إحدى الدول المجاورة؟ وهو سؤال يمس الأمن القومي والوطني للكويت في الـصمـيم وتـدفع ـ بالقطع ـ بعض الـدول الملايين للحــصــول على أجابته، فلمـاذا نوفـرهـا لهـا بأبخس الأثمان؟ ثـم ما هو الجواب المتـوقع لمثل هذا السـؤال؟

إن قـيل «نـعم» فـسنقـدم تسهـيلات تبرر ضرب بلدنا لاحـقا، وان قلنا «لا» بشكل مسبق أسأنا لعلاقتنا مع الحلفاء، نرجو من النائب الفاضل سحب السؤال مع الـشكر حفاظا علـى الصالح العام.

آخر محطة:
التهنئـة القلبية للزميل جمال خاشقوجي على تقلده للمرة الثانية رئاسـة تحــرير صـحـيـفــة «الوطن» السعودية، راجين أن يحافظ على الدكتور الكفؤ الزميل عثـمان الصيني ضمن طاقم الجريدة ويرجع لنا إن أمكن المبـدع قينان الغامدي.

سعيد محمد سعيد

سعادة الوزير الطائفي!

 

لا شغل لنا في هذا البلد إلا: «الفتنة الطائفية… التوظيف الطائفي… الحشد الطائفي… إدعاء الطائفية… نفي الطائفية… محاربة الطائفية… القضاء على الطائفية… التحذير من الطائفية… المد الطائفي… التصدي للطائفية…»، وتطول قائمة الادعاءات والتحذيرات، إلى أن تتقاذف الأطراف المختلفة والمؤتلفة ما تيسر من اتهامات وما تعسر، لتبعد عن نفسها خطر الإصابة بالطائفية «والعياذ بالله»، كما أصيب بها بعض الوزراء والمسئولين والمثقفين والفنانين وعلماء الدين و… تقع الطامة!

دعونا من ذلك كله، ولننظر إلى المجلس التشريعي وكيفية تعاطيه مع بعض الملفات «الطائفية»، ثم لنمعن النظر أكثر لنحدد أول وأكبر وأهم النواب خبرة وتفننا في «القبض» على الوزراء والمسئولين الطائفيين لا يفوقه مهارة في ذلك إلا «سعادة النائب شارلوك هولمز»، فهو الذي قبض على الوزير الستري سابقا، وهو الذي ضبط الوزير العلوي متلبسا، وهو الذي سيذيق الوزير بن رجب سوء العذاب لأنه طائفي!

لا أشك أبدا في أن لعبة الطائفية في البلد وراءها تخطيط ودراسة وتنفيذ متقن، وليست نابعة من مواقف فردية! أبدا! من يظن ذلك، قد يضحك على نفسه! وليس الدليل في «التقرير المثير» فحسب، بل في ممارسات تصدر عن مؤسساتنا على اختلافها، وأكبرها المؤسسة التشريعية.

كان الوزير العلوي محقا وشجاعا! لقد نجح المشروع الوطني للتوظيف على رغم كثرة الأعداء بشأنه ومنهم (حكوميون أيضا)! ولا نبرئ بعض العاطلين ونضعهم في قفص الاتهام، لأن بعضهم يتعمد تخريب المشروع من خلال بيع بطاقة سكانية بمبلغ لا يتجاوز الخمسين دينارا، فيما يفضل النوم على الجد والبحث عن عمل.

لكن السادة النواب الأفاضل، الثلاثي: الفضالة – السعيدي – العسومي، وإن كانوا «أصحاب نوايا حسنة»، لكن الوزير نجح في توجيه ضربة قاضية فردية لتحالف ثلاثي!

نحن نعلم أن النوايا حسنة جدا جدا جدا… ونعلم أن الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجر، وندرك أن مشروعا للتوظيف بموازنة 30 مليون ويصرف على نجاحه 4 ملايين دينار فقط، يعطي دلالة على الأمانة في توظيف أبناء البلد من سترة (اذا كانوا عاطلين) ومن المنامة وكرانة والمحرق والحد (إذا كانوا عاطلين أيضا)، فشكرا لسعادة الوزير الطائفي.