د. احمد حسن الباقوري هو احد اشهر وزراء الاوقاف المصريين وترجع اصول عائلة الباقوري الى المسلمين الذين هجروا الاندلس بعد سقوطها وانتشروا في الشمال الافريقي حتى غرب مصر، وينسب لهؤلاء اغلب الطرق الصوفية المنتشرة في مصر ودول المغرب العربي.
وكان الشيخ الباقوري احد كبار الثائرين على الانجليز والحكومات الموالية لهم ابان العصور الملكـــية، وتم سجنه اكثر من مرة، كما كان صديقــا شخصيا للامام حسن البنا الذي يقول في كتاب ذكرياته انه كان صوفيا متــبعا للطريقــة الشــاذلية.
وقد تم تعيين الثائر الباقوري في عهد الثورة عام 52 وزيرا للاوقاف والشؤون الاسلامية وقد كان جالسا على المنصة في المنشية عام 54 ابان محاولة قتل الرئيس جمال عبدالناصر، ويقول كشاهد عصر عن تلك الحادثة انه ورغم خلافه اللاحق الشديد مع ناصر الا انها محاولة اغتيال حقيقية لا يمكن انكارها حيث شاهد اطلاق النار الذي اصاب بعض الجالسين الى جواره.
وفي هذا السياق فان انكار حادث المنشية من «بعض» رجال الاخـــوان يصيب مصـــداقيتهم بضـــرر، فقد شهد على صحته بعض رجال التنظـــيم الخاص في كتب صــدرت عن دار الزهـــراء، كما كانت وقائـــع تلك المحاكمات علنية ويحضرها رجـال الاعلام المصريون والعرب والاجانب وكان بامكان المتهمين والشهود ان ينــكروا على العلن ما حدث، وهـــو ما لم يحدث، وقد قرأت محاضر تلك المحاكمات الهامة اكثــر من مرة ولا يوجد ادنى شــك في ذهــني في حقيقة المحــاولة.
ان المأخذين الاساسيين المحقين اللذين يمكن للاخوان ان يعتمدوا عليهما في خلافهم مع ناصر هما: الاول عدم عدالة اخذ المئـــات والآلاف من الاخوان بجريرة قلة قليلة من رجال النظام الخاص الذين قاموا بمحاولة اغتياله، والثاني ان المحــكمة وان كانت علنية الا انها كانت هزلية من الطراز الاول في قضايا مصيرية تم خلالها اصدار اعدام ومؤبد على كثيرين وقد انتهج فيما بعد المهداوي خطى المجنون جمال سالم في علانية المحكمة وهزلها واشراك الجمهور في نقاشــاتها واحكامها القراقوشية الظالمة.
وللباقوري نهاية مأساوية مع عهد الثورة، التي طالب بها، فقد طلبه عبدالناصر في عام 59 واسمعه شريطا مسجلا قام فيه احد الحضور بشتم والدة عبدالناصر وقال الشاتم ضمن الشريط انه يقوم بذلك الامر بحضور وزير الاوقاف.
ويدعي الباقوري انه رد على الشاتم الا ان الشريط انــــتهى تسجيله مع نهاية الشتم ولم يتعداه.
وقد اقترح الباقوري ابان جـــمهورية الرعب والخوف ان يستقيل فــــقال له ناصر الذي كان في ابان مجده ان احدا لا يستـــقيل في حكومته بل يقال، وهو ما تم، وقد خرج البـــاقوري من اللقاء مرعوبا لدرجة انه سجن نفسه في منزله ولم يخرج اطلاقا لمدة 5 سنوات حـــتى ارضى ذلك الامر عبد الناصر وارسل يستـــدعيه لحضور حفل زفاف ابنته هدى.