فُجعت الكويت أمس بوفاة المغفور له الشيخ سالم صباح السالم الذي عرف عنه حب الخير لأهل الكويت وتبنيه لقضية أهلها الاولى المختصة بكشف مصير الاسرى والمفقودين والعناية بذويهم، وقد أخلص – المغفور له – لها حتى جعلها شعلة حية لا يصدر قرار أممي ولا تجمع دولي الا وتتضمن قراراته الاشارة اليها بفضل جهد ومثابرة أبي باسل، فللفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهل الكويت جميعا الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ويشهد للراحل الكبير موقفه التاريخي المعبّر في 18/1/2006 حين قال في كلمات قليلة ما وأد الخلاف وحسم الامور «أنا الذي نال المرض من جسدي ولم ينل من عقلي، لو عرضتم علي امارة الكويت لامتنعت عنها، لأن الكويت تستحق قيادة قادرة أكثر مني، ومن ثم فإني أرفض تعريض تاريخ الشيخ سعد العبدالله للإحراج والشفقة، وأرى أن يتنحى عن امارة الكويت».
وقد اشتهر عن أبي باسل حبه الشديد للوطن وانفتاحه على أهل الكويت جميعا مع ذهنية متوقدة وبرغماتية متميزة، فقد تباين، رحمه الله، مع تجمعات ديوانيات الاثنين قبل عام 90 لأجل الكويت، ثم أعاد المياه سريعا الى مجاريها معهم بعد التحرير مباشرة لأجل الكويت كذلك، فقد علمته السياسة المرونة وأنه لا اختلاف دائما مع أحد.
وقد تقلد الراحل الكبير الكثير من المناصب الوزارية والديبلوماسية فتميز عطاؤه بها، وكانت له قرارات وتحركات مشهودة على الساحة السياسية المحلية، كما كانت له أياد بيضاء على أهل الكويت، فلا يقصده أحد إلا أكرمه ولا محتاج الا اعطاه، مما جعل له مكانة في القلوب لا تُنسى.
اللهم اغفر للشيخ سالم الصباح وارحمه واعف عنه، وأكرم نزله ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من أهله، اللهم أفسح له قبره واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار، اللهم آمين.