إذا كانت رغبة الحكومة صادقة ومخلصة في أن ترسم مستقبلا مزدهرا للبلاد، قائما على الالتزام والانضباطية والاحترام والمواطنة الصالحة، فعليها أولا أن تفكر مليا في إصلاح قطاع التعليم، والبدء بالمعلمين والمعلمات…
وأستدرك هنا لأقول: قد يتطلب هذا الإصلاح، إزالة كل معلم ومعلمة، وكل إداري وموظف أو موظفة لا يصلح/ يصلحون للعمل في هذا القطاع، وخصوصا أولئك الذين يجيدون إثارة النعرات الطائفية في المدارس خصوصا، سواء كانوا مديرين أم معلمين أم موظفين أم حتى مراسلين!
إذا أرادت الدولة أن تغلق ملف التسيب المخيف والمقلق في كل شبر من حياتنا اليومية، فلتختار طريق المدارس، وحتى تقوم المدرسة بالدور الذي تحطم في كثير من البيوت، وهذا أمر صعب، فعلى الدولة أن تطبق تسمية الوزارة بحرفيتها… تربية وتعليم.
ولتسمح لي الوزارة أن أدعوها إلى مراجعة رابط الأعمدة السابقة لتطلع على ردود المعلمين وأولياء الأمور، ولا بأس بأن أطيل اليوم قليلا لاستعراض أهم تلك الردود، ومنها ما طرحه (معلم محبط) بقوله: «الامتيازات التي تقدم إلى المعلمين في البحرين لا تمثل عشر ما يقدم إلى الأخوة في دول مجلس التعاون… هذا أولا. أعداد الطلاب تزيد على 35 طالبا في الفصل الواحد… هذا ثانيا. صفوف خشبية وصنادق يسمونها فصولا دراسية… هذا ثالثا. سياسات فاشلة من قبل وزارة التربية والتعليم يجب أن تطبق في المدارس (بالغصب)… هذا رابعا. تمييز وطائفية حتى في أدنى الوظائف (مثال معلم فاشل ولا يصلح للتدريس ينقل للعمل في الوزارة بصفته اختصاصيا)…هذا خامسا. أي فشل في تنفيذ أي مشروع تربوي يكون الملام الأول والأوحد هو المعلم وليس المسئولين في الوزارة (أصحاب الشهادات العليا).
أما (أم أمينة) فتتمنى أن يفهم (معلمو) هذا الزمان أن «عليهم رسالة يجب توصيلها أو أداؤها للطالب والمجتمع… عليهم إرشاد وتوجيه وتوعية، وليس تدريس المواد الاكاديمية فقط! فالمجتمع البحريني مليء بالمشكلات الاجتماعية والطائفية والسياسية التي تنعكس على سلوك الطالب في المدرسة، وعلى المدرس مساعدة الطالب على التكيف مع ظروف المجتمع.
ولكي نضمن أن المدرس سيقوم بأداء هذه الرسالة على أكمل وجه، فإن على الوزارة إعداد المعلم إعدادا جيدا قبل إقحامه في العملية التعليمية والتربوية، من دون دورات إعداد وتهيئة تشرف عليها الوزارة، ونرجو من صحافتنا مساعدتنا في القضاء على الكثير من المشكلات التي يعاني منها طلابنا في المدارس من طائفية وظواهر سلوكية وتأخر دراسي وفصول من دون مدرسات، وغير، وغير، والله يعين أبناءنا على الأجواء الدراسية التي يتعلمون فيها (ما دري شلون يدرسون وبأي نفس في هالمدارس)».
أما رد المعلمة المتخرجة حديثا، فهي تدعو من قلب معلمة إلى أبنائها… يقضي المدرس وقتا طويلا في تنفيذ كل ما تمليه عليه المدرسة من واجبات ترهقه، إلى جانب العطاء بإخلاص لطلبته من تربية وتعليم، بينما يخرج الطالب من المدرسة متوجها إلى أسرته مدار تحركاته وتربيته بالدرجة الأولى، فيرى واقعا وعطاء غير مكمل للمدرسة التربوية التي يذهب إليها… فكل تعاليم التربية المطبقة من المدرس ملغية… وإذا كلم المدرس طالبا ناويا تغييره ورفع مستواه، جاء ولي أمره رافضا القول إن ابنه مخطئ! بل المعلم هو الذي اعتدى على حقه وكرامته… وتقوم إدارة المدرسة بلوم المدرس! بل أحيانا، يتم إيقاف بعض صلاحياته التي يجب أن يمارسها لتتمة دوره… وتأتي المديرة الفاضلة لتهدد المعلمة: «لا تجرحي الطالبات وراعي نفسياتهن»، لدرجة أن الطالبة تقول مع كل كلمة للمعلمة: «سأشتكي عليك»! فصارت الكلمة كأنها لعبة يستخدمها الصغار!
أتمنى أن تكون هناك موازنة عادلة بين المعلمين والمعلمات وإدارة المدرسة وأولياء الأمور، أما مسألة المعلمين الذين دخلوا سلك التدريس ولم يتخصصوا في التربية، فيجب على الوزارة تقديم دورة خاصة مكثفة لهم حتى يعوا مبادئ ومفاهيم التربية ليقوموا بالمسئولية! فهذا حل يساعد على تدارك هذه المشكلة، كما أنني ألتمس من كل معلم نقاطا مهمة تسهم في نجاحه وهي الإخلاص و العمل الجاد وقبول آراء الأطراف الأخرى كإدارة المدرسة وأولياء الأمور، للنهوض بالطالب وفهم مشكلاته وحلها، بغض النظر عن المادة.