من الصعب جدا مقاومة إغراء عدم التمتع بالكسل في شهر رمضان، فلا احد تقريبا في الحكومة يعمل دواما كاملا! ولا ادري حقيقة سبب هذا التدين الفجائي الذي يصيب امة بكاملها شهرا، ويختفي عنها احد عشر شهرا، لكن هذه قصة اخرى ليس هنا وقت التطرق لها، وعوضا عن ذلك سنكتب، وبكسل واضح، عما ورد في الصحف اخيرا من اخبار طريفة ومحزنة:
1ــ تم تتويج العقيد القذافي ملكا على ملوك وسلاطين وعمد افريقيا. كان ذلك الخبر الاكثر طرافة ضمن سلة اخبار الاسبوع الماضي. ويبدو ان السيد العقيد قد «قبض» القصة بجدية كبيرة حيث ظهر، وفي لقاء رسمي مع رئيس بوليفيا، وهو يضع تاج ملك الملوك على رأسه!! كما دفعه لقبه الجديد إلى التصرف على نسق المنصب المهيب، حيث اعلن في اليوم الثاني لتتويجه عن نيته توزيع «عائداته» من البترول على المواطنين مباشرة، بعد الغاء جميع ادارات الدولة، بخلاف تلك التي تحفظ حكمه.
2ــ اما الحركة الدستورية، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، فقد ابت التخلي عن وصوليتها ومكيافيليتها، حتى في رمضان، حيث اعلنت عن وجود مستندات لديها تثبت تورط مهاجمي «المصفاة الرابعة»! وحيث ان الساكت عن الحق شيطان اخرس فإننا نترك التعليق لكم على خبر «حدس».
3ــ ابلغني صديق شارك في عمليات الافراج عن الاسرى الكويتيين لدى نظام صدام، وهو النظام الذي كان يوصف بالشقيق، بأن اسرانا كانوا في حالة يرثى لها من الهزال والمرض والاعياء، واقرب إلى الموت منهم إلى الحياة. وانه قارن اشكالهم المثيرة للشفقة والحزن بأشكال وصحة الاسرى الفلسطينيين الذين اطلقت اسرائيل سراحهم اخيرا، حيث كانت امارات الصحة والعافية بادية عليهم، بالرغم من انهم لم يكونوا في سجون الصديق ولا الشقيق، بل عدوهم التاريخي!! فمتى نفهم حقيقة ما تعنيه مبادئ حقوق الانسان؟
4ــ وفي جانب آخر، اعترف «ث.ش»، العائد الجديد من افغانستان، وهو عسكري سابق، انه تلقى دروسا دينية في الكويت على يد بعض المتشددين الذين اقنعوه بالذهاب الى افغانستان لمقاتلة «اليهود الاسرائيليين»! وانه كان يتدرب في المقر الرئيسي للمجاهدين، الذي كان عبارة عن مزرعة كبيرة لزراعة الحشيش وتصديره إلى إيران وباكستان.. ووطنه الكويت! ولا ادري متى تتعلم سلطاتنا السياسية، وليس الامنية المغلولة اليد، شيئا من هذه الشهادات المرعبة، فهذا ثالث شاهد يشهد بتورط المجاهدين في عمليات زراعة وتصدير الحشيش إلى الدول الاسلامية، لتمويل حروبهم من اجل رفعة اسلام طالبان، وزعيمهم «بن لادن»، الذي يعتبره بعض نوابنا اخا وشيخا ومجاهدا، وهو الذي لم يتردد في تشجيع تهريب المخدرات إلى الكويت بالذات؟
5ــ في حركة تلميع شخصية، وتحضيرا للانتخابات الداخلية في «جمعية الاصلاح، الحركة الدستورية» صرح المرشح حسين الدلال (الراي 31ــ8) بأن من مآسي الكويت ان من يقود الحكومة لا يمثل رأي الشعب ولا الغالبية البرلمانية(!!)! والسيد الدلال يعلم بأن التهجم على رئيس الحكومة هو اقصر طريق للنجاح في انتخابات الحركة!!
أحمد الصراف