تقول أكثر نظريات نشوء الكون قبولا لدى العلماء «السنعين» ان انفجارا كونيا عظيما حدث قبل مليارات السنين نتج عنه كل هذه المجرات والكواكب والنجوم التي نعرفها والتي لا نعرفها، علما بأن احدث الملاحظات الفلكية بينت ان المادة العادية في الكون، مثل المجرات والغازات والكواكب والنجوم، لا تشكل الا نسبة 4% من مجموع الكون.
ولمحاكاة تلك الظروف التي ادت إلى ذلك الانفجار الكبير، بدأت مجموعة من العلماء في مركز المنظمة الاوروبية للبحوث النووية، «سيرن»، الذي يقع على الحدود الفرنسية ــ السويسرية، في عام 1996، مشروع بناء جهاز ضخم كلف حتى الآن ما يقارب عشرة مليارات دولار يمكن عن طريقه مراقبة نتيجة اطلاق حزمتي اشعة من جسيمات البروتونات، البالغة الصغر، في اتجاهين متعاكسين، وبسرعة تقارب سرعة الضوء، واحداث تصادم رهيب بينها وتسجيل وتصوير ما سيؤدي اليه ذلك التهشيم لمكونات البروتونات، وما سينتج عن التصادم من مكونات جديدة!! وقد زودت القناة الضخمة، التي بنيت عميقا تحت جبال الألب، والتي ستمر فيها حزمتا اشعة جسيمات البروتونات، بكاميرات تصوير واجهزة دقيقة بإمكانها التقاط مليون صورة في الثانية الواحدة.
يوم الاربعاء الماضي كان حدثا علميا عالميا حضره مباشرة اكثر من تسعة آلاف عالم فيزيائي من جميع دول العالم، باستثناء عالمنا الذي كان ساعتها بلا شك منشغلا بالاختلاف على امور اكثر اهمية. وقد راقب كل علماء العالم بانتباه كبير تجربة الانطلاق تلك، علما بأن كثيرين منهم سيشاركون في تحليل المعطيات والبيانات المتأتية من التجربة على امل معرفة اسرار مكونات الذرات من خلال تهشيمها. ويعتقد الفيزيائيون ان جهاز التصادم يمكن ان يقدم المفاتيح لفهم طبيعة هذه «المادة» الغامضة. ولكن العالم البريطاني البروفيسور فيردي قال لـ «بي بي سي» إن الطبيعة قد تفاجئنا، وعلينا ان نكون مستعدين لكشف النقاب عن اي شيء تطرحه امامنا!!
.. وإلى غد مشرق مجيد.. والى امة عربية واحدة!!
• ملاحظة: قام الأميركيان سيرغي برين ولاري بيغ، مؤسسا شركة «غوغل»، وخلال 10 سنوات فقط، بتحويل بضعة آلاف من الدولارات الى شركة يبلغ ثمنها في السوق 150 مليار دولار!! ونجحت حكوماتنا المتتالية، خلال ثلاثين عاما، في تحويل 150 مليار دولار نقدا الى مجموعة من المشاريع الفاشلة والادارات المتهالكة والتعليم المتخلف والمستشفيات الخربة والعقول الاكثر تخلفا ورجعية وخرابا!!
أحمد الصراف