سعيد محمد سعيد

الدخول إلى منطقة حساسة

 

إذا كنا نقصد لفت نظر المسئولين وتوعية أنفسنا، وكذلك توعية الجمهور في بعض القضايا الحساسة، فإننا نرجو أن تكون ردود الفعل مبنية على حسن النية، ففي طرح بعض المواضيع، ولو بالشكل العابر، ما يثير حفيظة البعض ويدفعه لاتخاذ موقف أو الرد بصورة خشنة نوعاً ما.

لكن قبل كل شيء، نريد تقديم حسن النية في طرح الموضوع الذي بين أيدينا اليوم. وهو موضوع ظاهر حيناً ومبطن أحياناً أخرى. والدخول اليه بين بعض العائلات وفي المحاكم يعد اقتراباً من منطقة حساسة. ذلك هو الخلافات على الميراث التي تسبب نزاعاً وصراعاً بين الاخوة والأخوات يصل الى المحاكم حين تسوء الأمور.

للميراث أحكام شرعية نص عليها القرآن الكريم، لكن لسنا هنا نتحدث عن الأحكام التي صدرت في بعض القضايا وحيثياتها والخلافات عليها بين أصحاب الشأن، لكن من المهم تنبيه أولئك الذين يضعون أيديهم على حقوق إخوة لهم ويحرمونهم من الميراث مستغلين ضعفهم وجهلهم بالقوانين، وخصوصاً بالنسبة إلى الحالات التي لم يجر فيها تدوين في إدارة أموال القاصرين لخطأ ما أيا كان سببه.

وليس ذلك فحسب، بل حتى حين يتم توزيع التركة، تظهر الكثير من المشكلات بين المورثين وتتحول الأمور في بعض الأحيان الى نوع من التخطيط من طرف ضد طرف آخر، وتتكون الكتل بين الإخوة والأخوات وتزداد الأمور تعقيداً كلما كانت التركة كبيرة. وبالعودة قليلاً الى ملفات وقضايا مطروحة أمام المحاكم منذ سنوات، أو استذكار بعضها، يمكن تخيل حجم الخسارة الكبيرة التي تمنى بها الأسرة حين يتفكك أفرادها من أناس يجمعهم دم ولحم الى أعداء متضادين متناحرين.

وكثيراً ما تترك مثل هذه القصص مشاعر حزينة بين المقربين الذين يعلمون بحقيقة ما يجري، فحرمان بعض المستحقين من حقوقهم في الإرث بسبب قوة طرف من «الإخوة» ينبئنا بأن المادة أصبحت أكثر قدسية من الدم والقرابة، ولعل هذا ما جسدته الفنانة فخرية خميس في المسلسل اليومي «الاتجاهات الأربعة»، إذ مثلت دور الأم التي تفقد زوجها، لتتحول العلاقة بين الأبناء إلى صراع على التركة تحول حياتهم الى جحيم.

سعيد محمد

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *