سعيد محمد سعيد

فزاعات!

 

حين يتحدث بعض المواطنين والمقيمين من عامة القراء – ونعني بهم أولئك غير المتخصصين في الإعلام – عن مستوى أداء بعض الصحف المحلية وصحافييها، فإنهم يباغتون المستمع إليهم وهم يحللون بعض النصوص الإخبارية والتقارير بل وحتى الردود أو التعقيبات ويكشفون (النزعة الخفية والمآرب الخلفية)، فيضعون اليد على بضع نقاط يجب على كل صحيفة محترمة أن تستحي منها… أو هكذا يجب!

المشكلة ليست هنا في دور (الفزاعة) الذي تقوم به بعض الصحف! المشكلة هي في الحكومة وفي المسئولين وفي متخذي القرار الذين يرتعبون خوفاً وهلعاً من تلك الفزاعة التي تقدم لهم خبراً – بلا مصادر ولا وثائق ولا معايير منطقية أصلاً – وربما ترتب على ذلك (الخبر المعلب سابقاً) عواقب ونتائج سيئة قد تصل الى إثارة نوع من الحساسية في العلاقات السياسية بين الدول، لا سيما في الأوقات التي تمر فيها المنطقة بوضع حرج يتطلب حنكة في التعامل الدبلوماسي.

زد على ذلك، أن استخدام اسلوب (بالونات الاختبار) لكثير من القضايا المحلية والاقليمية، لا يمكن أن ينجح في إعطاء معلومات استباقية أو تقييم تمهيدي مبني على الفزاعات الكاذبة، ولا شك في أن خبراً (بلا وجه ولا يدين ولا عيون ولا أذنين) كذلك الذي يشير الى تدخل دولة من دول المنطقة في شئون بلادنا عن طريق ارسال دعوات أو تذاكر سفر لعدد من الإعلاميين (المحددين) أو إرسال (كارتون طماط) أو (خيشة عيش) لعدد آخر منهم يدل دلالة قاطعة على نية مبيتة سوداء لتلك الدولة للتدخل في الشئون الداخلية فهو أمر مضحك… كيف يكون مضحكاً؟

أولاً – لا يعوز الدبلوماسية البحرينية، ولا النظام الاستخباراتي ولا الثوابت البحرينية التي تقوم عليها السياسة البحرينية أن تعتبر خبراً صحافياً مشلول اليدين والرجلين مصدراً لمعلومات خطيرة ومثيرة للقلق توجب تحركاً يدرأ الخطر.

ثانياً – لم تعد الأمور خافية اليوم، والكل يعلم ما تعنيه الإشارة الى إيران أو الى غيرها من الدول، وربط الشيعة في البحرين والخليج بكل شاردة وواردة وكأنهم مواطنون فعلاً يتبعون تلك الدولة كما يحلو لأصحاب الفزاعات الترويج له! ولم لا طالما هناك مئات الآلاف من العقول التي يمكن أن يدخلها التلفيق بسهولة.

ثالثا – وهو الأهم، أليست هناك جرأة في تقديم خبر صحافي صريح وجريء ومتكامل الأطراف من دون تخفي أو تورية طالما الأمر بهذا المستوى من الخطورة؟

لكننا نحمد الله أن لدينا قارئاً يحلل، ومسئولاً يقرأ بعض الأخبار ويسخر منها لأنها فعلاً (مهزلة)!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *