تتعدد النوايا وتتوزع في صدور الناس لا يعلم بها إلا الله… أما وأن الغالبية بدأت تضع مصلحة (الوطن) نصب أعينها فهذا ما يسعد الفؤاد ويبهج النفس.
فليست العبارة مجرد عبارة… وليست الفكرة مجر فكرة، لكن كل ما (فيه مصلحة الوطن والمواطنين) أصبح من أقدس المواقف وأكثرها حباً للنفس تقرباً إلى الله وإلى رسوله وإلى ولاة الأمر ومن لا يصدق، فسأقدم له أدلة عدة منها:
– يريد أحدهم أن يتملق ويتقرب من (الشيوخ) بطريقة سمجة جداً، فيتحدث بين الفينة والأخرى في برنامج صباح الخير يا بحرين ويصر على أن يبدو في البرامج التلفزيونية واللقاءات ويتعمد ملاحقة كاميرات التلفزيون والصحافة، ليصر على مقولاته المتعلقة بأهمية اعتبار أي تحرك سياسي أو مطلب شعبي ما هو إلا عمل ( تآمري)، وإنه يقول ذلك (لما فيه مصلحة الوطن والمواطن).
– يكتب أحد الكتاب كثيراً، فيرفع ضغط القارئ وهو يتحدث عن مستوى الرخاء ورغد العيش والنعمة (أدامها الله)، ويصول ويجول في مختلف فنون النفاق، ولأنه يكذب على الله ورسوله، أفلا يكذب على ولاة الأمر ويغير الحقائق ويعكس الصور (لما فيه مصلحة الوطن والمواطن)!
– يتجرأ بعض النواب المعروف عنهم سوء نواياهم، فيطرحون مقترحات وأفكاراً يعلمون هم بأضرارها قبل غيرهم، لكن كل ذلك يهون من أجل (مصلحة الوطن والمواطن).
– إذا ارادت الحكومة أن تنجح مشروع التوظيف والقضاء على أزمة البطالة فيجب ابقاء بعض القطاعات مغلقة في وجوه طائفة من المواطنين، لأن ولاءاتهم ضعيفة وانتماءهم مشكوك فيه ونأمل أن يتم ذلك لما (فيه مصلحة الوطن والمواطن).
– ليس من الصعب تغيير أنظمة الخدمات الإسكانية وتقليص قروض الشراء والبناء، والاستمرار في بناء الوحدات السكنية الضيقة التي لا تنفع للعزاب، وحرمان المواطنين المنتظرين للقسائم من حقوقهم بسبب قوة المتنفذين في وضع اليد على الأراضي وما أدراك في بلادنا، لأن ذلك يجب أن يكون في مصلحة (المواطن) الذي يرى الأبراج ترتفع وحظه يطيح… لما فيه (مصلحة الوطن والمواطن).
– أما بعد، فنطالب الحكومة بعدم الاستقالة كما طالب النواب الكرام، لأن في بقائها استقراراً، ولكننا نطالب بأن تنظر الحكومة بعين الاعتبار إلى مواطنيها وتكرمهم وتحسن مثواهم وتعدل حالهم وترفع رواتبهم وتمسح على قلوبهم… (من أجل مصلحة الوطن والمواطن)