سعيد محمد سعيد

ما لكم والمدارس؟!

 

بعض الناشطين، أو من يعتقدون أنفسهم ناشطين سياسيين، يشاركون في المحاضرات ويتقدمون المسيرات وينتدون ويتحدثون ويقدمون أوراق عمل في هذه الجمعية وفي ذلك الملتقى وأمام هذا المنتدى، هم في الحقيقة، وليسمحوا لي بهذه الكلمة، يورطون أنفسهم ويورطون المجتمع ببعض الأفكار التي يطرحونها!

وفي الواقع، لسنا نجد بداً من تكرار القول إن للجميع في هذه البلاد حق ابداء الرأي والمشاركة وطرح وجهات النظر المختلفة وتقديم الأبحاث والدراسات وأوراق العمل، على أن تكون ذات فائدة، وتحقق القصد بدلاً من أن تترك آثاراً سلبية لا يمكنهم ادراك مخاطرها.

الكثير من الناس، ومنهم شباب متعلمون ومثقفون، يجلسون في تلك الملتقيات صم بكم عمي! فمن النادر أن تجد صوتاً شاباً مثقفاً معترضاً على (الهرج الذي يطرحه ذلك المتحدث الجهبد)، وفي أحيان قليلة جداً تستمتع الى مداخلة علمية واقعية في الرد على (الأفكار العبطية التي ملأ فلان رأس الناس بها)، وربما من غير الملاحظ أن تجد نقاشاً حراً بين المحاضر والحضور عن نقاط هي لا تتناسب اطلاقاً مع المقام… فالموضوع في جهة، والمعلومات والقرائن والحجج واسلوب العرض الذي يقدمه أخونا في جهة أخرى!!

لم كل هذا العناء والشقاء؟ ما الذي يجبر البعض على الدخول في هذه المساحة طالما هم ليسوا أهلاً لها؟

رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، فإذا كنت أنا أعرف قدراتي وامكاناتي وحدودها فيفضل التعامل مع النفس أولاً على هذا الأساس!

وهذا النوع من الناس (الجهابذة) قليل، لكن لأن المجتمع صغير، ولأن الحراك الثقافي أحياناً نشط في مساحة جغرافية محدودة، نجدهم بكثرة.

هناك أسماء، لكن ما لنا والدخول في مناطق حساسة، لكن سأقدم مثالاً لأحد الناشطين (إياهم) يدعو الناس لمنع الطلاب والطالبات من الذهاب الى المدارس كطريقة احتجاجية… واشراك الطلبة – باعتبارهم شريحة حيوية ومهمة – في المطالب والأنشطة الاحتجاجية! هذا الكلام أثار حفيظة الكثير من المعلمين والمعلمات الذين استاءوا جداً من سطحية القول وسفاهة الفكرة لا سيما وأنه لم يبق على العام الدراسي الا القليل القليل… وإن ارباك العام الدراسي بمثل هذه الأفكار، هو إرباك لنشاط أهم من النشاط الذي يعتقده هو: استقرار أبنائنا الطلبة واستمرار تحصيلهم العلمي بهدوء أفضل من الرصاص الذي لا يصيب… لكنه، مع الأسف، يدوش، كما يقول اخواننا المصريون.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *