اذا قدر لنا أن ندخل الى أماكن العمل ومنشآته المختلفة، فسنشعر في بعضها أننا نعيش حالاً من التصادم الغريب الذي عرفه سوق العمل ولم يعرفه.. ألفه أرباب العمل والعمال ولم يألفوه… يمكن التعايش معه أو لا يمكن.. تلك حال التصادم بين المسئولين الأجانب وبين الموظفين والعمال البحرينيين.
في ملفات قسم العلاقات العمالية وكذلك في اضابير بعض النقابات وأدراج المسئولين عن شئون الموظفين في قطاعات مختلفة قضايا ملونة بألوان الطيف في هذا المجال.. ولعل البحرينيين، والحق يقال، هم أكثر من يقع عليهم الظلم في قطاعات العمل التي يسيطر على مناصبها الإدارية العليا الأجانب!!
ومع ذلك، فإن هناك من يصبر ويجاهد في عمله حفاظاً على لقمة عيشه وفي ذات الوقت، يصر على المطالبة بحقه بكل الصور المشروعة التي تجلب له هي الأخرى مزيداً من العذاب والألم.. أما الفئة الأخرى، فهم أولئك الذين يمسكون (زمارة) المسئول ويطعمونه وجبة شهية هي بمثابة (الفطور الأخير أو الغداء الأخير) مع ذلك المسئول.. فدون شك، سيخرج العامل أو الموظف من باب المؤسسة بلا رجعة، حتى وإن التقى الإثنان في مكتب ضابط الشرطة لاحقاً!!
يحكى أن مجموعة من الشباب البحرينيين، قرروا الوقوف في وجه (ساتيشوه)، وهو مسئولهم المباشر، وكان من بين الأمور التي لا يرتاحون لها هي القوانين والقرارات الوظيفية والإدارية التي يطبقها من جيبه!! فما معنى أن يعمل الموظف يوم اجازته على أن يقيس هو (ساتيشوه) حجم العمل ويقدر ما اذا كان يستحق العامل أو الموظف صرف عمل إضافي أم لا؟!
المهم، اجتمع الشباب في مكتب (ساتيشوه)، وأبلغوه أنهم في غاية السوء وأنهم سيرفعون الأمر الى وزارة العمل، وكانوا يعتقدون أنه سيكابر، لكنه قال: انتم ابناء البلد وانا ضيف ولكم ما تشاءون!! وبعد ذلك اعطاهم ما ارادوا فرفعوا شعاراً جديداً يختلف عن الشعارات السابقة: فليحيا ساتيشوه!!
ولو أن كل مسئول – بحرينياً كان أم أجنبياً – طيب خاطر العمال والموظفين باللين والكلام الجميل والتعامل القانوني.. لأصبح الجميع ساتيشوه!