اذا كان النائب المبجل المحترم الموقر، يريد أن يظهر أمام الناس بمظهر (المواطن) الذي يخدم وطنه، وممثل الشعب الذي يقدم ما يستطيع من جهده من أجل ناخبيه، فما عليه إلا أن يعمل ويعمل وعلى الناخبين أن يروا نتاج عمله، لا أن يصرخ ويصرخ حتى يسمع الناس صراخه!
هذه الفترة حساسة وحرجة للغاية… فالوضع بدأ يسخن مع قرب انتهاء دور الانعقاد الأخير للمجالس البلدية ومجلس النواب، وأصبح الناس اليوم يتحدثون عن الوسائل التي يتفنن بها وفيها ولها، المترشحون الجدد والنواب الحاليون، إلا أن الواضح جداً جداً، أن الكثير من الناخبين اختاروا ممثليهم من النواب الحاليين بفضل ما رأوه منهم من عمل وجهد ومتابعة ومثابرة من دون الحاجة الى دعايات انتخابية، فيما سيلهث آخرون لهاثاً حثيثاً من أجل إبراز وجوههم لكي يتذكرها الناس.. لكن الغرابة في الأمر، هي التصرفات التي يقوم بها أولئك النفر القليل القليل من النواب!
لا أعتقد أن الناخب البحريني المثقف أو محدود الثقافة أو المواطن البسيط يمكن اليوم أن يقبل بلعبة الطائفية لاختيار المترشح، وإن كانت هذه اللعبة قائمة ومؤثرة ولها مريدوها! إلا أن فئات المجتمع المختلفة اليوم، من كل الطوائف، بدأت في اتخاذ خط مضاد لكل الممارسات التي تجعل من مجتمع البحرين مجتمعاً يتناحر بسبب الطائفية والتمييز والتحشيد… أياً كان المذهب الذي يتقدم المسألة ويتصدر الممارسة!
خذ على الطرف الآخر نواب الإعلانات واللافتات.. فهؤلاء، يتحدثون في الجلسات ويصرحون التصريحات ويقولون ما لا يفعلون!! والناس تعرفهم دون شك وأولهم ناخبوهم الذين لم تمر عليهم الأضحوكة هكذاً (هنيئة مريئة)… حتى أن أحد النواب الأفاضل، زعل زعلاً شديداً بسبب ازالة لافتاته (غير المرخصة)! وصار يهدد عبر الرسائل الإلكترونية، وعبر الأحاديث مع هذا وتهديدات مع ذاك… وأنه سينظم الاعتصامات وسيجمع الناس ليوم مشهود وربما وصل الأمر الى كوفي عنان ولربما ولربما… كل ذلك بسبب استمرار ازالة لافتاته!
وله الحق في ذلك، أليس نائباً؟ لماذا تزيلون لافتاته؟ حتى وإن كانت غير مرخصة، لا داعي لإزالتها… فهو نائب، في مجلس تشريعي، وحلال عليه أن يخالف القانون، لكي يبرز بصورة أقوى أمام ناخبيه الذين نتمنى ألا يخدعهم هو ولا غيره من خلال الضحك عليهم بهذه الأساليب؟