خطاب غريب هو ذلك الذي ينتشر في البحرين من أجل التعبير عن الحب والولاء والانتماء للوطن. فالكثير من الناس اليوم أصبحوا يعتقدون أنهم وحدهم – ولا غيرهم – أصحاب الولاء والانتماء الحقيقي وغيرهم من الناس مجرد منافقين (يتاجرون بالوطن)!
حتى أن المضحك في الأمر، هو أن أولئك الأشخاص، ومن «قوة عينهم»، لا يستحون من استخدام عبارات نفاق وتسلق في كتاباتهم ومحاضراتهم وكلامهم في بعض المجالس، ومعظم الناس اليوم في المجتمع يعرفون من هو المنافق الذي لا تهمه المصلحة العامة، وإنما يقول ذلك للاستهلاك الإعلامي وكل ما يهمه مصلحته هو فقط. لذلك، يظهر أمام الناس منافقاً كذوباً ويظهر أمام السلطة على أنه واحد ممن يمكن أن يطلق عليهم وعاظ السلاطين أو كتاب البلاط أو تنابلة السلطان حتى.
ولا ندري إن كانت هناك علامات معينة توضع في جواز السفر، أو ختم أو بصمة تختم على جبين فلان، أو قلادة معينة تعطى لفلانة، أو كلمة سر تمنح لفلان فيصبحون مواطنين من الدرجة الأولى يحلو لهم أن يقولوا ما يشاءون في غيرهم، ولاسيما فيما يتعلق بأوصاف ضعف الانتماء والولاء والمتاجرة بالوطن والكذب على الوطن وعدم الاعتراف بقدسية التراب الوطني. ولهم أن يصفوا غيرهم كما يشاءون، فهم يمتلكون ذلك الحق ولا ضير في أن يهاجموا غيرهم.
هم (أصحاب الوطنية الصادقة الخالصة) وباقي خلق الله ممن لا يتفقون معهم في الخط أو في المزاج أو في الطائفة ليسوا سوى مواطنين مشكوك في وطنيتهم يجب التصيد عليهم وفضحهم. بل وتنظيم الحملات التي تكشف سوء باطنهم!
استدراك: احدى الصحف، نشرت صورة لمواطن (بحريني) في قرية باربار يسير امام صورتين كبيرتين للسيد الخميني والسيد الخامنائي، وكتبت تلك الصحيفة تحت الصورة : «صورة استخرجتها وكالة (…) من الأرشيف»! ونسأل: اذا كانت الوكالة استخرجتها من الأرشيف في اليوم ذاته الذي صدرت فيها تصريحات مبارك، ما الغاية من نشر الصورة «الأرشيفية» من جديد.
على رغم أنني ضد رفع الصور، لكنني ضد التصيد على الناس للطعن في ولائهم الوطني