سعيد محمد سعيد

نعم… ولكنكم تكرهون الدولة!

 

لا أرى بأسا من القول إن هناك (عصبة) من الناس، وهي كثيرة العدد، معقدة التشكيل، منظمة العمل، مدعومة ومجهزة بإمكانيات وأموال لا بأس بها، جل عملها هو الاستمرار في تشويه طائفة كاملة من أبناء البلاد، هي الطائفة الجعفرية قطعا، والاستماتة في نشر فكرة انعدام الولاء للبلاد ولقيادتها بين أبناء هذه الطائفة، عن بكرة أبيهم، واستغلال تصرف فرد، أو حركة أو مجموعة أفراد تنتمي إلى هذه الطائفة فيه إساءة للدولة وللقيادة، لكي تفرح بصيدها الوافر السمين، فتسقط ما جاء على لسان هذا أو ذاك على الطائفة بأكملها… ثم يحلو لها الرقص بعد ذلك… لكن هيهات!

وليس هذا خافيا على أحد، فهناك خطباء ونواب، ومجموعات خفيّة، أو حتى ربما أفراد يصدرون بيانات صفراء غاية في الركاكة والضعف الذي يكشف سوء مستوى كاتبه إملائيا ونحويا… وهناك المواقع الإلكترونية وهناك الناشطون وهناك مد كبير لا ينتهي من الناس الذين تصرف لهم مكافآت للمشاركة في المنتديات الإلكترونية نظير مواضيعهم الفتنوية والطائفية، ومع هذا، فليسوا هم الملامين قطعا… الملام هو أجهزة الدولة المعنية التي تنظر وتعلم وتتغاضى عما يجري.

ولابد أن أقول إن بعض الإخوة في (الأجهزة ذات العلاقة)، لم يقصروا، واتصلوا تعقيبا على بعض المقالات، وجمعوا المعلومات اللازمة، وشددوا على أن «مثل هذه التصرفات لا يمكن السكوت عنها» ثم اختفوا بعد ذلك! وهذا لا يهمني شخصيا، ما يهمني هو أن أوصل الكلمة، وأقدم المعلومة كاملة موثقة، لأن سكوت الأجهزة الرسمية عن مثل هذه التصرفات، لا يضيف المزيد من الإساءة للطائفة الجعفرية وتشويه سمعتها، فلطالما أكدت القيادة أن ولاء شيعة البحرين لقيادتها، وإن كانت (تقية)، كما يحلو للبعض أن يصف، فإن الدولة هي التي تكذب على نفسها وهذا محال.

وبمناسبة ذكر التقية، فإن أولئك القوم الذين تحدثت عنهم أعلاه، لا يتعدون حدودهم لنسف الطائفة من البلاد، بل لا يترددون في التشكيك في النوايا والمواقف، خذوا مثالا بسيطا… فيوم أمس الأول، صرح النائب السيدجميل السيدكاظم بما اقتبسنا منه نصا: «إن رؤية الوفاق بشأن حكم آل خليفة من المسلمات إذ إن الوفاق تحتكم إلى الدستور الذي ينص على أن الحكم في البحرين وراثي… الوفاق واضحة بالنسبة لنظام الحكم في البحرين ووراثية الحكم في عائلة آل خليفة، وهي من المسلمات بالنسبة إلينا»

فما أرينا المنتديات الإلكترونية إياها إلا وقد شنت هجوما عنيفا على التصريح وصاحبه والطائفة التي يتبعها، وكذبة التقية التي يقف وراءها وعداوة الطائفة للدولة وللعائلة الحاكمة، هذا من جهة، أما من جهة أخرى، فلم يسلم السيدجميل من بعض أبناء طائفته الذين جلدوه بما يكفي في ملتقاهم لأنه قال تلك العبارة، وفي كلتا الحالتين، ليس هؤلاء وأولئك، إلا أشباح وخفافيش ظلامية يظهرون بطولاتهم الهلامية خلف الأسماء المستعارة، لكن أن يصدق المسئولون مثل هذه الممارسات ويعتمدون عليها في قراءة واقع البلاد، فهذا خلل فظيع يجب أن يخضع للتصحيح.

ولكن سيبقى التصيد والربط المعنوي والتاريخي والمصلحي قائما لضرب انتماء الطائفة -شئنا أم أبينا- حتى أن بعض الإخوة ممن استجابوا لما طرحته من مراقبة منابر عاشوراء وتقديم من يتعدى على الدولة وعلى الصحابة وأمهات المؤمنين للمساءلة القانونية وإنني شخصيا سأدعم هذا التوجه، أصر -وهم ثلاثة من الإخوة- على تحمل مسئولية المراقبة والمتابعة، ثم اختفوا… فصرت أنا الذي ألاحقهم، فلم يتمكنوا إلا من ضبط شخص واحد تعرفه البحرين كلها اليوم بأنه قال مقولته التي صفق لها نفر صغير، ورفضها السواد الأعظم من أبناء البلاد…

أين البقية ممن شتم الصحابة وأمهات المؤمنين ودعا إلى كراهية إخواننا السنة؟ فكان جوابهم مشتركا وكأنهم متفقون (مع اختلاف الصياغة): «نعم ولكنكم تكرهون آل خليفة… وتكرهون الدولة»، وكما نقول بالعامية: «يا الله قوم فجج عاد»

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *