يعتقد بعض إخواننا وأخواتنا في هذا البيت البحريني الأصيل، أن الولاء المطلق لبلادنا وقيادتنا السياسية يمنع (الموالي) من أن ينبس ببنت شفة معبرا عن ضيق أو رفض أو موجها انتقادا مهما بلغت درجة ذلك الانتقاد إلى الحكومة… فبمجرد انتقاد الحكومة، يصبح المنتقد صفويا مواليا للفرس والمجوس.
وعليه، فلابد من أن يكون صك الولاء الرسمي والأكيد، هو إغلاق الفم والعين والقلب، على كل ما هو ناقص وسيء، حتى تصبح عين الرضا عن كل عيب قريرة… وهذا ما لا أعتقد شخصيا أن القيادة السياسية، بل ولا أعتقد أن (شيوخ) البلد يرضون بمثل هذا التعريف المجوف الغبي الأخرق للولاء.
أن تكون بحرينيا، أيا كان انتماؤك المذهبي، فهذا يعني أن لك الحق في أن تدافع عن بلدك… آرائك… حقوقك… مستقبلك ومستقبل عيالك وعيال الديرة، ولا يعني جهرك بالكلام (خيانة)… ولا تعبيرك عن الولاء (تقية)… بل ولا أرى في أن من الفطرة السليمة أو الذوق أن ينتقد خفافيش الظلام في مواقع إلكترونية، يديرها ويدخلها ويجول ويصول فيها الصبية والصبيات ممن لم يبلغوا سن رشد (العقل ونضج والتفكير)… يسيئون إلى أحد النواب في الخفاء فقط لأنه وجه رسالة حقيقية أصيلة صريحة فاقعة لأعين المتربصين، إلى النائب الإيراني داريوش قنبري على (كلاكيت) شريعتمداري المكرر، والإسطوانة المكررة، والتي لا تنطلي إلا على طرفين: طرف غبي في إيران، وطرف آخر غبي في البحرين.
وعلى أي حال، ستتكرر تلك التصريحات، دون أن يكون لها من وجهة نظري أي تأثيرات على أمن البلدين وسياسة البلدين اللذين تربطهما اتفاقات وبروتوكولات لم يتم توقيعها اعتباطا! وستتكرر أيضا محاولات استغلال أي تصريح يأتي من (هناك)ليسقط على طائفة (هنا)…
ستتكرر الكثير من الظواهر الواضحة، والخفايا المتسترة فيما يحاك من أجل تحقيق مزيد من التفتيت في النسيج الداخلي للبلد، والذي نجح مع شديد الأسف إلى حد ما في تكوين صورة انطباعية مخادعة لدى الكثير من المواطنين في أن السلم الاجتماعي في خطر، وفي ظني، أن هناك دعوات و(صواريخ) كلامية تطلق من داخل بلادنا هي أكثر شدة وأقوى أثرا من تصريحات نواب إيرانيين أو كتاب أو إيرانيين أو حتى قادة إيرانيين… فتلك تتصدى لها الدولة، والدولة أيضا، هي التي يجب أن تتصدى بموقف صارم ضد الأصوات التي ما توقفت عن تفتيت أهل البحرين.
بالله عليكم أيهما أخطر: نائب يلقي الكلام على عواهنه ويحلم، أم (مواطن شريف كامل الولاء) يعيث في البلاد ألما وتفتيتا؟