حينما يتوجه المواطن البحريني العادي، بل العادي جدا، إلى مكاتب الوزراء أو كبار المسئولين في الدولة، فإنه يقف بين أمرين: فإما هو في ضيافة مضياف كريم، أو هو مقصوف مقصوف مقصوف بالكلام الأليم!
لكن، والحق يقال، هناك من الوزراء وكبار المسئولين، من لا يغلق بابه أمام المواطنين، وإن تعذر عليه ذلك، اعتمد على مسئولين يدركون حجم المسئولية… ولا حاجة لذكر أسماء ونماذج… في مقابل فئة من الوزراء والمسئولين… سامحهم الله على ما يفعلون بنا كمواطنين.
على أية حال، وددت أن أشارك القراء الكرام هذه القصة الجميلة، ولعل من السادة الوزراء من يجد نفسه في ما يشبه القصد…
يحكى أن أحد السلاطين وهو في قافلته مسافرا، سمع أحد خدمه يقول لصديقه: «كيف لهذا السلطان أن يعين له وزيرا طاعنا في السن لا يقوى على القتال، ولا يبدو أنه يفقه من أمور السياسة شيئا وأنا خير منه!».
فسمع السلطان هذا الكلام وعاد إلى خيمته، ونادى على هذا الخادم وجاءه… قال له السلطان، وهو يسمع صوت نباح في جهة بعيدة عن خيمته: «اذهب لترَ ما هنالك».
ذهب الخادم وعاد وقال للسلطان: «أني رأيت جراء حديثة الولادة هي التي تنبح».
– سأله السلطان: كم عددها؟
– قال الخادم: لا أعلم!
– قال له السلطان: اذهب لتخبرني بعددها… ذهب الخادم وعاد وقال للسلطان: «عددها سبعة»، قال له السلطان: «ما ألوانها؟»، قال الخادم: لا أعلم! قال له السلطان: «اذهب لتخبرني بألوانها».
ذهب الخادم وعاد وقال للسلطان: «منها ما يغلب عليها الأسود، ومنها ما يغلب عليها الأبيض»، قال السلطان: «ما عدد التي يغلب عليها اللون الأسود؟» قال الخادم: «لا أعلم!»، قال له السلطان: «أذهب لتخبرني بأعداد السود منها».
ذهب الخادم وعاد وقال للسلطان: «أربعة منها سود»، قال له السلطان: «كم عدد البيض منها؟»، أجاب الخادم، بعد أن صمت برهة يفكر: «ثلاثة منها من البيض»، فنادى السلطان على وزيره وقال له: «إذهب لتر ما هنالك (يقصد جهة النباح)، فذهب الوزير وعاد الى السلطان وقال: «إنها جراء حديثة الولادة عددها سبعة، أربعة منها يغلب عليها السواد والثلاثة الباقيات يغلب عليها البياض، ويبدو أن سبب نباحهم الجوع».
فنظر السلطان إلى الخادم وقال: «هل عرفت لماذا اخترته وزيرا لي؟».