ليس مستغربا من بعض مشايخ (وحدة ونص)، تحذيرهم المواطنين من مغبة نقل همومهم أو مطالبهم إلى «الشيوخ» وقتما يقومون بزيارة لمجلس هنا أو منطقة هناك! فلدى بعض أولئك المغفلين، وغيرهم أيضا ممن عد نفسه وجيها أو شخصية مهمة، أن (تضييق) جلالة الملك أو سمو رئيس الوزراء أو سمو ولي العهد، أو حتى الوزراء والمسئولين الذين يقومون بزيارات… هو من قبيل المعصية التي توجب طلب المغفرة من الله سبحانه!
وليس ذلك فحسب، بل إن بعضهم يشتركون في منع بعض الشخصيات والوجهاء من حضور مجلس تزوره القيادة، ويوقفون عددا من (الأفندية) هنا وهناك، لمنع أي مواطن، وجد بارقة أمل، ليمنعوه من أن يقدم رسالته أو يطرح حاجته.
إن الالتقاء بالقيادة في الاحتفالات أو الزيارات الميدانية أو استضافات المجالس وكذلك اللقاءات التي تتم في دواوين الشيوخ هي من أكثر الأمور أهمية بالنسبة إلى الكثير من المواطنين، ولا سيما أولئك الذين يعملون في القطاعات التطوعية والاجتماعية والشبابية، لأن تلك اللقاءات تفتح لهم المجال واسعا أيضا لطرح العديد من النقاط المهمة والملاحظات والمطالب التي لم تتحقق منذ سنين.
لكن، من أين يأتي أولئك الكذابون الذين يحرمون البعض من المشاركة في هذه الزيارات واللقاءات بحجة أن التعليمات جاءت هكذا… والأوامر تقضي بذلك… و… و…! مع العلم واليقين بأن القيادة لا تمانع من الالتقاء بأي مواطن ضمن الوفود التي تأتي من القرى والمدن ومن الجمعيات السياسية والدينية والصناديق الخيرية والمراكز الشبابية… بمعنى آخر، أن كل من يأتي للزيارة ضمن الوفد هو مرحب به… فمن أين تأتي اليد التي تشطب هذا الاسم أو توافق عليه؟
أولئك الكذابون، في أماكن عديدة، ومنهم رؤساء جمعيات، يؤثرون أنفسهم وأصحابهم على غيرهم… فيضعون العراقيل للآخرين لكي يكونوا هم في الصدارة، فيكذبون ولا مانع إطلاقا من الكذب، فهم ما تعوّدوا الصدق يوما، لكن حبل الكذب قصير دائما… هكذا يقول المثل، وهكذا تتضح الصورة لولاة الأمر يوما بعد يوم.
طبعا، (الشيوخ) ليسوا في منأى عن المجتمع، بل أكاد أقول إن كل ما يجري في البلد، سواء في أصغر طريق بأصغر قرية، أو في إسكان القرى الأربع، أو في دهاليز الوزارات أو المحاكم أو حتى في معاناة الأسر الفقيرة، يأتيهم العلم به… وبمناسبة إسكان القرى الأربع، وهي مسك الختام… نلتمس من (الشيوخ) أن تكون لهم الكلمة الفصل في هذه القضية التي لم نرَ ولا مسئولا… ولا مسئولا واحدا قال: «أنا أحمل مسئولية وطنية، وجئت لأستمع لكم يا أهالي القرى»… عسى المانع خير… والشيوخ، ما يقصرون.