سعيد محمد سعيد

القلق من «انفلونزا الخنازير»…والمدارس على الأبواب

 

يتوجب على وزارتي التربية والتعليم، والصحة أن يعجلا في الإعلان عن تفاصيل (الخطة المفصلة) لمواجهة أي حالات مرضية قد تظهر في المدارس… العام الدراسي الجديد أصبح وشيكا والقلق من هذا الوباء يتضاعف، وكلما فكر الناس فيما سيكون عليه الوضع في المدارس، يتضاعف القلق أكثر فأكثر.

لقد أعلنت وزارة التربية والتعليم بأنه لن يتم تأجيل العام الدراسي، لكن هناك أقاويل تنتشر بين الناس عن احتمال تأجيل الدارسة، وتنتشر بالمقابل أقاويل أخرى بأن العام الدراسي سيبدأ في موعده بعد اجازة عيد الفطر المبارك، لكن كلنا ثقة في أن وزارتي التربية والصحة على علم تام بحالة القلق الكبير الذي ينتاب الناس بسبب تسجيل إصابات بهذا المرض بلغت 199 حالة منها 98 حالة شفيت من المرض، وأن الإجتماع الأخير الذي عقد على مستوى كبار المسئولين بالوزارتين، أعاد مناقشة الآليات الوقائية والعلاجية الضرورية لمواجهة أية احتمالات للإصابة بالمرض، وأي تأثيرات لهذا المرض على الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة، وهو الإجتماع الذي تم فيه الاتفاق على وضع خطة واضحة ومفصلة لمواجهة أي حالات مرضية قد تظهر في المدارس.

إذا، لا شك في أن اقتراب موعد العودة للمدارس يثير قلقا متزايدا بسبب استمرار تسجيل الحالات، ولا ندري، هل ستكون هناك خطوة احترازية مرتقبة بتوفير التمنيع اللازم لحماية طلبة المدارس أم لا؟ وهل سيتم الإكتفاء ببرامج التوعية والرسائل الإعلامية للجمهور فقط أم ستكون هناك خطوات عملية تتجاوز عملية فحص حرارة الطلبة خلال دخولهم المدارس مع بدء العام الدراسي يوميا لمدة أسبوع؟ وهل هذه الإجراءات كفيلة بضمان منع الإصابة؟.

المواطنون والمقيمون قلقون من المرض، بل ويزداد قلقهم مع اقتراب موعد العام الدراسي الجديد…

صحيح أن توفير دليل ارشادي لكيفية التعامل مع المرض في المؤسسات التعليمية خطوة مهمة ومطلوبة، لكن المكافحة لن تنجح فقط بتنفيذ برامج توعية رغم أهميتها.

هل تأجيل الدراسة هو الحل؟ ربما يكون حلا إذا كانت الخطة الموضوعة لا ترقى الى مستوى الطموح، ولا تضمن حماية الطلبة في كل المراحل التعليمية من الإصابة، لأن إصابة واحدة تعني أن أسرا ستتعرض لإحتمال انتقال المرض إليها… لكن، إذا كانت وزارتا التربية والصحة واثقتان تماما من الإجراءات وبنود الخطة ودقتها، وأنها من (القوة) بحيث تمنع أدنى احتمال لانتشار وباء مخيف في المدارس، فهذا سيجعل الجمهور ينعم بالإطمئنان على فلذات أكبادهم، ومع هذا، فإن الإستعداد بتوفير اللقاحات اللازمة مهما بلغت كلفتها يجب أن يكون بندا رئيسيا في خطة المكافحة.

على مستوى دول الخليج، نفت إحدى الدول تأجيل الدراسة، وأكدت دولة أخرى تأجيل الدراسة لمدة أربعة أشهر، فالتي نفت تعول على خطة التوعية فقط،، والتي أجلت كانت تدرك أن تسجيل خمس حالات وفاة كفيلا بتأجيل الدراسة.

أما اذا كان الوضع لدينا في البحرين مطمئنا فلا بأس من انتظام الدراسة، لكن ماذا لو كان غير مطمئن؟ هنا نحتاج الى الكثير من الصراحة وحسب… وضعنا مطمئن أم لا.. هذا هو السؤال؟

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سعيد محمد سعيد

إعلامي وكاتب صحفي من مملكة البحرين، مؤلف كتاب “الكويت لاتنحني”
twitter: @smsmedi

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *