هناك دلالة كبيرة مهمة في الحفل الذي أقيم مساء يوم أمس الأول الجمعة برعاية جلالة الملك، وهو حفل جائزة الشباب العالمية لخدمة العمل الإسلامي الذي ناب فيه رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة جلالة الملك للإحتفاء بالمكرمين.
الدلالة هي أن مثيري الفتنة وأصوات النشاز الذي يشعلون العداوة بين المسلمين بخطاباتهم الطائفية والتحريضية المجرمة، ليس لهم مكان من (الإحتفاء)! بل الدلالة الأوضح والأهم أنهم (مرفوضون) حتى وأن حشدوا لهم من الأتباع من يصفق لهم في المنتديات الإلكترونية، أو يجمل صورهم في الصحافة، أو يكتب فيهم القصائد والأناشيد.
الفائزون هذا العام استحقوا الفوز بجدارة، حتى وإن اختلفنا معهم في بعض الجزئيات، أو (اصطدنا) عليهم كبوة هنا أو هناك، لكن الغالبية العظمى من متابعيهم يدركون أنهم يقومون بعمل كريم لا تتصدر رأسه «الفتنة والعداوة والأحقاد الطائفية»، وهم: الداعية الشيخ أحمد القطان، و الشيخ ابو زيد الإدريسي، والشيخ نظام يعقوبي، والمفكر الإسلامي عصام البشير، والإعلامي أحمد الشقيري ثم المنشد سمير البشيري.
وكانت كلمة نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح عبدالعزيز جلال المير، التي تتعاون مع منظمة «فور شباب العالمية» و»رابطة الفن الإسلامي العالمية» في الإحتفاء بالمكرمين.. كانت كلمة واقعية أشادت بالإنجازات الحضارية لتيار «الوسطية» واثبات بطلان الدعايات بالتطرف ومعاداة الإنسانية التي تنسب الى الدين الإسلامي، والتركيز على جهود الدعاة الذين يحافظون على قيم المجتمع الأصيلة، في الوقت الذين يعانون فيه من الإهمال والتهميش وحملات التشكيك.
هذه اللفتة، تؤكد أن الكثير من العلماء والباحثين والمثقفين الإسلاميين المعتدلين، مهما تعرضوا للتهميش والتشكيك، فلن يكون، في مقابلهم، مجموعة من (الطائفيين والهمجيين) الذين يريدون لأبناء الأمة أن يعيشوا في خلافات كتب التاريخ والنبش فيها، ويظهرون للناس بوجوه عابسة… مكفهرة… متعطشة للدماء والعداوات والتناحر.
لا مراء من الإعتراف، بأن الكثير من أصحاب الوجوه المكفهرة الذين يشوهون كل يوم صورة الدين الإسلامي خلف ستار الدفاع عنه وعن تراث الأمة، ويفرحون بإثارة الفتن الطائفية، لا مراء من أن الكثير منهم يحصلون على دعم دول وجماعات وأصحاب نفوذ، وتصرف بين أيديهم ومن خلفهم الأموال الطائلة… لكن، لا يمكن لأبناء الأمة أن يحتفوا بهم أبداً… وهل يمكن الإحتفاء بالمتعطشين للدماء دائماً؟
نتمنى أن تشهد نسخة الجائزة في العام المقبل، نماذج نسائية، ومنهن كثيرات فاضلات أفضل من (أبو القتال الوحشي)، أو (أبو المنتصر الدموي)، أو (أمير دولة الخلافة الإرهابية).