محمد الوشيحي

سباق… على العظماء

«ضاقت فلما استحكمت حلقاتها، فرجت وكنت أظنها لا تفرج»، واستقالت الحكومة، وسنردد من جديد خلف فيروز «يا دارة دوري بينا، ضلك دوري بينا»، وسينتقل باقر من وزارة التجارة إلى المواصلات، وعبد الرحمن الغنيم سيقفز من المواصلات إلى المالية، وفاضل صفر من البلدية إلى الأوقاف، وانت رايح. لا حلول أخرى أمام سمو الرئيس، فتعداد الشعب الكويتي، كما يظن سموّه، ستة وأربعون مواطنا لا غير، وهو استنزف الكمية بأكملها، وبانتظار أن يكتمل نمو المواليد ليتسلموا الوزارات خلفا لآبائهم. من أين يأتي بالوزراء يعني؟ يزرعهم؟
وقد أعذر من أنذر، الرئيس باراك أوباما يشكل حكومته هذه الأيام، وفي نفس توقيت الشيخ ناصر، وقد يستعين أوباما بقدرات وزير ماليتنا، مصطفى الشمالي، وعليّ النعمة سيتربس معالي الشمالي في أول جسر في نيويورك على مفرق فيرجينيا، تربسة لا مثيل لها، وسيبيع سيارته في سكراب كاليفورنيا، والحمد لله على السلامة، و«خطاك السوّ». وقد يطمع أوباما في معالي النائب الأول وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك ويستعين بخبراته، فيتركنا الشيخ جابر على قارعة الطريق لا والي لنا ولا تالي من بعده في وزارة الدفاع ويرحل لأميركا، لا قدر الله، فنصرخ ولا يسمعنا، وينشغل معاليه في حلف الأطلسي وحرب النجوم، وهو من طبيعته الغوص في المشاكل والتصدي لها واتخاذ القرارات الحاسمة، وسينطلق صاروخ نووي من دون علمه، كالعادة، وسيتقدم سيناتور لاستجوابه، دون أن يعلم أنه خط أحمر، وستتطربق الدنيا على رأس أم السيناتور، وسيكتب هناك كاتب رأي مقالة، فيترك الوزير اجتماع حلف الأطلسي ويعود على ظهر فرقاطة وبسرعة ليتابع هذا الكاتب محاولا إسكاته. وقد يستعين أوباما بمعالي وزيرة التربية نورية الصبيح، فتقضي على كل الوكلاء والمسؤولين الموجودين قبلها في وزارة التربية الأميركية، بالغاز الخانق، وستأخذ معها قريباتها وصديقاتها إلى واشنطن، واللي أوله شرط آخره نور، وستنسق مع رئيس اللجنة التعليمية هناك، وستنام بعد ذاك في العسل المصفى.
سمو الرئيس يمر في مرحلة تحدٍ مع أوباما، دعواتنا وقلوبنا معه، يا الله يا كريم، وقد يستيقظ ليشكل وزارته في آخر يوم، كالعادة، فلا يجد أحدا من وزرائه. والدنيا لا أمان لها.
النقطة الوحيدة التي تصب في صالح سمو الرئيس، ان أوباما مهما استنذل وأخذ وزراءه كلهم، فلن يستطيع أن يستولي على النائب الموسوعة ناصر الدويلة.
***
الزميل زايد الزيد، رئيس تحرير جريدة الآن الإليكترونية، أمسك بالمصباح في يده ونزل إلى السراديب الرطبة المظلمة، فاكتشف الكارثة المؤلمة. اللهم احم زايد ومصباحه من أبناء السراديب الملثمين.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *