يبدو أن الكويت دولة سياحية ونحن لا نعلم. وهي وردة ذابلة في عيوننا، أما في عيون الإيرانيين فهي بساتين وحدائق غنّاء تجري من تحتها الأنهار. الإيرانيون وحدهم مَن اكتشف جمال الكويت الأخاذ، فملأوا الطائرات القادمة إلى هنا، وانهمروا كانهمار قطرات المطر الغاضب، والمطر لا يغضب إلا في فترات محدودة، بينما المطر الإيراني المنهمر علينا غاضب على مدار السنة. أبشروا بالربيع الزين.
المحزن في الموضوع، أن السوّاح الإيرانيين لم يأتوا بعوائلهم وأطفالهم واكتفوا بالشباب فقط، وهذه أنانية لا أدري كيف سكتت عنها نساء إيران. المحزن ايضا أن هؤلاء الشباب الإيرانيين القادمين للسياحة في الكويت لم يشاهدهم أحد بجانب الأبراج ولا في المدينة الترفيهية ولا في صالة التزلج ولا في أي مكان سياحي آخر، يبدو أنهم لا يجيدون التزلج. وكما علمت، هم لم يتاجروا بـ«الآش» ولا بالسجاد الإيراني ولم يتابعوا مباراة نادي الشباب ونادي الساحل، هم فقط ينهمرون فيتحول مطار الكويت إلى «بايب» مكسور يتدفقون منه ثم يختفون فجأة وكأن الأرض ابتلعتهم، ولهذا أعتقد بأنهم في مسيس الحاجة للمساعدة والانقاذ.
أحد سائقي سيارات الأجرة في المطار يقول: تنتظرهم حين وصولهم سيارات كبيرة لتقلّهم، ويتبقى بعضهم، فنقوم نحن بتوصيلهم إلى «دوار شرق»، وهناك يحيلوننا إلى إحدى الشركات الإيرانية لنتسلم منها قيمة أجرة التوصيل، ويتكرر السيناريو، ننقلهم إلى دوار شرق ويأتي من يأخذهم بالسيارة ويختفون ونتوجه نحن إلى الشركة الإيرانية لنتسلم أجرة التوصيل، حفظنا السيناريو عن ظهر غيب، هكذا يقول سائق سيارة الأجرة.
معالي وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد صرح لجريدة الراي بأن «الإرهاب الخارجي تحت الرصد»، وأظنه سيعتمد على قواعد الكويت العسكرية المنتشرة في أصقاع الأرض، وعلى طائرات الاواكس المحلقة في الجهات السبع وعلى عملائنا المزروعين في الدول كلها. يا رجل صل على النبي، تكفى صل على النبي يا طويل العمر وواصل جهودك في القبض على «المغازلجية» في الأسواق. الله يسعدك في هذه الليلة المفترجة، قل آمين.
دعني أهمس في أذنك يا عمنا الوزير، الكويت ليست دولة سياحية ورب البيت، هي دولة «سايحة» بسبب حكومتها الزبدة، ومن لم «يتدفق» في عهدك وفي عهد هذه الحكومة فلن يتدفق أبدا، وما لم يزدحم دوار شرق في هذه الفترة فلن يزدحم بعد ذلك، وصدقني أنتم كحكومة – فرصة لا تعوّض لأي دولة تريد أن تزرع «سوّاحها» في الكويت. قال تحت الرصد قال. ما يعتاز طال عمرك.