في حال تم توزير سماحة أحمد باقر للمرة الرابعة، أو الخامسة، سيحتفظ بكأس «جول ريميه» إلى الأبد. وأحمد باقر يقود السلف كما تقود أنت ابنك للمدرسة، ومن السلف دخل إلى الحكومة، فقادها كما تقود أنت ابن ابنك للحضانة، تعاقب أجيال. وهو يحب الكويت ويخاف عليها، تماما كما يخاف عليها سميّه سماحة سعادة الوكيل باقر المهري. جعلها الله في ميزان أعمالهما، وقاتل من خاصمهما، من أمثال الوشيحي، عليه من الله ما يستحق.
سماحة أحمد باقر كان قد أحال الناس إلى فتوى بتحريم اسقاط فوائد القروض، وأظنه تحدث حينذاك عن عذاب القبر وألسنة اللهب في جهنم والمسيح الدجال، فخفنا وبكينا، وداهمتنا الكوابيس، ورضينا بعدم اسقاط الفوائد، ولو طلب منا يومها التبرع برواتبنا لتبرعنا. وكانت الفوائد لا تتجاوز المليار ونصف المليار دينار، لكن الفتوى جاءت بخلاف ما يشتهي، فأفتى سماحة باقر من جيبه الأيسر، وقيل بل الأيمن، وجيوب المؤمن كلها خير.
واليوم تفكر الحكومة بإنشاء محفظة بستة مليارات دينار كويتي لمساعدة أصحاب الشركات الكبرى بعد خسائرهم الفادحة نتيجة الأزمة العالمية، وانتظرنا فتوى من باقر، من أي جيب يشتهي ولو من جيب البنطلون، ولم يفتِ.
والحكومة حالفة بالطلاق أن تفسفس أموالنا على مشاريع هلامية يستفيد منها ثلاثة عشر شخصا، كلهم يسيرون في اتجاهات مختلفة لكنهم يلتقون عند شخص واحد، شوف الصدف. أما مصالح البسطاء والمستشفيات الحكومية والمدارس والشوارع والزحمة وغيرها، فخرابيط وشخبطات كتاب مقالات يبحثون عن الشهرة على حساب الدولة وسمعتها. والدولة هي هم، أي سمو الرئيس الشيخ ناصر المحمد وجابر المبارك وصباح الخالد وأحمد باقر، ونحن الضولة. وفي سوق الصرف، واحد دولة يعادل أربعا وستين ألف ضولة. فرق عملة.
والدولة ساحت بعدما كانت مجمدة، وكل واحد يخلصه ذراعه، ومستشفى ابن سيناء، تزاحم أمامه الأطفال المصابون بحصوات في الكلى، ومواعيدهم تم تمديدها من ثلاثة أشهر إلى ثمانية أشهر عجاف، لعدم توافر الأطباء والمعدات، والوزير علي البراك مثلنا ضولة ويعتبر نفسه دولة، وهو وزير نسمع خفقات قلبه ونحن في بيوتنا، وما خفق قلبه إلا لشدة «احترامه» لسمو رئيس الوزراء! وفي حال مات أحد الأطفال بسبب الكلى فالأعمار بيد الله، اكفروا بعد وقولوا بأن الأعمار بيد الدولة.
علي البراك لشدة احترامه للرئيس لا يطالب بأي شيء في أي شيء، فقط هو يجلس بجانب التلفون وينتظر الاتصالات والتعليمات من مكتب سمو الرئيس ناصر المحمد، وناصر المحمد هو أتاتورك الكويت، يخسي بيل كلينتون.
وتخيل أن تصرخ في وجوه المسؤولين ليوفروا الأطباء ومعدات تفتيت حصى الكلى لابنك الذي ملأت السموم جسده الغض، فيرفض المسؤولون طلبك لعدم توافر الميزانية، وفجأة تقرأ في الصحف عن مشروع داو كيميكال بملياري دينار ومحفظة الهوامير بستة مليارات دينار. هاهاها.