محمد الوشيحي

55555555

الكويتي بطبيعته لا يجيد صنعة «الشحاطة»، أو الفشخرة، وهو «الأقرب إلى سطح الأرض» مقارنة بأقرانه، هكذا تقول تركيبته. حتى شيوخنا وتجارنا لا تستطيع تمييزهم عن الناس العاديين من ناحية السكن ونوع السيارة وما شابه، خصوصا أثناء السياحة في الخارج، فلا حرس شخصياً ولا مرافقين من الحشم والأتباع ولا موكب سيارات مبالغاً فيه ولا يحزنون، كما يفعل بعض الشيوخ والتجار من الدول الأخرى. وأيضا على مستوى بيوتهم، أي بيوت شيوخ وتجار الكويت، لن تجد فارقا كبيرا بينها وبين بيوت الناس العاديين، و«دار سلوى» التي هي قصر سمو أمير البلاد أكبر دليل على بساطة الكويتيين… وقصر دسمان كذلك.

وفي هذه الأيام تستعد شركة «فيفا للاتصالات» لطرح رقم مجنون في مزاد علني عبارة عن ثماني خمسات، 55555555، يا ألطاف الله، على أن يذهب ريع البيع إلى بعض الجمعيات الخيرية التي لم تحددها الشركة! وهنا المشكلة في رأيي، فإما أن تترك الشركة للشاري حرية اختيار جهة التبرع، أو أن تذكر الشركة أسماء اللجان الخيرية المستفيدة، لأن بعض المزايدين لا يريدون هذه اللجنة أو تلك. وإن كان التبرع بادرة تستحق الشركة عليها الشكر، ودلالة على عدم جشعها.

ولو كان هذا الرقم في دولة الإمارات أو المملكة العربية السعودية أو قطر لما قلّت قيمته عن خمسة عشر مليون ريال، مع الرحمة والنفاذ، أي نحو مليون ومئتي ألف دينار. والبعض يتذكر لوحة السيارة الإماراتية التي تحمل رقم (1) إن لم تخني الذاكرة، والتي بيعت بعشرة ملايين درهم، فما بالك برقم واحد يتكرر من الآن إلى بكرة العصر.

وقد تناقشت مع اثنين من الربع عن تخميناتنا للسعر الذي سيباع به الرقم المجنون هذا، فتوقع الأول أن يباع بعشرين ألف دينار فقط، ويبدو أن لصاحبنا هذا علاقة نسب بالفقر. في حين توقع صاحبي الثاني بيعه بخمسين ألف دينار، وجاء دوري فتفذلكت وقلت: لو تم عرضه قبل الأزمة الاقتصادية لبيع بنصف مليون دينار بالتمام والرِّفاء والبنين، وهو يستحق أكثر من ذلك، لكنّ الكويتي لا يبالغ كما ذكرت، أما هذه الأيام، ولأن الكاش عزيز، فسيباع بمئة وثمانين ألف دينار أزرق لا غير، وستفوز بالمزاد سيدة كويتية. وأنا جاهز لشرائه من الفائز «على خرابه».

وسأتابع تخمينات القراء في تعليقاتهم على الأسئلة الثلاثة: بكم سيباع هذا الرقم في رأيك؟ وما جنس الفائز به، رجل أم امرأة؟ وما جنسية الفائز؟… المايكروفون للقراء باستثناء النائب الموسوعة ناصر الدويلة الذي يعرف كل شيء في أي مكان وزمان، و… «نقدر».

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *