أكثر ما يرفع الضغط ويسبب كدمات في الرئة أنْ تدخل مكتبة وتفاجأ بأن أغلب الكتب مغلفة بالبلاستيك الذي يحجب قراءتها! ليش يا قوم؟ حتى لا تنقلب المكتبة إلى حصة قراءة / طيب وكيف أعرف مستوى الكتاب كي أشتريه؟ خمّن، وتوكل على الباري! وأكثر دولة تعتمد هذا النهج هي مصر، شوف انقلاب الدنيا، مصر منبع الثقافة العربية انقلبت أحوالها لتبيعك مكتباتها سمكا في ماء.
ولذلك اندهش الربع والباعة عندما كنا في إحدى مكتبات مصر ورحت أشتري بعض الكتب وأفتحها وأترك النسخة المفتوحة على الرف ليقرأها الناس بعد دفع ثمنها، ولم يكلفني ذلك أكثر من عشرين دينارا أي ما يعادل أربعمئة جنيه.
وسمو رئيس الحكومة يطالب الناس بمنحه الفرصة ليعمل في هدوء، واستعان أخيرا بالشيخ أحمد العبدالله، والأخير هو الوكيل الحصري للهدوء، وهو مستعد أن يدخل إلى مكتبه ويغلق الباب وهووووس.والعبدالله لم يكن مغلفا بالبلاستيك، بل يحفظه الناس عن ظهر قلب، أي والله. وكنت في سباق ضروس معه قبل استجوابه، وكان التنافس بيننا على أشده، فكلما انتقلت من منزل أسكنه بالإيجار إلى آخر انتقل هو من وزارة إلى وزارة، انتقلت من قطعة واحد إلى قطعة أربعة فانتقل من المالية إلى التخطيط، ومن قطعة أربعة انتقلت إلى قطعة اثنين فانتقل هو من التخطيط إلى المواصلات، واستمر التنافس، وشيل أبوك عن أخوك. وللأمانة، فاز هو – في غفوة من الزمن – بنتيجة ست وزارات مقابل خمسة بيوت بسبب استهتاري. وها هو الآن يرمي قفاز التحدي في وجهي معلنا استعدادَه لمباراة الإياب، يا معين.
الشيخ أحمد تولى وزارة النفط، يا سبعمية مليون مرحبا، وبإذن الله سنستورد النفط عما قريب، ارفعوا أيديكم بالدعاء لتنخفض أسعار النفط قبل أن نعود إلى عصر ركوب الجمال والهولو واليامال. والمشكلة أنني معلق في المنتصف، إذ لا أميز بين الناقة والبعير، ولا بين الشراع والميداف، وسينقطع رزقي، وليس أمامي لأسد رمقي ورمق بزراني سوى أن أتحول إلى قاطع طريق، على بركة الله.
الأمر الوحيد المطمئن هو أن أمام الشيخ أحمد العبدالله أعضاء بمستوى الموسوعة ناصر الدويلة حفظه الله، لكن الدويلة لديه ما يشغله الآن، فقد ظهر قبل أيام على شاشة إحدى القنوات العربية ليخبر الجميع بأن «وساطته لإنهاء الخلاف بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو باءت الفشل مع الأسف»، أي والله هذه حقيقة وليست مزاحا، لكنه طمأن الشعوب العربية بأن وساطاته في قضية دارفور لم تنته بعد. وأشعر بغضب الأخ معمر القذافي لظهور منافس بحجم ناصر الدويلة. راح ملح القذافي.
والمصريون يقولون: «الله جاب الله خد الله عليه العوض»، وكنت في السابق راسلت الزملاء الكتاب، محذرا من التعرض لتصريحات النائب السابق «الدكتور» دعيج الشمري إلا بإذن خطي مني، وسقط الشمري في الانتخابات وسقطت معه ابتسامتنا، لكن الرازق في السماء، وعوضني الله بناصر الدويلة، وهذا تنبيه للزملاء الكتاب بوجوب الحصول على موافقة خطية مني قبل انتقاد تصريحات الموسوعة، وقد أعذر من أنذر… ومن الشيخ أحمد العبدالله إلى ناصر الدويلة يا قلبي لا تحزن.