اثنان من الزملاء الإعلاميين، لا يتوانيان عن تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدة للناس، سواء عندما كانا يمارسان عملهما الإعلامي ميدانيا، أو عندما التحقا للعمل في ديوان سمو ولي العهد نائب القائد الأعلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، دون تبرم أو تعبير عن الضيق أو التهرب من المساعدة في أي وقت.
هذان الزميلان هما ناصر الذوادي وسامي هجرس، فعندما كان الأول يمارس عمله الإعلامي وكان الثاني يمارس عمله كمقدم لبرنامج شهير شهد نجاحا كبيرا خلال السنوات الماضية، وهو برنامج (هذا المساء)، سنحت الفرصة للاستعانة بهما في إيصال مشاكل بعض المواطنين إلى الجهات التي يمكن أن تقدم المساعدة، وشخصيا، لم أجد منهما أي تردد حتى وقت الاتصال أيام الإجازات وفي أوقات غير مناسبة.
وكانت لي تجربة، كشفت لي أن الكثير من المسئولين لا يتكلمون إلا من أجل التلميع الإعلامي حين يأتي الحديث عن تشجيع المبادرات الثقافية أو الاجتماعية، وخصوصا تلك المتعلقة بالأعمال الثقافية الموجهة للأطفال والناشئة فيما يتعلق بالمواطنة وتنمية الحس الوطني وثقافة الطفل، فبادرت لتقديم فكرة سلسلة أطفال بعنوان (البحرين بلادي)، ولم أجد من المسئولين إلا الصد والتهرب، حتى عرضت الأمر على الزميل ناصر الذوادي الذي وجدت منه كل التشجيع والدعم للعمل على إظهار الفكرة إلى النور وترجمتها إلى أرض الواقع.
ثم جاءت مشكلة مواطنة بحرينية مطلقة، صدر حكم قضائي لصالح طليقها الذي طردها مع أطفالها /أطفاله من المنزل، ووجدت نفسها على قارعة الطريق لا معين لها إلا الله سبحانه وتعالى، ولم يتردد الزميل سامي هجرس، منذ أن قدمها في برنامجه التلفزيوني لتعرض مشكلتها، إلى حين متابعة وضعها بعد انضمامه إلى ديوان سمو ولي العهد، بغية إنهاء معاناة أسرة بحرينية وجدت نفسها تحت ظروف قاسية للغاية.
يوم الخميس الماضي، صدر قرار من مجلس التنمية الاقتصادية برئاسة سمو ولي العهد، بالتجميد الفوري لمشروع «البيوت الذكية» نظرا لعدم استجابتها لمتطلبات المواطن البحريني، وهو مشروع أثار لغطا كبيرا بين المواطنين حول مستوى هذه البيوت، وتبع القرار توجيهات بإيقاف المخططات القائمة وإعداد مقترح إسكاني خلال أسبوعين، وهنا، لابد من الإشارة الى أن هناك مبادرات، وإن كانت محدودة، من جانب المستثمرين البحرينيين للمساهمة في حل المشكلة الإسكانية، فبادر أحد رجال الأعمال البحرينيين بتقديم نظام حديث لإنشاء المدن الإسكانية، وهو الآخر لم يجد إلا (الإذن الصمخة) من جانب المسئولين، ولو على الأقل للتعرف على فكرته وتقييمها بدلا من الجري وراء نموذج صيني أثبتت نماذجه الأولية أنه لا يلبي احتياجات المواطن البحريني.
هذا القرار، أي قرار سمو ولي العهد، أضفى حالة من الارتياح بين الكثير من المواطنين، حتى أن الكثير من القراء الكرام علقوا على موقع «الوسط» بتوجيه الشكر إلى سمو ولي العهد، وتكررت «عبارة شكرا بوعيسى»، مرارا وتكرارا، وهذا يعطي دلالة واضحة على أن المواطن البحريني يريد منزلا يلمّ أسرته بالفعل، لكنه لا يريد منزلا (جاكويتوه) كما نقول بالعامية! ولهذا، فإن من الأهمية بمكان النظر في الأفكار التي يقدمها أبناء البلد للإسهام في حل المشكلة الاقتصادية، ومنح القطاع الخاص فرصة حقيقية للمشاركة في إيجاد الحلول، على ألا تكون قاصمة لظهر هذا المواطن الذي تتلاقفه الالتزامات المالية والديون من كل جانب وصوب.
لا نقول إلا… الله يكثر من المسئولين ومن الإعلاميين الذين يجد فيهم المواطن قنوات لإيصال معاناة الناس بصدق، ولكل امرئ ما نوى