سامي النصف

ما الذي جرى للطائرة الإثيوبية؟!

خطأ الإعلام اللبناني في التعامل مع حادثة الطائرة الإثيوبية 401 التي سقطت بعد إقلاعها من مطار بيروت فجر يوم 25/1 يشابه لحد ما تعامل الإعلام الرياضي المصري والجزائري مع مباراتي فريقيهما في القاهرة والخرطوم حيث تم التعامل بطريقة غير مهنية أو محترفة مما سبب الأذى لكثيرين.

 في وقت لا يمكن استبعاد العطل الفني المفاجئ أو العمل التخريبي من حادثة الطائرة الإثيوبية وهو امر سينفيه أو يثبته الصندوق الأسود الذي تم إرساله لتحليله في باريس، إلا أن من الخطأ الجسيم الاعتماد على شهادة عامل محطة الوقود الذي ادعى ان الطائرة انفجرت واحترقت قبل سقوطها، بينما قد تكون الحقيقة أنها سقطت بسبب تعطل المحركات أو عامل الجو أو خطأ الطيار ثم انفجرت واحترقت فالخيار الأول أكثر منطقية للشاهد من الخيار الثاني وهو خطأ شائع لدى شهود حوادث الطيران والتي تتم خلال ثوان.  

حادث «الإثيوبية» يقارب لحد كبير حادث «الكينية» 507 الذي وقع في 5/5/2007 لنفس نوع الطائرة البوينغ 800-737 بعد الإقلاع مباشرة من مطار دولا الدولي في الكاميرون في جو عاصف بعد ان رفضت طائرتان أخريان الإقلاع (مغربية وكاميرونية) في ذلك الجو، إلا أن تأخر الطائرة الكينية بالمطار السابق في ساحل العاج واستعجال الطاقم للوصول لبلدهم (ظاهرة Fantasy of Destination)، أي رغبة الطيار المؤثرة في العودة لأهله وبلده جعلتهم يقلعون رغم الجو في الساعة الواحدة صباحا وبعد 30 ثانية تحطمت الطائرة الكينية التي لم يمض على صنعها عام واحد، وتم ارسال الصندوق الاسود لكندا بدلا من اميركا وفرنسا منعا لتدخل اي من شركتي صناعة الطائرات العملاقتين بوينغ وايرباص.

لم يصدر حتى الآن التقرير الرسمي لحادث الكينية إنما يشاع أن سبب الحادث هو توقف المحركين في الوقت ذاته بسبب الأمطار الغزيرة والمطبات الهوائية العنيفة ويوجد هناك تشابه شديد بين حادثتي الكينية والإثيوبية من حيث نوع الطائرة والجو العاصف والتحليق ليلا فوق بحر دامس وعامل ارهاق الطيارين (اقلعت الاثيوبية من اديس ابابا الساعة 9.30 ليلا ومن بيروت 2.30 فجرا)، وظاهرة إغراء محطة الوصول وحقيقة أن تأخير الاقلاع في كلتا الحالتين كان سيتسبب في إلغاء الرحلة ومبيت الطيارين في بلد غريب بسبب القوانين الصارمة في تحديد ساعات عمل الطيارين.

ومعروف أن الإقلاع فوق بحر دامس لا أضواء فيه وضمن أجواء عاصفة ومطبات يمكن أن يساعد على حدوث ارتباك مفاجئ في أحاسيس الطيار أو ما يسمى Subtile Disorintation يجعله يفقد الإحساس بالاتجاهات الصحيحة من ارتفاع ونزول ودوران وغيره ما لم يركز على الطيران بالأجهزة كما حدث مع طياري الخليجية التي سقطت في الخليج عام 2000 وفلاش اير المصرية 2004 التي سقطت في البحر الاحمر واليمنية 2009 في المحيط الهندي (لم يصدر التقرير بعد) وفي جميع تلك الحالات كان السقوط ليلا في بحر حالك الظلام وبسبب ربكة أحاسيس الطيار على الأرجح.

آخر محطة:

 (1) شركة الطيران الإثيوبية هي إحدى شركات الطيران الرائدة في أفريقيا بعكس بعض الشركات الأفريقية الأخرى التي تمنع عادة من الهبوط في أوروبا وأميركا، وقد تعرضت لحادث مثير في عام 96 عندما خطفت وسقطت على سواحل جزر القمر امام اعين السائحين، ويمكن رؤية الفاجعة التي قتل بها 125 شخصا على اليوتيوب لو ادخلت FLT961 والغريب أن القنبلة التي خطفت بها الطائرة لم تكن إلا قنينة شراب مغطاة بقماش.

(2) المقال السابق تم نشره على عدة مواقع خليجية وعربية من قبل احد الاصدقاء فالشكر الجزيل له.

احمد الصراف

مستشفى الوهم الأميركي

دخلنا أربعتنا بهو المستشفى العالمي في تايلند، الشهير بالأميركي، ونحن نتأبط تقاريرنا وصور الأشعة الطبية. ومنذ اللحظة الأولى شعرنا بمدى فخامة المبنى وجمال تصميمه وتناسق ألوانه.
كنا أول المراجعين وما هي الا لحظات حتى امتلأت الصالات بمئات المرضى من جنسيات مختلفة، ولكن الغالبية كانت من الخليجيين الذين أرسلوا من قبل حكوماتهم، فهذا بغطاء رأسه العماني، وتلك ببرقعها القطري، وثالثة ببرقعها الاماراتي، ورابعة بحجابها الكويتي، وأشكال غريبة ومتعددة أخرى من البشر بملابس رياضة وسهرة ومجوهرات وأزياء متنوعة والممرضات التايلنديات يتراكضن بين الجميع ساعيات لفتح أكبر عدد من الملفات، وكل ذلك النظام والترحيب أكد لنا أننا في المكان المناسب لعلاج ما بنا من أمراض خليجية مثل السمنة والسكر والكوليسترول والقلب والبروستات والمفاصل والظهر والحساسية. ما ان انتهينا من اجراءات الدخول حتى طلب منا دفع مبلغ كبير عن كل واحد منا، وكان الطلب غريبا، فكيف علموا بكلفة العلاج ونحن لم نتلق شيئا أو نلتق بطبيب؟ سكتنا على مضض، وبدأت الفحوصات الروتينية من غرفة لاخرى برتابة واضحة، ثم طلب منا عينات دم و«خروج»، وبعدها انتظرنا، وقد تعبت أيادينا من ثقل التقارير الطبية وصور الأشعة والــMRI والــc.t.scan التي نحملها، وبعد انتظار دام أكثر من نصف ساعة، نودي علينا فرادى للمباشرة في مقابلة سلسلة الاختصاصيين الذين قطعنا أكثر من 5000 كيلو متر للاستفادة من خبراتهم، وكانت المفاجأة أن من استقبلنا لم يكن إلا ممارسا عاما صغير السن أخبرنا بما نشكو منه، وما سبق أن دوناه أصلا في نموذج الدخول، ولم يزد على ذلك حرفا، وعندما استفسرنا عن الاختصاصيين طلب منا مراجعتهم في الكويت!! ولكن ماذا عن آلام المعدة والظهر والحساسية والقلب والكبد والسكر وغير ذلك الكثير، فاعاد طلبه علينا بضرورة مراجعة طبيبنا المختص في الكويت.
وبسؤال من نعرف في سفارة الكويت في بانكوك عن حقيقة سمعة المستشفى أخبرنا أن التايلنديين يتندرون بتسميته بــ«سوبر ماركت الخليجيين»، لتواضع امكاناته الطبية من جهة، وللمبالغة الكبيرة في أجوره، التي تزيد على ثلاثة أضعاف أجور أي مستشفى خاص آخر بالمستوى نفسه في بانكوك. كما تبين أن المستشفى جديد ولا علاقة له بأميركا، الا من خلال تسمية قديمة كانت تطلق على مبنى آخر كانت تديره الحكومة الأميركية في منتصف القرن الماضي، وكان مركز علاج للجنود المصابين في حرب فيتنام، ولكنه بيع لمستثمرين تايلنديين مع نهاية الحرب وانتقل من يد لاخرى، باسمه التايلندي، ليباع في النهاية لشركة سنغافورية، وقام هؤلاء بتجديده ورفع أسعاره لمستويات غير عادية، ومع هذا نجحوا بطريقة ما في اقناع حكومات دول خليجية معينة بارسال مرضاهم لهذا المستشفى، ولهذا السبب تراه يمتلئ بالمترجمين الذين يتقنون العربية. كما أن لغة المستشفى الرسمية، من خلال نماذجه هي الانكليزية والعربية، لاعتماده شبه الكامل على المرضى الخليجيين!!
وهنا نتمنى على وزير الصحة د. هلال الساير، السؤال عن مقلب المستشفى الأميركي في تايلند، وعن حقيقة أسعاره والسبب الذي تقوم الكويت بارسال المرضى اليه.

أحمد الصراف