سامي النصف

هل الحل مجلس أعلى للصحافة؟!

حضرت هذا الأسبوع ندوتين حول الإعلام، الأولى في دار معرفي الكرام بالدسمة وحاضر فيها الزميل الحكيم سعود السبيعي رئيس تحرير جريدة «الرؤية»، والثانية في الصالون الإعلامي للزميل ماضي الخميس وحاضر فيها الزملاء د.محمد الرميحي ووليد النصف واحمد الجارالله رؤساء تحرير «أوان» و«القبس» و«السياسة».

ودارت جميع تلك الندوات حول إشكالات الصحافة الكويتية، واتفق الجميع فيها على قضية غياب أو ضعف المهنية بسبب نقص عمليات التدريب الفني والمهني للصحافي الكويتي والمقيم، وهي قضية تمتد – للعلم – لجميع مناحي الحياة الأخرى، فندر وجود أعمال تدريب وتأهيل مبدئية ومستمرة للحرفيين والمهنيين الكويتيين في جميع المجالات مما أثر بشدة على مستوى الأداء في القطاعين العام والخاص.

ففي الإشكال القائم حول تعديلات قانون المرئي والمسموع، يتفق الجميع على ضرورة تخفيف العقوبات وهو طلب محق ولكن لا أحد يقدم البديل، فما الذي يمنع جهة إعلامية ما من التسبب في إشعال حرب أهلية كما حدث في لبنان الشقيق؟! وما الذي يحمي الوحدة الوطنية من الممارسات الممزقة لها؟! ومن يحمي كرامات الناس من التشهير والنقد غير البناء من قبل من لا يعي خطورة ما يكتب أو يعرض؟!

لقد خلقت بعض الدول الأخرى «مجلسا» أعلى للصحافة والإعلام والنشر الإلكتروني.. ليصبح بمثابة وسيط مخفف للأزمات والصدمات بين الدولة والإعلام الأهلي ويكون ضمن واجباته تدريب العاملين بالقطاع الإعلامي الأهلي والعام مما يؤدي للاحتراف الذي يقلل التجاوزات، كما يرصد أي مخالفات تحدث في الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية ويكتب لأصحابها للتنبيه لخطورتها فإذا لم يحل الإشكال يحال الأمر للقضاء الذي يستعين عادة بتقارير المجلس حول عدد ونوع مخالفات الصحيفة أو الفضائية المعنية مقارنة بزميلاتها قبل تقرير نوع الحكم.

ومن الملاحظات التي ترصد من قبل المجلس وترسل للصحف والفضائيات على شكل جداول مقارنة، ما يختص بإثارة الكراهية والعنصرية والتفرقة، والمساس بالوحدة الوطنية والتعرض لكرامات الناس وعدم الاهتمام بالمصدر، وعدم توازن الشكل والمضمون وعدم الاعتذار عند الخطأ وعدم مراعاة ضوابط الصور الصحافية وعدم الالتزام بحقوق الملكية الفكرية وعدم مراعاة الدقة في الأخبار أو الخلط بين الرأي والخبر والإيحاءات الجنسية والترويج للدجل والشعوذة.. الخ.

آخر محطة:
 
(1) كتبت يوم الاثنين 25/1 أطالب الدولة بتخصيص أراض للشباب من محبي سباق السيارات كحال أرض الفورمولا في البحرين التي تمنع الحوادث والأذى عنهم، في يوم الثلاثاء 26/1 فجعت الكويت بحادث وصلة الدوحة الذي ذهب ضحيته 5 من الشباب، مرة أخرى نرجو تنظيم حلقات لتلك السباقات تقوم على شكل علمي ويكون ضمنها الاهتمام بأمور السلامة والميكانيكا وقوانين المرور.

(2) وصلني صباح الأمس اتصال – دون سابق معرفة – من كابتن الطائرة العراقية الجامبو التي ضربتها المقاومة الكويتية (مجموعة الشيخ عذبي الفهد) وقد شرح لي بإسهاب ما جرى في تلك الرحلة المثيرة (التفاصيل في مقال لاحق) وما يختص بركابها وحمولتها مبديا إعجابه بالمقاومة الكويتية التي أسقطت، حسب قوله، بذلك العمل المجيد أكذوبة ان الكويت قابلة بالاحتلال وبحكم حاكمها آنذاك علي حسن المجيد ومبديا استعداده لزيارة الكويت والإدلاء بشهادته خاصة انه يحمل جواز سفر سويديا، الشكر المسبق للكابتن ومنا لأمن الدولة الذي يرأسه الشيخ عذبي الفهد لإصدار التصريح ولمركز الدراسات والبحوث لتدوين تلك الشهادة المهمة.

احمد الصراف

جرائم القرف.. لا الشرف

كانت المرأة طوال التاريخ البشري الطرف الأضعف في المعادلة الإنسانية، وذلك لعوامل فيزيولوجية معروفة. وبسبب هذا الضعف «العضلي» أساء الرجل للمرأة وسخرها لخدمته وإشباع شهواته واعتبرها من متع الحياة الدنيا، كأي قطعة جميلة، وحتى الفلسفات والإيمانيات القديمة لم تراع. ضعفها ومتطلباتها النفسية والجسدية، بسبب سيطرة الفكر الذكوري على تلك الأفكار. ولاستمرار سيطرة الرجل على المرأة وإخضاعها للعادي والشاذ من رغباته فقد ربط سعادتها، وأحيانا كثيرة، كامل وجودها، بالجانب الجنسي منها وأصبح للشرف معنى لديه يرتبط ببكارة المرأة وبإخلاصها لرجلها، قبل الزواج سواء كان أخا أو أبا، وبعد الزواج بهؤلاء جميعا إضافة للزوج وبقية ذكور العائلة. وبالتالي ربط الرجل شرف العائلة والقبيلة، وأحيانا الدولة، كما رأينا في أكثر من مثال عبر التاريخ، بالطريقة التي تتصرف بها المرأة وهذا جعلها تعيش في هاجس جنسي مستمر من فقد العذرية خارج مؤسسة الزواج، والتعرض لمختلف الإهانات والمخاطر التي تصل في حالات كثيرة الى القتل.
ولو قمنا باستعراض الدول التي تتعرض فيها النساء لمختلف أنواع القهر والاستغلال والضرب والتشويه الجسدي وحتى القتل لأتفه الأسباب لوجدنا أن القائمة تشمل دولا كثيرة، غالبيتها إسلامية. ففي كل يوم تقع جريمة قتل بسبب عدم طاعة المرأة لرجلها أو لأن الرجل، زوجا، أخا أو أبا، أو حتى خالا أو عما، شك في سيرتها وليس بغير القتل وقطع الرأس يمكن للشرف الرفيع أن يصان من الأذى! وسكوت مجتمعاتنا الواضح عن هذه الانتهاكات والجرائم، واعتبارها أمورا شخصية وقضايا عادية، لا يعني إلا قبولنا ومشاركتنا غير المباشرة بتلك الجرائم والمساهمة في زيادة حالات الاعتداءات غير المشروعة وغير الإنسانية على المرأة، ولا شك أن الكثيرات من النساء يتم اضطهادهن في عالمنا البائس هذا وينتظرن لحظة الاعتداء اللفظي عليهن أو ضربهن واستغلالهن من قريب باسم الشرع أو عادات المجتمع وتقاليده.
وقد سعت منظمات دولية عدة، من خارج عالمنا الأكثر شرفا، معنية أساسا بصحة الجنس البشري وسلامته للتقليل من جرائم الاعتداء على المرأة والفتيات الصغيرات بالذات في مجتمعاتنا، سعت لإصدار بيانات عالمية تندد بسوء المعاملة هذه وتطالب بوضع حد لما يسمى بجرائم الشرف، وذلك ضمن برنامج يسعى لرفع الظلم عن المرأة. فأي رجولة وشجاعة تلك التي لا تتحقق إلا بنحر طفلة لا تتعدى الثانية عشرة من العمر، وفي الوقت نفسه يتراكض مرتكب الجريمة هلعا من أعدائه الحقيقيين. وكيف تتحقق الرجولة بقتل زانية ويترك شريكها الرجل لأن قبيلته أو جماعته ترفض التخلي عنه، وتترك هي لمصيرها الأسود؟ وأي رجولة تلك التي ترضى بقتل المرهف من مشاعر المرأة وحاجاتها الجنسية بالإصرار على ختانها سعيا لحفظ شرف العائلة؟
ولماذا نسعد ونفتخر بشرفنا ولا نعطي انسانيتنا أي أهمية، هل لأن هؤلاء أقل قيمة من أن يكونوا بشرا حقيقيين؟.

أحمد الصراف