سامي النصف

للحفاظ على حدود الكويت

يروي مستشار الرئيس المصري السابق د.أسامة الباز انهم استعانوا ابان مفاوضاتهم مع اسرائيل على تبعية «فندق» طابا بخبراء فرنسيين كي يرتبوا لهم فقط اولويات المباحثات وتسلسلها بحيث لا يتم القفز على بند من البنود قبل الآخر.

 

أنشأت مصر عبر توصية من دائرة ادارة الازمات في رئاسة الجمهورية والخارجية المصرية ما عرف بـ«اللجنة القومية للدفاع عن طابا» وسلمت رئاستها للفقيه الدستوري د.وحيد رأفت رئيس حزب الوفد المعارض وضمت اضافة الى جمع من كبار الخبراء المصريين كلا من البروفيسور باوت رئيس قسم القانون بجامعة كمبردج والسير سان كلير الرئيس الاسبق للادارة القانونية بالخارجية البريطانية والبروفيسور فاكيتو روسي السكرتير العام لمنظمة العمل الدولية السابق ود.جورج أبي صعب استاذ معهد الدراسات القانونية بجامعة جنيڤ، وكل هذا حتى لا تفرط مصر في متر واحد من ارض طابا التي لا تزيد مساحتها بالمجمل على مئات الامتار وهو ما تحقق في النهاية.

 

تدور هذه الايام مفاوضات شاقة ومعقدة بين الكويت من جهة والعراق وايران من جهة اخرى حول حدودنا الشمالية والجرف القاري شرقا والذي تشاركنا اقتسامه الشقيقة السعودية كذلك، وتضم تلك المناطق الحدودية ثروات نفطية هائلة اضافة الى مساحات تصل الى مئات الكيلومترات في مجملها، لذا نرجو ألا نكتفي بالخبرات المحلية وان يتم توفير دعم فني من خبراء دوليين مختصين كبار كي لا تضيع حقوقنا خاصة ونحن الطرف الاضعف أصلا في المفاوضات، كما ان الآخرين يملكون خبرات دولية بسبب وجود الملايين من رعاياهم من اصحاب التخصصات المختلفة في المهجر.

 

تشتكي الجارة العراق من تسلل المخربين لأرضها، لذا نرجو ومع تحديد الحدود معها ان نخلق جدارا أمنيا عازلا يحميها من المتسللين كما يحمينا من عمليات «النزوح» فيما لو لم يستقر الوضع الأمني في العراق، لقد قررت الشقيقة السعودية انشاء جدار عازل على حدودها، كما قامت بالأمر ذاته الشقيقة مصر والواجب ان نقوم بنفس الاجراء الأمني على حدودنا الشمالية حماية للعراق وحماية لنا، وفي هذا السياق تدفع بعض الاطراف العراقية النافذة للتنصل من المعاهدات التي وقعت مع الكويت والتي تقع تحت البند السابع من الميثاق الاممي وهو أمر خطير قد يتحقق اذا لم ندر المفاوضات معها بشكل محترف عبر الاستعانة بخبراء دوليين.

احمد الصراف

من فوكيت إلى القاهرة

أكتب هذه الرسالة من جزيرة فوكيت، تايلند، حيث أقضي إجازة مع صديق وزوجتينا. وقد انقطعت عن الكتابة لفترة بسبب التحضير لهذه الإجازة التي ستستغرق 30 يوما، وبسبب ما انشغلت به من ترتيبات الانسحاب قبل النهائي من كل ارتباطاتي المالية والعملية في الكويت، استعدادا لما سيتمخض عنه قرار الحكومة في نهاية الأمر بخصوص إسقاط فوائد قروض آلاف المواطنين.. وفي مرحلة تالية إسقاط أصول تلك القروض طبعا!
والحقيقة أن مشروع قانون إسقاط القروض، الذي وافق عليه غالبية «نواب ونوائب الأمة»، يمكن أن يقتل في مهده، إن حزمت الحكومة أمرها وأصرت على رد القانون رسميا والتعهد بإسقاطه ثانية، إن قدم للمجلس في دورة أكتوبر المقبلة. كما أن بإمكانها التخلص من الاحتقان الداخلي والضغوط التي يتعرض لها النواب من قبل المؤمنين ب‍ـ«الدولة الريعية»، عن طريق تخفيض أعداد المقترضين بزيادة مغريات الاستفادة من صندوق المعسرين، ووضع مدة محددة تنتهي بعدها فترة الاستفادة منه، مع الإصرار على تطبيق القانون على المتخلفين عمدا عن سداد أقساط قروضهم، ودعم البنوك ومساعدتها في تحصيل ديونها! وهكذا لن يأتي أكتوبر المقبل إلا ومجموعة كبيرة من المقترضين قد استفادوا من مزايا الصندوق، وهؤلاء بالذات هم الذين سيقفون معنا وقتها، وضد زملاء الأمس من المقترضين، تطبيقا لنظرية النحاسة الكويتية.
وبمناسبة الحديث عن الهجرة، فقد التقيت في مطار الكويت قريبا أخبرني، وعلى وجهه ابتسامة صفراء، أنه حصل على قرض من أحد البنوك قبل ستة أشهر، وأنه استخدمه بكامله لتمويل سفره وعائلته إلى القاهرة، وأن هذه أول مرة يسافر فيها منذ سنة كاملة (يا حرام!!) وتمنى ألا يستجيب الله لطلبي رفض قانون إسقاط فوائد القروض، وان أكثر من نائب أخبره أن القانون سيمر وسيقر في نهاية الأمر، وإنني إنسان حسود وأكره الخير لغيري!! بالمناسبة، قريبي هذا لديه 8 أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 13 عاما، والعدد مرشح للزيادة، وليس في حسابه دينار واحد ضمان مستقبل أولاده، وفوق هذا يسعى جاهدا، بمؤازرة قوية من نوابه، لنهب أموال أطفاله وأحفاده وصرفها على السفر إلى القاهرة لكي يستمتع بتدخين الشيشة في مقهى عند سيدنا الحسين!

* * *
ملاحظة: إن ميزانية الدولة يجب أن تتعادل، وخزائن الدولة يجب أن تملأ، والدين العام يجب أن يخفض، وأن يمنع تدخل القوى الأخرى في الشؤون المحلية، وأن نعيد تعليم الشعب كيف يعمل، بدلا من البقاء عالة على الحكومة، وبغير ذلك ستتعرض روما للإفلاس!
(ماركوس سيليوس سيسيرو، فيلسوف ومحام من روما ولد عام 109… قبل الميلاد!).

أحمد الصراف