سامي النصف

أن تكون وطنياً في أيامنا الوطنية

التهنئة لاسرة آل الصباح الكرام وللكويت بدخولنا العام الخامس من حكم صاحب السمو الامير المديد وبسلامة وصول سمو الشيخ سالم العلي مشافى معافى من رحلة العلاج بالخارج، فقرت اعين الجميع.

 

تبدأ هذه الايام الاحتفالات باعيادنا الوطنية التي تختتم بنهاية الشهر المقبل، وأهم ما يجب ان نعمله في هذا الشهر هو ان نحيل اقوالنا الى افعال فلن يستفيد الوطن شيئا من رفع اعلامه فوق الرؤوس بينما تمزق اعمالنا بشكل يومي قماشه ونسيجه شر ممزق.

 

ومن ذلك فليس من الوطنية بشيء ان نضرب وحدتنا الوطنية وان نعلي ونعلن ولاءنا للقبيلة والعائلة والطائفة فوق وقبل ولائنا للوطن، كما ليس من الوطنية بشيء ان نعادي شركاءنا في الاوطان دفاعا عن الغرباء او حتى الاقرباء مهما كانت مكانتهم او ارتفعت اسهمهم، فالوطنية وحب الكويت لا يحتملان ان يشاركهما احد آخر في حبهما فأنت مع وطنك او ضده.. ولا ثالث بين الاثنين!

وليس من الوطنية ان تعامل الكويت على انها بقرة حلوب او محطة وقود تغرف منها الخيرات حتى يجف ضرعها او تنشف خزاناتها وخزائنها، ان بقاء الكويت مرتبط بشكل مباشر ببقاء ثرواتها والحفاظ عليها لاجيالنا المقبلة وهذا هو القياس الحقيقي لوطنية الوزير والخفير، النائب والكاتب، الغني والفقير.

 

كما انه ليس من الوطنية بشيء عمليات التسخين السياسية «اليومية» التي تهدف للتكسب والإثراء الشخصي والحفاظ على الكراسي الخضراء، كما انه ليس من الوطنية خلق تجمعات ضارة تفرق بين ابناء الوطن الواحد مثل «ثوابت السنة» و«ثوابت الشيعة» وفي الغد «ثوابت الحضر» و«ثوابت البدو».. الخ، من مسميات ما انزل الله بها من سلطان تساعد في النهاية على تشطير البلد وتفتيته.

وليس من الوطنية بشيء ارتكاب جريمة «التعميم» المدمرة، فعشر آلاف «معسر» يراد عبر عمليات الدغدغة الشعبوية والتعميم ان يشاركهم 300 الف «موسر» فيدفع عنهم الوطن المتباكى عليه وعلى أمواله العامة، ما اقترضوه برضاهم حتى لو افلست خزائنه، وبضعة آلاف من البدون المستحقين يفرض علينا عبر القانون «الاكتع» ان يشرك معهم عشرات الآلاف ممن قدموا بعد عام 90 وتعرف بشكل مؤكد جنسياتهم الاخرى، وخمسة آلاف معاق يشاطرهم المزايا الواجبة 25 الف كفيف يقود السيارة، ومعاق ذهنيا يفوق اقرانه تفوقا بالدراسة، وعاجز ومشلول يسبق الغزال في ركضه والكنغر في قفزه.

 

آخر محطة:
 
ليس من الوطنية بشيء الاعتداء على الأملاك العامة، ومحاربة فرق الازالات التي ارجعت للكويت شكلها الحضاري الجميل بعد ان شوهته التعديات وعمليات القفز على القوانين المرعية.