أهم الأمور التي يفتقدها البعض منا في الكويت هو التقييم الصحيح والحكيم للأوضاع العامة أو ما يسمى بالإنجليزي «SITUATION AWARENESS» لذا تجد الكثيرين يغضبون من أمور لا تغضب غيرنا من الشعوب كحال تفاعلنا الحاد مع غلطة فرد أو الحنق الشديد بسبب التباينات السياسية المعتادة بين النواب أو بينهم وبين الحكومة.
نقول هذا ونحن نحاول الإجابة عن تساؤل هام يطرح كثيرا هو هل وضعنا الآن أفضل من حالنا قبل أربع سنوات؟! واعتقد بموضوعية تامة أن الإجابة هي «نعم» قاطعة، فعلى مستوى الأسرة والفرد الكويتي ازدادت دخولهم بالزيادات التي أقرت وبالانخفاض العام للأسعار والتوسع في مواد البطاقة التموينية الحكومية إضافة الى إنشاء صندوق المعسرين في وقت يعاني فيه العالم أجمع من تداعيات الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في التاريخ والتي أودت بدول وحرمت مئات الملايين من مصادر رزقهم.
وفي الفترة ذاتها حازت أربع نساء كويتيات ثقة الناخبين في قفزة حضارية بارزة، كما ارتقى سمو رئيس مجلس الوزراء منصة الاستجواب فأوقف «كرت» ابتزاز كان له أن يوقف، وشهدت البلاد في الأسابيع الماضية حالة هدوء سياسي فريدة ارتاح لها المواطنون، كما تقدمت الحكومة للمرة الأولى بعد ربع قرن ببرنامج تنمية وخطة عمل تقدم بها الشيخ أحمد الفهد كلفتها 37 مليارا استبشرت بها البلاد والعباد، كما أصبح للقانون مخالب وأنياب تمثلت في إزالة التجاوزات على الأراضي العامة للدولة دون تهاون أو مجاملة.
وعلى المستوى السياسي والاقتصادي شهدت البلاد أنشطة القمة الاقتصادية الأولى في تاريخ العرب، ولو بدأ عمل الجامعة العربية عام 1943 بمثل هذا المنحى لكانت الأمة قد قاربت ـ لربما ـ الاتحاد الأوروبي في الإنجاز، كما شهدت الساحة الإقليمية وساطة صاحب السمو الأمير بين الأطراف المتخندقة على المستوى العربي وقد أصبحت تلك الوساطة مرجعية تاريخية للأمة العربية وقد عادت من خلالها الكويت لدورها التاريخي المشهود في إصلاح ما يفسده الخلاف بين الأشقاء.
نذكر ما سبق ونحن نحتفل بمرور 4 أعوام على تسلم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم، داعين الجميع للتفاؤل، فأوضاعنا العامة وبكل صدق وموضوعية تدعو للسعادة لا التعاسة، وللفرح لا للغضب، والقادم أفضل وأفضل وما نحتاجه هو فقط ألا نخرب زرعنا الأخضر بأيدينا عبر التناحر غير المبرر وضرب أسس وحدتنا الوطنية، الكويت جميلة وهناك الكثير مما يزار فيها، فلنترك الغضب والزعل لمواطني بلدان المجاعات والزلازل والديكتاتوريات، ولنستمتع بالحياة فكل يوم يمر بتعاسة لا تبررها الأوضاع العامة لن يرجع أبدا.
آخر محطة:
يصحّ أن يسمى صاحب السمو بالمواطن أو الموظف الأول حيث يباشر سموه عمله منذ الصباح إلى بعد خروج الموظفين المعتاد ظهرا ويبقى يعمل رغم ما قد يلم بسموه من مرض أو وعكات صحية، فأطال الله في عمره ومنحه الصحة والعافية لخدمة شعبه ووطنه ومبروك على الكويت العيد الرابع.