سامي النصف

د.العريفي والسيد السيستاني

نتفهم ان ينتقد د.محمد عبدالرحمن العريفي جماعة الحوثيين المنشقة، فبلده ومعه اليمن في حرب معهم، وهم لا يختلفون كثيرا عن جماعة فتح الاسلام المتشددة التي قاتلها الجيش اللبناني حتى اخضعها لسلطة الدولة، ما لا يقبل من د.العريفي هو ان يتسبب في ضرب الوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية عبر تعديه غير المبرر على الشيعة من امامية وزيدية واسماعيلية وهم من تدور رحى الحرب في مناطقهم، فهل في ذلك تقوية للمملكة ام إضعاف لها؟!

كما انه ليس مقبولا على الاطلاق التعدي على احد كبار رجال الدين المسلمين كحال السيد علي السيستاني ممن اشتهر بالتسامح والطيبة ودعمه القوي للوحدة الوطنية في العراق والتآخي بين السنة والشيعة، ورفضه القاطع عبر فتاواه لدعاوى الفتنة والاقتتال الطائفي، حيث اصدر جملة فتاوى عقب تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء رفض خلالها التعدي على السنة ومساجدهم كوسيلة للانتقام، وقال ان عدم الانتقام يمتد حتى لو تم التعدي عليه شخصيا، فهل بعد ذلك التسامح تسامح؟!

كما اصدر قبل ذلك فتوى ردا على سؤال عن جواز اقتحام مساجد السنة وطرد ائمة الجماعة منها بالقول نصا «هذا العمل مرفوض تماما ولابد من رفع التجاوز وتوفير الحماية لامام الجماعة واعادته الى مسجده معززا مكرما»، كما وقف موقفا مشرفا من مقتل الشيخ خالد السعدون امام مسجد اسامة بن زيد في الزبير، واصدر فتوى بتحريم مثل تلك التعديات حتى اسماه بعض السنة «ابا العراق».

كما رفض في فتاواه قتل منضوي حزب البعث او الاجهزة الامنية السابقة وكاتبي التقارير ضد المؤمنين، كما اتى في احد الاسئلة، وطالب بتسليمهم للاجهزة المعنية، ورفض تعليق صوره على المباني وافتى بحرمة حيازة الآثار المسروقة، وطالب باعادتها للمتحف الوطني، كما حث على تحاب وتواد العراقيين من كل الاديان والطوائف حفاظا على الوطن، فهل يستحق من يقوم بتلك الاعمال الجليلة التي تخدم كل المسلمين الشكر والمدح أم الذم والقدح؟!

يتبقى ان علينا في الكويت ان نضع «مسطرة واحدة» للتعامل مع من يتعدى على عقائد الآخرين، فإما رفض دخولهم جميعا دون ضجة او افتعال ازمة سياسية كوسيلة لردعهم املا ان تشاركنا الدول الاخرى ذلك الفعل الحافظ للوحدة الوطنية في بلداننا، او ان نسمح بدخولهم جميعا مع اعطاء الفرصة لمن لا يتفق معهم بمناظرتهم وانتقادهم في الصحافة ووسائل الاعلام.

آخر محطة:
 
1 ـ العزاء الحار لآل المرزوق الكرام بوفاة المغفور له صلاح المرزوق، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان.

2 ـ العزاء الحار للصديق العزيز د.عبدالعزيز الفايز سفير المملكة العربية السعودية في الكويت بوفاة المغفور له خاله عبدالله الصالح، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان.

3 ـ واطال الله في عمر الزميل د.احمد البغدادي الذي أعتقد ان وصيته التي نشرت كمقالة هي قضية خاصة تم نشرها بـ «الخطأ»، حيث ان وصايا المثقفين توجه عادة للامة قاطبة ولا تعكس توصيات شخصية كحال الافراد العاديين.

4 ـ دعوة لزيارة مدينة الاحمدي في المساء حيث يذهل الزائر من معالم الزينة الرائعة لتلك المدينة التاريخية، فالشكر الجزيل لمحافظها الشيخ د.ابراهيم الدعيج ولمؤسسة البترول ولشركة نفط الكويت المحدودة.

احمد الصراف

الوحدة الدينية النفعية

ابتسمتُ وأنا أقرأ بداية تصريح رجل الدين راضي حبيب في «الوطن» الاسبوع الماضي، الذي استنكر فيه قيام النائب رولا دشتي برفع دعوى قضائية ضد زميلها سعدون حماد العتيبي! واتسعت ابتسامتي اكثر ومعها نظراتي وانا اقرأ كلامه بان النائب رولا كانت تحض ناخباتها في ندواتها الانتخابية لمجلس الامة، على المشاركة السياسية والتعبير عن آرائهن بحرية تطبيقا لمواد الدستور، ولكنها عادت الآن وناقضت نفسها برفع دعوى على النائب سعدون حماد الذي اختلف معها في الرأي(!!).
وعند قراءة الفقرة الاخيرة من التصريح لم أتمالك نفسي من القهقهة بصوت عال عندما وصلت الى الفقرة التي «أكد» فيها الشيخ راضي ان النائب سعدون حماد «معروف بحرصه الشديد وتفانيه في حفظ الاموال العامة»! وانه لا يلام على كشف الحقائق عن الوضع السيئ الذي تمر به الدولة، وما تمثله جهوده من تحقيق لمطالب «الشعب» والدستور والمحافظة على ممتلكات الدولة وحمايتها من العبث!
لا ادري، كيف وصف الشيخ راضي اتهام النائب سعدون حماد لزميلته رولا دشتي باقتراض، او لهف 50 مليون دينار من البنك الصناعي، بانه مجرد اختلاف في الرأي ووجهات النظر، ولا ادري على ماذا اعتمد؟ وهل سيعتبر مثلا اعتدائي اللفظي عليه، او القول مثلا بانه مدفوع من سعدون حماد لقول هذا الكلام بحق زميلة ايضا مجرد اختلاف في الرأي، ام انه سيفكر في الاعتراض قضائيا؟
نعترف هنا بان من الصعب -تحت الظروف الحالية- السير خطوة واحدة في طريق علمنة الدولة، او ان تكون لنا القدرة على قطع الحبل السري الذي يربط «المؤسسات الدينية» باطراف متنفذة في الحكومة، كما اننا نفتقد القدرة على التخفيف من نفوذ رجال الدين، والسياسيين والمتشددين منهم بالذات، في تسيير امور الدولة بغير الكتابة، وبالتالي فكل احلامنا وامانينا صعبة التحقق والمنال، في الوقت الحاضر على الاقل، ولكن ألا يحق لنا وألا تستحق هذه الامة رجال دين من نوعية افضل واحسن؟ وهل «كتب علينا» ان نعاني من مثل هذه العقليات الى الابد؟ وبعدين «كجا مرحبا» الشيخ راضي حبيب بمسألة الدفاع عن سعدون حماد.. بالذات؟ هل في الامر وحدة نفعية بعد ان سقطت الوحدة الوطنية بالضربة القاضية؟

أحمد الصراف