سامي النصف

وداعاً للمتفائل المبتسم دائماً

تولى الفقيد وليد خالد المرزوق رئاسة تحرير «الأنباء» في مرحلة حرجة من تاريخها وتاريخ الكويت وهي الفترة الممتدة من عام 90 حتى عام 95 والتي حفلت بقضايا كبرى ابتدأت بالغزو وانتهت بمرحلة إعمار ما دمر.

فبعد مرحلة قصيرة من تولي أبي خالد رئاسة تحرير جريدة «الأنباء» تم غزو الكويت وكان خارجها آنذاك فاتجه مع أخت الرجال شقيقته بيبي لإصدارها من القاهرة، حيث كانت أول جريدة كويتية تصدر ابان الغزو وتوزع بالمجان في الدول العربية وأوروبا لإثبات أن الكويت باقية رغم ما حدث ولبث روح التفاؤل بين الكويتيين في الداخل والخارج.

ومع تحرير بلدنا الذي تنبأ وكتب عنه المتفائل دائما المرحوم وليد خالد المرزوق، بدأت عملية اعمار الدمار وكانت القوات الصدامية قد تعمدت ألا تبقي في دار «الأنباء» حجرا على حجر، حيث سرقت المطابع ودمرت المكاتب وكتب اسم هولاكو العصر صدام على كل ركن وزاوية من الجريدة.

وقد التقيت الراحل مرارا وتكرارا في الجريدة أحيانا، وعلى الطائرة أحيانا اخرى، حيث كثيرا ما كان يفتح باب كابينة القيادة ليطل أبو خالد باسما ومسلما على الطاقم وكانت اغلب رحلاته الى القاهرة، حيث توجد أعمال شركاته.

فرحم الله راحل الكويت وليد خالد المرزوق وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان (وإنا لله وإنا إليه راجعون).

آخر محطة:

ما أحب الناس عبدا الا وأحبه الله فقد امتلأت المقبرة وديوان عائلة المرزوق الكرام بآلاف المعزين، فلله ما أعطى ولله ما أخذ وعزاؤنا ان فقيدنا أبا خالد باق بأفعاله الخيرة وسيرته العطرة بين الناس.