علي محمود خاجه

أدخلوا العريفي

شخصياً، فإن السيد السيستاني بالنسبة لي هو عالم دين جليل لا أتبع مرجعيته، ولكن أجلِّه كثيراً، وبالنسبة لي شخصياً فهو أقرب بل أفضل من الشيخ محمد العريفي بكثير، لأنه على الأقل لا يصف شيوخ الدين وإن اختلفوا عقائدياً معه بالزندقة والفجور.

لمن لا يعرف فإن السيد علي السيستاني يعتبر مرجعاً شيعياً مهماً جداً، ولمن لا يعرف أيضاً، فإن أي مسلم شيعي من الواجب أن يكون له مرجع يقلّده فالتقليد واجب وليس اختيارياً، أي أنه لا تصح العبادات أو الأحكام الشرعية من دون تقليد إذا كان الشخص غير قادر على استنباط الأحكام الشرعية بنفسه. وجزء كبير من شيعة الكويت إن لم يكونوا غالبية الشيعة هم من مقلدي السيد السيستاني، بناء على هذا الأمر فإن ما قاله الشيخ العريفي ليس شأناً سعودياً عراقياً، كما وصفه النائب وليد الطبطبائي، بل هو مساس مباشر باختيار كل مقلدي السيستاني والكويتيين منهم على وجه الخصوص.

أذكر هذا الكلام لوصف الحالة فحسب لمن يجهلها ويجهل خلفياتها ويعتقد أن تصعيد البعض هو لخلق البلبلة فحسب.

لكن، ولأنني مؤمن بحرية التعبير والاعتقاد والقانون، فإنني بالتأكيد أرفض سلوك المنع ووضع الأقفال الحديدية على الكويت والتضييق يوماً بعد يوم على الرأي والاعتقاد والعقيدة والفكر، على مر عامين منع السيد الفالي من الدخول فهب التيار الديني الشيعي، وتحدث عن حرية التعبير ورفض تكميم الأفواه وسكت أغلب البقية، ومنع بعدها الأستاذ نصر حامد أبوزيد فهب التيار المدني مطالباً بحرية التعبير وسكت أغلب البقية، واليوم منع الشيخ العريفي فهب التيار الديني السُنّي منادياً بالحرية وسكت أغلب البقية.

ليدخل الفالي وأبوزيد والعريفي مهما اختلفنا أو اتفقنا معهم، فالحرية لا تتجزأ، ولمن يجد أن أحدهم أساء إليه أو إلى معتقده فليتقدم بشكواه والقضاء هو الفيصل، أما أن نجعل الكويت وكالة بألف بوّاب كل له مزاجه في من يدخل ويخرج، فإن هذا يعني أننا لسنا في دولة، فلا يعتقد الشيعة اليوم أو التيارات الدينية السُنيّة من ذي قبل أنهم انتصروا، فهم لم يزيدوا الكويت إلا قيداً كريهاً آخر، أما التيار المدني المأسوف عليه فعليه أن يكون جريئاً واضحاً وصريحاً وليطالب بدخول العريفي وغير العريفي، ولتسري الحرية في العروق قبل أن تقضي ثقافة المنع على ما تبقى من مجتمعنا.

ملاحظة: اقتبست مسألة وجوب المرجعية حرفياً من موقع «ويكيبيديا» العربي.

خارج نطاق التغطية:

لم تقم اللجنة الأولمبية الكويتية إلى اليوم بإرسال ربع رسالة إلى اللجنة الأولمبية الدولية بعد مرور أسبوعين من إيقافنا أولمبياً، سؤال بسيط، هل فعلاً يستطيع أحد مواجهة أحمد الفهد؟

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

سامي النصف

وباء «التعميم» القاتل

وباء خطير يجتاح البلاد له تداعيات أشد وأقسى علينا بكثير من وباء إنفلونزا الخنازير، ذلك الوباء هو «التعميم» الذي يدل على السذاجة والتسطيح وقلة الثقافة العامة ويتسبب تفشيه وانتشاره السريع والواسع في تشطير وتقسيم البلاد وضرب وحدتها الوطنية في مقتل.

 

فما ان يتضايق حضري من ممارسة موظف قبلي او العكس حتى يعمم ما يشعر به على جميع الآخرين، والأمر كذلك بين منتمي الطوائف المختلفة فأي غلطة او هفوة لشيعي او سني يتم تحميل كل المنتمين الآخرين لهذا المذهب او ذاك تبعات تلك الغلطة او المقولة.

 

وقد حاول البعض ان يستخدم ثقافة «التعميم» الخاطئة لتحميل المال العام كلفة تقارب 30 مليار دولار (8.5 مليارات دينار) عبر تعميم خطأ، تعرض له مقترض، على 270 الفا من المقترضين الآخرين دون دليل أو قرينة تثبت ان الجميع تعرضوا لمثل ذلك الخطأ.. إن تم!

ومثل ذلك قانون البدون الذي ساوى و«عمم» حقوق من تواجد على أرض الكويت منذ الستينيات ويستحق الجنسية حسب القوانين المرعية، ومن قدم إليها في التسعينيات او حتى بعدها من أصحاب «الهوسات»، وقد تلقيت في هذا السياق رسالة من الزميل الكاتب فيصل حامد السوري المقيم في الكويت منذ أكثر من 50 عاما (نصف قرن) يشتكي فيها مر الشكوى من وضعه القائم ويطلب لقاء المسؤولين لرفع معاناته المستمرة مع الإقامة والكفلاء.

 

ومن قضايا التعميم المسيئة مسميات قميئة وقبيحة مثل «أصحاب الدماء الزرقاء» غير المسبوقة في القواميس السياسية والإعلامية للدول الأخرى والتي يطلقها من يشاء على من يشاء بقصد الإساءة دون ان يعلم مطلقها بأنه يسيء لنفسه قبل غيره كونه يقر بالدونية تجاه الآخرين فهم حسب مقولته اصحاب دماء أنقى وأطهر من دمائه، والغريب ان من توجه لهم تلك السهام الظالمة من الأبرياء لم يقل أحد منهم قط إن دمه او وضعه أفضل من الآخرين، فهل بعد تلك المظلمة مظلمة؟!

 

آخر محطة: ضمن المبادرات الطيبة والمعتادة لـ «السفراء» عبدالعزيز البابطين توجه وفد شعبي كويتي صباح امس للرياض حيث التقى سمو الأمير الملكي سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض وسمو الأمير الملكي احمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية قبل ان يلتقي بعد الظهر بولي العهد السعودي سمو الأمير الملكي سلطان بن عبدالعزيز للتحمد له بسلامة الوصول بعد رحلة علاجه بالخارج وقد حمل كبار المسؤولين السعوديين الوفد الكويتي أجمل وأطيب التحيات للكويت قيادة وشعبا.. وشكرا وما قصرتوا.

احمد الصراف

الغضب الساطع آتٍ

ما نقرأ عنه في الصحف والمطبوعات ونشاهده في السينما والأفلام الوثائقية ورسائل الإنترنت ومقاطع اليوتيوب وغيرها من وسائل الإعلام، إضافة إلى ما نراه رأي العين من مسيرات وتظاهرات الغضب والألم التي تخترق شوارع مدن الحزن والبلاء من أرخبيل أندونيسيا وحتى أطلس المغرب، كلها وأقل منها، كافٍ لإلقاء الرعب في أقسى القلوب وإرسال قشعريرة لأقوى فقرات الظهر وبث الهلع لدى سياسيي أعتى الأنظمة، فهذا الغضب الإسلامي والتظاهرات الدموية والسيوف التي تقطر دما والرؤوس الموشحة بأربطة سوداء وصفراء وحمراء، والسلاسل التي تلهب الظهور والأكف التي تحرق الصدور والوعيد الملهب للحناجر، متوعدة الأعداء من غربيين وكفرة ويهود، وحتى مسلمين عرب وعجم، بأبشع النهايات، وكل تلك العيون الفلسطينية واللبنانية والإيرانية والعراقية وغيرها التي تقدح شررا، وهي تسمع خطبا نارية تقطر دما وتفجر النفوس وتدفعها للجهاد والموت في سبيل العقدة والعقيدة، مع ما يصاحب ذلك من صور أطفال يتوعدون «أعداءهم» بالموت والأحزمة الناسفة تطوق صدورهم والقنابل تتعلق بأحزمتهم والشعارات المتطرفة تملأ الفضاء من حولهم، وأمهاتهم وآباؤهم يهللون ويزغردون خلفهم، متمنين لهم الشهادة في سبيل الوطن والدين، متوعدين الغرب وإسرائيل والعالم الآخر برمته بالقتل والسحل والموت والدمار، كل هذه ما هي إلا بدايات نهاية العقل والمنطق لدينا، مع كل آثار كراهية الاخر المتمثلة في العمليات الانتحارية، ما ينفذ منها وما يحبط، وما تنشره من موت ودمار عبثي وسط مناحات وأدخنة سوداء تملأ فضاءات المدن والعقول في كل مكان، وما يتبعها من ردود فعل وتشدد ضد كل ما هو عربي وإسلامي في الشرق والغرب، ليطاردوا كحثالات البشر وآفات وأوبئة يجب التخلص منها بإبعادها ليفقد الآلاف مصادر عيشهم ويطردوا من أعمالهم ويرحلوا لسابق أوطانهم، حيث الاعتقال والاستجواب والتعذيب وربما الفناء الأبدي!
نعم العالم مصدوم ومبهور ومندهش وخائف من كل هذا الغضب الديني والزخم العقائدي الذي نصدره لهم كل يوم في مختلف الصور والأشكال، ولكن هل نحن حقا بكل هذه القوة النفسية والعسكرية والعلمية، لكي نشكل تهديدا حقيقيا للسلم العالمي؟ الجواب «لا» كبيرة، فلا قوة ولا حول لنا في أن نشن حربا أو نفوز في معركة ضد أي من أعدائنا، صغر أم كبر! ولكن هذا لا يعني أن حكوماتنا، المعنية أكثر من غيرها بالأمر، يجب أن تترك الأمور على الغارب، فإمكان حصول قلة مجنونة منا على أسلحة دمار شامل ووضع العالم على شفير الهاوية، أو التسبب في فناء جزء كبير من البشر لا تزال قوية، وأن علينا السعي بكل ما نملك لوقف هذا المصير المظلم الذي سنكون أكبر ضحاياه! ولكن هل باستطاعتنا حقا القيام بأي شيء لوقف الكارثة القادمة لا محالة، هاجرنا أم لم نهاجر؟

أحمد الصراف