تحت عناوين متعددة، تتصدرها كلمة الفضيحة/ الفضائح، وتتبعها شعارات بغيضة غبية قبيحة، تكونت شريحة من ينتسبون إلى المجتمع الإسلامي، وغالبيتهم من فئة الشباب من الجنسين مع قيادات متشددة من يفترض فيهم النضج، يستخدمون الوسائل التكنولوجية الحديثة وخصوصا مواقع الـ (يوتيوب) والـ (فيس بوك)، لنشر سموم تفتك بالأمة الإسلامية.
وهذا المد المريض، مع اختلاف الجناة وطوائفهم سواء كانوا من متشددي السنة أم من متشددي الشيعة، أصبح يؤثر في نفوس بعض الناس ممن يصدقون كل ما يمكن الحصول عليه من موضوعات وصور ومعلومات ومشاهد فيديو، وخصوصا على صعيد الخلافات العقائدية بين المذاهب، ومع شديد الأسف، يندر الوقوف على مواقف واضحة من قبل المعتدلين من علماء الأمة من الطائفتين الكريمتين في التحذير من تصديق الأفعال الخبيثة التي يعتقد فاعلوها أنهم إنما يفعلون ذلك لخدمة الدين الإسلامي والدفاع عنه، وهي بلا شك أفعال منكرة قبيحة متسترة وراء شاشات الحواسب الآلية، وفي الغرف المظلمة.
مقاطع الفيديو على (اليوتيوب) هي اليوم من أكثر المواد المتداولة، وليس صعبا اكتشاف الكم الهائل من النوايا التدميرية التي تقوم بها جماعات طائفية بغيضة من خلال بث مواد مرئية خطيرة يتقصد فاعلوها اختيار القضايا الخلافية أو المواقف الشخصية لبعض خطباء أو علماء مفترضين يفتقدون الإحساس بالمسئولية الدينية والوطنية، ومنها ما يدعو إلى شتم الصحابة وأمهات المؤمنين “رض”، ومنها ما يستخرج الآراء الفقهية الشاذة لعلماء من الطائفتين وتُعرض للسخرية وتبادل الشتائم والاتهامات والتكفير والإخراج من الدين الإسلامي، ومنها ما هو مفبرك عمدا لإضفاء المزيد من المشاعر العدائية، وهذه بضاعة رخيصة مجانية رائجة، تنتشر كالنار في الهشيم عبر إرسالها إلى ملايين العناوين الإلكترونية بروابط تنقل المشاهد مباشرة إلى المادة القبيحة لتبدأ مرحلة تبادل الاتهامات والشتائم ودعوات القتل والدموية الوحشية.
ما يلفت النظر، أن بعض القنوات الفضائية، فتحت المجال للمهرجين والممثلين، وقنوات أخرى أوجدت لها أسلوبا منكرا من خلال الترتيب مع بعض المتصلين ليطرحوا، بطريقة مسرحية مكشوفة، تساؤلات أو مداخلات لا هدف منها إلا إثارة أبناء الأمة الإسلامية وبث العداوة والبغضاء التي لا تحتاج إلى مزيد من الوقود لإشعالها في نفوس شريحة كبيرة من البسطاء، وإذا كان مقدم البرنامج والضيف باعتبارهما من أهل الوعظ والإرشاد قبلوا بهذا الأسلوب المنحط، فما بالك بالمشاهدين الذين لن يكونوا جميعهم طبعا من ذوي العقول والألباب ليكتشفوا الطيب من الخبيث!
في الأيام المقبلة سنستعرض بعون الله نماذج من البضائع الرخيصة المجانية